في الجزء الثاني في الحوار، تحدث الرئيس حسن روحاني بشأن الرسائل المتبادلة بينه وبين الرئيس الأمريكي أوباما.

 كما تطرق الحديث إلى تصريحات الرئيس السابق أحمدي نجاد حول الهولوكوست وإسرائيل والتي أثارت قلق وانزعاج الشعوب الغربية من إيران متسائلة هل سيظل عند الحكومة الجديدة نفس الرأي؟أم لا؟

وأوضح الرئيس حسن روحاني أن مساعدات بلاده للشعب السوري هي مساعدات ودية، و لا علاقة لها بتسليح بشار الأسد، و أشار إلى خطورة الإرهاب في سوريا على المنطقة والعالم.

وأيضًا تحدث عن الوضع الحقوقي في إيران والرقابة على الإنترنت، و أشار إلى أهمية الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في العالم الآن.

وفي نهاية الحوار، عبَّر الرئيس عن تطلعاته لمستقبل إيران والشعب الإيراني، متمنيًا تحقيق وعوده التي وعدها للشعب.

حوار حسن روحاني مع شبكة (NBC(2

آن كوري:

هذه الفرصة التي لديكم ومن المقرر أن ذهابك الأسبوع القادم إلى نيويورك، كم هي مهمة بالنسبة لك؟هل من المقرر أن تلتقي بالسيد أوباما؟ وما أهمية هذه الرحلة بالنسبة لكم؟

حسن روحاني:

في كل الأحوال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة لتوضيح وجهة نظرنا سواءً في كلمة الجمعية العامة أو في كلمة جلسة نزع السلاح أو في اللقاءات الثنائية أو المشتركة التي ستعقد في نيويورك، و ليس في أجندتي بند لبرنامج اللقاء بأوباما.

آن كوري:

أي أنكم سترفضون اللقاء به في المستقبل؟

حسن روحاني:

كل شئ ممكن في عالم السياسة، ومرتبط – بالطبع – بتوفير الظروف اللازمة، قلنا حينما نرى خطوات أولية من حيث حسن النية والثقة المتبادلة، و نرى أن أمريكا تتكلم من موقف مساو، فيمكن لمسائل كثيرة أن تستقر في جدول أعمال المفاوضات، لكن موضوع المفاوضات النووية هو أهم اختبار في هذه المسألة. لو استطعنا أن نصل إلى ثقة متبادلة بحسن النية من الطرفين وبالإرادة السياسية في الموضوع النووي فسيتهيأ المجال من أجل المفاوضات حول سائر الموضوعات.

آن كوري:

كشف السيد أوباما أنه قد تبادل الرسائل معكم، هل يمكن توضيح لهجة تلك الرسائل؟

حسن روحاني:

بعد انتخابات رئاسة الجمهورية ومراسم التنصيب، أي بداية عملي رسميًا، كتب السيد أوباما خطابًا لي وهنأني فيه وطرح بعض المسائل من وجهة نظره، و أنا أيضًا أجبت على تلك الرسالة وشكرته وبينت مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من المسائل التي ذكرها، و طرحت مسائل أخرى في رسالة الإجابة. في رأيي، لهجة الرسالتين إيجابية وبناءة.

آن كوري:

في ظنكم، هل يمكن أن نضع في الحسبان شبكات الرسائل كدعامة وأساس؟

حسن روحاني:

من الممكن أن تكون خطوة صغيرة مهمة جدًا من أجل المستقبل، و أعتقد أن القادة في جميع الدول يجب أن يذكروا المصالح القومية، و لا يجب أن يقعوا تحت تأثير المجموعات المتعصبة، أتمنى مشاهدة ذلك الجو والمجال في المستقبل.

آن كوري:

ألم تندهش عندما تلقيت الرسالة من الرئيس الأمريكي؟

حسن روحاني:

لا، لأن جميع قادة العالم تقريبًا كانوا يهنئونني، و تقريبًا فجميع المسؤولين رفيعو المستوى في العالم الغربي وأوروبا كانوا يهنئونني، و أيضًا السيد أوباما هنأني، و لم أندهش من هذا الأمر خاصةً أن جميعنا يفكر بالمستقبل. بالتأكيد – قياسًا إلى الماضي – مواقفنا من أمريكا واضحة، لدينا مشكلات عديدة في العلاقات منذ ستين عامًا. و شعبنا يشكو جدَا من السياسات الأمريكية، خاصةً الحروب التي فرضتها على المنطقة. لكن على الرغم من الماضي المظلم لا يجب ألا نفقد الأمل في المستقبل، دائمًا يوجد طريق إلى المستقبل إذا وجدت الإرادة السياسية، و إذا أخذ الجميع الدروس اللازمة من الماضي.

آن كوري:

أشرت إلى الإرادة السياسية، عادةً ما يفكر الشعب الأمريكي بشأنكم تحت تأثير أحاديث السيد أحمدي نجاد، قال السيد أحمدي نجاد أن الهولوكوست ليست أكثر من خرافة، هل لديك نفس الرأي؟

حسن روحاني:

لست مؤرخًا، أنا سياسي، لكن ما هو مهم بالنسبة لي هو أن تتقارب شعوب المنطقة والعالم ويستطيعون مجابهة الظلم والعدوان، ذلك الذي أستطيع أن أقول إنه يجب أن يخرج الشعب الفلسطيني من التشريد ويتخلص من الظلم ويعود إلى منازله.

آن كوري:

قال السيد أحمدي نجاد شيئًا يظن الناس أنه من المقرر أنه سيعمل لمحو إسرائيل من صفحة التاريخ.هل هذا هو الشيء الذي تريدونه؟

حسن روحاني:

الشيء الذي نريده في هذه المنطقة هو سيادة الشعب، نحن نؤمن بالصندوق، ونقول أيضًا في القضية الفلسطينية أن صندوق الانتخابات سيحل المشكلة، وسنحترم إرادة عامة شعوب المنطقة ومن ضمنهم هؤلاء المتعلقين بأرض فلسطين.

آن كوري:

سألتك سؤالين بناءً على الأشياء التي قالها السيد أحمدي نجاد وتسببت في تخوفات كبيرة لدى الشعب الأمريكي، أريد أن أسألكم مرة ثانية، هل تريد أن تقول إن تلك التصريحات كانت خاطئة؟أو أن بها مشكلة؟ لأن كثيرًا من الشعب الأمريكي انزعجوا عندما سمعوا بهذه التصريحات (من ضمنها قوله الهولوكوست خرافة وإسرائيل يجب أن تمحى من صفحة التاريخ) وكان قلقهم من هل يستطيعون أن يثقوا في إيران، أريد أن أسألك هل تنفي ذلك الكلام؟ هل تدينه؟

حسن روحاني:

لماذا تعيدين الماضي؟ اهتم شعبنا والعالم بإحدى أهم الانتخابات في إيران، خاطب الشعب الإيراني العالم بصوت واضح، انتخب الشعب شخصًا خطابه معتدل، انتخب الشعب الشخص الذي قال أنه سيسعى إلى التعامل الإيجابي في السياسة الخارجية، لا نريد الحرب مع أي دولة، و نسعى وراء السلام والصداقة بين شعوب المنطقة، و في الأساس نريد أن يعود الاستقرار والهدوء إلى العالم، سياستنا هي سياسة التعامل الإيجابي مع العالم.

آن كوري:

تكلمت عن الدور الإيراني في الاتفاق الأمريكي – الروسي حول عدم شن هجمات على سوريا، كيف يكون رد فعلك حينما ترى صور أطفال سوريا الذين وقعوا تحت الهجمات بالسلاح الكيماوي، باعتبارك إنسانًا وليس باعتبارك رئيس جمهورية؟

حسن روحاني:

أي قتيل يراه الإنسان يؤلم قلبه أينما كان، يحزن الإنسان من طائرة بدون طيار تغير على شعب أعزل، يحزن الإنسان من حرب غير عادلة مفروضة على شعب ما، يحزن الإنسان من أن تشهد إحدى البلاد حربًا أهلية، وكل قتيل يسقط على أرض سوريا يثير قلقي وتأثري، إنني مثل جميع الناس أتأثر بشدة عندما أرى شخصًا بريئًا يسفك دمه على أرض سوريا، لذلك أقول أنه يجب على الجميع أن يحاولوا إيقاف الحرب الأهلية في سوريا، و يتكاتف الجميع لإيقاف الكارثة في سوريا عبر الطريق الدبلوماسي، لكن لا أرى أن الحرب الجديدة تستطيع القضاء على الكارثة، بل أعتقد أن الحرب الجديدة ستزيد الكارثة، و هؤلاء القتلى الذين تتحدثين عنهم سيصيرون مئات في الحرب الجديدة.

آن كوري:

لقد اقترح السيد أوباما بأن تقوم إيران بدورها في إيجاد حل جديد ينهي المسألة السورية.هل من الممكن أن تكون المسألة السورية مجال تعاون بين أمريكا وإيران؟

حسن روحاني:

أصلًا على جميع دول العالم أن تتكاتف في هذه المسألة. من الناحية الدبلوماسية، نحن من الفاعلين في المجال السوري، في السابق بعثنا رسائل من جانب إيران إلى أمريكا، و مؤخرًا الأمريكان أيضًا أرسلوا رسائل وردت عليها الحكومة الإيرانية. بناء على هذا نحن نحاول دعم كل محاولة بإمكانها أن توقف الحرب.

آن كوري:

كما تعلمون، قد قتل في سوريا أكثر من مائة ألف شخص، و أنت رجل دين وعابد وكذلك رئيس جمهورية. هل تستطيع أن توجه مساعدات عسكرية ومالية إيرانية لبشار الأسد، علمًا بأن تلك الأمور تقع هناك؟

حسن روحاني:

مساعدتنا للشعب السوري مساعدة ودية. نحن نساعد سوريا من الناحية الغذائية والدوائية، و سنستمر أيضًا. وبالطبع أتعجب من الدول التي تمد الحكومة السورية بالسلاح وتعلن عن ذلك بصراحة، و الدول – مع الأسف – التي تمد الإرهابيين بالسلاح والمال، الإرهاب خطر كبير على المنطقة، و أتعجب من الدول التي تدين الإرهاب وهي تساعد الإرهابيين الذين تجمعوا في سوريا مساعدة استخباراتية ومالية وتسليحية، وحتى طبقًا لمعلوماتنا وما سبق وقد أعلنته دول أخرى، أن الإرهابيين يملكون سلاحًا نوويًا، وهذا خطر جدًا على العالم وخاصةً منطقتنا، تعالوا جميعًا نحارب الإرهاب والحرب الأهلية والعنف والتطرف، العنف والتطرف لن ينفعا أي شعب وأي شخص.

آن كوري:

هل تقصد القاعدة؟

حسن روحاني:

القاعدة واحدة منها، و بالطبع إرهابيون آخرون، لكن في سوريا، الجماعة النشيطة جدًا هي القاعدة.

آن كوري:

هل أنتم متأكدون أن إيران لا تدعم الحكومة التي تهاجم شعبها بالسلاح الكيماوي؟

حسن روحاني:

قلت نحن نساعد الشعب السوري، و نقف ضد الإرهاب في كل مكان، نحن لا نريد أن ينتصر الإرهابيون في سوريا، هذا خطأ الغرب، إذا دعمت بعض الدول الغربية الإرهابيين في سوريا، فهذا يعني اللعب بالنار في كل المنطقة.

يجب علينا أن نوقف الحرب الأهلية ويجب عقد مفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية (أقصد المعارضين السوريين)، و يجب أن نهيئ المجال من أجل صندوق الانتخابات في سوريا وسنقبل ما يختاره الشعب.

آن كوري:

تعتقد بعض الحكومات أن المساعدات الإيرانية إلى سوريا أكثر من كونها مساعدات ودية، هل تنفي – بحسم – إرسال تسليحات إلى سوريا؟

حسن روحاني:

أجيب أيضًا، لكن أظن أن هذا السؤال تكرر للمرة الثالثة؟

آن كوري:

أنا أتحدث بخصوص مساعدات عسكرية إلى سوريا.

حسن روحاني:

قلت لكِ بصراحة أن مساعداتنا إلى سوريا ودية. بدليل أن في المرات التي هبطت فيها الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا في العراق تحت ضغط أمريكي وخضعت للتفتيش، وجدوا أن المساعدات ودية تمامًا.

آن كوري:

سيدي رئيس الجمهورية، رأيت وقت الانتخابات احتشاد الشعب وسعادته في الشوارع، إنهم يسعون إلى التغيير وقلت أنه ينبغي على الحكومة أن تقلل من تدخلها في الحياة الشخصية للشعب. ماذا تقصد تحديدًا؟هل ستتوقف الرقابة على الإنترنت في إيران؟

حسن روحاني:

تسعى الحكومة وراء تطبيق حقوق المواطنة، و سيصدر قريبًا من جانب الحكومة ميثاق حقوق المواطنة، نريد أن يكون الشعب حرًا تمامًا في إطار حياته الخاصة. في عالم اليوم أصبحت إتاحة المعلومات، و حق المحادثات، و حق تبادل الأفكار، لجميع الشعوب ومن ضمنها الشعب الإيراني، و بالطبع جميع الحكومات تسعى خلف نوع من الرقابة على الإنترنت، بالنسبة لنا، المسائل الأخلاقية وهويتنا القومية مهمة جدًا، لهذا نتعامل في هذا المجال بحساسية، لكن قلبي يريد أن يكون شعبنا مطلعًا وعلى اتصال بكل الاكتشافات البشرية والعلم والمعلومات الضرورية والأفكار المتنوعة والمختلفة. أحد البرامج المهمة التي تتوسع فيها الحكومة هي البنية التحتية الرقمية، وهذا العمل سيبدأ سريعًا.

آن كوري:

هل يعني هذا أنه سيتاح للشعب الإيراني استخدام فيسبوك وتويتر؟

حسن روحاني:

رأي الحكومة أنه يجب إتاحة جميع المعلومات الدولية للشعب، و رقابتنا يجب أن تكون رقابة على الأخلاق وهويتنا القومية.

آن كوري:

عندما هنأتم اليهود بالعام الجديد على تويتر، أثار هذا الأمر الاهتمام. كيف ترى دور التكنولوجيا في الدبلوماسية؟

حسن روحاني:

في الأساس الدبلوماسية لها دور كبير عمومًا، وشبكات التواصل الاجتماعي مهمة جدًا، وقت الانتخابات لم يكن لدي حملة قوية، لكن استفادت أغلبية المؤيدين والداعمين لي وخاصةً الشباب من هذه الشبكات، و الآن أيضًا يستخدمون هذه الشبكات حتى أنهم يراقبون عمل الحكومة عبر تلك الشبكات، و أنا سعيد من نشاط جميع الشباب ومن ضمنها رقابة الحكومة على هذه الشبكات.

آن كوري:

أظن أن وقتنا انتهى، سأسألكم بعض الأسئلة السريعة، أحدها هو: ما هو الشيء الذي تريد تحقيقه في فترتك الرئاسية لتبقى الأجيال القادمة تتذكره؟

حسن روحاني:

أعلنت برامجي في المجالات المختلفة خلال فترة الدعاية الانتخابية وأحاول إنجاز تلك البرامج. في مجال المسائل الثقافية والسياسية والاجتماعية والسياسة الخارجية والأمور الاقتصادية، أعطينا وعودًا للشعب وأحاول أن أحقق وعودي.أنا متفائل جدًا بمستقبل إيران، بدليل أن الشعب متفائل جدًا، و الشعب سيكون داعمًا جيدًا جدًا للبرنامج الذي تتقدمه الحكومة. و حكومته لا تعتبر نفسها وصيًا على الشعب بل تعتبر نفسها وكيلًا ومنفذًا ومعبرًا عن إرادة الشعب.

آن كوري:

أنت تتحدث بعدة لغات، وهناك مطلب بأن تخاطب مشاهدينا باللغة الإنجليزية.

حسن روحاني:

متشكر جدًا، أريد أن أقول باللغة الفارسية لجميع الناس والمشاهدين الذين يشاهدون هذا البرنامج وللشعب الأمريكي أن الشعب الإيراني شعب عظيم، شعب مسالم وودود. و أقول إلى هؤلاء الذين يضعون الشعب الإيراني تحت نير العقوبات، أن العقوبات إساءة للشعب ويجب التخلي عن هذه الإساءة، و ليتحدثوا بلغة المنطق والحوار مع الشعب الإيراني العظيم حتى يسمعوا إجابة إيجابية.

آن كوري:

إذا حدث اتفاق، كم تظن أن تستمر العلاقات جيدة؟

حسن روحاني:

لا أناقش العلاقات، و أنا قلت لأولئك الذين يفرضون العقوبات أن الشعب انتخب مسارًا صحيحًا، و عدل مساره.

آن كوري:

يبدو أنهم يشيرون أن الحوار انتهى.

حسن روحاني:

أريد أن أشكر حضرتكم وزملاءكم، و أرحب بزيارتكم إلى إيران، و أرجو أن تكون رحلة سعيدة.

آن كوري:

سيدي رئيس الجمهورية، أشكرك لإجابتكم على الأسئلة، إنه من المهم جدًا أن نسمع آراءك.

حسن روحاني:

أنا أيضًا أشكر حضرتكم وزملاءكم.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد