مثلما كان انتشار موقع فيس بوك ثورةً في عالم التواصل على الإنترنت، ومشاركة الأحداث والمناسبات الاجتماعية، والآراء والمناقشات، فقد غيّر صناعة الأخبار، ودفعنا إلى استخدامه بديلاً عن الجرائد، وقنوات التليفزيون، وحتى المواقع الإخبارية. نعرض هنا أسبابًا قد تدفعك إلى إعادة النظر في استخدامك لفيس بوك في متابعة الأخبار.
1. سهولة التلاعب بالصور والعناوين
فيس بوك منصة مفتوحة للتواصل عبر مشاركة الصور والروابط والتحديثات المختلفة. هل جرّبت يومًا تعديل عنوان رابط قبل أن تشاركه؟ هل لاحظت أن حتى أكبر المؤسسات الصحفية تقع دائمًا في نشر صورٍ قد تكون قديمة أو لم تتحقق من صحتها لتجذب انتباهك؟
تقول الدراسات إن حوالي 60% من مستخدمي فيس بوك سيشاهدون الصورة دون أن يضغطوا على رابط الخبر، وسيشاركون الرابط بالعنوان المُتلاعب فيه دون أن يتحققوا من صحته بأنفسهم؛ لذا احذر من العناوين والصور غير الدقيقة، وتحقّق بنفسك من الروابط الحقيقية.
2. الاكتفاء بمصادر قليلة تتفق مع توجّهاتك السياسية
قد تعتقد إن فيس بوك يساعدك على اكتشاف مصادر وأخبار لم تكن لتصل إليها بتصفح الإنترنت والمواقع الإخبارية، لكن الدراسات تثبت أن مستخدمي فيس بوك يتعرضون بعد فترة من استخدامه إلى نوع من الحصار في دوائر ضيقة من المصادر والاتجاهات والأفكار؛ ويرجع هذا إلى عدة أسباب:
أ) أكثر من 70% من الأخبار التي تشاهدها يوميًا على فيس بوك يكون مصدرها أصدقاؤك، لا صفحات المواقع والصحف.
ب) يعتمد ظهور ما ينشره أصدقاؤك والصفحات التي تتابعها على صفحتك الرئيسة على مدى تفاعلك معها وإعجابك بمحتواها؛ لذا سيقل بعد فترة ظهور المواقع والروابط القادمة من مصادر قد تخالف رؤيتك السياسية؛ نظرًا لعدم تفاعلك معها وإعجابك بمحتواها.
ج) يخلق التعامل مع فيس بوك باعتباره مصدرًا للأخبار اعتقادًا خاطئًا بأنك إذا قرأت خبرًا أو معلومة من مصدر واحد فسيغنيك هذا متابعته في مصدر آخر، لكن هذا ليس صحيحًا؛ فكثيرًا ما تحتاج إلى الاطلاع على عدة مصادر لاختلاف الصياغة والزوايا التي تتناولها كلٌ منها، بالإضافة إلى اختلاف دقة المعلومات ودرجة التحقق منها بين مصدر وآخر.
اقرأ أيضًا: الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي (المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين)
3. فيس بوك ليس خدمةً إخبارية
في نهاية الأمر، فيس بوك ليس خدمة إخبارية، وليس مصممًا ليلعب هذا الدور. بجانب سهولة انتشار الشائعات، وصعوبة التحقق من الصور والأخبار، واكتفاء المستخدمين بقراءة العناوين، تنتقل الكثير من المعلومات والأخبار (المغلوطة والصحيحة) من شبكات التواصل الاجتماعي إلى المواقع الإخبارية بعد نشر المستخدمين لها على نطاق واسع، واحتفائهم بها. ينعكس هذا على رؤية المستخدمين لفيس بوك ومتابعة الأخبار من خلاله؛ فلا يستخدمه إلا 22% فقط بغرض الحصول على الأخبار من البداية، بينما يقول 78% من المستخدمين إنهم يرون الأخبار أثناء فعل شيء آخر على الموقع.
خدمات جمع الأخبار وتصنيفها ستساعدك على الوصول إلى ما تريده، وفي المجالات التي تحددها، بطريقة أفضل وأسرع من فيس بوك بكثير: أخبار جوجل خدمة ممتازة لتخصيص وتصنيف الأخبار حسب رغبتك، ولديك أيضًا أخبارك.نت، وNewsery.
اقرأ أيضًا: 10 مواقع عربية لا غنى عنها للصحفيين والمهتمين بالإعلام
4. الأخبار الساخرة والصفحات «الإخبارية» المُضللة
تقوم بعض المواقع العربية والأجنبية على نشر أخبار ساخرة هدفها الإضحاك والسخرية السياسية، وتنقل منها بعض الصفحات والمواقع المعلومات والأخبار باعتبارها حقيقية؛ كما تنشر الكثير من الصفحات التي تُطلق على نفسها «إخبارية» والتي تملك جمهورًا عريضًا معلومات وأخبار غير موثقة وبلا مصدر معروف، سواء في الأخبار الترفيهية أو السياسية والفنية، اعتمادًا على صورة أو معلومة قد تكون غير دقيقة أو حتى مُختلقة بالكامل.
لهذا السبب يختبر فيس بوك الآن خاصية جديدة تضيف كلمة «سخرية» إلى روابط مواقع الأخبار الساخرة مثل The Onion وغيره.
اقرأ أيضًا:دليلك اليومي للتحقق من الأخبار المُضللة
5. الوقت الذي تقضيه في متابعة الأخبار يصبح أقل
تبدّل ترتيب مصادر الأخبار التي نعتمد عليها يوميًّا بصورة واضحة خلال الخمس سنوات الأخيرة؛ فاحتلت مواقع التواصل الاجتماعي، وفيس بوك في مقدمتها، مركزًا متقدمًا، متفوقةً على الجرائد المطبوعة والراديو والتليفزيون الأرضي، وتنافس القنوات الفضائية على المركز الأول.
ببحث نشاط المستخدمين على المواقع الإخبارية، وجدت الأبحاث إن الزوّار القادمين من مواقع التواصل الاجتماعي يقضون دقيقة واحدة و41 ثانية في المتوسط على المواقع الإخبارية، بينما يقضي الزوّار المباشرون لهذه المواقع 4 دقائق و36 ثانية في المتوسط.
فئة الشباب بين 18 و35 عامًا هي الأكثر اعتمادًا على شبكات التواصل الاجتماعي في متابعة الأخبار، ويكتفي 30% منهم بقراءة العناوين والفقرات الصغيرة المُصاحبة لروابط الأخبار بدلاً من الدخول إلى المواقع نفسها لقراءتها.
اقرأ أيضًا: 10 أشياء تجعل المحتوى أكثر مشاركة.. نتائج دراسة على 100 مليون موضوع
6. أخبارالترفيه والإثارة ستشغل معظم اهتمامك
كيف تُحدد الروابط التي ستضغط عليها لقراءة الأخبار؟ وما نوع الصور التي تتفاعل معها وتشاركها مع أصدقائك؟ غالبًا ما تعتمد الإجابة على العناوين المثيرة والجذابة، والصور التي تلفت انتباهك، وتحظى قيمة الخبر الحقيقية أو تأثيره بمكانة متأخرة.
بحسب مركز «بيو» للأبحاث، تتصدر أخبار الترفيه والمشاهير قائمة الروابط التي ننشرها على فيس بوك، والأحداث المجتمعية والرياضية تأتي بعد ذلك، بينما تستقر الأخبار الاقتصادية والعلمية في المرتبة الأخيرة.
وقد لا يعتمد الأمر على اهتمامك بهذا النوع من الأخبار، بل على نسبته من مُجمل المحتوى الخبري الذي يصل إليك على فيس بوك.
7. نحن لا نتحكم في فيس بوك بشكل كامل
يمر فيس بوك الآن بفترة حرجة في تحديد مدى قدرة المستخدمين على التحكم فيه، والتعامل مع علاقتهم به بأمان كامل. تجربة فيس بوك الأخيرة، على سبيل المثال، في التحكّم في المحتوى المعروض على الصفحات الرئيسة لحوالي 700 ألف مستخدم؛ لاختبار مدى تأثير الأخبار والمشاعر السلبية والإيجابية عليهم أغضب الكثيرين، لكن سياسة استخدام الموقع التي توافق عليها بمجرد التسجيل فيه تسمح له بإجراء هذا النوع من التجارب النفسية، ولا ضمان لعدم تكرارها في المستقبل.
الأمر الآخر هو أنك لا تستطيع أن تضمن الوصول إلى الأخبار المهمة المتعلقة بمجال اهتمامك أو عملك؛ فما تصادفه من روابط يعتمد على ما ينشره أصدقاؤك والصفحات التي تتابعها، وكذلك على إمكانات التسويق والإعلانات التي تملكها وسائل الإعلام بصرف النظر عن جودة المحتوى الخبري وصدقه.
اقرأ أيضًا: فيسبوك يجري دراسة نفسية على 700 ألف مستخدم دون علمهم