خلال قرون عديدة، شهد المسجد الحرام جملة من محطات البناء والعمارة والتوسعة، بدأت في عهد الصحابة، وكانت آخر مراحلها في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
التقرير التالي، يسرد تسلسلا بالزمن للتوسعة التي شهدها الحرم المكي الشريف.
1-عهد الصحابة
أولا: عمر بن الخطاب
وهي التي كانت في العام السابع عشر من الهجرة، عبر زيادة مساحة المسجد 560 متر مربع، حيث كان المسجد الحرام على عهده قد أتاه سيل جارف عرف بسيل “أم نهشل” نسبة إلى سيدة جرفها السيل.
ثانيا: عثمان بن عفان
في عام 26هــ زاد الصحابي عثمان بن عفان مساحة المسجد لتصبح حوالي 4390 متر مربع، وتقدر الزيادة بـ 2040 متر مربع تقريبا، وفيها تم هدم البيوت التي تحيط بالمسجد الحرام، وأدخلت أرضها في المسجد، حيث كان أول من أدخل الأروقة المسقوفة والأعمدة الرخامية للمسجد الحرام.
2- عهد الأمويين
أولا: عبد الله بن الزبير
أعاد عبد الله بن الزبير في عام 60ه بناء الكعبة بعدما شب فيها حريق أثناء حصار جيش يزيد بن معاوية لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير، وانتهى الحصار بموت يزيد.
ثانيا: الوليد بن عبد الملك
كانت سنة 91 هجرية، بعد أن أصابها سيل جارف، وقد زاد من مساحة المسجد، وأجمع كثير من المؤرخين على أن الوليد كان أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر وسوريا في بناء المسجد، وشيد الشرفات، ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس.
3- العهد العباسي
أولا: أبو جعفر المنص
كانت في الفترة من سنة 137هـ إلى سنة 140هـ فقد زاد في مساحة الركن الشامي الذي كانت به دار النخلة ودار الندوة في أسفله، وقد شيد منارة بالركن الشمالي والغربي، كما أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام وأمر بتغطية فوهة بئر زمزم بشباك.
ثانيا: المعتضد بالله
حيث عمل العديد من الترميمات والتوسعة من سنة 281هـ إلى سنة 284هـ، فأمر بهدم دار الندوة وجعلت رواقًا من أروقة المسجد، وأدخل فيها من أبواب المسجد الحرام ستة أبواب، وأقيمت فيه الأعمدة.
ثالثا: المقتدر بالله
وهو الذي أضاف مساحة دارين للسيدة زبيدة أضيفت إلى مساحة المسجد سنة 306هـ، وأقام لها بابًا كبيرًا وهو المعروف الآن باسم “باب إبراهيم”.
4- العهد السعودي
أولا: سعود بن عبدالعزيز آل سعود
بدأ مشروع توسعة المسجد في ربيع الآخر 1375هـ/ 1955م، حيث كانت مساحة المسجد حينها 28 ألف متر مربع يسع حوالي 50 ألف مصلٍ. و قد استغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات، حيث جاءت بعد أن اتسعت رقعة الإسلام في البلاد.
ثانيا: فهد بن عبد العزيز آل سعود
وضع حجر الأساس لما عرف بمشروع أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرنا في 1409هـ عام 1988م ، وشملت هذه التوسعة إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، حتى وصل استيعاب عدد أكبر من المصلين ليصل إجمالي القدرة الاستيعابية للحرم المليون ونصف المليون مصلٍّ.
ثالثا: الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز
فقد شهد المسجد الحرام في الثلث الثاني من عام 1432هـ/2011م، وتحديدًا في شهر رمضان، أكبر توسعة للحرم المكي الشريف على مر الزمان أسس لها خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتعتبر أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين.
حيث جرى اعتماد توسيع الحرم المكي على ثلاث مراحل تشمل اتساع ساحات الحرم لمليوني مصلٍّ وتوسعة صحن المطاف، والساحات الخارجية، ومنطقة الخدمات والتكييف ومحطات الكهرباء والمياه.
وخلال العامين الماضيين تم الانتهاء من تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية للطاقة الاستيعابية للمطاف، ومؤخرا دشن العاهل السعودي الراحل الملك سلمان بن عبد العزيز، التوسعة الثالثة للمسجد الحرام التي تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات، وتتألف من خمسة مشروعات تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات، والطريق الدائري الأول.
ويتوقع الانتهاء من العمل في منتصف العام الجاري 2015، وستكون الطاقة الاستيعابية للحرم في ذروتها القصوى أكثر من ثلاثة ملايين مصلٍّ، و105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة، في حين استغرقت توسعة الملك عبد الله هذه 6 سنوات بتكلفة 40 مليار ريال.
علامات
editorial, الحرم, الحرم المكي, السعودية, المسجد الحرام, الملك عبد الله بن عبد العزيز, توسعة الحرم, دولي, مكة