احمرار الوجه وتورده ليس دومًا علامةً على اكتمال الصحة وتمام العافية، وقد لا يكون مُعبرًا أيضًا عن الخجل أو المرور بموقف مُحرج؛ فاحمرار الوجه قد يكون – للأسف – مُعبرًا عن مرض جلدي التهابي مُزمن يجب البدء في التعامل مع أعراضه فورًا حتى لا يتفاقم المرض وتزيد الحالة سوءًا؛ في السطور التالية نتعرَّف إلى مرض «الوردية».

اضطراب «تورد الوجه».. ما هو مرض الوردية؟

الوردية، والتي يُطلق عليها أيضًا اسم «العد الوردي»، هي اضطراب جلدي التهابي مزمن، عادةً ما يُصيب الوجه، وخاصةً الجبين والأنف والخدين والذقن، تتمثل الأعراض الرئيسة للوردية في احمرار الوجه بسهولة وتهيج الجلد وانتشار البثور، وقد تشمل الأعراض الأخرى حدوث مشكلات في العين.

وفقًا لما حددته الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD)، فهناك أربعة أنواع رئيسة تندرج تحت مسمى اضطراب «الوردية»، وهي:

1- العد الوردي الحمامي الوعائي: وتشمل أعراض هذا النوع تلون الجلد واحمراره وظهور الأوعية الدموية.

2- الوردية الحطاطية البثرية: وتشمل أعراضها احمرارًا وتورمًا وانتفاخات تُشبه حب الشباب.

3- العد الوردي «الفايماتوس»: وتشمل أعراضه وجود جلد سميك.

4- العد الوردي العيني: والذي تشمل أعراضه احمرار العين وتهيجها وانتفاخ الجفون.

يعد العد الوردي حالة جلدية شائعة، تتراوح تقديرات انتشار المرض بين 1% إلى أكثر من 20%، ويؤثر العد الوردي على ما يُقدَّر بـ14 مليون أمريكي؛ معظمهم لا يعرفون أن لديهم هذه الحالة، وهناك العديد من المشاهير الذين أُصيبوا بمرض الوردية، مثل الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، والأميرة ديانا أميرة ويلز، والممثلة الأمريكية كاميرون دياز.

الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، المصاب بالورد العدِّي – مصدر الصورة: كانيديان أونلاين هيلث

وقد جرى الإبلاغ عن هذه الحالة بشكلٍ متكررٍ لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، وخاصةً أولئك الذين ينحدرون من أصول أوروبية غربية، من ناحيةٍ أخرى، تكون علامات وأعراض العد أسهل في الملاحظة لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الداكنة، أيضًا يُعد هذا الاضطراب أكثر شيوعًا عند الإناث منه عند الذكور، وعادةً ما يظهر هذا الاضطراب بعد سن الثلاثين.

قد تكون نسبة الإصابة بالوردية السابق ذكرها غير دقيقة، لأنه غالبًا ما يتلقى الأشخاص المُصابون بها تشخيصًا خطأً عند إصابتهم بهذه الحالة، يعود هذا إلى أنه لا يجري تشخيص مرض الوردية بسهولة، لأن الكثيرين يعتقدون، بشكل خطأ، أنها حب الشباب أو الأكزيما أو تفاعل حساسية الجلد، لذلك قد تكون النسبة الحقيقية للإصابة أعلى من ذلك بكثير.

لا يوجد علاج حاليًا للوردية، لكن يمكن للناس علاج الأعراض باستخدام الكريمات والأدوية، وبدون علاج قد تزداد الأعراض سوءًا بمرور الوقت؛ على جانب آخر، يجب أيضًا زيادة وعي المُصابين بالوردية بمرضهم، وما هي الأشياء التي تجعل حالة الاضطراب أكثر سوءًا؛ إذ يمكن أن تؤدي بعض الأطعمة والمشروبات إلى تفاقم الأعراض، مثل منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالتوابل والكافيين، كما يمكن أن يؤدي التعرُّض لأشعة الشمس أيضًا إلى تفاقم الأعراض.

وهذه علامات التعرف إلى الإصابة باضطراب تورد الوجه

يمكن أن تختلف علامات وأعراض الوردية بشكل كبير من شخص لآخر؛ لكن هناك بعض الأعراض التي تحدث في معظم حالات الإصابة بهذا الاضطراب، ومنها:

  • تلون الجلد بشكل مستمر، والذي قد يبدو مثل احمرار الخدود أو حروق الشمس التي لا تختفي، يحدث ذلك عندما تتمدد مئات الأوعية الدموية الدقيقة بالقرب من سطح الجلد، ويشمل تلون الجلد أيضًا احمرار الوجه، وهو أمر يحدث عندما يصبح الوجه داكنًا مؤقتًا، قد ينتشر اللون الأحمر من الوجه إلى أسفل العنق والصدر، وقد يشعر المُصاب بأنه ينبعث من الجلد حرارة مزعجة.

