لم يكن أحد يعلم وهو يودع عام 2019 أن أول عام من العقد الثاني في القرن 21 سيحمل كل هذا القدر من الأحداث الجِسام والمواقف العصيبة، التي جعلت من عام 2020 عامًا استثنائيًّا لأقصى درجة.
فقد بدأ هذا العام بحادث جلل مثل اغتيال قاسم سليماني، لتُحبس أنفاس العالم وهو ينتظر الرد الإيراني الذي قد يتسبب في اندلاع حرب عالمية، لكن الرد الإيراني «العاصف» لم يحدث.
وفي الشهر الأول ذاته فُجع الكثيرون من شعوب المنطقة العربية بإعلان الرئيس ترامب عن صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، عاصمة إسرائيل الأبدية كما يزعمون، ثم هرولة الإمارات، والبحرين، ومن بعدهما المغرب، والسودان، لإقامة علاقات «تطبيعية حميمية» مع إسرائيل في الربعين الثالث والأخير من العام.
وفيه قرر فيروس تاجيٌّ، لا يُرى بالعين المجردة أن يجتاح العالم، فيحصد الأرواح ويعطِّل مخططات الدول، ويرجئ أحداثًا مهمة مثل أوليبمياد طوكيو، ويضرب الاقتصاد العالمي في مقتل، بعد إجراءات الإغلاق الكامل التي اتبعتها معظم الدول، في محاولة للحد من انتشاره.
وشهد هذا العام رحيل العديد من رؤساء وملوك العرب التقليديين، أمثال السلطان قابوس، الذي قبع في سدة الحكم 50 عامًا، والرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، الذي جلس على «عرش مصر» 30 عامًا قبل أن تطيحه ثورة شعبية، مرَّ عليها عقد كامل، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، عميد الدبلوماسية العربية، كما شهد أيضًا رحيل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، دييجو مارادونا، قبل نهاية العام بأسابيع معدودة، ورحيل المخرج السوري صاحب «صقر قريش»، و«التغريبة الفلسطينية»، و«ملوك الطوائف»؛ حاتم علي.
وما بين البداية والنهاية، فُجعنا بصيفٍ ساخن، عندما انفجر مرفأ بيروت، وشاهدنا قبله بأشهرٍ قليلة، اندلاع تظاهرات السود في أمريكا ودول عديدة، بعد مقتل المواطن الأمريكي الأسود، جورج فلويد، على يد عناصر من الشرطة الأمريكية.
وفيه خسر أمير الحرب الليبي خليفة حفتر، آخر معاقله في الغرب الليبي، وأعلن إسقاط اتفاق الصخيرات، وبدأت إثيوبيا ملء سد النهضة، واندلعت حرب مرتفعات قرة باغ بين أذربيجان وأرمينيا، وشهد السودان أسوأ فيضان للنيل منذ قرن بأكمله، وفاجأنا برحيل مجنون أمريكا المتعصب، دونالد ترامب، عن البيت الأبيض، وفوز جوزيف بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية رقم 46.
وما بين البداية والنهاية، تابعنا معكم كل ما حفل به عام 2020 من أحداث «دراماتيكية» و«تراجيدية» في آن، جعلت منه عامًا استثنائيًّا على الصعيد العربي والعالمي، فغطينا الأحداث العالميَّة السابقة وقدَّمناها للقارئ العربيِّ؛ حتى يعرف ما يدور في هذا العالم المتغيِّر.
وخصَّصنا ملفَّات شاملة لقضايا كبرى ضربت العالم، بداية من «صفقة القرن»، ومرورًا بما سيفعله كورونا في العالم من البترول وحتى العلاقات الدولية، وحراك السود في أمريكا، وانتهاءً بـ«ما الذي ينتظر الشرق الأوسط بعد مجيء بايدن؟».
واستعددنا لعام 2021 بتقارير ترصد أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية المنتظرة العام القادم، ولم ينس هذا الملف الذي نقدمه لكم في خضم ذلك، اختيار قوائم ترشيحات بأفضل المواقع المجانية، والأفلام والمسلسلات، وأبرز الأحداث الفلكية التي وقعت والتي ننتظرها أيضًا.