أوَّل أمس كان حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي بدأت في الخامس من أغسطس (آب) حتى 21 من نفس الشهر، في خلال هذه الفترة حدث الكثير من الأحداث، ما بين أحداث أثير الجدل حولها كثيرًا، وإنجازات رياضية حققها اللاعبون لأول مرة لبلادهم، أرقام قياسية تم كسرها، وإنجاز أرقام أعلى منها. هنا سنحاول رصد أبرز هذه الأحداث، التي حدثت خلال هذه الدورة الأولمبية.
حجاب اللاعبات يثير الجدل في أولمبياد ريو 2016
كانت البداية مع ظهور لاعبتي المنتخب المصري للعبة الكرة الشاطئية «دعاء الغباشي»، و«ندى معوض» بملابس بأكمام طويلة وسراويل طويلة، وهو مخالف للزي المتعارف عليه في هذه اللعبة وهو «البيكيني»، ويعد هذا أول ظهور بهذا الزي في هذه اللعبة، بالإضافة إلى ارتداء «دعاء غباشي» غطاءً للرأس، في أثناء لقائهما مع منتخب ألمانيا للسيدات في الكرة الشاطئية، وعلى الرغم من أن «الاتحاد الدولي للكرة الطائرة»، كان يمنع اللعب في المباريات بدون زي موحد؛ لكنه خفف من هذه القيود وسمح باللعب بزي مخالف. وكانت اللاعبة سارة سمير ثاني مصرية تحصل على ميدالية، في رفع الأثقال للسيدات في وزن 69 كجم، ترتدي غطاءً للرأس أيضًا.

دعاء غباشي وندى معوض بزي كامل في مباراتهما أمام ألمانيا في الكرة الشاطئية
وظهر منتخب هولندا للكرة الشاطئية للسيدات، بزي كامل يشبه زي منتخب مصر، خلال لقائه بمنتخب أستراليا، وأثير الجدل حول هذا الأمر أيضًا فهناك من رأي أنه تضامنًا مع المنتخب المصري للسيدات؛ لكن ذكر بعد ذلك أن السبب وراء ارتداء هذا الزي هو «هطول الأمطار». هذا وقد ظهرت «ابتهاج محمد» أول لاعبة أمريكية مسلمة وهي ترتدي غطاء للرأس، في لعبة مبارزة «سلاح الشيش»، وحصلت على الميدالية البرونزية.
على الرغم من أن اللاعبة المحجبة كريمان أبو الجدايل ثاني عداءة سعودية تشارك في الأولمبياد بالحجاب، بعد العداءة سارة العطار، والتي شاركت كأول عداءة سعودية في أولمبياد لندن 2012؛ لكن «كريمان» لفتت الانتباه لها على الرغم من عدم حصولها على ميدالية، بسبب «شجاعتها ورغبتها في تمثيل السعودية بصورة مشرفة» في الأولمبياد، وقد سمحت السعودية بمشاركة النساء في الأولمبياد منذ عام 2012.
مشاركات جديدة في الأولمبياد
شهدت هذه الدورة حدثًا جديدًا عندما أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية، مشاركة أول فريق للاجئين، يتكون من 10 لاعبين: خمسة من جنوب السودان، واثنان من سوريا، واثنان من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وواحد من أثيوبيا، ويعلب فريق اللاجئين تحت راية العلم الأولمبي، ولعل أبزر اللاعبين في هذا الفريق السبّاحة السورية يسرا مارديني، والسباحة النبيالية غاوريكا سينغ التي شاركت في أولمبياد ريو لتصبح أصغر مشاركة في الدورة، وهي تبلغ من العمر 13عامًا، وهذا يعد أمرًا جديدًا في هذه الدورة.
