الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة يمثلون 35% من رواد الأعمال الأمريكيين، و20% من رواد الأعمال البريطانيين. وفي أمريكا توجد أعداد كبيرة منهم بين شباب الشوارع المشردين، وضحايا الانتحار المراهقين والجناة الأحداث.
ومن هنا تكمن أهمية اكتشاف وفهم عسر القراءة أو دسلكسيا (Dyslexia)، ومحاولة التعامل معه بالطريقة المناسبة وتقليل حدته. فمعسر القراءة يمكن أن يكون مبدعًا أو مخترعًا أو فنانًا أو رائد أعمال أو مليارديرًا أو قائدًا أو حتى كاتبًا. ويمكن أن يقوده إحساسه بالفشل وفقد الثقة بذاته للانتحار أو الإجرام أو التشرد، فمن أبرز مؤشرات عسر القراءة: انخفاض احترام الذات لدى المعسرين، لعجزهم عن مجاراة زملائهم في المهارات اللغوية ومعاملة الآخرين لهم على أنهم أغبياء وكسالى وفشلة. لذلك فإن طريقة تعامل آبائهم ومدرسيهم وبيئتهم معهم لها أهمية كبرى؛ قد تؤثر بشكل كبير على مستقبلهم.
وفي هذا التقرير نحاول أن نشرح ماهية عسر القراءة، وأعراضه ومؤشراته في المراحل العمرية المختلفة والطريقة المناسبة للتكيف والتعامل معه، ونقاط القوة والضعف لمعسري القراءة، ونذكر كذلك بعض الشخصيات البارزة الذين عانوا من عسر القراءة وتمكنوا من تحقيق نجاحات مبهرة!
ما هو عسر القراءة؟
يُعرف عُسر القراءة بأنه إحدى صعوبات التعلم ذات منشأ عصبي بيولوجي، وتتسبب بصعوبة في التعرف إلى الكلمات بدقة أو بطلاقة، وبضعف قدرات التهجئة وتفسير الرموز. وعادة ما تنتج هذه الصعوبات من عُسر تفسير المكونات الصوتية للغة والذي غالبًا ما يكون غير متوقع مقارنة بالقدرات المعرفية الأخرى. وقد تشمل النتائج الثانوية لعسر القراءة مشاكل في فهم القراءة وتقليل تجربة القراءة التي يمكن أن تعوق نمو المفردات والمعرفة الأسا
والمشكلة في عسر القراءة لغوية وليست بصرية، وغير مرتبطة بالذكاء؛ فالأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة الشديد قد يكونوا أذكياء، فغالبية معسري القراءة لديهم معدلات ذكاء عادية أو أعلى من المعدل. ولكن السمة المشتركة الوحيدة بين الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة؛ هي أنهم يقرأون بمستويات أقل من المستويات المعتادة للأشخاص الذين في عمرهم، ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر والتوجيه والدعم في الحد من تأثير عسر القراءة.
ويُعد عسر القراءة حالة عصبية وغالبًا وراثية وليست نتيجة سوء تدريس أو تعليم أو تنشئة، وتبلغ نسبة انتشار عسر القراءة بين الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة 5% إلى 15% وتصل بعض التقديرات إلى 17%.
مؤشرات عسر القراءة في المراحل العمرية المختلفة
يجب أن ينتبه الآباء والمعلمون إلى مؤشرات أو أعراض عسر القراءة عند الأطفال، وخصوصًا عندما يبدو تقدم الطالب في المهارات اللغوية متأخرًا عن مستوى قدرته العامة، وكذلك عند تكرار ظهور مؤشرات عسر القراءة لفترة طويلة.
ويمتلك كل طالب يعاني من عسر القراءة نمطًا فريدًا من نقاط القوة والضعف، وتختلف مؤشرات عسر القراءة باختلاف الأعمار، وقد تستمر بعض الصعوبات مع الطفل حتى بعد مرحلة البلوغ.
