منذ أن بدأ المنتخب المصري مشواره في بطولة الأمم الإفريقية الحالية، أقدم النظام المصري على اتخاذ قرارات تزامنت مع معظم أيام مباريات مصر، أو أعقبتها مُباشرةً أو أسلفتها مُباشرةً، تضمّنت من بين ما تضمّنت رفع أسعار سلع أساسية، وأحكام قضائية ضد المئات، واعتقالٍ للعشرات وقرارات عسكرية استراتيجية، مررها النظام مع غيرها من الأحداث أثناء انشغال ملايين المصريين في متابعة مباريات منتخب بلادهم في البطولة.
1500 شخص على قوائم الإرهاب يوم مباراة مالي
يبدو أن استغلال النظام المصري لانشغال ملايين المصريين في متابعة مباريات منتخب مصر في البطولة كان متوقعًا لدى البعض، وظهر ذلك بوضوح بعدما أصدرت المحكمة الإدراية العليا في مصر حكمًا نهائيًا يؤكد مصرية جزيرتي تيران وصنافير، في 16 يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم السالف لبدء المنتخب المصري مشواره في البطولة بلعبه لمباراة أمام مالي في 17 يناير (كانون الثاني).
وبعد الحُكم انتشرت لهجة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مفادها أنه على البعض متابعة المباراة وعلى البعض الآخر حماية الجزيرتين، ومراقبة الحدود؛ حتى لا يبيع النظام جزءًا جديدًا من الأراضي المصرية، بحسبهم.
وفي يوم مباراة منتخب مصر مع منتخب مالي، والتي انتهت بالتعادل السلبي، وقبل المباراة المرتقبة بساعات ودقائق قليلة، أدرجت محكمة جنايات القاهرة في17يناير (كانون الثاني)، نحو 1500 شخص ضمن ما يسمى بقائمة «الإرهاب»، تلك القائمة التي يتخد ضد المنضمين إليها إجراءات الإدراج على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول وسحب جواز السفر أو إلغاؤه وتجميد الأموال. وتضمنت القائمة اسم اللاعب محمد أبو تريكة، الذي يعد واحدًا من أفضل لاعبي كرة القدم في مصر وإفريقيا؛ مما أثار موجة غضب لدى الجمهور المصري.
وقبل المباراة أيضًا بأقل من يومين، قررت وزارة الزراعة رسميًا رفع طن الأسمدة بنحو 50% من ألفي جنيه إلى 5960 جنيهًا، بالرغم من نفي مجلس الوزراء قبل شهر أن يُنفّذ القرار الذي أثار غضب المزارعين والفلاحين في مصر، الذين تقدموا بالشكوى ضد خلال الأيام الأولى للبطولة، دون استجابة حتى الآن.
مقتل ثمانية مدنيين يوم مباراة أوغندا
في 21 يناير (كانون الثاني)، اليوم الذي أُقيمت فيه مباراة مصر مع أوغندا، وانتهت بفوز المنتخب المصري بهدف نظيف، وقعت حادثة لم يلتفت إليها كثيرون، وهي مقتل ثمانية مدنيين، وإصابة آخر، إثر سقوط قذيفة على منزل جنوبي مدينة رفح الواقعة شمال سيناء، وذلك بحسب «بي بي سي»، التي لفتت إلى عدم إعلان أية جهة مسؤوليتها عن الحادث.
اللافت أيضًا أن الخبر لم يهتم به المتحدث العسكري المصري؛ إذ لم ينفه أو يثبته، أو يرسل التعازي لأسر ضحاياه كما اعتاد، ولم تنشر الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أية بيانات بشأنه في 21 يناير (كانون الثاني)، في المقابل كان المتحدث العسكري قد نشر خبر تأهل المنتخب المصري لكرة القدم لبطولة العالم العسكرية.
المنتخب العسكرى يتأهل لدور الثمانية فى بطولة العالم العسكرية لكرة القدم ……
Geplaatst door الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة op Zaterdag 21 januari 2017
اعتقال العشرات في الذكرى السادسة لثورة 25 يناير يوم مباراة غانا
تزامنت الذكرى السنوية السادسة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، مع مباراة مصر وغانا التي انتهت بفوز المنتخب المصري بهدف نظيف، وصعوده لربع النهائي متصدرًا مجموعته. ودائمًا ما تصاحب الذكرى السنوية للثورة دعوات لإحيائها مع المطالبة بإسقاط النظام أو إجراء تعديلات أو إصلاحات على عدة مستويات.
وساعد تزامن مباراة مصر وغانا مع الذكرى السنوية السادسة لثورة 25 يناير، على تقليص الاهتمام بها في مقابل تزايد الاهتمام بالمباراة، ولم ينتبه كثيرون باعتقال النظام المصري لعشرات المعارضين، لاتهامهم بالتظاهر ومحاولة قلب نظام الحكم يوم المباراة.
حكم عسكري بالمؤبد على 133 مدني يوم مباراة المغرب
وفي 29 يناير (كانون الثاني) اليوم الذي شهد مباراة مصر والمغرب التي انتهت بفوز المنتخب المصري بهدف نظيف ليصعد للدور نصف النهائي في بطولة الأمم الأفريقية؛ أصدرت محكمة عسكرية مصرية عددًا من الأحكام المشددة ضد عشرات المدنيين في صعيد مصر.
وقضت محكمة غرب القاهرة العسكرية بالسجن المؤبد على ـ133 مدنيًا والسجن 15 عامًا على 94 آخرين، وبراءة 29 متهمًا بينهم 17 غيابيًا، وانقضاء الدعوة على أحد المتهمين المتوفين، في القضية رقم 96 عسكرية واالمعروفة إعلامية بـ«أحداث بني سويف».
واتهمت المحكمة 258 شخص بعدة اتهامات من بينها إشاعة الفوضى والإضرار بالوحدة والوطنية وقتل أفراد شرطة، دون تحديد عددهم، وجاء الحكم بعدما أكثر من ثلاث سنوات من حبس المتهمين احتياطيًا، دون إخلاء سبيلهم بعد انقضاء الحد الأقصى للحبس الاحتياطي والبالغ سنتين.
وفي الساعات الأولى من صباح يوم المباراة أيضًا أعلنت الصفحة الرسمية لرابطة ألتراس أهلاوي اقتحام قوات الأمن المصرية «بيوت بعض أفراد المجموعة الحاليين والسابقين فجرًا، والقبض على من تواجد منهم أو من أهاليهم، وسرقة ممتلكات خاصة من البيوت وتدمير كل شيء»، وفقًا للصفحة.
https://www.facebook.com/UltrasAhlawyCom/posts/1584178584940546
رفع أسعار الزيت والسكر يوم مباراة بوركينا فاسو
وفي الأول من فبراير (شباط) الجاري، اليوم الذي شهد صعود المنتخب المصري للمباراة النهائية، بعد فوز شاق على منتخب بوركينا فاسو بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل، بهدف لمثله لكلا الفريقين؛ بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية تفعيل قرارها الذي اتخذته غداة المباراة، برفع سعر الزيت المدعم من 10 جنيهات إلى 12، ورفع السكر المدعم من سبع جنيهات إلى ثماني جنيهات.
وتزامن يوم المباراة مع الذكرى السنوية الخامسة لأحداث بورسعيد التي قتل خلالها 74 من جمهور النادي الأهلي وأعضاء رابطة ألتراس أهلاوي، التي تحمل قوات الأمن مسؤولية الحادث. وبالرغم من إعلان الرابطة عدم إحيائها للذكرى الخامسة بالتظاهر في حديقة الفسطاط، بعد تلقي المقبوض عليهم خلال الأيام التي سبقت الذكرى تهديدات بعدم إخراجهم من السجن، إذا ما تم إحياء الذكرى، فضلًا عن «التهديد العلني بالقتل وملاقاة نفس مصير شهداء بورسعيد يوم ذكراهم»، بحسب بيان «الألتراس»، إلا أن ذلك البيان لم يمنع قوات الأمن المصرية من اعتقال على أكثر من 40 مشجع بالرابطة من محيط النادي الأهلي.
https://www.facebook.com/UltrasAhlawyCom/posts/1587093834649021
مصر تمدد فترة تواجدها العسكري في اليمن يوم المباراة النهائية
واليوم الخامس من فبراير (شباط)، الذي شهد المباراة النهائية في بطولة الأمم الإفريقية بين منتخبي مصر والكاميرون والتي انتهت بفوز الكاميرون بهدفين مقابل هدف، نشرت الجريدة الرسمية المصرية قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي رقم 68 لسنة 2017، والذي يقضي باستمرار المشاركة العسكرية المصرية في اليمن، عبر القوات العسكرية « السابق إرسالها في مهمة قتالية خارج حدود الدولة للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب»، بحسب نص القرار.
وفي ظل الانشغال بالمباراة النهائية، لم يتوقف الكثيرون أمام هذا القرار المثير للجدل والتساؤلات حول مدى جدواه، وبالأخص أن القرار من شأنه زيادة الأعباء العسكرية والاقتصادية على مصر مع الوضع الاقتصادي المتأزم التي تعانيه مصر في الفترة الحالية، وتأكيد السيسي نفسه قبل أيام من إصدار القرار على أن مصر فقيرة، مكررًا جملة «إحنا فقرا أوي».
https://www.youtube.com/watch?v=Bb15DnA6-EM