الاستنتاج

من الواضح أن محاولة دراسة الإله بإستخدام المنطق تقود إما إلى مفهوم أنه بشكل مطلق يمكن أن تكون النتيجة متناقضة أو على الأقل إلى جملة غير محسومة. هذا يقودنا إلى مفارقة واضحة. بإفتراض أن الإله موجود، وأن الإله خلق البشر بقدرات منطقية، لكن على ما يبدو أنه خلق المنطق بحيث أن البشر لا يستطيعون تطبيق نظرياته عليه.

وكملخص، إنه لمن المُرجح أن محاولة تأسيس وجود أو عدم وجود الإله بإستخدام علم المنطق هو طريق مسدود، والمسألة في نهاية المطاف هي مسألة إيمان بما قررت أن تؤمن به بنفسك. هذا بما يتفق مع فلسفة كانط وأخرين.

ويقول الكاتب أخيرًا: في الأصل أفكاري في البراهين المنطقية في مسألة وجود الإله إنتهت هنا. بعدها اكتشفت أنه يمكنني استخدام طريقة جودويل كإجابة “لا يمكن برهنتها ولا نفيها منطقيًا”، الذي اتخذته ليكون مفهومًا بسيطًا لجانب مجهول موجود على الأرجح. ولا حاجة للقول أن طريقة تحليلي للأمر شخصية بحتة  وربما تكون غير مقنعة لكثيرين. لكن مع ذلك، ربما تُعطي سببًا للبعض لأن يفكروا، أو حتى كتسلية ذهنية لآخرين كقولنا:

1- لآلاف السنين كانت هناك محاولات تؤسس لوجود أو عدم وجود الإله بإستخدام المنطق. لا يوجد بينها من نجح بشكل قاطع. وشخصيًا أستنتج أن “الإله موجود” تعتبر جملة غير محسومة أكثر من أن تكون جملة مفروغًا منها.

2- لو أن الإله غير موجود، نستنتج بأن تكون جملة “الإله موجود” غير محسومة أكثر من أن تكون مُسَلَمة.

3- مع ذلك، لو أن الإله موجود، إذًا يكون الجانب “غير المعلوم” من الإله يجعل جملة “الإله موجود” غير محسومة أكثر من أن تكون مُسَلَمة أيضًا.

4- إذًا لأن “الإله موجود” من المرجح أكثر بأن تكون منطقيًا غير محسومة وتظل قابلة للتساؤل، يمكنني استنتاج أن الإله من المُرجح وجوده أكثر من احتمالية عدم وجوده.

الطبيب الإنجليزي هلدن (1892-1964) قال جملة مهمة: “الآن أشك أن الكون ليس فقط أغرب مما نعتقد، لكنه أغرب مما يمكن أن نتخيل.” (كتاب Possible Worlds and Other Papers 1927). ويختتم الكاتب بـ: هذا ما أراه مماثلًا في قضية وجود الإله عندي.

1 2
تحميل المزيد