وسنقدم لكم قوائم مؤشرات عُسر القراءة في مختلف الأعمار، لكن سيظل التقييم النفسي التعليمي مطلوبًا لإتمام تشخيص الحالة. إذ قد تساعد هذه القوائم في تأكيد الشكوك وبالتالي المساعدة في اتخاذ قرار العرض على الطبيب المختص.
لكن عند النظر إلى قوائم المؤشرات، تذكر أن كل المؤشرات لن تظهر عند شخص واحد، وبعض المؤشرات أكثر شيوعًا من غيرها، بالإضافة إلى أن عسر القراءة اضطراب متغير للغاية وقد تستمر بعض الأعراض حتى البلوغ، وعدد المؤشرات التي تظهر على الفرد لا يشير إلى ما إذا كان عُسر القراءة طفيفًا أو معتدلًا أو شديدًا.
وإليكم قوائم مؤشرات عُسر القراءة في المراحل العمرية المختلفة:
مؤشرات احتمالية عسر القراءة للأطفال بعمر من 3 إلى 5 سنوات
- التأخر عن معظم الأطفال في التحدث أو التلعثم أثناء الحديث، وصعوبة نطق بعض الكلمات، وخاصة الكلمات متعددة المقاطع.
- صعوبة تفكيك الكلمات المنطوقة إلى أصوات وتحويل الأصوات المنطوقة لكلمات (أي صعوبة في الوعي الصوتي).
- مشاكل في التمييز السمعي، وصعوبة قراءة القوافي والحفاظ على الإيقاع، والعجز عن تذكر الكلمة الصحيحة.
- التأخير في اكتساب مهارات القراءة والكتابة البدائية ومشاكل في تعلم الحروف الأبجدية (على سبيل المثال فهم أن اللغة المكتوبة تقدم من اليمين إلى اليسار، التمييز بين الحروف والكلمات والجمل).
- صعوبة في قول قصة أو إعادة سردها في التسلسل الصحيح.
- صعوبة في تعلم الأرقام، وأيام الأسبوع والألوان والأشكال وتهجئة اسمه.
- البطء في اكتساب المفردات الجديدة وتطوير المهارات الحركية الدقيقة.
- العجز عن اتباع التوجيهات متعددة الخطوات أو الإجراءات.
مؤشرات احتمالية عسر القراءة للأطفال بعمر من 5 إلى 7 سنوات
- بطء في تعلم العلاقة بين الحروف الأبجدية والأصوات.
- صعوبة في تفكيك الكلمات إلى أصوات، وتركيب الأصوات لتشكيل الكلمات (الوعي الصوتي).
- صعوبة في تكرار الكلمات متعددة المقاطع، قراءة الكلمات مفردة.
- الخلط بين الكلمات الصغيرة أو السهلة، وصعوبة في فهم الكلمات الدالة (مثل: إلى، من).
- تكرر أخطاء متعلقة بالقراءة والإملاء مثل: عكس الحرف (على سبيل المثال d لـ b)، أو قلب الحروف مثل (m لـ w)، أو تغير موقع الحروف بالكلمة، أو استبدال كلمة بأخرى.
- القراءة الشفوية بطيئة وشاقة ومشاكل في تعلم الحقائق.
- فهم القراءة أقل من التوقعات بسبب ضعف الدقة والطلاقة والسرعة، وتفضيل القراءة للفهم عن قراءة الكلمة كلمة.
- صعوبة في التخطيط أو التنظيم وفي تعلم معرفة الوقت.
- يستخدم «قبضة قلم» غريبة، والكتابة اليدوية بطيئة وضعيفة الجودة، وضعف بالتنسيق الحركي.
مؤشرات احتمالية عسر القراءة للأطفال بعمر من 7 إلى 12 سنة
- استمرار صعوبة قراءة النصوص بصوت عال أو بصمت، والقراءة بمستوى أقل من المتوقع.
- الاستمرار بخلط ترتيب أحرف الكلمات، وضعف دقة القراءة والطلاقة، أو صعوبة فهم القراءة مع ازدياد سرعتها.
- التهجئة بطريقة غير مناسبة للعمر والقدرة العامة (على سبيل المثال تهجئة الكلمة نفسها بشكل مختلف على نفس الصفحة، واستخدام أنماط هجاء غريبة، والحذف المتكرر، والإضافات والتغيير).
- ضعف التعبير الكتابي بسبب التهجئة الضعيفة (على سبيل المثال، قد يتجنب استخدام كلمات غير مألوفة، ويميل إلى الكلمات البسيطة).
- استخدام تكتيكات تجنب عند طلب القراءة شفويًا أو الكتابة، ونسيان تحضير الواجبات المنزلية.
- مشاكل متعلقة باللغة في الرياضيات، والعجز عن تعلم جداول الضرب عن ظهر قلب.
- الخلط بين بعض الكلمات الاتجاهية (على سبيل المثال، اليسار واليمين)، ومشاكل مع اللغة المجازية (على سبيل المثال، التعابير والأمثال).
- ضعف بفهم لغة جسد الآخرين وتعبيرات الوجه، والافتقار إلى الثقة بالنفس وتكوين صورة ذاتية ضعيفة.
- صعوبة في تذكر اليوم أو الشهر الجاري ورقم هاتفه أو تاريخ ميلاده، وبطء أو ضعف تذكر الحقائق.
- ضعف بالمهارات التنظيمية والتخطيطية وإدارة الوقت.
مؤشرات احتمالية عسر القراءة للأطفال بعمر يزيد على 12 عامًا
- استمرار القراءة ببطء دون طلاقة مع الافتقار للدقة، وضعف بقراءة الكلمات المتشابهة.
- صعوبة في تعديل معدل القراءة، وقلة الحصيلة المعرفية بسبب قلة القراءة.
- استمرار الصعوبات الإملائية، والكتابة اليدوية غير مقروء أو بطيئة.
- مهارات شفوية أفضل من المهارات المكتوبة.
- صعوبة في تخطيط النص المكتوب وتنظيمه، ومشاكل بالتلخيص والاختصار.
- صعوبة في بناء الجملة أو علامات الترقيم وفحص النص المكتوب وتدقيقه.
- مشاكل في تدوين الملاحظات من اللوحة الدراسية، وضعف بالمهارات التنظيمية والتخطيطية وإدارة الوقت.
- تسويف أو تجنب مهام القراءة والكتابة، وعدم إكمال الواجبات أو عدم تسليمها.
- بطء في الإجابة عن الأسئلة، وبالأخص المفتوحة منها.
- ضعف مهارات الحفظ، ونطق بعض الكلمات بطريقة خاطئة، ومشاكل بتذكر أسماء بعض الكلمات أو الأشياء.
- زيادة الصعوبة في المواد التي تعتمد على اللغة، مثل: الإنجليزية والعربية والتاريخ، مقارنة بالموضوعات غير اللغوية، مثل: الرياضيات والرسومات الفنية.
- الافتقار إلى الثقة بالنفس وتكوين صورة ذاتية ضعيفة.
مؤشرات احتمالية عسر القراءة في البالغين
- صعوبة القراءة بصوت عال، وصعوبة قراءة المواد غير المألوفة، والميل إلى نطق الكلمات بطريقة خاطئة، والقراءة بوتيرة بطيئة.
- القراءة للحصول على المعلومات فقط، وليس للمتعة، سهولة فهم الاستماع أكثر من القراءة.
- صعوبة في تعلم اللغات الأجنبية، وصعوبة في التعرف التلقائي للكلمة، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على اكتساب المعرفة.
- صعوبة تخيل الكلمات، أو تذكر ترتيب الحروف في الكلمة، وصعوبة بناء الجملة ووضع علامات الترقيم بطريقة صحيحة.
- صعوبة صياغة المعلومات على الورق، صعوبة الإملاء أو اكتشاف الأخطاء في الكتابات، وسهولة التعبير عن الأفكار بكلام أكثر من الكتابة.
- انخفاض التحصيل في المدرسة، وضعف الأداء في الامتحانات، وافتقار الكتابة اليدوية للنضج أو الشكل الجيد.
- الخلط بين اليسار واليمين، وإيجاد صعوبة في تذكر ترتيب الأشياء، والخلط بين الأوقات والتواريخ والمواعيد.
- صعوبة تذكر المعلومات الجديدة أو الأسماء الجديدة، ضعف الذاكرة قصيرة المدى.
- الحصول على أرقام الهواتف بطريقة خاطئة بسبب عكس الأرقام، وإجراء أخطاء سخيفة في العمليات الحسابية.
- تدني احترام الذات، أو الشعور بالخجل، أو عدم الثقة في قدرتهم على الأداء في العمل أو المدرسة.
- قد يظهرون درجة عالية من الذكاء أو يسجلون نتائج جيدة في اختبارات الذكاء ولكن أداءهم يظل ضعيفًا في العمل أو المدرسة.
- صعوبة في التركيز عند القراءة أو الشعور بأن الكلمات تتحرك أو مختلطة.
- وجود أفراد بالأسرة لديهم عسر القراءة.
كيف تدعم طفلك ليتكيف مع عسر القراءة؟
قد يتساءل الكثيرون، كيف يمكن معالجة عسر القراءة؟ لا توجد طريقة معروفة لعلاج الخلل الذي يسبب عسر القراءة بالدماغ، ومع ذلك، يمكن للاكتشاف المبكر والحصول على الدعم المناسب أن يحسن من نجاحهم، فالأطفال الذين لا يحصلون على المساعدة حتى المراحل المتأخرة قد يواجهون صعوبة أكبر في تعلم المهارات اللازمة للقراءة بشكل جيد، ومن المحتمل أن يتخلفوا عن زملائهم أكاديميًا وقد لا يتمكنوا أبدًا من اللحاق بهم.
لذلك يجب أن يركز العلاج على مساعدة طفلك باستخدام أساليب وتقنيات تعليمية خاصة بعسر القراءة، خاصة التقنيات التي تتضمن السمع والرؤية واللمس لتحسين مهارات القراءة، ومساعدة الطفل على استخدام العديد من الحواس للتعلم، مثل: تعليم الأطفال مطابقة الأحرف مع الأصوات خطوة بخطوة. وكذلك الاستماع إلى درس مسجّل، والتتبع بالإصبع على شكل الحروف المستخدمة والكلمات المنطوقة، للمساعدة في معالجة المعلومات وبناء مفردات اللغة من الكلمات المعروفة والمفهومة.
ويمكن أن تكون جلسات التدريس مع أخصائي القراءة مفيدة للعديد من الأطفال المصابين بعُسر القراءة، وإذا كان طفلك يعاني من عجز شديد في القراءة، فقد يحتاج الأمر لمزيد من التكرار، وقد يكون التقدم أبطأ.
والدعم العاطفي في الأنشطة التي لا تتضمن قراءة مهم جدًا للأطفال المعسرين. فإذا كنت تسعى لمساعدة طفلك على النجاح؛ يُنصح باتباع التعليمات التالية:
معالجة المشكلة في وقت مبكر: إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من عسر القراءة، تحدث إلى الطبيب؛ فعندما يحصل الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة على مساعدة إضافية في رياض الأطفال أو الصف الأول غالبًا ما يحسنون مهارات القراءة لديهم.
اقرأ بصوت عال لطفلك: من الأفضل أن تبدأ عندما يكون طفلك بعمر ستة أشهر أو حتى أصغر.
ركز على الصوتيات: علمه كيفية التعرف على أصغر الأصوات التي تتكون منها الكلمات (الصوتيات) وكيفية استخدامها، وفهم أن هذه الحروف والرموز تمثل هذه الأصوات والكلمات (الصوتيات).
حاول الاستماع إلى الكتب المسجلة مع طفلك: عندما يكبر طفلك بما يكفي، اقرأ القصص معًا بعد أن يسمع طفلك.
شجع طفلك على القراءة: حث طفلك على القراءة بصوت عالٍ لتطوير دقة القراءة والسرعة والتعبير (بطلاقة) بالإضافة إلى فهم ما يقرأه.
كن قدوة: خصص وقتًا كل يوم لقراءة شيء أثناء قراءة طفلك وأظهر لطفلك أن القراءة يمكن أن تكون ممتعة؛ هذا يضع مثالاً ويدعم طفلك.
كن داعمًا: قد تؤثر مشاكل تعلم القراءة على احترام طفلك لذاته. تأكد من التعبير عن حبك ودعمك لطفلك، وشجع طفلك من خلال مدح مواهبه ونقاط قوته.
تحدث مع طفلك: اشرح لطفلك ما هو عسر القراءة وأنه ليس فشلًا. كلما فهم طفلك هذا بشكل أفضل، واجه صعوبات التعلم بشكل أفضل.
اتخذ خطوات لمساعدة طفلك على التعلم في المنزل: توفير مكان نظيف، وهادئ، ومنظم لطفلك للدراسة، وتحديد وقت الدراسة، وتأكد أيضًا من حصول طفلك على قسط كاف من الراحة وتناول وجبات منتظمة وصحية.
ابق على اتصال مع معلمي طفلك: تحدث مع المعلمين بشكل متكرر للتأكد من أن طفلك قادر على البقاء على المسار الصحيح واشرح لهم حالة طفلك إذا لم يكونوا على علم بها. وإذا لزم الأمر، تأكد من حصوله على وقت إضافي بالاختبارات التي تتطلب القراءة. واﺳﺄل اﻟﻣﻌﻠم عن إمكانية مساعدة طﻔﻠك ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾل الدروس ﻟﻠﻌرض ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق.
انضم إلى مجموعة دعم: يمكن أن يساعدك هذا على التواصل مع الآباء الذين يواجه أطفالهم صعوبات تعليمية مماثلة، ويمكن أن تقدم مجموعات الدعم معلومات مفيدة ودعمًا عاطفيًا. اسأل طبيبك أو أخصائي القراءة إذا كانت هناك أي مجموعات دعم في منطقتك.
وقد يساعدك فيلم «نجوم على الأرض (Taare Zameen Par)» الذي يركز على ظاهرة عسر القراءة، للتعامل بشكل أفضل مع طفلك المصاب.
ملحوظة: قد تفهم من الفيلم أن ظاهرة عكس الحروف علامة مميزة وثابتة للمصابين بعسر القراءة ولكن هذه النقطة ليست دقيقة، فهذه الظاهرة قد توجد في الأطفال العاديين عند تعلم الكتابة وقد لا توجد عند بعض المصابين بعسر القراءة.
ما يمكن للبالغين المصابين بعُسر القراءة فعله
مؤسس آبل ستيف جوبز، والمخترع توماس إديسون، والعالم ألبرت أينشتاين، وعالم الرياضيات مايكل فارادي، والمخترع والفنان ليوناردو دافنشي، والفنان بابلو بيكاسو، والملاكم محمد علي، ولاعب كرة سلة ماجيك جونسون، مؤسس «مجموعة فيرجن» ريتشارد برانسون، و هنري فورد مؤسس فورد للسيارات، والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الابن)، ورئيس وزراء بريطانيا السابق وينستون تشرشل، و الكاتبة أجاثا كريستي، والممثل توم كروز، والممثل أنتوني هوبكنز.
هؤلاء فقط بعض المشاهير المصابين بعسر القراءة. فلا تعني المشكلات الأكاديمية بالضرورة أن الشخص المصاب بعسر القراءة لا يمكن أن ينجح. فكثير من المصابين بعسر القراءة مبدعون وناجحون للغاية، وقد يكونوا موهوبين في الرياضة أو الرياضيات أو العلوم أو الفنون، أو حتى الكتابة.
فيديو يذكر بعض المشاهير المصابين بعسر القراءة
على الرغم من عدم وجود علاج محدد يمكن أن يعالج عسر القراءة، إلا أن بعض الأشخاص يجدون أن أعراضهم تتغير أو تتحسن بمرور الوقت. لذلك يجب عليك أن تسعى للتشخيص والمساعدة التعليمية في القراءة والكتابة والصوتيات، بغض النظر عن عمرك.
