يُعاني الَعالم بأسره من التغيرات المناخية الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب انبعاث غازات الاحتباس الحراري التي أشهرها هو غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الحفري الممثل في كل من الفحم، والبترول، والغاز الطبيعي. حاليًا يستهلك العَالم من الطاقة سنويًا 20 تريليون كيلو وات في الساعة الواحدة، بالتأكيد يعتبر هذا كمًا هائلًا، فهذه الطاقة تكفي لإمداد منزل مُكون من عائلة واحدة لما يقرب من 1.8 بليون سنة، أو توفير الطاقة اللازمة لمحطة للطاقة النووية حتى عام 2300، أو إطلاق الصاروخ فالكون9 ما يقرب من 17 مليون مرة.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية يستخدم ثُلث إنتاج الوقود الحفري في عمليات النقل، بينما يذهب الُثلث الآخر في إنتاج الكهرباء، حيث ينتج عن قطاع الطاقة الكهربائية أكثر من 2000 مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون Co2 الذي يكافئ أيضًا حرق 225 مليار غالون من الغاز، هذه الكمية الضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون تحتاج إلى 1.6 مليار فدان من الغابات في الولايات المتحدة حتى تتفادى الضرر البيئي كما أشارت وكالة حماية البيئة.

يحاول العُلماء بشتى الطرق المُمكنة منذ زمن بعيد الوصول إلى حل بديلًا عن استخدام الفحم، والبترول، والغاز الطبيعي كمصادر يومية للطاقة وقاموا بالعديد من التجارب حتى يتمكنوا من الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كاستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لك أن تتخيل كم التغير الذي سيطرأ عندئذ فتُصبح البيئة أكثر نظافة، وشبكة الطاقة أكثر مرونة. نعم إن هذا أصبح مُمكنًا وحقيقيًا الآن. في هذا التقرير سنتناول سويًا الطفرة التي أحدثتها شركة تسلا موتورز ليس في مجال السيارات ولكن في مجال بطاريات الطاقة، وخاصة الطاقة الشمسية المتجددة.


لكن.. ما هي بطاريات تسلا للطاقة؟!

أزاحت شركة تسلا موتورز الستار يوم الخميس الماضي عن بطاريات حديثة لتخزين الطاقة لاستخدامها في المنازل والشركات والمرافق ما يوسع نطاق نشاطها ليتجاوز تصنيع السيارات الكهربية وكي تخطو نحو مجال سريع النمو في صناعة الطاقة.

“إن هدف المؤسسة هو إحداث تغيير جذري وعلى نطاق واسع في الطريقة التي يستغل بها العالم الطاقة”.

كانت هذه كلمات “إيلون ماسك” الرئيس التنفيذي لشركة تسلا موتورز عند كشفه عن منتج شركته الجديد أمام حشد غفير من رجال الأعمال والشركاء والصحفيين في مصانع تسلا قرب لوس أنجلوس.

حيث أن هذه البطاريات تعمل على تعزيز النظام البيئي للطاقة النظيفة ومساعدة العالم في الانتهاء من استخدام الوقود الحفري. حيث تقوم تسلا بتضخيم جهودها للإسراع في التحرك بعيدًا عن الوقود الحفري إلى مستقبل مستدام للطاقة مع بطاريات تسلا، حيث تُمكن المنازل والمرافق من تخزين الطاقة المُستدامة والمتجددة ، وتوفير الاحتياطي من الطاقة الكهربائية.


