أوباما بعد انتهاء مؤتمر مع أهل الجندي بو بيرجدال 

أوباما بعد انتهاء مؤتمر مع أهل الجندي بو بيرجدال

 

قبل ثلاث سنوات بدأت مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة “طالبان” الأفغانية، هدف المفاوضات إبرام صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، وتحديدًا مبادلة الضابط الأمريكي بو برغدال، المحتجز لدى طالبان منذ 2009 بخمسة قادة من طالبان معتقلين في سجن “غوانتانامو”.

في هذه المفاوضات التقى أمريكيون مع قادة من طالبان بشكل مباشر في قطر. لكن هذه المفاوضات تعثرت كون الولايات المتحدة كانت تدفع باتجاه عملية سلام أوسع، بينما كانت ترغب طالبان في اقتصار المفاوضات على صفقة تبادل أسرى فقط، ومع هذا استأنفت المفاوضات بسرية إلى أن حدث التقدم عندما وافقت طالبان على الصفقة التي تنص على مبادلة خمسة من قادتها في غوانتانامو بالجندي الأمريكي لديها، وبموجب هذه الصفقة، قامت حركة طالبان في 31 مايو (أيار) الماضي بإطلاق سراح الجندي الأميركي بو بيرجدال في مبادلة وصفت “غير عنيفة”، وذلك مقابل نقل الإدارة الأميركية لقادتها الخمسة إلى قطر .

وتقوم الإدارة الأميركية الآن بتسويق الصفقة على أساس أنها تبادل لأسرى حرب رغم أنها لم تصنف معتقلي غوانتانامو بـ”أسرى حرب” في السابق، بل أكدت أنهم “مقاتلين أعداء” يصح لها اعتقالهم رغم انتهاء الحرب الأفغانية.

 

الموقف الأمريكي

 

رغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتهم بالتهور، وبأنه خالف القانون، لإطلاقه سراح القادة الأفغان الخمسة إلا أنه دافع عن قراره، قائلا إن أمريكا لديها “عرفًا مقدسًا للغاية” وهو عدم ترك أي جندي في الأسر. وقال في مؤتمر صحفي عقد مع أهل الجندي: “نحن لا نترك جنودنا من الرجال أو النساء في الأسر، وهذا يعود إلى تاريخ أمريكا المبكر”.

ودافع أيضا البيت الأبيض الاثنين الماضي عن الصفقة، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في تصريح إعلامي أن تهديد المعتقلين السابقين الخمسة الذين كانوا مسؤولين بارزين في نظام طالبان قبل الإطاحة به عقب الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة أواخر 2001، “قد تم إضعافه بشكل كاف” وأن الإجراءات التي تم اتخاذها بالاتفاق مع قطر التي كان لها دور الوساطة “تجعلنا نشعر بالثقة بأن التهديد قد انخفض بشكل كبير”. وكان قادة في الحزب الجمهوري الأمريكي قد انتقدوا الصفقة واعتبروا أن إطلاق معتقلي طالبان سيكون بمثابة دعوة للجماعات المسلحة لخطف جنود أمريكيين في المستقبل، كما سجلت ردود فعل شديدة العنف وسريعة، خاصة من زملاء الجندي الذي أفرج عنه، حيث يقول زملاء بيرغدال: “إنه خرج من موقعه في شرق أفغانستان، لكنه حين خرج كان يحمل كاميراته الرقمية، ومذكراته، وسكين وبعض الماء! تم القبض عليه على الفور، وبحث عنه كثيرون ما أدى لقتل جنود أمريكيين بسبب ذلك، لقد فقدت كتيبته بسبب اختفائه ستة قتلى خلال ثلاثة أسابيع”.

يقول زملاؤه:” إنه بمجرد أن وصل إلى أفغانستان، كان يقضي من الوقت مع الأفغان أكثر مما يقضي مع كتيبته، وفي رسالة بعث بها إلى والديه، أعرب الجندي عن خيبة أمله من الحرب العبثية التي تخوضها بلاده، لكن على الرغم من ذلك قال أحد مسؤولي إدارة أوباما في تصريح له: “نحن لا نهتم لأي سبب خرج، ما يهمنا أنه جندي أمريكي مختطف وأننا سنعيده”.

 

ضمانات قطرية

احتفال سكان هايلي “مسقط رأسه”، بإطلاق سراح بيرغدال

أعطت الحكومة القطرية الولايات المتحدة ضمانات أمنية بشأن المعتقلين الأفغان الذين نقلوا إلى قطر بالفعل، وقال أوباما في خطاب ألقاه في حديقة الورود في البيت الأبيض، إن “الحكومة القطرية أعطتنا ضمانات بأنها ستتخذ إجراءات لحماية أمننا القومي”.

كما نقل عن مسؤول خليجي بارز تأكيده أن قطر ستسمح للأفغان الخمسة بحرية الحركة في البلاد، وستخضع هذه الخطوة لتدقيق واشنطن على الأرجح، حيث سيخضعون لبعض القيود في قطر، مثل حظر سفرهم خارج قطر لعام واحد على الأقل فضلاً عن مراقبة أنشطتهم.

 

الموقف الأفغاني

الملا عمر

كشفت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية اليوم السبت، عن أن الجندي بيرغدال اعتنق الإسلام وأعلن “جهاده” خلال فترة اعتقاله لدي طالبان ، وتشير وثائق سرية لدي الشبكة أعدت على أساس روايات شهود عيان أن علاقة بيرغدال مع خاطفيه تحولت مع مرور الوقت، وتغيرت معاملته، إذ عومل على أساس الزمالة وسمح له في كثير من الأحيان أن يحمل السلاح، ونقلت الشبكة عن مصادرها أنه شوهد وهو يلعب كرة القدم بسعادة مع مقاتلي حقاني.

وكان زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر قد اعتبر إطلاق سراح قادة طالبان الخمسة “بشرى تحرير واستقلال البلد بأكمله”، وأشاد الملا عمر في بيان صدر عنه بصفقة التبادل التي وصفها بأنها “نصر عظيم”. وعبر عن أمله في إطلاق سراح كل الأفغان “الذين سجنوا في سبيل تحرير الوطن وخدمة الدين” كما قال .

وأضاف الملا عمر: “أود أن أتقدم بالتهاني القلبية للأمة الإسلامية الأفغانية، والمجاهدين وأسر وأقارب الأسرى بمناسبة هذا النصر العظيم الذي حققناه بالإفراج عن خمسة من قادة طالبان من معتقل غوانتانامو”

وشكر الملا عمر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي “بذل جهودًا مخلصة، ودور الوسيط الناجح، في سبيل الإفراج عن القادة المذكورين، والاستضافة لهم”.

 

لا تعودوا إلى أفغانستان

 


 

الجندي الأمريكي بو بيرجدال

تحت عنوان “لا تعودوا إلى أفغانستان” نشرت حركة طالبان الأفغانية مقطع فيديو يظهر عملية إطلاق سراح الجندي الأمريكي “بو بيرجدال”، ويظهر مقطع الفيديو ثلاثة أمريكيين غير مسلحين يرتدون ملابس مدنية، يقوم مسلحو طالبان يمسكون بعلم أبيض بتسليمهم الجندي وتصافحت المجموعتان، وقام الأمريكيون بتفتيش بيرجدال للتأكد من عدم وجود أسلحة أو متفجرات على جسده ثم اصطحبوه إلى المروحية.

وقال أحد أعضاء طالبان في الوصف الصوتي لمقطع الفيديو الذي ظهر فيه “بيرجدال”: “هذه مقاطعة أليشر بإقليم خوست، لقد أحضرنا الجندي الأمريكي هنا لتسليمه”.

كما أظهر مقطع الفيديو مسلحي الحركة في التلال المحيطة، بينما ظهرت مروحيتان عسكريتان في السماء، إحداهما كانت تقوم بالهبوط .

المصادر

تحميل المزيد