أجساد اللاعبين تحمل أسرارًا
ثلاثة أشياء وجدت على أجساد اللاعبين في الأولمبياد، حملت الكثير من التساؤلات، كانت المرة الأولى هي ظهور بقع حمراء على أجساد بعض اللاعبين؛ لتثير التساؤلات حول هذا الأمر؛ ليعلن بعد ذلك أن هذه البقع هي نتيجة استخدامهم للطب البديل «الحجامة»، إذ تساعدهم على علاج «التشنج العضلي وآلام المفاصل».
مرة ثانية يظهر بعض من اللاعبين يحملون على أجسادهم أشرطة مختلفة الأشكال والأحجام، على أماكن عديدة من أجسادهم، وهذه الأشرطة يطلق عليه «أشرطة الحركة»، يضعها اللاعبون على أجسادهم من أجل «تخفيف الآلام، وتقليل تورم أنسجة الذراع والساق».

شعار الأولمبياد على يد أحد اللاعبين في ريو 2016حسب موقع زحمة
وللمرة الثالثة يظهر بعض من اللاعبين، وعلى أجسادهم «تاتو» يحمل الحلقات الأولمبية كوشم، وعلى الرغم من منع وضع أي ماركة، إذ يعد وضع هذا الشعار إعلانًا عنها. لكن سمح هنا للاعبين بوضع هذا على أجسادهم؛ لأنها خاصة بالأولمبياد.
رفض المصافحة بين اللاعبين يثير الجدل
أثير الجدل الكثير حول لاعب الجودو المصري «إسلام الشهابي» بسبب رفضه مصافحة اللاعب الإسرائيلي «أوري ساسون»، بعد انتهاء المباراة معه، وقد أثار هذا الأمر جدلًا كثيرًا؛ إذ علقت اللجنة الأولمبية الدولية بأن هذا «يتعارض مع قواعد اللعب النظيف، وضد روح الصداقة التي تجسدها القيم الأولمبية».

لاعب الجودو المصري «إسلام الشهابي» واللاعب الإسرائيلي «أوري ساسون»
على الجانب الآخر رفضت الأمريكيتان «ليلي كينغ» و«كايتي ميلي» بعد فوزهما بالميداليتين الذهبية والبرونزية في سباق 100 متر سباحة، مصافحة اللاعبة الروسية «يوليا يفيمونا»، الفائزة بالميدالية الفضية أثناء التتويج.
الحيلة والبكاء والروح الرياضية تسيطر على أولمبياد ريو 2016
كانت البداية: مع سقوط سباح إسباني، في حمام السباحة قبل إطلاق الحكم لصافرة البداية، لبدء سباق 400 متر سباحة حرة، وخرج اللاعب من المسبح وهو يبكي، لتتعاطف معه لجنة التحكيم، وتسمح له بالعودة للسباق مرة أخرى، على الرغم من أن هذا الخطأ، يعرض اللاعب للطرد، ولا يسمح له بالعودة للسباق مرة أخرى.
محمد فرح لاعب بريطاني استطاع أن يحقق فوزًا كبيرًا، ليأتي في المركزالأول، ويحصل على الميدالية الذهبية في سباق 10آلاف متر، على الرغم من سقوطه على الأرض أثناء السباق، لينهي السباق في 27 دقيقة و5.17 ثانية، وحقق «فرح» أيضًا في اليوم قبل النهائي للأولمبياد ذهبية 5 آلاف متر، وبذلك يكون تساوى «فرح» مع الإنجاز الذي حققه اللاعب الفنلندي «لاس فايرين»، الذي حقق هذا الإنجاز في عامي 1972 و1976.
على الجانب الآخر فازت
عداءة الباهاما شوناي ميلر، في سباق 400 متر سيدات، عن طريق حيلة، إذ قامت «بالقفز وإلقاء نفسها عند خط النهاية»، لتتفوق بفارق قليل على منافستها في السباق الأمريكية «أليسون فيلكس».
