عادة لا يتحدث معها أحد، إلا إن كان «زبونًا»، أو ضابط شرطة بعد نجاحه في القبض عليها، ولذلك معظم ما نعرفه عن هذه المهنة والعاملات فيها، يبدو صورة ثلاثية الأبعاد لم تكتمل جوانبها بعد. 

عندما تدخل إلى هذا الملهى الليلي الراقي على ضفاف النيل بالقاهرة، وتجد تلك «الملكة» كما نعتها النادل مدللًا إياها أثناء مروره؛ وهي جالسة واضعة قدمًا على الآخرى، ومقاعد الملهى ما زلت خالية بعد، وهناك خلية نحل صغيرة تعمل حولها من «عامل الشيشة» حتى «البار مان»، وتُدرك أن هذه هي واحدة من «ريكلام» هذا المكان؛ قد ينتاب البعض الشغف للجلوس معها ومعرفة القصة.

«خدمتهم لي الآن ليست حبًّا، ولكنها الأوامر، وتلك هي اللحظة الوحيدة التي أشعر فيها بقليل من الاسترخاء؛ قبل وصول الزبائن»؛ هكذا أخبرت هايدي «ساسة بوست»، وهذا هو الاسم المُستعار الذي تستخدمه في الملهى، موضحة أن تلك مجرد تجهيزات بسيطة لها، مقارنة بالمجهود الذي عليها بذله بعد وصول «الزبائن».

في هذا التقرير؛ نأخذك في رحلة حيّة وواقعية داخل كواليس مهنة الريكلام في مصر.

أن تكون مدمن جنس في مجتمع عربي.. رحلة إلى عوالمهم السرية

المهنة «ريكلام».. الأسباب لا تكون مادية فقط

هايدي تعد من ريكلام الأماكن الراقية، وهذا ما تلحظه بسهولة عند تفرس ملابسها التي تنتمي كل قطعة منها إلى واحدة من أغلى متاجر الملابس في مصر وأحيانًا في العالم، وأكدت هايدي -التي تعمل حديثًا في هذا المجال- أن تلك الملابس من أموالها الخاصة، وليست من عملها في هذا الملهى الليلي، موضحة أنها اعتادت لسنوات طويلة أن تكون ضيفة فيه وليس عاملة، ولكن بعد أحاديث طويلة مع مدير الملهى، والصداقة التي نشأت بينهما، أقنعها أن تعمل معه.

«بالطبع لم يذكر كلمة ريكلام ولم أذكرها أنا أيضًا»؛ تخبر هايدي – خريجة كلية التجارة- «ساسة بوست» عن تفاصيل الاتفاق بينها وبين مدير الملهى، هايدي – البالغة من العمر 25 عامًا- تعيش في منزل جدتها، بينما يعمل والداها في دبي واحتياجها للمال ليس سبب عملها في هذا الملهى.

«أنا أحب هذا المكان والعاملين فيه، أنا أراهم أكثر من أهلي، وكنت أسهر يوميًّا هُنا وأدفع مبالغ طائلة، وحينما كانت تتأخر أموال والدي أو ترفض جدتي منحي المال؛ كنت أشعر بالحزن وأنا جالسة وحدي في المنزل». 

حالة هايدي ربما تعد مختلفة عن الحالات المعتادة للعاملات في مهنة الريكلام، وقد استشعرنا هذا حينما سألناها عن سبب التحاقها بهذه المهنة، التي قد تعرضها للخطر، فقالت بثقة قبل أن تنفجر في الضحك: «الزهق».

ألف جنيه يوميًّا.. الهروب من قفص الروتين

هايدي التي كانت تنفق ما يزيد على 1500 جنيه في الليلة الواحدة بهذا النادي الليلي؛ أصبحت تأكل ما تريده وتشرب أنواعًا ليست سيئة من الكحول، وتشرب أحيانًا أنواعًا ممتازة إذا أقنعت أحد الزبائن «بفتح» الزجاجة لها، وفي نهاية اليوم بدلًا من أن تدفع؛ تحصل على ألف جنيه مقابل مجهودها: «يجب أن أرقص طوال الليل، وربما يخبرنا مدير الصالة بالاهتمام بشخص معين؛ ووقتها يكون علي الرقص جواره أينما يذهب».

