«بينك فلويد (Pink Floyd)»، فريق إنجليزي من الفرق الغنائية التي وصلت بالموسيقى إلى مراحل أبعد من الترفيه والاستمتاع، فتميزت أغانيهم بمناقشة موضوعات فلسفية عن الكون والحياة، وحاولت بعض أغانيهم الاعتراض بشكل واضح على النظام الذي يسير على خطاه المجتمع من أنظمة تعليمية وأسرية واقتصادية. أعضاء الفريق كانوا عشاقًا للموسيقى، ومعظمهم دارس للهندسة أو العلوم، ولهم وجهات نظر مثيرة للاهتمام عن الحياة، فأصبحوا أيقونة لدى العديد من الأجيال، وصُنفوا كأثر فريق غنائي شهرة وتأثيرًا في العالم.
1- معرض بقايا «بينك فلويد» الخالدة
هل كنت تعلم أن متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، أقام معرضًا فنيًا خاصًا بالأعمال التشكيلية والموسيقية الخاصة بالفرقة؟ هذا المعرض الفني استمر ما يزيد عن 5 أشهر؛ بسبب الإقبال الكبير على حجز تذاكر العرض المتحفي لأيقونات الفرقة الغنائية؛ وكان المتحف يمد فترة العرض كلما زاد الزائرون، حتى وصل عدد زوار المتحف لما يزيد عن 300 ألف زائر، وهو أكبر عدد زائرين للعروض المتحفية الموسيقية في تاريخ المتحف الذي تم تأسيسه عام 1852، وقد وصفت إدارة المتحف بينك فلويد بأنهم الفرقة الغنائية الأكثرة شهرة وتأثيرًا في العالم.
شاهد بعض الأيقونات التي عُرضت في المعرض الفني للفرقة الغنائية بينك فلويد هُنا
2- ألبوم غنائي يغزو العالم
عندما صدر الألبوم الغنائي «نود لو كنت هنا Wish You were Here» للفرقة عام 1975، نجح نجاحًا تجاريًا مبهرًا، لدرجة عجز الشركة المنتجة عن تلبية طلبيات نسخ الألبوم، وصنفته المجلة الفنية «رولنج ستون» بأنه واحد من أهم 500 ألبوم غنائي في كل العصور، حتى إن أعضاء الفريق ديفيد جليمور وروجر واترس أكدوا أن هذا الألبوم هو الأقرب إلى قلبهم على الإطلاق.
ولكن هذا النجاح الذي حققه الألبوم، كان له قصة مؤثرة ربما لا يعرفها البعض. تَشارك بعض أعضاء الفريق في كتابة تلك الأغنية، مخاطبين فيها سيد باريت، أحد الأعضاء المؤسسين للفريق، والذي انفصل عنها بسبب مشاكل نفسية عصيبة وصراع طويل مع الوسواس القهري وتعاطي المخدرات.
حين حضر باريت أحد تسجيلات هذا الألبوم، وجد أعضاء الفريق صعوبة في التعرف عليه، بعد أن زاد وزنه وحلق شعره وحاجبيه، وتحول من مطرب شاب وسيم إلى رجل بدين عجوز لا يليق شكله مع عمره الحقيقي، وهو الأمر الذي دفعهم للبكاء، وما زالوا يشعرون بالحزن في كل اللقاءات الإعلامية التي يُذكر خلالها اسم باريت. ومعظم أغاني هذا الألبوم مهداة إلى باريت، الذي توفى في عام 2006 بعد صراع مع الاكتئاب والمرض.

سيد باريت قبل وبعد. مصدر الصورة موقع تيفي تروبس
3- أكثر من 40 كتابًا و15 فيلمًا تسجيليًا
الفريق كان له طابع متفرد في الوقت الذي ظهر فيه، فكان يهتم بكتابة أغان عن فهم الكون والحياة والنفس البشرية المعقدة، بعض أغاني الفريق يمكن للمستمع ألا يفهمها من المرة الأولى، البعض الآخر يحتاج لبعض التفسير، والأمر الذي من الصعب أن يختلف عليه الكثير، أن هذا الفريق كان ظاهرة تستحق التأمل والتفسير، والغوص في كواليسها المميزة.
أدرك هذا الأمر الكثير من الكُتاب والمخرجين، ولذلك هناك ما يزيد عن 40 كتابًا حول الفريق، من هذه الكتب كتاب «Inside Out: A Personal History of Pink Floyd (التاريخ الشخصي لـبينك فلويد)» والذي يعرض وجوهًا من تاريخ الفريق الغنائي، وكتاب «Pink Floyd and Philosophy (بينك فلويد والفلسفة)» والذي يعرض النظريات الفلسفية التي تناقشها بعض أغاني الفريق، وكتاب «Crazy Diamond: Syd Barrett and the Dawn of Pink Floyd (الماسة المجنونة: سيد باريت وبزوغ بينك فلويد)» والذي يحكي عن حياة سيد باريت وعلاقته بالفريق. والعديد من الكتب الأخرى التي حاولت كشف كواليس وتفسير الظاهرة الغنائية المسماة بـ«بينك فلويد».
كان للفريق الغنائي نصيب من الأفلام التسجيلية أيضًا، والتي حاول بعضها أن يسرد تاريخ الفريق عن طريق استضافة بعض أعضائه، مثل ديفيد جيلمور وروجر واترس، ومن أشهر هذه الأفلام هو فيلم «الجدار The wall».