الروح الرياضية تسيطر على سباق النصف النهائي في الجري لـ5000 متر؛ إذ رفضت العداءة النيوزيلندية «نيكي هامبلين»، إكمال السباق، والسبب هي مساعدتها لمنافستها في السباق الأمريكية «داغوستينو»، بعد سقوطها على الأرض، وبسبب هذه الروح الرياضية، قرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى، اعتبار العداءتين فائزتين بالسباق، ويسمح لهما بالمشاركة في نهائي سباق 5000 متر، على الرغم من خسارتهما في هذا السباق.
أحداث رائعة وحزينة ومؤسفة في أولمبياد ريو 2016
طلب الزواج على منصة التتويج، هذا ما حدث للغطاسة «زي هي»، بعد فوزها بالميدالية الفضية في الغطس على ارتفاع 3 أمتار، حيث جاء الرياضي «كين كاي»، «وجلس على ركبته، ثم قدم لها وردة قبل أن يلبسها خاتمًا»، ليثير هذا الحدث الأولمبياد، وينال إعجاب الجمهور.

الغطاسة «زي هي»أثناء طلب الرياضي «كين كاي» منها الزواج
انتحل مدرب ألعاب القوى الكيني «جون أنزراه» في أولمبياد ريو، شخصية اللاعب العداء «روتيتش»، في اختبار المنشطات، وعندما علمت اللجنة الأولمبية بذلك قررت ترحيل المدرب «أنزراه»، وقد تم إبعاد اللاعب «روتيتش» هو الآخر وذلك بعد اتهامه، بأنه كان يسعى لتحذير المدربين من اختبار المنشطات، مقابل حصوله على عشرة آلاف جنيه إسترليني؛ لأنه كان على علم بمواعيد الاختبارات.
أصبح الرباع القرغيزستاني «عزت أرتيكوف»، أول لاعب في أولمبياد ريو يُسحب منه الميدالية البرونزية في وزن 69 كجم، بعد سقوطه في اختبار المنشطات، وظهور تناوله لمادة «ستريشنين» الممنوع تناولها بالنسبة للاعبين.
تحول لون المياه، في بعض أحواض السباحة إلى اللون الأخضر بدلًا من الأزرق، وقد حاول منظمو أولمبياد ريو تنظيف هذه الأحواض؛ لكن انتهت المحاولة بالفشل، حتى كانت المحاولة الأخيرة كما أعلن مدير المنشأة، «غوستافو ناسيمنتو» وهي «سحب المياه من حوض المسابقات، وضخ بدلًا منها مياه من حوض الإحماء»، وبالفعل عاد لون المياه للون الطبيعي، وكان السبب وراء حدوث ذلك هو «نتيجة تفاعل كيميائي قام بإبطال مفعول الكلور» في المياه.

مياه بعض أحواض السباحة عندما تحولت إلى اللون الأخضر
إنجازات جديدة في أولمبياد «ريو 2016» تحدث لأوَّل مرة
كانت أول هذه الإنجازات هي حصول دولة فيتنام لأول مرة، في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد على ميدالية ذهبية، إذ حقق الرامي «هوانغ تشوان فينه» المركز الأول في رماية المسدس 10 أمتار هواء مضغوط، ليحصل بعدها على الميدالية الذهبية.
وفازت البحرين أيضًا بأوَّل ميدالية ذهبية، في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد، عن طريق العداءة «راث جيبيت»، بعد حصولها على المركز الأول في سباق 3 آلاف متر موانع، على الجانب الآخر حصلت اللاعبة التونسية مروى العمري على الميدالية البرونزية في وزن 58 كجم، لتصبح أول مصارعة عربية تحقق ميدالية أولمبية، في هذه اللعبة.
التايكوندو والتاريخ، كانت البداية عندما حقق اللاعب الأردني «أحمد أبوغوش»، أول ميدالية ذهبية رسمية تحصل عليها الأردن في رياضة التايكوندو، وعلى الرغم من حصول الأردن على ثلاث ميداليات في هذه اللعبة، لكنها كانت شرفية لأنها لم تكن رياضة أولمبية رسمية في ذلك الوقت، ولمصر حققت اللاعبة هداية ملاك أول برونزية للاعبة مصرية في رياضة التايكوندو، وفاز اللاعب أسامة الوسلاتي بالميدالية البرونزية الأولى في تاريخ مشاركات تونس، في لعبة التايكوندو.