وتذكر أن الجمع الصحيح بين البيئة الداعمة والممارسة والاستراتيجيات التعويضية يمكن أن يحول عسر القراءة من صعوبة إلى إزعاج بسيط.
نقاط قوة المصابين بعسر القراءة
لا شيء يؤثر على فرصك بالنجاح في المدرسة مثل عدم اكتساب مهارات القراءة والتهجئة والكتابة. ويمكن أن يكون العائق الوحيد أمام تحقيق أهدافك مدى الحياة. ولكن، هل يمكنك تحويل عسر القراءة إلى منحة تساعدك على التفوق؟ بالطريقة الصحيحة، يمكنك تحويل هذا التحدي إلى نعمة.
عانى بعض المفكرين الرائدين في العالم، ورواد الأعمال، والمشاهير، والمليارديرات من عسر القراءة ولكن استطاعوا إيجاد أنفسهم والنجاح، وأنتم أيضًا يمكنكم ذلك. فيما يلي بعض المزايا التي ذكرها معسرو القراءة الناجحون التي قد تساعدك في معرفة نقاط قوتك:
مهارات ممتازة في حل الألغاز: الكثير من معسري القراءة محترفون في حل الألغاز. يحددون بدقة الشكل الصحيح ويحلون المشاكل المعقدة أفضل من الآخرين. فبدل التفكير بشكل متسلسل والانتقال من فكرة إلى أخرى، فإن العديد من معسري القراءة يتميزون في البيئة التي تسمح وتعزز التفكير المتزامن (التفكير في أكثر من شيء في آن واحد) والأفكار التي ترتبط عبر طرق مختلفة.
الاستدلال المكاني المميز: وجد العلماء في جامعة شرق لندن أن معسري القراءة الصغار ممتازون في تذكر البيئات الافتراضية بالمقارنة مع غير المعسرين قرائيًا؛ لذلك ينجح العديد من المصابين بعسر القراءة في مجالات مثل: الهندسة والتصميم الصناعي والرسمي، والهندسة المعمارية، وكذلك البناء.
محادثون عظماء: العديد من معسري القراءة عميقون جدًا في قراءة الناس عند التفاعل معهم. وسوف يخبرك بالضبط ما هي المشكلة وكيف يمكنك حلها. كما أنهم أيضًا يراعون مشاعر الآخرين.
متعاطفون بشكل كبير: قد تجعلهم تجاربهم مع تحديات القراءة والكتابة يشعرون بالتعاطف تجاه الآخرين الذين يعانون من أي شيء.
خيال مميز: قد يمتلك معسرو القراءة رؤية رائعة للعالم. فهم يستفيدون بشكل كبير من خيالهم، ولذلك لدى جميع الفنانين والممثلين والمؤلفين الذين يعانون من عسر القراءة شعور قوي بالفضول والاهتمام.
المفكرون المجردون: عندما تضيع كل الآمال، يتبين أن الأشخاص الذين يعانون من عُسر القراءة يمكنهم فهم الأفكار المجردة. فهم فلاسفة جيدون، ويفهمون أشياء غير ملموسة.
التفكير خارج الصندوق: الالتزام بالمعايير أمر جيد، ولكن إذا كنت ترغب حقًا في الذهاب بعيدًا، فعليك البحث عن أفكار جديدة، كما يتضح من رواد الأعمال اليوم. واحدة من الصفات الأكثر نفعًا للأشخاص الذين يعانون من عُسر القراءة هي قدرتهم على التفكير خارج الصندوق. لقد توصلوا إلى أفكار غير تقليدية ومربحة أيضًا.
مفكرون نقديون: سمة أخرى يمتلكها بعض معسري القراءة هي قدرتهم على استخدام التفكير المنطقي. إنهم يتقنون تحديد الفروق بالضبط بين موضوعين، ويستخدمون التفكير الناقد لحل المشاكل.
تحليل القصص بذكاء: بإمكان معسري القراءة المُضي قدمًا من خلال تحليل القصص التي يسمعونها بسبب قدراتهم القوية في فهم اللغة المحكية، ويمكن للعديد منهم تتبع جميع الشخصيات والحيل والتحوّلات أفضل من غيرهم.