” يستغلون أهم منبرين في العالم الإسلامي للترويج لأفكارهم” ، هكذا يرى الأمير السعودي ممدوح بن عبد العزيز مهمة أربعة من أئمة الحرمين الشريفين، هم الشريم والغزاوي والقاسم والثبيتي.
فعلى مدار الأيام القليلة الماضية شن الأمير عبد العزيز المعروف بأنه من أشهر الناقدين لجماعات الإسلام السياسي هجومًا لاذعًا على أئمة الحرمين، ووصفهم بـ”خبثاء”. بل حذر الأمير مما أسماه تمريرهم لـ” الفكر الإخواني عبر منابر الحرمين” وقال عبد العزيز في موقف يعد سابقة في تاريخ العلاقة بين العائلة المالكة بالسعودية و بين مشايخ و أئمة للمسجد الحرام: “عجباً لأمر أئمة الحرمين الإخوانية الأربعة (الشريم والغزاوي والقاسم والثبيتي) كيف يخوضون بقراءاتهم للمسلمين في مواضيع قد تبدو شخصية وسياسية”.

الأمير السعودي ممدوح بن عبد العزيز
ومضى الأمير يتساءل ويقصد الحرم المكي: “كيف يُترك ألعوبة في يد أولئك (الخبثاء) ويُمكّنوا كلّ يوم وليلة من بثّ سمومهم والتي يستغلّونها في آيات الله، حدثاً بعد حدث وبشكلٍ مستمرٍّ ملفتٍ للنظر؟!.
ولم يكتفِ الأمير السعودي بذلك بل وصف في بيان صدر عنه إمام الحرم المكي سعود الشريم بالـ”النهيق”، وقال إنه ضعيف الفطنة، وأسلوبه غبي.
وقال عبد العزيز في رسالة وجهها لإمام الحرم المكي: “يا شريم كثرت (تنهيقاتك) في زمنٍ وموضوعٍ واحدٍ لدرجةٍ ملفتةٍ للنظر وإن دلّت على شيء فإنها تدل على ضَعفٍ شديد في الفطنة والأسلوب لدرجة الغباء وحمق شديد وحنق … بلا حجج”.
ووصف الأمير وهو شقيق العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، كتب ومبادئ حسن البنا وسيد قطب ومحمد سرور وسلمان العودة وسفر الحوالي بالضلال، وأضاف “أخشى أن يكون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنيهم (دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا” .
الشريم يرد
واحد من أبرز الأئمة السعوديين، هو إمام وخطيب الحرم المكي سعود الشريم، الذي يعشق الناس خشوعه وبكائه في الإمامة، لكن الأمير عبد العزيز يرى فيه غير ذلك، حيث قال في رسالة وجهها له: “يا شريم كثرت (تنهيقاتك) في زمنٍ وموضوعٍ واحدٍ لدرجةٍ ملفتةٍ للنظر وإن دلّت على شيء فإنها تدل على ضَعفٍ شديد في الفطنة والأسلوب لدرجة الغباء وحمق شديد وحنق … بلا حجج”. ولم يكتفِ بذلك بل اتهمه ومن معه بمحاولة إسقاط المملكة العربية السعودية.
مجموعة من التغريدات رد فيها الشريم بشكل غير مباشر على ما لاقه من الأمير السعودي، فكتب عبر صفحته الخاصة على موقع “تويتر” موجها حديثه إلى الأمير ممدوح: “إذا لم يوافق منهجك أمزجة أهل الأهواء، وصفتك أقلامهم بـ”الإخوانية”، التي ابتدعوها ما كتبها الله عليهم، وإذا لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم”.
وواصل الشريم رده فقال: “خيانة ذو المنصب إنما هي: خيانة لله، وخيانة لولي الأمر إذ استأمنه، وخيانة للناس إذ أضاع حقوقهم (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم)”.
وفي تغريدة أخرى اعتبرت ردًا آخر لشريم قال: “اجتمع في أبي لهب قوة النسب والجمال والمال، فلم يغنه شيء من ذلك البتة، وإنما تلعنه أفئدة المؤمنين في الدنيا، وهو في الآخرة (سيصلى نارًا ذات لهب”
وأضاف في تغريدة أخرى: “الداعي إلى الحق إن لم يزكه علمه وعمله وثباته فلن تغنيه تزكية أحد من الناس؛ ففي الحديث قال النبي: (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) رواه مسلم”.
