
صورة أرشيفية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيرى
أكد الكاتب الصحفي آلان بيكر – في مقال له نشر في نهاية شهر مارس الماضي في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية – على عمق العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى جاهدة نحو تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبالرغم من أن الكاتب ثمّن الجهود المبذولة من قبل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لحث الجانبين على التوصل إلى اتفاق, إلا أنه عاد لينتقد تصريحات كيرى التي أدلى بها أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي والتي انتقد من خلالها المطالب الإسرائيلية التي تتعلق بضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي, مضيفًا بأن كيري قد تخطى دوره كوسيط للمفاوضات، ومعتبرًا تلك التصريحات التي جاءت من جانب واحد – على حد قول الكاتب – بمثابة التحريف لسجلات التاريخ.
وأشار الكاتب – في خطاب كان قد أرسله لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتعليق على تلك التصريحات – إلى أن كيري قد برر رفضه للمطالب الإسرائيلية حيال الاعتراف بدولة يهودية بزعمه أن قضية الدولة اليهودية قد تم معالجتها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم والصادر عام 1947 والذي أوصى بإنشاء دولتين إحداهما عربية و الأخرى يهودية في فلسطين, مضيفًا بأن كيري قد استند أيضًا على أن كلمة “دولة يهودية” ورد ذكرها في القرار سالف الذكر أكثر من ثلاثين مرة، كما أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد وافق على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مرتين في عام 1988 وعام 2004.
واعتبر الكاتب في خطابه أن محاولة كيري لتقديم مثل هذة الأدلة للتأكيد من جانبه على أن القيادة الفلسطينية قد اعترفت بالفعل بإسرائيل كدولة يهودية ومن ثم لم تعد هناك حاجة لإدراج هذه القضية في إطار المفاوضات الحالية بمثابة القراءة الخاطئة لمعالم القضية, مشيرًا إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1947 قوبل برفض من قبل الدول العربية لأنه أشار إلى إسرائيل كدولة يهودية.
وأشار الكاتب في خطابه أيضًا إلى أن القادة الإسرائيليين دائمًا ما أكدوا على أهمية هذه القضية وهو ما بدا واضحًا في الرد الرسمي الذي ساقه المسئولون الإسرائيليون في مفاوضات عام 2003 التي تمت برعاية اللجنة الرباعية وأعلنوا من خلاله أن خارطة الطريق التي تشمل إقامة دولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تتضمن الإشارة إلى حق إسرائيل في إقامة دولة يهودية والتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل.
وطالب الكاتب في خطابه وزير الخارجية بعدم إصدار أحكام عامة حول الموقف الإسرائيلي أيًّا كانت تقديرات هذا الموقف صائبة أم خاطئة باعتبار كيرى وسيطًا في عملية المفاوضات.
وبالرغم من أن خطاب الكاتب قد تضمن حق كيرى في إبداء آرائه الشخصية, إلا أنه عاد ليؤكد على حتمية ألا يتم التعبير عن هذه الآراء من جانب واحد ما من شأنه أن يؤثر سلبًا على نزاهة المفاوضات عبر إصدار الأحكام المسبقة.