ممنوعة من التعليم، ممنوعة من الترشح والانتخاب، ممنوعة من التعيين في مجلس الشورى، ممنوعة من السفر بمفردها، ممنوعة من قيادة السيارة، ممنوعة من الابتعاث، ممنوعة من ممارسة الرياضة في المدارس، ممنوعة من الحصول على بطاقة هوية أو نسخة من عقد زواجها.
بالرغم من قتامة الصورة القديمة المعروفة عن المرأة السعودية، والتي كانت تمنعها من ممارسة أبسط حقوقها العادية التي تمارسها النساء الأخريات في العالم العربي، قبل أن تبدأ هذه الممنوعات في التلاشي تدريجيًّا؛ إلا أن الكثيرات منهن استطعن أن يكسرن حاجز المنع والخوف، وأن يسعين لنيل مكتسباتهن، من قبل أن يُسمح لهن بها.
ولعل أبرز هذه الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية وصولها إلى قمة جبل إيفرست، فهي أول امرأة عربية تصل إلى هذه القمة. وفي هذا التقرير، نستكشف بعضًا من قصص نجاح المرأة السعودية، التي استطاعت برغم كل القيود أن تخطو فوق الحواجز وتُحقق إنجازات.
اقرأ أيضًا: الإيكونوميست: أوضاع المرأة السعودية.. خطوة للأمام وخطوة للوراء
«دلما ملحس» في الأولمبياد: المشاركة أو تجميد عضوية المملكة
في ولاية أوهايو الأمريكية عام 1992، وضعت الفارسة السعودية أروى مطبقاني، ابنتها «دلما ملحس»، وقد لعبت أروى دورًا كبيرًا في تدريب ابنتها وتعليمها ركوب الخيل. وكانت بداية مشاركة دلما في المسابقات، وهي في عمر الاثني عشر عامًا، عندما سافرت إلى روما للمشاركة في بعض المسابقات، ثم سافرت إلى فرنسا للتدريب في مركز الفرسان للفروسية في مدينة شانتيلي الفرنسية.

دلما ملحس أول فارسة سعودية في الأولمبياد (مصدر الصورة فيديو على اليوتيوب)
لكن نقطة التحول الكبرى في حياة دلما، كانت في عام 2010، عندما شاركت في دورة الألعاب الأولمبية للشباب في سنغافورة، بصفتها أول لاعبة سعودية تشارك في الأولمبياد، وحصلت على الميدالية البرونزية فئة الفردي في قفز الحواجز. إذ شاركت دلما بعد تهديد اللجنة الأولمبية الدولية للمملكة العربية السعودية بتجميد عضويتها، في حالة عدم مشاركتها بلاعب واحد على الأقل في دورة الألعاب الأولمبية، فاضطرت السعودية للموافقة على اشتراك دلما، بالرغم من الجدل الكثير الذي حدث في المملكة، إثر سماحها لامرأة بالمشاركة في مسابقة رياضية.
وفي عام 2012، فشلت دلما في التأهل إلى أولمبياد لندن بسبب إصابة جوادها، الذي أدى إلى عدم اكتمال الشروط المطلوبة للتأهل؛ بالرغم من وجود اسمها في أعلى قائمة الترشيحات. وفتحت مشاركة دلما في الأولمبياد، الباب أمام اللاعبات السعوديات للمشاركة في دورات الألعاب الأولمبية اللاحقة، مثل العداءة «سارة العطار»، ولاعبة الجودو «وجدان شهرخاني»، و«كاريمان أبو الجدايل»، و«وجود فهمي»، و«لبنى العمير».
اقرأ أيضًا: حلال للأمراء حرام على «فتاة التنورة»: هل يصبح ابن سلمان مُخلِّص المرأة السعودية؟
«رها محرق».. أول عربية تنجح في الوصول إلى قمة جبل إيفرست
أنا لا أهتم كوني الأولى، طالما أن ذلك سيلهم شخصًا آخر أن يأتي ثانيًا. *رها محرق بعد نجاحها في تسلق جبل إيفرست
كانت رها المولودة في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في منطقة جازان، والتي درست الجرافيك في الجامعة الأمريكية بالشارقة، دائمة التطلع إلى فعل شيء مختلف، والقيام بمغامرة. الأمر الذي دفعها فور الانتهاء من دراستها في عام 2011، إلى تسلق قمة جبل «كلمنجارو» في تنزانيا، وبالرغم من كونها التجربة الأولى لها، إلا أنها استطاعت أن تنجح في تسلق الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 5895 مترًا.
السعودية رها محرق تتحدث عن نفسها
نجاحها في هذه المغامرة، أهلها لخوض تجارب أخرى، إذ تسلقت جبل «البروس» الذي يبلغ ارتفاعه 5600 متر، ويقع في روسيا، علاوة على خوضها دورات تدريبية في جبلين بالمكسيك هما: «إستاسيواتل»، و«بيكوأوريزانا» يبلغ ارتفاع الأول 6230 مترًا، فيما يبلغ ارتفاع الثاني 5536 مترًا. وفي عام 2013، نجحت رها في تسلق قمة جبل إيفرست الذي يبلغ ارتفاعه 8850 مترًا، بالرغم من الصعوبات التي واجهتها، سواء صعوبة صعود الجبل والوصول إلى قمته، أو الصعوبات الأخرى التي تتلخص في المجتمع الذي تعيش فيه، والقيود المفروضة على المرأة السعودية، لكنها وبالرغم من ذلك تغلبت على كل هذا لتصبح أول امرأة سعودية وعربية تصل إلى قمة إيفرست.
«رجاء عالم».. أول أديبة تفوز بجائزة البوكر العربية
بعد تخرجها من الجامعة، التحقت رجاء عالم بالقسم الأدبي في صحيفة الرياض، لكتابة مقالات عن الرواية والمسرح. وفي عام 1987، أصدرت رجاء أول أعمالها الأدبية، مسرحية تحت عنوان الرقص عن سن الشوكة، ثم توالت أعمالها الأدبية بعد ذلك مثل رواية «طريق الحرير»، و«الموت الأخير للممثل»، لكن أبرز ما كتبت رجاء كان رواية طوق الحمامة، والتي تدور أحداثها في مكة المكرمة، وتصف فيها الجانب الاجتماعي والإنساني للمملكة القديمة، إذ دارت الرواية على لسان شارع «أبو الروس» في مكة القديمة.
وعن السبب وراء كتابتها هذه الرواية، تقول رجاء: «جاءت فكرة الرواية بعد هدم بيت جدي، الذي يطل على الحرم»، مضيفة: «شعرت بأن جزءًا مني يهدم، ومن هنا بدأتُ الكتابة في رواية طوق الحمامة»، لتحصد بهذه الرواية جائزة البوكر النسخة العربية لعام 2011، مناصفة مع الكاتب المغربي «محمد الأشعري» عن روايته «القوس والفراشة»، في سابقة تعد الأولى من نوعها، إذ عادة ما تُمنح الجائزة لأديب واحد فقط، لتصبح رجاء عالم أول أديبة سعودية بل وعربية تحصل على جائزة البوكر للرواية العربية.
اقرأ أيضًا: كيف تصبح كاتبًا عالميًّا حاصدًا للجوائز؟
«لبنى العليان».. أقوى سيدة أعمال عربية لعام 2017
في القصيم بالمملكة العربية السعودية عام 1956، ولدت سيدة الأعمال السعودية «لبنى العليان»، ثم انتقلت بعد مولدها مباشرة مع عائلتها إلى بيروت بسبب عمل الوالد. وفيها ترعرت لبنى، ودرست حتى السنة الأولى من الجامعة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لإكمال الدراسة الجامعية هناك. وفي الولايات المتحدة حصلت على بكالوريوس الهندسة الزراعية من جامعة كورنيل في نيويورك، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة أنديانا الأمريكية، ثم التحقت بالعمل في بنك «مورجان جارانتي» بنيويورك في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1981.
بعد ذلك تزوجت لبنى، ومن ثم عادت إلى الرياض، لتبدأ مسيرتها العملية في مجموعة شركات العليان، والتي يمتلكها والدها «سليمان العليان»، أحد أبرز رجال الأعمال السعوديين. بدأت لبنى طموحها الوظيفي، في منصب المساعد لوالدها في الشركة، وسرعان ما اكتسبت الخبرة، التي أهلتها لتولي منصب رئيس الشركة التنفيذي، لتصبح أول امرأة سعودية تتقلد هذا المنصب في المملكة السعودية.
سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان
في مشوارها المهني، حصدت لبنى العديد من الجوائز، أبرزها: لقب سيدة الأعمال لعام 2004 في حفل تسليم جوائز الإنجاز في حقل الأعمال العربي في دبي، وفي عام 2005 اختارتها مجلة تايم البريطانية ضمن أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم، واختارتها مجلة فوربس الأمريكية لعام 2016 ضمن قائمة أكثر النساء تأثيرًا في العالم، واختارتها مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن أقوى 100 سيدة أعمال عربية لعام 2017.
اقرأ أيضًا: المرأة العربية في مؤتمرات TED: نماذج من مصر والسعودية وليبيا واليمن ولبنان
«مشاعل الشميمري».. سعودية في وكالة ناسا للفضاء
«طموحات المهندسة السعودية مشاعل الشميمري.. بصفتها أول سعودية تلتحق بالعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا نموذج ملهم للنساء». – تغريدة للقيادة المركزية الأمريكية عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»
أشادت القيادة المركزية الأمريكية بطموح مهندسة الصورايخ ومراكب الفضاء، مشاعل الشميمري، أول سعودية تعمل في وكالة ناسا للفضاء. ووفقًا لفيديو نشرته مشاعل عبر قناتها الخاصة على موقع يوتيوب، فإنها ولدت في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا في أمريكا، لكن أصولها تعود إلى محافظة العنيزة في المملكة العربية السعودية. وتلقت مشاعل تعليمها في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المرحلة الثانوية شاركت في المسابقة الأولى لابتكار «إنسان آلي»، وحصلت فيها هي وفريقها على المركز الأول على المنطقة، والمركز الثالث عالميًّا من بين 400 مشارك.