رغم الفترة القصيرة التي عملت بها هايدي في مهنة الريكلام، فإنها نجحت في تكوين زبائن خاصين بها، يأتون من أجلها هي فقط، مغدقين عليها بالهدايا والأموال التي تتساقط فوق رأسها عندما ترقص: «أحدهم يأتي في يوم ثابت أسبوعيًّا، أما الباقون فيأتون على فترات متباعدة».

أي امرأة تكون معرضة للمضايقات أو التحرش في مكان العمل، وفي تلك المهنة تأتي تلك المضايقات في التوصيف الوظيفي للمهنة، « لا تمر ليلة دون أن يضع أحدهم يده على جسدي»، تؤكد لنا هايدي أن تلك المواقف يجب أن تتعامل معها الريكلام بذكاء حتى لا تخسر «زبونها»، و«التعامل مع السكارى قد يكون سهلاً جدًّا إذا تعاملت معه بذكاء»، وهي تفسر هذا المنطق قائلة: «سهل يضّحك عليهم».

تقول هايدي أن هذا العمل ليس سهلًا كما تخيلته، في البداية ظنت أنها ستقضي وقتها فيما تحبه – الرقص والسهر- بمقابل مادي. ولكن مع الوقت اكتشفت أن أي مهنة، مهما كانت تعتمد على الرفاهية، فهي مرهقة، فيما مضى كانت إذا شعرت بالتعب من الرقص المتواصل؛ تجلس على المائدة وتطلب مشروبًا أو طعامًا ثم تعود للرقص مرة أخرى.

ولكن الآن عليها أن ترقص فترات طويلة جدًّا، وأن يبدو عليها السعادة و«الدلع» في كل حركات جسدها حتى ترضي الزبائن، مؤكدة أنها في بعض الليالي تضطر لتناول الكثير من العقاقير المسكنة القوية حتى تستطيع الاستمرار في الرقص، وفي بعض الأحيان ترى زميلاتها في حمام السيدات «بيحرقوا» بالتعبير الشعبي؛ أي يتعاطين مخدر الكوكايين أو الهيروين؛ ليمنحهن الطاقة الكافية للرقص حتى الصباح؛ وقت إغلاق الملهى، ولكن – تخبرنا هايدي- أن هذا العمل أفضل كثيرًا بالنسبة لها من العمل في شركة في مواعيد صباحية بمقابل مالي زهيد، ومهام وظيفية مملة و«تقتل الروح».

والآن نترك هايدي تعود إلى عملها، ونأخذكم إلى مكان أكثر أهمية، فالمكان الذي تعمل فيه هايدي يعد زواره من صفوة المجتمع ورجال الأعمال المصريين والعرب، وربما يحظى بوجود فنان مرة كل عدة أشهر، ونذهب إلى الملاهي الليلة حيث الكواليس الأكثر غرابة لمهنة الريكلام في مصر، تصحبنا في تلك الرحلة؛ نانا التي تبلغ من العمر 18 عامًا.

«الكيت».. اللغة الرسمية في الملاهي الليلية

كم مشهد رأيته في السينما يجسد راقصة تنهال «النقطة» عليها بالمئات والآلاف، هذا المشهد الذي يدفع العديد من المشاهدين للشعور بالسخط تجاه إهدار تلك الأموال التي قد يحتاجها البعض، وإذا كنت تتذكر فيلم «طير أنت» حينما سألت دنيا سمير غانم: «هي دي فلوس بجد؟»؛ فسخر منها أحمد مكي قائلًا: «أمال من بنك الحظ»، بينما الحقيقة أن تلك الأموال يمكن أن تطلق عليها أموال «بنك الحظ» فعلًا أو التسمية المحترفة لها في عالم الملهى الليلي: «الكيت».

«يمكنك شراء الألف جنيه بـ100 جنيه فقط إذا كنت مخضرمًا في زيارة الكباريهات»؛ هكذا تخبر نانا «ساسة بوست» موضحة أن هناك أموال عادة ما تكون فئة الخمسات، تُطبع خصيصًا للملاهي الليلية حتى «تنزل» على رأس الراقصة أو الريكلام أثناء تأدية عملها؛ بغرض تشجيع الزبائن على التباري أي منهما يغدق أكثر على الجميلة الراقصة.

 ورواد الملهى يدركون تلك الحيلة جيدًا، وعادة ما يشترون الألف جنيه على شكل «رزم» كبيرة توضع أمامهم على «الترابيزة» حتى ينقطون بها الريكلام عندما تختصهم بالرقص أمامهم، ولكن – توضح نانا- الزبائن الجدد لا يدركون هذا الأمر ويظنون أن هؤلاء الرجال يغدقون أموالًا حقيقية، وهذا يدفعهم إلى «تنقيط» الريكلام بأموال من جيوبهم.

وإذا اكتشف أحد الزبائن الجدد تلك الحيلة، وأن الأموال ليست حقيقة، عادة ما يقال له إن الزبون قد دفع ألف جنيه نقدًا وحصل على هذا «الكيت» لأنه بفئات نقدية كثيرة، ولأن مدير الصالة لن يخاطر بإلقاء أموال حقيقية على أرض الملهى الليلي ويتركها معرضة للسرقة أو التلف.

وفي بعض الحالات التي شهدتها نانا بنفسها؛ استبدل أحد الزبائن ألف جنيه فئة الخمسة جنيهات من «الكيت» بألف جنيه من ماله الخاص؛ حتى يبدو وكأنه يغدق الكثير من المال وليس ألف جنيه فقط، فلن يبهر الريكلام أو الزبائن حينما «ينقط» الريكلام خمس ورقات، أو 10 أو حتى 20 ورقة.

«لست جرسونة ولا عاهرة»

تحدثنا نانا قائلة: «نحن لسنا عاهرات، ولكن في الوقت نفسه أنا مش جرسونة»، وتوضح أنها على الرغم من عدم «طلوعها لأي أوردر»؛ والذي يعني ممارستها للدعارة، فإن مدير الصالة يطلب منها القيام بحركات جسدية مغرية، وتؤكد أن الملابس المحتشمة قد تتسبب في طرد الريكلام من عملها، فملابسها يجب أن تكون ملفتة، وليست عارية فقط.

فهناك نساء آخريات يأتين للسهر في المكان ويرتدين «السوارية»، ولذلك يجب أن تكون ملابس الريكلام مميزة عن بقية الزبائن من السيدات، مثل «البنطلون الجينز» والـ«بضي» الضيق القصير الذي يظهر البطن والظهر وجزء من الصدر، «حتى يبدو شكلنا فقراء؛ ليفهم الزبون أننا لسنا زبائن مثله».

في بداية اليوم تجلس الريكلام مع زميلاتها على طاولة واحدة لتناول وجبتهن، واحتساء الخمر الكافي، الذي يكون وقودهن للرقص طوال الليل، ولكن بعد توافد الزبائن، تخبرنا نانا أنه لا يجب على الريكلام الجلوس إلا إذا سمح لها مدير الصالة بالجلوس مع أحد الزبائن «التقال»، والذي يتوسم فيه بأن يختتم ليلته بـ«فاتورة» تُقدر بـ5 أو 6 آلاف جنيه على أقل تقدير.

بعض مديري الصالات لا يقبلون تلك النشاطات؛ لأنها تكون الخطوة الأولى في طريق الدعارة، وأشهرهم  في هذا المجال رجل في شارع الهرم، بسبب رفضه بجلوس الريكلام مع أحد الزبائن؛ اضطر لترك العمل في الملهى الليلي دفاعًا عن مبادئه.

«كلنا هنقعد بعد كده»

مدير الصالة عادة لا يجب أن يكون على علم مباشر في حالة أن أرادت الريكلام «طلوع أوردر» مع أحد الزبائن لممارسة الدعارة، و«الكثير يفعلن ذلك» حينما يكون العائد المادي مغريًا، ولكن إذا علم مدير الصالة أو مالك الملهى قد يطرد تلك الريكلام خوفًا من «الحملة»؛ وهي قوة الشرطة التي تزور المكان كل فترة لضمان السيطرة على الدعارة في الملاهي الليلية.

ولذلك – بحسب نانا- يجب على الريكلام أن تحصل على رقم الزبون، وتتركه يذهب وحده ثم تقابله فيما بعد خارج المكان دون أن يلاحظ أحد، ولكن من الصعب أن ترى ريكلام تخرج من الملهى متأبطه ذراع أحد الزبائن؛ لأنها على كل حال عليها إنهاء «الشيفت بتاعها» أولًا، وإلا لن تحصل على «يوميتها» والتي تبدأ من 300 جنيه في تلك الملاهي الليلية، وتصل إلى ألف جنيه، وفقًا لحالة الريكلام وشكلها، وتخبرنا نانا أنها تحصل على أعلى «يومية» نظرًا إلى صغر سنها.

ولكن تلك المبادئ التي يسعى ظاظا للحفاظ عليها، ربما تختفي قريبًا؛ نظرًا إلى بعض المتغيرات وأساليب التمويه المبتكرة التي يتبعها مُلاك الملاهي الليلة، وتحكي لنا نانا عن زميلة لها كانت قد اعتزلت المهنة، ولكنها زارتهم في يوم للاستمتاع معهم. ولكن لحظها السيئ صادف مجيئها نزول إحدى الحملات، وكان الضابط على وشك القبض عليها، ولكن حارس المكان الذي يعرف قصة تلك الفتاة وقصة اعتزالها؛ أخبر الضابط أنها «تابت» وقد جاءت اليوم فقط لأنها خطيبته، وعلى الرغم من شك الضابط فإنه لم يكن لديه السلطة للقبض على امرأة في سهرة مع خطيبها بملهى ليلي مرخص.

 ومنذ ذلك اليوم في هذا الملهى بالذات، أمر مدير الصالة كل الريكلام بأن تجد لنفسها «ترابيزة» سريعًا لتجلس عليها مع أحد الزبائن، وبعدها يعقد مدير الصالة الاتفاق مع الزبون في حالة وصول «حملة»؛ إذ سيخبرهم أنها صديقته أو حبيبته أو حتى زوجته؛ وبهذا يحميها من مساءلة القانون، وتؤكد نانا أن الأساليب التي تبدأ في ملهى تطبقها الملاهي الأخرى سريعًا، وبدا عليها الضيق وهي تؤكد لـ«ساسة بوست»: «كلنا هنقعد بعد كده».

من أين تأتي الريكلام؟

«ده مكانك لو حابه تيجي في أي وقت» تلك الجملة قد تكون عرض عمل من مدير صالة، هكذا يخبر عصام – مساعد مدير صالة- «ساسة بوست» موضحًا كيف يعرض العمل على فتاة صغيرة جميلة تزور المكان، حتى لو كانت مع رجل، فتلك الجملة – يوضح عصام- لا تحمل أي شبهات، ولكن طريقة قولها قد تكون موحية للفتاة التي لديها استعداد للعمل معي.

ولكن عادة ما تأتي الريكلام الجديدة عن طريق صديقة أخرى لها تعمل في الملهى، ومعظم الريكلام اللاتي يعملن مع عصام من الإسكندرية أو الفيوم، ويعيشن في منطقة حدائق الأهرام في القاهرة. ويجب ألا يتعدى عمرها 25 عامًا أو أكبر بعامين لا أكثر، إذا كان السن لا يظهر على ملامحها، فسن التقاعد بين صفوف العاملات في تلك المهنة قد يكون 30 عامًا، في ذلك السن إذا كانت الريكلام – بحسب عصام- ممارسة للدعارة قد تحول نشاطها لتكوين شبكة دعارة تكون هي القوادة فيها، أو إذا كانت مجرد ريكلام؛ فهي غالبًا قد ادخرت مبلغًا ماليًّا كافيًا لإقامة مشروعها الخاص، وعادة ما تلجأ الريكلام المعتزلة لمشروع «الكافية» الراقي.

«أنا بعاملهم بما يرضي الله»، هكذا يخبر عصام «ساسة بوست»، مؤكدًا أنه يمارس تلك المهنة لما يزيد على 10 سنوات، لم يقبل خلالهم بأن تُهان واحدة من «بناته» من أي شخص، أما هو فمتاح له توبيخهن وشتمهن أيضًا حتى «لو كانت بالأم»، فهو الكابتن المُدرب لهن، والذي يجب أن يكون قاسيًا عليهن، فالعالم الذي ينتظرهن لا يعرف الحنان و«الطبطبة»، وعلى الريكلام أن تكون «قاسية وواعية» وتُدرك كيفية الدفاع عن نفسها بذكاء وحنكة، حتى لا «تطفش» الزبائن، على حد قوله.