اللاعبة الإيرانية «كيميا علي زادة»
واللاعبة الإيرانية «كيميا علي زادة» تدخل التاريخ، بعد حصولها أيضًا على الميدالية البرونزية في رياضة التايكوندو، لتصبح أول امرأة إيرانية، تحصل على ميدالية أولمبية في تاريخ الأولمبياد.
على الجانب الآخر حقق منتخب ألمانيا لكرة القدم للسيدات أول ميدالية ذهبية لألمانيا في تاريخ المشاركة في الأولمبياد بعد الفوز على منتخب السويد، وحقق منتخب روسيا لكرة اليد للسيدات أول ذهبية في تاريخه بعد الفوز على منتخب فرنسا، وحصل منتخب البرازيل لكرة القدم للرجال على الميدالية الذهبية الأولى له في تاريخه، وفازت الدنمارك بأول ميدالية ذهبية في تاريخها في منافسات كرة اليد للرجال.
أرقام قياسية في أولمبياد ريو
كانت أولى هذه الأرقام هي تسجيل لاعبة الجمباز أوكسانا شوسوفيتينا، لرقمٍ قياسيّ، حيث إنها أكبر لاعبة شاركت في منافسات الجمباز في تاريخ الأولمبياد تبلغ من العمر 41 عامًا، بالإضافة إلى أنها اللاعبة الوحيدة أيضًا التي شاركت في 7دورات أولمبية متواصلة.
بينما كسر اللاعب البرازيلي «نيمار» الرقم القياسي، الذي كان مكتوبًا باسم الكندية «جانين بيكي»، التي أحرزت هدفها في الأولمبياد بعد مرور 19 ثانية، وقد أحزر نيمار هدفه بعد مرور 15 ثانية من بداية المباراة، على الجانب الآخر حقق اللاعب الجامايكي أوسين بولت ذهبيتي سباق التتابع 100 و200 متر في منافسات ألعاب القوى، ليحقق إنجازًا تاريخيًّا، إذ يعد العداء الوحيد الذي حقق اللقب الأولمبي في سباقي 100متر و200متر ثلاثة مرات، في أعوام 2008، 2012، 2016.
بينما حققت السباحة المجرية كاتينكا هوسو، 3 ميداليات ذهبية في أولمبياد ريو وميدالية فضية، بالإضافة إلى تحقيقها لرقم قياسي عالمي في سباق 400 متر متنوعة، وفي السباحة أيضًا حققت الأمريكية كيتي ليديكي الرقم القياسي في سباحة 400 و800 و1500 متر حر، كما حققت 3 ميداليات ذهبية، وميدالية فضية، وحقق أسطورة السباحة مايكل فيلبس 5 ميداليات ذهبية في أولمبياد ريو، بالإضافة إلى ميدالية فضية أيضًا، ويعد فيلبس صاحب أكبر عدد من الميداليات الذهبية، في الدورات الأولمبية وصلت إلى 23 ميدالية ذهبية.
لورا تروت هي أول لاعبة بريطانية، فازت بأربع ميداليات ذهبية في أولمبياد ريو، في سباق الدراجات الهوائية، وفازت لاعبة الجودو مايليندا كيلمندي، بأول ميدالية ذهبية لدولة كوسوفو في أول مشاركة منذ 120 عامًا، وكان ختام هذه الإنجازات هي للملاكمة البريطانية نيكولا آدمز أول ملاكمة بريطانية تحتفظ بلقبها الأولمبي، وذلك بعد فوزها في المباراة النهائية في وزن 51كجم، لتصبح أول بطلة في هذا الوزن بعد إدخال، الملاكمة النسائية في منافسات الأولمبياد منذ أولمبياد لندن 2012.