مشاعل الشميمري تشرح أجزاء الصواريخ الخارجية
حصلت مشاعل على البكالوريوس في هندسة الطيران من معهد فلوريدا للتكنولوجيا، ثم على درجة الماجستير عام 2007 بمنحة من وكالة ناسا للفضاء. وعملت بعد إنهاء دراستها في شركة ريفيان التي تعد واحدة من كبرى الشركات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وفي عام 2010 نجحت مشاعل في إنشاء شركة خاصة بها تحمل اسم مشاعل أروسبيس، وبدأت العمل فيها عام 2011.
وتحلم مشاعل بإنشاء قاعدة استراتيجية لعلوم الفضاء في بلدها السعودية، وذلك من أجل منافسة العالم.
«سمية الجبرتي».. أول رئيس تحرير لصحيفة يومية في المملكة
لا تزال إنجازات المرأة السعودية في العديد من المجالات، هذه المرة نتحدث عن الصحافية «سمية الجبرتي»، التي نجحت في أن تصبح أول امرأة سعودية تتولى منصب رئيس تحرير صحيفة سعودية يومية، وهي صحيفة سعودي جازيت، الصحيفة اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية.
سمية الجبرتي أول امرأة تتولى منصب رئيس تحرير في السعودية
حصلت سمية على درجة البكالوريوس من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وبدأت طريقها في الصحافة بصفتها مترجمة في صحيفة «عرب نيوز»، ثم انتقلت بعد ذلك للعمل في صحيفة سعودي جازيت في عام 2011، وتولت منصب مساعد رئيس تحرير، وظلت في هذا المنصب حتى بداية عام 2014؛ إذ أصدرت الصحيفة قرارًا بتعيينها في منصب رئيسة تحرير سعودي جازيت خلفًا لخالد المعينا، لتصبح بذلك أول امرأة سعودية تتقلد هذا المنصب، ووفقًا لموقع الصحيفة لا تزال سمية تتولى هذا المنصب حتى الآن.
«هيفاء المنصور».. مخرجة سعودية كسرت حاجز المنع ووصلت للعالمية
في عام 1974، ولدت المخرجة والكاتبة السعودية، هيفاء المنصور، في المنطقة الشرقية بالسعودية، بعد حصولها على الليسانس في الأدب الإنجليزي المقارن من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم الماجستير في الدراسات السينمائية من جامعة سيدني في أستراليا، بدأت بإخراج أول أفلامها، وهو فيلم قصير يحمل اسم «من…؟»، ثم توالى إخراجها للأفلام القصيرة مثل: الرحيل المر، وأنا والآخر.
المخرجة هيفاء المنصور أول مخرجة سعودية
في عام 2012، أخرجت هيفاء أول فيلم روائي لها تحت عنوان وجدة، وهو أول فيلم تم تصويره بالكامل داخل المملكة السعودية، وفاز الفيلم بثلاث جوائز عالمية خلال مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته 69، كما رشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2013، وهو أول فيلم سعودي يرشح لهذه الجائزة، كما شارك فيلمها الجديد ماري شيلي في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي هذا العام، إذ تدور قصة الفيلم حول اللقاء الذي جمع بين الروائية الإنجليزية «ماري شيلي»، والشاعر الإنجليزي «بيرسي شيلي»، والذي كان السبب في كتابتها رواية فرانكشتاين، وسيشارك الفيلم أيضًا في مهرجان دبي السينمائي.
اقرأ أيضًا: 4 أفلام تحكي واقع المرأة السعودية
«نورة الفايز».. في منصب نائب الوزير للمرة الأولى
في عام 2009، كسرت نورة الفايز حاجز المنع للمرأة السعودية، التي كانت ممنوعة من تقلد المناصب الوزارية المقصورة فقط على الرجل السعودي، عندما أصبحت أول امرأة تتقلد منصب نائب وزير التعليم في المملكة السعودية.
حصلت نورة على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة سعود في الرياض، بالإضافة إلى حصولها على درجة الماجستير في تقنيات التعليم من جامعة ولاية يوتا في المملكة المتحدة، وبعد عودتها إلى المملكة شغلت العديد من المناصب في وزارة التعليم، حتى وصولها إلى منصب نائبة وزير التعليم في المملكة، ظلت في المنصب هذا ست سنوات، حتى تم إعفاؤها من المنصب عام 2015.
اقرأ أيضًا: «واشنطن بوست»: لماذا تخفف السعودية قبضتها على النساء؟