تشير دراسة جديدة إلى أن انفصال الإنسان عن الهاتف المحمول يمكن أن يكون له آثار نفسية وفسيولوجية خطيرة.

فقد أراد باحثون من جامعة ميسوري أن يعرفوا كيف ستتصرف مجموعة من الأشخاص عندما سحبت منهم أجهزة iPhone الخاصة بهم؛ لذا قاموا بالاتفاق مع 208 طالبٍ لإجراء دراسة استقصائية عن “استخدام وسائل الإعلام”. وقد استخدم الباحثون الدراسة للبحث عن مستخدمي آيفون، وفي نهاية المطاف قاموا بالاتفاق مع مجموعة من 41 شخصًا للمشاركة في تجربة “قلق الانفصال عن الهاتف المحمول”.

وخلال الدراسة، تم وضع المشاركين في حجرة وطلب منهم حل الكلمات المتقاطعة. ورصد الباحثون مستويات القلق، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم لديهم عندما كانت ما تزال هواتفهم بحوزتهم.

ثم بدأت التجربة الحقيقية.

أخبر الباحثون المشاركين بأن هواتفهم تتداخل مع مقياس ضغط الدم وطلب منهم تغيير أماكن هواتفهم. فوضعت الهواتف في حجرة مجاورة قريبة بما فيه الكفاية لتكون تحت مرمى البصر من كل مشارك.

وبعد ذلك، رن الباحثون على الهواتف الخاصة بالمشاركين في التجربة التي وضعت بعيدًا عن متناولهم بينما كانوا يعملون على حل اللغز. وبعد ذلك مباشرة، قاموا بجمع نفس البيانات.

تغيرت النتائج بشكل كبير. فلم يقتصر الأمر على انخفاض أداء المشاركين في حل اللغز بشكل كبير بينما كانت الهواتف بعيدة عنهم، ولكن مستويات القلق، وضغط الدم ومعدل ضربات القلب قد ارتفعت.

بطبيعة الحال، الطلاب لا يمثلون جميع الناس، ولكن روسيل كلايتون، وهو مرشح لنيل الدكتوراة، والذي قاد الدراسة، يعتقد أن النتائج يمكن أن تخبرنا بشيء عن نظرتنا إلى هواتفنا.

يقول: “إن هواتفنا قادرة على أن تصبح امتدادًا لشخصنا، فعندما نبتعد عنها، فإننا نمر بهبوط في “الذات وتسيطر علينا حالة نفسية سلبية”. يقترح كلايتون أن وجود الهواتف في مكان قريب قد يساعد أصحاب الهواتف الذكية على الأداء بشكل أفضل أثناء قيامهم بالمهام التي تتطلب الاهتمام الكامل.

ومن غير المؤكد ما إذا كان المديرون والمعلمون سوف يتبنون هذا المفهوم أم لا، ولكن حظر الهاتف المحمول هو أمرٌ مرفوض في أماكن مثل مدينة نيويورك، حيث سينتهي حظر استمر عشر سنوات على الهواتف المحمولة في المدارس العامة في يوم الأربعاء.

المصادر

تحميل المزيد