” القامة السامقة”

الشيخ عادل الكلباني
ووصف الأمير السعودي ممدوح في تغريدة له الشيخ عادل الكلباني أحد أئمة صلاة التراويح في المسجد الحرام و خطيب في مسجد الملك خالد في الرياض بأنه ” كلب”.
و كتب الكلباني مقالًا، انتقد فيه الاتهامات التي كالها الأمير و نشطاء سعوديون له وللأئمة الحرم على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه “إخوانجي”، ويعمل لصالح جماعة الإخوان.
وقال الكلباني، في مقال له تحت عنوان (الشريم، القامة السامقة): “إن المؤمن العاقل ليعجب مما قيل في حق إمام لبيت الله الحرام لأكثر من عقدين، حافظ لكتاب الله الكريم، وخطيب مصقع، وطالب علم جليل، مهما بلغت حدة الخلاف معه، فالخلاف موجود في كل زمان، لكنّ الاتهام بالخيانة وفساد العقيدة، والوصف بأوصاف المنافقين والمنتكسين وغير ذلك لا يمكن قبوله ولا الرضا به”.
و رد الكلباني على اتهامات الأمير السعودي بوصف الشريم أنه ضعيف الفطنة، وأسلوبه غبي، قائلًا: “إن اتهام أئمة البيت ومسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخبث وفساد العقيدة يعني لزامًا اتهام من رضيهم ومن زكاهم ومن قدمهم وقربهم، وتابع الكلباني في مقاله القول: “أذكر من أساء إلى الشيخ، وإلى أئمة البيت الحرام، وأئمة المسجد النبوي الشريف بالله وأوصيه بتقوى الله، وأذكره بأن المؤمن الحق كما وصفه نبي الهدى ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش البذيء”.
و أعلن الشيخ الكلباني محبته لأئمة الحرم قائلا في تغريدة على حسابه: “اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أني أحب صالح بن حميد والسديس والشريم والغزاوي والثبيتي والقاسم وآل الشيخ، أحبهم فيك”
هاشتاج للاستهجان
في “هاشتاج” جديد حمل عنوان “ممدوح_بن_عبدالعزيز_يصف_الكلباني_بالكلب” ، استهجن ناشطون سعوديون وغير سعوديين الهجوم الذي يشنه الأمير السعودي على الأئمة والخطباء السعوديين. ووصف البعض كلام ممدوح بأنه بذاءة تحتاج لاعتذار واجب، و هاجم آخرون الأمير و عائلته واصفين إياهم بأنهم لا عمل لهم سوى نهب البلاد و التطاول على أئمتها، بينما حث آخرون الرجلين على الصلح ووصفوا الأمر بالفتنة.
ورأى آخرون أن الأمير لابد أنه يعلم أمرًا يدعوه لمهاجمة الشيوخ بهذا الشكل، و أضاف البعض أن اتهام الشيوخ بأنهم من الإخوان يزيد تقدير الناس للإخوان لحبهم لهؤلاء الشيوخ في الأصل.
وفي تعليقاتهم على الأخبار ومشاركتهم في التغريدات طالب النشطاء الأمير السعودي بالاعتذار، ومن هؤلاء شاب يدعي وحيد قال: “وجب اعتذار ممدوح بن عبد العزيز عن إساءته لفضيلة الشيخ الكلباني، والاعتذار لأخيك المسلم من شيم الرجال”. وقال آخر: “هذه السخرية والاستهزاء والشتم تُنشر علانية، فما بالكم بما يخفى”
وعقب مغرد آخر بالقول: “نفى (الكلب) عن الشريم، وألصقها بالكلباني، وكأنه استهان بالأخير ليضيف للشتيمة رائحة العنصرية!”
ولم تستغرب “أم قحط” من كلام الأمير مغردة: “الشيء من مأتاه لا يُستغربُ!”، ولكن آخر رأى أن “الإنسان ليعجب من الذين يتصفون بصفات السلف الظاهرة وأفعالهم وأقوالهم تناقض ظاهرهم”.