Embed from Getty Images

  • تصبح الأوعية الدموية مرئية، وتسمى أيضًا الأوردة العنكبوتية، وتظهر بشكلٍ شائعٍ على الخدين والأنف.
  • حدوث سماكة في الجلد، فقد يصبح الجلد أكثر سمكًا، وعادةً ما يؤثر هذا العرض على الأنف، ويمكن أن يُسبب التهاب الأنف الذي يصيب الذكور أكثر من الإناث.
  • خلال مرض العد الوردي، قد تظهر أيضًا نتوءات صغيرة حمراء تشبه حب الشباب، وقد تحتوي على صديد.
  • أحيانا يؤثر هذا الاضطراب في العيون أيضًا، فنِصف المُصابين باضطراب الوردية يُعانون من حدوث تهيج العينين، فيُصاب بعض الناس بعيون متهيجة أو مائيَّة أو محتقنة بالدم، كما يمكن أن تصبح الجفون حمراء ومتورمة، وفي حالات نادرة، يمكن أن تصبح الرؤية مشوشة.

هناك أعراض أخرى يمكن أن تظهر على المصابين بمرض الوردية، لكنها أقل شيوعًا من الأعراض السابقة، مثل: حدوث حرقان في الجلد، وانتفاخ الوجه نتيجة زيادة السوائل والبروتينات المتسربة من الأوعية الدموية، علاوة على جفاف وخشونة بشرة الوجه.

وما أسباب الإصابة بمرض الوردية؟

لا يُعرف تحديدًا سبب مرض الوردية، لكن المختصين أشاروا إلى أنه قد يحدث بسبب فرط نشاط الجهاز المناعي أو العوامل الوراثية أو البيئية أو مزيج من هذه الأسباب.

كما سبق الذكر، هناك بعض المحفزات التي قد تساهم أيضًا في ظهور أعراض المرض، مثل: الأطعمة والمشروبات الساخنة، ومادة الكافيين، ومنتجات الألبان، البهارات والتوابل التي تحتوي على مادة الكابسيسين، مثل الصلصة الحارة والفلفل الحار والفلفل الأحمر.

جيسيكا، فلوجر أسترالية مختصة بالعناية بالجلد وتعاني من اضطراب العد الوردي – مصدر الصورة: سكوبر

أيضًا هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى سطح الجلد تُعد من محفزات مرض الوردية، منها:

  1. درجات الحرارة القصوى.
  2. أشعة الشمس والرطوبة والرياح.
  3. التوتر والقلق والغضب والضغط النفسي والتعرُّض للإحراج.
  4. التمارين المنشطة.
  5. الحمامات الساخنة والساونا.
  6. بعض الأدوية
  7. الحالات الطبية الحادة مثل البرد أو السعال أو الحمى.
  8. بعض الحالات الطبية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم.

كيف يمكن التعامل مع مرض الوردية؟

كما سبق الذكر، لا يوجد علاج حاليًا لمرض الوردية، لكن العلاجات التي سينصحك الطبيب بالبدء في تطبيقها تتعامل مع الأعراض وتُخفف حدَّتها، هنا يجب معرفة أن الأدوية وحدها ليست كافية، فللتعامل الفعَّال مع حالة الوردية، يجب الجمع بين الأدوية وتغيير نمط الحياة بشكلٍ عامٍّ لكي يحصل المُصاب على نتائج أفضل، كما سيساعد تقليل التعرُّض لمسببات الوردية، السابق ذكرها، في منع حدوث الأعراض.

من الأدوية التي قد يصفها الطبيب، كريمات الجلد التي قد تساعد في تقليل الالتهاب وتغير لون الجلد، كما قد ينصح الأطباء باستخدام المضادات الحيوية الموضعية على الجلد أو المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مُضادة للالتهابات، وقد تكون نتائجها أسرع.

طعام

منذ سنة واحدة
6 من أفضل الأطعمة التي تساعد على التمتع ببشرة نقية

قد يصف الطبيب أيضًا كريمات مموهة تخفي عيوب الجلد، كذلك، يمكن لقطرات العين أن تُخفف من أعراض مشكلات العين التي تحدث في حالة الوردية، ويمكن لأطباء الأمراض الجلدية أيضًا استخدام العلاج بالليزر للمساعدة في تقليل الأوعية الدموية المرئية أو توسع الشعيرات، قد يُسبب هذا الإجراء بعض الألم، كما يمكن أن يتسبب العلاج بالليزر أحيانًا في حدوث كدمات، وتقشر الجلد، وتورم، وألم عند اللمس، ونادرًا ما يتسبب في حدوث العدوى؛ أما إذا كان الشخص يرغب في إزالة الجلد السميك، الناتج من «العد الوردي الفايماتوس»، فيمكنه الاستعانة بجراح التجميل.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد