منذ الأيام الأولى لتنصيب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، وقع هو وفريقه الرئاسي في أخطاء قد تصل إلى حد الفضائح، تتضمن سقطات لغوية فادحة، تذكرنا بوزير التعليم المصري الهلالي الشربيني الذي كان أيقونة لسخرية مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منذ وصوله لهذا المنصب.
الهلالي الشربيني النسخة الأمريكية!
«مزيع» بدلًا من «مذيع» ، و«الذوجة» بدلًا من «الزوجة»، كانتا من أكثر الأخطاء اللغوية فداحةً التي وقع فيها وزير التعليم المصري الهلالي شربيني الحالي، في كتاباته على موقع التواصل الاجتماعي، بتبديل استخدام حرف «ذ» مع الحرف «ز»، وهو خطأ رأى البعض أنه يصعب أن يقع فيه التلاميذ في المراحل الابتدائية والإعدادية.
وفجرت تلك الأخطاء موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت الهلالي حينها لإغلاق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، دون اعتذار عنها، ليستمر في منصبه وزيرًا للتعليم في مصر، منذ سبتمبر (أيلول) 2015 وحتى الآن.
الأخطاء اللغوية وإن بدت واردةً على وزير تعليم في دولة، اعتادت خلال السنوات الماضية أن تحتل جودة التعليم فيها مراكز متدنية بالمؤشرات العالمية، فأخطاء كتلك تبدو أكثر فداحة إذا جاءت من وزيرة التعليم لأكبر دولة في العالم، المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
فخلال شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم ارتكبت الأمريكية بيتسي ديفوس، السيدة التي اختارها ترامب وزيرةً للتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، أخطاء أشبه ما تكون بالتي وقع فيها الشربيني، عندما كتبت تدوينة خلال صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عقب تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، تحمل معنى«أنها لديها الشرف بأن تشهد التنصيب التاريخي للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية».
لتكتب بالإنجليزية:
»honored to witness the historical Inauguration and swearing-in ceremony for the 45th President of the United States.»
وتضمنت التدوينة، عددًا من الأخطاء اللغوية التي لم يمررها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي دون سخرية حادة، ومن بين تلك الأخطاء استخدام كلمة «historical» و التي تشير إلى الأحداث القديمة تاريخيًا، بدلًا من كلمة «historic» والتي تشير إلى الأحداث الهامة.
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=”https://twitter.com/KathrynBruscoBk/status/823216747402530816″ ]
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=”https://twitter.com/Yael_Rice/status/822554390867439618″ ]
وبعد سلسلة من التدوينات التي تنبه بيتسي من أخطائها اللغوية وتسخر منها، اضطرت بيتسي لحذف تدوينتها، وكتابة تدوينةجديدة تداركت فيها الاستخدام الخاطئ لكلمة «historical»، واستبدلها بالكلمة الأنسب «historic»، ولكن دافيد دوران الصحافي في «نيو يورك بوست» نبهها بأنها بعدما غيرت التدوينة، لا يزال يوجد بالتدوينة الجديدة أخطاء في قواعد اللغة أيضًا، مستنكرًا: «أخبرينا كيف ستعلمين أطفالنا».
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=”https://twitter.com/BetsyDeVos/status/822574081480491008″ ]
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=”https://twitter.com/mrdavidduran/status/823048863363670018″ ]
وبعد ذلك، اعتذرت بيتسي عن الأخطاء في تدوينتها المحذوفة، مرجعة سبب الأخطاء إلى موظفيها، عندما قالت ما حدث يثبت أن «أفراد الطاقم ما هم إلا بشر» .
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=” https://twitter.com/BetsyDeVos/status/822576274308825094″ ]
كيف حول البيت الأبيض تيريزا ماي إلى ممثلة إباحية؟!
واستمرت الأخطاء على خطى الشربيني في التحرك خلال إدارة ترامب، حتى وصلت للبيت الأبيض نفسه! وظهر ذلك بوضوح عندما أخطأ موظفو البيت الأبيض في كتابة اسم رئيسة وزراء بريطانيا، ثلاث مرات ، خلال كتابتهم للجدول الرسمي الصادر من البيت الأبيض عن زيارة ماي، لأمريكا يوم الجمعة الماضية الموافق 27 يناير(كانون الثاني) الماضي.
وبدلًا من أن يكتبوا اسم تريزا ماي بهذا الشكل الصحيح «Theresa May» عند الإشارة إلى رئيسة الوزراء البريطانية، أخطأ البيت الأبيض في كتابة الاسم ثلاث مرات، ليشير الاسم المكتوب بالخطأ إلى ممثلة أفلام إباحية، أو إلى الكتابة الصحيحة للاسم ولكن باللغة الإسبانية وليست الإنجليزية.
و تجاهل جدول البيت الأبيض ذكر حرف «h» الموجود في اسم رئيسة وزراء بريطانيا، لتكتب تريزا بهذا الشكل «Teresa» الذي يعبر عن الكتابة الصحيحة للاسم ولكن باللغة الإسبانية لا الإنجليزية.

اسم تريزا ماي مكتوب بشكل خاطي في جدول البيت الأبيض (المصدر: صحيفة الإنبندنت البريطانية)
ويأتي هذا الخطأ الفادح، بالرغم من عداء ترامب نفسه للغة الإسبانية، والذي ظهر جليًا بحذف خيار اللغة الإسبانية من الموقع الرسمي للبيت الأبيض، عقب تنصيب ترامب، ليصبح باللغة الإنجليزية فقط.