بطاريات “باور وول- Powerwall” من تسلا

باور وول هي بطارية ليثيوم أيون قابلة لإعادة الشحن، ومُصممة لتخزين الطاقة على المستوى السكني، والاعتماد على الطاقة الشمسية في الحصول على الطاقة الكهربائية. وتعتمد على نظام حراري سائل وبرامج تتلقى الأوامر المُرسلة من العاكس للطاقة الشمسية، حيث تتكامل البطاريات مع بعضها البعض ومع الشبكة المحلية لتسخير الطاقة الزائدة، وكذلك منح المستخدمين المرونة والحرية لاستخلاص الطاقة الاحتياطية الخاصة بهم. حيث تتوفر بطاريات باور وول في سِعات مُختلفة لتناسب معظم الاحتياجات فالبطارية ذات السعة 7 كيلو وات للساعة هي الأمثل للاستخدام اليومي حيث أن سعرها 3 آلاف دولار، بينما ذات السعة 10 كيلو وات للساعة هي الأمثل بدورها لتوفير الدعم فهي قادرة على إمداد منزل ذي استخدام ضعيف للطاقة وسعرها 3500 دولار. والسعة الثالثة للشركات والمرافق وهي 100 كيلو وات للساعة.


ومن أهم مميزات بطاريات بور وول هي القدرة على إيصالها سويًا لبناء أنظمة ذات سعات عالية يُمكنها إمداد مدينة صغيرة بالطاقة، كما أن احتياج المنزل المتوسط الاستهلاك من الطاقة يقارب 30 كيلو وات للساعة يوميًا، وبالتالي فمن الممكن إيصال ثلاث بطاريات ذات السعة 10 كيلو وات للساعة للحصول على 30 كيلو وات للساعة يوميًا وإمداد المنزل بالكامل باحتياجاته من الطاقة. كما توفر البطارية عددًا من المميزات الأخرى لمستخدميها حيث يُمكنهم تحقيق الربح منها عن طريق شراء الكهرباء عندما ينخفض سعرها، ثم إعادة بيعها عندما يزداد الإقبال عليها، أو من خلال تخزين الفائض من الطاقة الشمسية غير المستخدمة لاستخدامه في وقت لاحق عند غياب الشمس.


تتميز بطاريات بور وول أيضًا بأنها تُعلق على الحائط سواء في الأماكن المغلقة أو الهواء الطلق، ووجود نظام تبريد سائل لحمايتها، حيث يصل عرضها إلى 86.1مم، وطولها إلى130 سم، وعمقها لـ 18 مم. وتزن 100 كيلوجرام، مع دورة تيار متصل بكفاءة 92%، وقدرة قصوى تقدر ما بين 2 و3.3 كيلو وات عند 350 إلى 450 فولت، كما يمكن لباور وول تقديم أداء مذهل، حيث تصل قوة التيار بحسب الأرقام الرسمية إلى 5 أمبير في الظروف العادية، وترتفع حتى 8.5 أمبير. وبالطبع يمكن للمنتج الجديد العمل على الدوائر الكهربية أحادية أو ثلاثية المراحل، مع ضمان لمدة عشر سنوات.


ويقول “جيسون بالارد” رئيس شركة “تري هاوسTreehouse” إحدى شركاء توزيع بطاريات باور وول:

أعتقد أنه في المستقبل القريب، وجود البطارية في منزلك يصبح شيئًا طبيعيًا مثل وجود سخان الماء أو غسالة الأطباق. وهذا يأخذ خطوة واحدة منا فقط وهي أقرب إلى أن تكون البطارية قادرة على إمداد المنازل بالطاقة بشكل كامل من دون استخدام الوقود الحفري.

إن تخزين الطاقة يسمح للشركات التمتع بالإمكانيات الكاملة لألواح الطاقة الشمسية الخاصة بهم، حيث تم تصميم تخزين الطاقة للعمل على تحقيق أقصى قدر من الاستهلاك في مواقع الطاقة النظيفة، وإمكانيتهم لشراء الكهرباء عندما تكون رخيصة الثمن، وكذلك عمل نسخة احتياطية من الأعمال الهامة في حال انقطاع التيار الكهربائي. كما يُمكنك طلب البطارية من هنا، والتسليم سيكون خلال الصيف.

وللمزيد من التفاصيل عن كلمة “إيلون ماسك” الرئيس التنفيذي لشركة تسلا موتورز أثناء الكشف عن بطاريات بور وول من تسلا، شاهد هذا الفيديو



المصادر

تحميل المزيد