” دخلنا في الإسلام قبلكم – وأسلمنا بالسلم وأسلمتم بالسيف – واحتوينا المسلمين ولم نرحلهم – وكانت إقامة جعفر والصحابة إقامة حرة لم تكن تحمل جوازا أو تأشيرة ” ، تلك أول تغريدة خاطب بها إمام مسجد اللامي بجدة الشيخ توفيق الصائغ السعودية بعد ترحيله منها ورجوعه إلى أرضه أرتيريا ، وهي تغريدة تضاف إلى مجموعة كبيرة من التغريدات نشرها الشيخ الصايغ مودعا فيها أرض الحرمين الشريفين أو منتقدًا بطريقة متزنة القرار الصادر بحقه .

الأجهزة الأمنية السعودية التي أبلغت الشيخ الصايغ بهذا القرار لم توضح أسبابه ، لكن مصادر مقربة من الشيخ قالت أن القرار جاء نتيجة القلق من خطاب الشيخ القوي والجرئ في التفاعل مع قضايا الأمة الأخيرة ، خاصة أنه ذو شعبية في أوساط الشباب السعودي .

الشيخ كان له موقف واضح خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث ألقى خطبًا جريئة في تأييد المقاومة الفلسطينية، خلافًا للموقف الرسمي السعودي، كما أنه في السابق اتخذ موقفًا معارضًا لمجزرة رابعة العدوية وتألم حد البكاء على شهدائها..

كما قالت مصادر آخرى أن من أسباب إبعاد الشيخ هو موقفه المعارض  لنظام الكفالة المفروض في المملكة العربية السعودية، حيث نقل عن الشيخ توفيق الصائغ في إحدى محاضراته :” أن الحبشة احتضنت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بكل حب وود ولو كان في ذلك الوقت نظام الكفالة والترحيل لتم حينها ترحيل النبي صلى الله عليه وسلم .

ولم تستبعد مصادر آخري أن يكون سبب الإبعاد علاقته ببعض رجال الدين السعوديين الذين يطرحون المطالب الإصلاحية في المملكة، وعلى رأسهم الداعية سلمان العودة، الذي عُرضت صورة له وهو يزوره في المستشفى.

من هو الشيخ الصايغ ؟

الشيخ الصايغ يبكي في إحدى الخطب

الشيخ الصائغ صاحب التلاوة الندية أريتيري الأصل والجنسية، وهو من مواليد ١٩٧٤‎ وجاء إلى السعودية مع عائلته منذ الصغر؛ حافظ للقرآن الكريم ومن أشهر قرائه صوتًا،‎ أتمم دراسته الجامعية بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، و تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وحصل على الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

يعتبر الصائغ الذي يوصف بـ “السلفي المعتدل” من أشهر القراء والدعاة في مدينة جدة، حيث انطلقت رحلته مع الإمامة والخطابة منذ كان شابًّا يافعًا في عام 1992م، بدأها نائبًا للإمام في بعض الصلوات، ثم إمامًا للتراويح في مساجد عدة بمدينة جدة، حتى استقر به الحال في جامع اللامي إمامًا وخطيبًا .

و هو رئيس الجالية الإرتيرية في مكتب دعوة الجاليات بجدة، ومشرف توعوي بمستشفى الأمل، ورئيس لجنة جائزة الشيخ فالح آل ثاني للقرآن الكريم بالدوحة، ومدرس بمدارس الأمجاد الأهلية في جدة، ومشرف على دار الهداة للنشر.

يقصد المسجد الذي يصلي فيه آلاف الشباب السعودي والعربي، وتحظي تسجيلات القرآن الكريم بصوته بالكثير من الإقبال .

ردود غاضبة

الشيخ الصايغ يودع الكعبة

آثار قرار إبعاد الشيخ الصايغ استياءً واسعًا بين أوساط الدعاة والشخصيات الاعتبارية في المجتمع العربي، كما آثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رفض رواد موقعي “فيس بوك”، و”تويتر” القرار. ودشنوا هاشتاج “ترحيل_الشيخ_توفيق_الصائغ ” وهاشتاج ” إبعاد _ الشيخ_توفيق_الصائغ ” وهاشتاج “توفيق_الصائغ “.

وعلق رئيس جامعة مكة المكرمة الدكتور علي العمري على الخبر: “أخي الشيخ القارئ رمز العالم الإسلامي: توفيق الصايغ.. نحن في السعودية لا نستحق أن نحترم أمثالك.. نهدم معروفك.. نعود للجاهلية..”، وكتب أيضا على صفحته :” بعد غد يكتمل منع أصوات قراء جدة، لمصلحة من هذا التصعيد ؟! هاني الرفاعي، ثم شيخ الشاطري، ثم توفيق الصايغ، بينما بدأ د. سلمان بن فهد العوده تغريدته بالآية القرآنية ( وأرض الله واسعة إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ) ثم قال مخاطبًا الصايغ :” أحسن الله منقلبك ونفع بك حيث كنت، وإنا على فراقك يا توفيق لمحزونون”.

بينما قال الداعية السعودي عمر بادحدح: ” (ترحيل) كلمة تغص بها الحلوق وتشمئز منها النفوس، وبينها وبين مقامك -حافظًا للقرآن طالبًا للعلم فارسًا في المنبر- بون شاسع”.

وعقد مواطن سعودي مقارنة بين ترحيل الصائغ و السيسي قائلاَ: “الشيخ توفيق الصايغ يودع الكعبة المشرفة بعد قرار ترحيله تذكرت السيسي وهو يدخلها، هزلت!”.

ومن هذه التغريدات :




فيديوهات توضح مواقف الشيخ :

عن مجزرة رابعة :


ظلم الكفيل :



المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد