ربما لا يوجد شخص منا لم يدرس المجموعة الشمسية خلال إحدى المراحل الدراسية. ومعظمنا يعرف أن حدود المجموعة الشمسية تمتد من الشمس باعتبارها مركز المجموعة وحتى مدار كوكب بلوتو بصفته أبعد كوكب في المجموعة الشمسية.

كوكب جديد

في الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن اكتشاف كوكب جديد من نوعية الكواكب القزمة في منطقة حزام كيبر وسحابة أورت في الغلاف الخارجي لمجموعتنا الشمسية. الكوكب أطلق عليه اسم (V774104)، وهو يعد أبعد كوكب قزم تم رصده في الغلاف الخارجي للمجموعة الشمسية؛ حيث يبعد مسافة 15,4 مليار كيلومتر عن الشمس، وهو ما يساوي 103 وحدات فلكية، (الوحدة الفلكية هي وحدة يقاس بها مدى بعد الكواكب عن الشمس وتساوي بعد كوكب الأرض عن الشمس وتساوي 150 مليون كيلومتر تقريبًا)، وهي مسافة تقدر بثلاثة أضعاف المسافة بين كوكب بلوتو والشمس.

الإعلان عن الاكتشاف تم عبر أحد العلماء الثلاثة الذين تمكنوا من ملاحظة الكوكب وهو سكوت شيبارد الذي يعمل في معهد كارنيغي للعلوم بجانب كل من تشاد تروجيللو وديفيد ثولين. وقد تمت ملاحظة واكتشاف هذا الكوكب باستخدام التلسكوب الفضائي سوبارو الموجود في جزيرة هاوي الأمريكية.

وقال العلماء إن الكوكب الجديد يعبر عن مدى ضخامة مجموعتنا الشمسية. ويحتاج العلماء إلى بعض الوقت من أجل تحديد حجم الكوكب الجديد بدقة، لكن التقديرات تشير إلى أن قطره يتراوح بين 500
– 1000 كيلومتر، مما يعني أنه أقل قليلًا من نصف حجم كوكب بلوتو.

ويرجح العلماء أن يكون هذا الكوكب من نوعية كواكب حزام كيبر الثلجية، وأن مداره يقترب في بعض الأحيان كثيرًا من الشمس ليصل إلى مسافة بين 30-50 وحدة فلكية فقط. ويرجع هذا الأمر إلى تأثير جاذبية كوكب نبتون.

إيريس

قبل هذا الاكتشاف كان أبعد كوكب تم اكتشافه في المجموعة هو كوكب إيريس الذي يبعد مسافة 97 وحدة فلكية عن الشمس. وإيريس هو أكثر الكواكب القزمة من حيث الكتلة، وثاني أكبر الكواكب القزمة من حيث الحجم. يبلغ قطره حوالي 2326 كيلومترًا، كما أن كتلته أكثر من كتلة كوكب بلوتو بنسبة 27%.

تم اكتشاف هذا الكوكب عام 2005 وظل هو الجسم الأبعد الذي تم رؤيته بالتلسكوبات في المجموعة الشمسية طوال 10 سنوات. ولهذا الكوكب قمر واحد يدور حوله.

ولأنه كان يعتقد أن كوكب إيريس هو كوكب أكبر من بلوتو، فقد قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في البداية باعتباره الكوكب رقم 10 في مجموعتنا الشمسية، ليتم لاحقًا إعادة تعريف مصطلح “كوكب” ويتم اعتبار إيريس كوكبًا قزمًا بعدما قاس العلماء قطره بدقة ليجدوه أصغر بقليل من قطر كوكب بلوتو.

حزام كيبر

وحزام كيبر يمثل منطقة خلف الكواكب الثمانية الكبرى، ويمتد في المنطقة خلف كوكب نبتون على بعد 30 وحدة فلكية وحتى مسافة تقدر بحوالي 50 وحدة فلكية بعدًا عن الشمس. هذا الحزام يشبه حزام الكويكبات الممتد بين كوكبي المريخ والمشترى لكنه يتميز بأنه أعرض بعشرين ضعف وأكثر كتلة بمقدار يتراوح بين 20 – 200 ضعف.

ويتكون هذا الحزام من الكثير من الأجسام الصغيرة وبواقي تكون المجموعة الشمسي،ة والتي تكون في معظمها صخورًا ومعادن. وجزء كبير من حزام كيبر يتكون من مواد كبيرة متطايرة متجمدة مثل كتل ضخمة من ثلوج غازات الميثان والمونيا بالإضافة إلى الماء.

يوجد في هذا الحزام ثلاثة كواكب تم اكتشافها حتى الآن هي بلوتو وهوميا وماكيماكي. كما أن بعض أقمار الكواكب تكونت في منطقة حزام كيبر مثل قمر تريتون الخاص بكوكب نبتون وقمر فيبي الخاص بكوكب الزهرة.

سحابة أورت

إنها سحابة نظرية دائرية مكونة من كويكبات صغيرة ثلجية يعتقد أنها تحيط بالشمس على مسافة 100 ألف وحدة فلكية، أي ما يساوي سنتين ضوئيتين تقريبًا. هذه المسافة تمتد تقريبًا لنصف المسافة بين الشمس والنجم بروكسيما سنتاوري، وهو أقرب النجوم لمجموعتنا الشمسية. كما أن بعد حزام كيبر عن الشمس يساوي حوالي واحد على ألفين من بعد هذه السحابة عن الشمس.

يعتقد العلماء أن المواد المكونة لهذه السحابة تكونت بالقرب من الشمس لكنها تبعثرت في الفضاء لمسافة بعيدة بتأثير من جاذبية الكواكب الكبيرة بالمجموعة الشمسية. وعلى الرغم من أنه لم يثبت وجود هذه السحابة عبر الرؤية المباشرة، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذه السحابة هي مصدر المذنبات البعيدة الشبيهة بمذنب هالي والتي تظهر لنا كل بضع عشرات السنين.

 

عرض التعليقات
تحميل المزيد