وأظهر ترامب عداءه للغة الإسبانية أيضًا قبل وصوله للبيت الأبيض، وأثناء حملته الانتخابية الداخلية للحزب الجمهوري، عندما قال في 2015 أثناء مناظرته، مع جيب بوش: «هذه البلد التي نعيش فيها، نتحدث الإنجليزية لا الإسبانية» في إشارة إلى زوجة بوش المكسيكية والتي تتحدث الإسبانية، وأفادت تقارير صحافية بأن الخطأ في كتابة اسم تريزا ماي صُحح لاحقًا.
خطأ ساذج لـ«سوبر ستار» ترامب
ويبدو أن الأخطاء الساذجة لم تتوقف فقط على عدد من موظفي البيت الأبيض، وإنما امتدت لتطال المتحدث باسم البيت الأبيض نفسه، شون سبايسر، الذي وصفه ترامب بـ«السوبر ستار».
و كتب سبيسر تدوينة غريبة على حسابه الرسمي لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ، في 25 يناير (كانون الثاني) تضمنت فقط ثمانية حروف متلاصقة وهم «Aqenbpuu»، قبل أن يمسحها سريعًا، ثم عاد في اليوم التالي لكتابة تدوينة أكثر غرابة تتضمن عددًا من الحروف والأرقام، والتي تتمثل في n925ah7»»، ثم عاد ليمسحها هي الأخرى.
وذهبت العديد من التفسيرات لتلك التغريدات الغريبة،من بينها صحيفة مترو البريطانية، إلى أن الرجل يبدو وكأنه مبتدئ في التعامل الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نشر من خلال تغريدتيه كلمتي سر له عن طريق الخطأ،قبل أن يمسحهما.
وكتب أحد القراصنة (الهاكرز) في تغريدة له على موقع تويتر« شون سبيسر، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في إدارة ترامب، غرّد مرتين في يومين وليست مرة واحدة، بكلمة السر، هذا مدهش!».
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=”https://twitter.com/th3j35t3r/status/824657867965923328″ ]
وعلى طريقة ما رآه البعض تهويل مسؤولين في النظام المصري ومؤيديه للتظاهرات الكبيرة التي حلّت في مصر في 30 يونيو (حزيران) 2013 المناهضة للرئيس المعزول محمد مرسي، بزعم نزول 30 مليون متظاهر، قال سبيسر إن الحشد الذي حضر في تنصيب ترامب كان الأكبر تاريخيًا، وهو قول ضحدته تمامًا الصورة التي تقارن بين حشود تنصيب ترامب الأخيرة، وحشود تنصيب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2009، مما دفع سبيسر للاعتذار والقول بأنه قصد أيضًا المتابعين للتنصيب أمام شاشات التلفزيون.

الفارق بين حشود أوباما في 2009 وحشود ترامب في 2017
إهمال الأمن الإلكتروني «خصلة شائعة» في إدارة ترامب
لفتت واقعة سبيسر الأنظار لمدى قدرة ترامب وفريقه على الحفاظ على الأمن الإلكتروني والرقمي، في الوقت الذي يؤكد فيه ترامب في خطاباته على مسألة الأمن القومي الأمريكي، وحظر مواطنين من بلاد عربية من دخول أمريكا تحت مبرر الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي.
واعتبر موقع «يو إس أن كت» الأمريكي إن نقص الانتباه للأمن الإلكتروني يبدو «خصلة شائعة» في إدارة ترامب، موضحًا أن الرئيس ترامب نفسه «تعرض لخطر قرصنة حسابه الرئاسي على تويتر، بعدما اكتُشف أن كلمة السر مرتبطة ببريده الإلكتروني الشخصي على موقع «جي ميل».
ولفت الموقع الأمريكي إلى إن هذا التقصير في الأمن الإلكتروني في إدارة ترامب «يتعارض بشدة مع هجوم ترامب على منافسته في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون بسبب احتفاظها بخادم بريد إلكتروني خاص في منزلها خلال شغلها منصب وزيرة الخارجية في إدارة أوباما»، وتجدر الإشارة إلى أن ترامب استغل ذلك الأمر بشدة، باعتباره خطرًا على الأمن القومي، لزيادة فرص قرصنة الخادم الشخصي عن الخوادم الرسمية.
بلجيكا «مدينة» ترامب المفضلة!
وفي إطار المنافسة الانتخابية بين ترامب وهيلاري، وقع المرشح الجمهوري حينها والرئيس الحالي في خطأ فادح، قد يكون جاء من زلة لسان، عندما قال– في مؤتمر انتخابي له- إن بلجيكا « مدينة» جميلة.
وهو ما استغلته سريعًا هيلاري كلينتون –المرشحة عن الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية- لتكتب تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قالت فيها «بلجيكا: «مدينة» دونالد ترامب المُفضلة»، ونشرت فيديو لترامب وهو يقول إن بلجيكا مدينة جميلة في خطاب له في يونيو (حزيران) الماضي، وجاء فيديو هيلاري عن ترامب تحت عنوان «رسالة من رئيسكم المحتمل عن الجغرافيا».
[c5ab_tweet c5_helper_title=”” c5_title=”” link=”https://twitter.com/HillaryClinton/status/743273251036553217″ ]