
الشهيد الطالب إبراهيم البطش
“الحمد الله وبفضله أتممت امتحانات الثانوية العامة بأكمل وجه، وأتمنى من الله أن يرزقني النجاح بعد تعب الدراسة الشاق، وأتمنى منكم الدعوات لي ولكل الطلبة”.
هكذا ما كتبه الشهيد الطالب إبراهيم البطش على صفحته “الفيس بوك” في اليوم الأخير من تقديمه لامتحان الثانوية العامة، ورغم أن دعاءه استجيب ونجح كما تمنى إلا أنه حظي بشهادة أخرى سبقت تلك. فقد استشهد إبراهيم مع 17 شهيد من طلبة الثانوية العامة في عدوان “الجرف الصامد”. ومع 17 شهيد آخرين من عائلته “البطش” في أبشع مجزرة بحق عائلة فلسطينية في هذا العدوان.
ففي يوم إعلان نتائج الثانوية العامة في فلسطين اختلط الفرح بالألم والحزن، فكشوف الناجحين في قطاع غزة على وجه التحديد احتوت على 18 شهيد كما أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أعلنت نتائجهم في “التوجيهي” بعد أن واروا الثرى بفعل العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي بدأ قبل عشرة أيام.
أم إبراهيم التي تكني بـ” أم محمد” سارعت إلى توزيع الحلوى احتفاءً بنجاح ابنها أو لتقهر جرحها العميق على رحيله فقد كان مشهد توزيعها للحلوى مؤلم للغاية لكل من رأى هذه الأم وهي تبكي وتوزع الحلوى في حي الشجاعية وتقول “إبراهيم نجح”.
جهزوا الحلويات

الشهيد الطالب أنس قنديل
عندما عملت أم الشهيد أنس قنديل (17 عامًا) أنه حصل على تقدير 90% في “التوجيهي” أدركت تلك الأم مدى الجهد الذي بذله ابنها للحصول على هذا التقدير ومدى الفرح الذي كان سيناله ووالده عند سماع هذا الخبر، هذا الحال تسبب في أن تنهار الأم قبل أن تندمل جراحها بعد، حيث نقلت في هذا اليوم إلى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، في حالة عصبية وهستيرية شديدة.
أم أنس قنديل (35 عامًا) فقدت ابنها وزجها في غارة إسرائيلية شرسة على مخيم جباليا خلال عملية “الجرف الصامد”، وهي الآن وحدها مسؤولة عن أربع بنات وثلاثة أطفال، تقول الأم في حديثها لوكالة “صفا” أن ابنها أنس وأباه كانوا ينتظرون إعلان نتائج الثانوية العامة على أحر من الجمر، وتضيف بحسرة “كان يحلم أنس أن يدرس تخصص تعليم أساسي في الجامعة الإسلامية، ودرس كثيرًا طوال الفترة الماضية لتحقيق هذا الحلم، ولكن الصواريخ الإسرائيلية قضت عليه وعلى حلمه”، وكان دائما يقول أنس لها “جهزوا الحلويات قربت النتائج”، وقررت الأم أن تحتفظ بشهادة أنس في “برواز” كبير في غرفتها.
حزن عام
وعلى قدر ما أفرحت نتائج الثانوية الفلسطينيين المتفوقين والناجحين، أحزن نجاح الطلبة الشهداء الكثيرون، وكتب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يتبادلون على صفحاتهم حكايات شهداء الثانوية العامة وكلماتهم الأخيرة ومواقف أهلهم من نجاحهم.