«الراجل يدفع أي حاجة عشان يتبروز في القعدة» هكذا يصف عصام الغريزة الأساسية التي تغذي حسابه الشخصي بالأموال، موضحًا أن الرجال يأتون إلى الملاهي الليلية في أمس الحاجة للشعور برجولتهم، وعندما يجلس رجل وتختصه الريكلام بالرقص أمامه، يشعر أنه فاز على بقية الزبائن في الملهى.

ومع احتساء الكثير من الخمر يكون على استعداد لإنفاق آخر جنيه في جيبه لمزيد من جذب الاهتمام والإحساس بالتفوق والتميز، وبالطبع؛ المتعة من مشاهدة الريكلام التي ترقص بحركات جسدية موحية جنسيًّا، وهذا – بحسب عصام- جزء أساسي من مهامها الوظيفية.

يتساءل عصام لماذا ينظر العالم إلى تلك المهنة بدونية، على الرغم من كونها مهنة شاقة: «على الأقل هما أحسن من بتوع الاستربتيز في أمريكا» مؤيدًا وجهة نظره بأن الريكلام مهنتها أفضل وأرقى من راقصة التعري في البلاد الأوروبية.

بالإضافة إلى كونها تربح الكثير من المال أكثر من راقصة الملهى نفسها، وقد شهد في حياته المهنية الكثير من الريكلام اللاتي يعملن حتى يدخرن مبلغًا ماليًّا «محترمًا» ثم يعتزلن ويتزوجن دون أن يدري أحد بالأمر، بل هناك – بحسب عصام- أزواج يأتون إلى الملهى يروجون لزوجاتهن الجميلات حتى تعمل ريكلام، وفيما بعد هو بنفسه من يوصلها للملهى ليلًا، ويأتي ليصطحبها صباحًا بعد انتهاء «الشيفت».

نانا تؤكد كلام عصام شارحة لـ«ساسة بوست» أنها لم تمارس الدعارة يومًا، وأنها ما زالت عذراء حتى الآن، وتفكر في الزواج، ووضحت أن أحد الزبائن الذي دائمًا يغدق عليها بالهدايا القيمة؛ طلب منها أن تترك العمل مقابل أن يتكفل بطلباتها، ولكنها رفضت لأنه لم يعرض عليها الزواج، فهي تخطط للزواج في يوم ما، وتحلم بأن تكون أمًا وزوجة وربة منزل، ولكن بعد أن تدخر المال الكافي الذي يضمن لها حياة هانئة.

وحتى تحصل الريكلام على هذا المبلغ؛ لا يكون مشوارها المهني هينًا – بحسب نانا- فالمهنة لها متطلباتها؛ فهي تذهب للعمل يوميًّا، وعليها أن تكون في أبهي صورها وترتدي ملابس مختلفة متنوعة، وكل احتياجات الريكلام من أدوات تجميل وزيارات «للكوافير» وملابس تكون على نفقتها الخاصة، ولذلك فالدخل اليومي لها؛ تنفق منه الكثير على مظهرها.

هذا بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بالمهنة، والتي تتجسد ببساطة في «كيد البنات» مثلما وصفته نانا، فإذا أدركت واحدة منهن أن زميلتها تتقاضى أكثر منها قد تسعى لافتعال المشكلات معها، وإذا وصل الحقد بينهما لمنتهاه، ربما تلجأ للشرطة لإخبارها مواصفاتها حتى يُقبض عليها عند نزول أي حملة بتهمة «التحريض على الرذيلة».

وعلى الريكلام أن تكون «شاطرة» في معاملتها مع زميلاتها، والزبائن ومدير الصالة، وتدخر من نفقتها؛ لأن مدة عملها تكون سنوات قليلة، وفي الوقت نفسه تحافظ على نفسها إن لم تكن تريد العمل في الدعارة؛ وكل هذا ليس بالأمر الهين أو السهل، بحسب نانا.

«مهووسون بالجنس وليست لديهم قيود».. أوهام العرب عن الجنس في الغرب

عرض التعليقات
تحميل المزيد