4- بصقة كانت السبب في خروج ألبوم للحياة
صدر ألبوم «الجدار The wall» في عام 1979، وحقق نجاحًا كبيرًا مثله مثل باقي ألبومات بينك فلويد، وكان لهذا الألبوم بعض ردود فعل جدلية بسبب ما تناقشه أغاني الألبوم عن النظام التعليمي الذي وجده الفريق نظامًا فاشلًا، وفي عام 1982 أُنتج فيلم روائي عن الألبوم وحمل نفس الاسم.
ولكن وراء هذا الألبوم قصة غريبة كذلك؛ ففي عام 1977 بإحدى حفلات الفريق في مونتريال، حاول أحد الجماهير اقتحام المسرح للتقرب من الفريق وطلب أغنية بعينها، ولكن اقتحامه كان مفاجئًا وعصبيًا؛ فقام «روجر واترس» بالبصق في وجه الرجل الذي حاول الوصول إليهم، الأمر الذي أدى إلى فشل الحفلة ونهايتها، ووُضع روجر أمام نفسه – كما صرح للإعلام – حين اكتشف أنه منعزل نفسيًا عن جمهوره، وكأنه يغني لهم من وراء جدار، وتلك كانت البذرة التي نمت منها فكرة ألبوم غنائي يحمل نفس الاسم.
5- «ستيفن هوكينج» شارك الفريق الغناء
«لملايين من السنين، عاشت البشرية مثلها مثل الحيوانات، ثم حدث شيء ما أطلق العنان لخيالنا، فتعلمنا التحدث، وتعلمنا الإنصات». تبدأ أغنية «Keep Talking (استمروا في الحديث)» لفريق بينك فلويد بهذه الكلمات، التي ينطقها الصوت الإلكتروني المميز للعالم ستيفن هوكنج، أثناء ظهوره في الأغنية المصورة ضمن ألبوم «The Division Bell (ناقوس التقسيم)» والذي صدر عام 1994.
وهذا لم يكن التعاون الأخير بينه وبين الفريق، ففي عام 2014 شاركهم هوكنج في أحد أغاني ألبومهم الأخير«The Endless river (نهر بلا نهاية)» بأغنية بعنوان «Talkin’ Hawkin (هوكنج المُتحدث)»، والتي تنتهي بجملة: كل ما علينا فعله، هو الاستمرار في التواصل والتحدث.
6- «لا تكن طوبة أخرى في الجدار».. 40 مليون نسخة حول العالم
الألبوم الغنائي«الجدار The wall » والذي صدر عام 1979 تضمن أغنية بعنوان «Another Brick in the Wall (خدش آخر على الجدار)»، والتي انقسمت إلى 3 أجزاء: الأول عنوانه كان «الحنين» والثاني بعنوان «التعليم» والثالث بعنوان «المخدرات»، والجزء الثاني – الأغنية الخاص بالتعليم – هي الأغنية الأكثر نجاحًا وانتشارًا للفريق، وقد حققت مبيعات وصلت إلى 40 مليون نسخة في أنحاء العالم.
ومع أن الأغنية ظهرت منذ عشرات السنين، وقبل انتشار الانتقادات اللاذعة للأنظمة التعليمية في أنحاء العالم؛ فتلك الأغنية كانت عبارة عن تظاهرة موسيقية تعترض على التعليم بشكل عام،؛ لأنه يصنع أجيال مغسولة الأمخاخ.
والاعتراض على التعليم في هذه الأغنية لم يكن رمزيًا، فكلمات الأغنية تبدأ بـ«نحن لا نحتاج إلى التعليم». وفي منتصف الأغنية «أيها المعلمون دعوا الأطفال وشأنهم».
وسميت الأغنية بهذا الاسم؛ لأنهم شبهوا الأطفال بعد خروجهم من المدارس بالحائط الذي تتشابه مكعبات الطوب فيه، كلهم بنفس التفكير والمعتقدات دون أي قدرة على الإبداع.
7- الفريق لم يبدأ باسمه المعروف
الفريق الغنائي Pink Floyd لم يتشكل دفعة واحدة بهذا الاسم، بل مر ببعض المراحل. ديفيد جيلمور وسيد باريت كانوا في فريق غنائي بمفردهما، Jokers Wild، وقدموا بعض الأغاني، منها أغنية «Don’t Ask (لا تسأل)»، و«walk like a man (امش كالرجال)».
ثم عندما اجتمع الفريق اختاروا في البداية اسم «The Tea Set (مجموعة الشاي)»، ومن بعده اسم «The Pink Floyd sound (صوت بينك فلوي)د» خلال عام 1965 حين انضم سيد باريت وريتشارد رايت للأعضاء المؤسسين للفرقة روجر واترز ونيك مايسون، وقدموا بعض الأغاني تحت هذا الاسم، حتى استقروا في نهاية على اسمهم الأخير.
والجدير بالذكر أن الأغنية الأولى التي قدمها الفريق تحت اسم Pink Floyd كانت تحكي عن تجربة شخصية لعضو الفريق روجر واترس في حب سرقة الملابس الداخلية للنساء من بين الملابس المغسولة في الشرفات، وكانت الأغنية بعنوان «Arnold Layne (آرنولد لاين)».
8- نيك مايسون.. الذي يصفع الأشياء من أجل العمل
يعتبر «نيك مايسون» هو العضو الأقل شهرة في الفريق، على الرغم من أنه عضو مؤسس، وهو الذي يلعب على آلة «الدرامز»، وأطلقت عليه الصحافة «الذي يصفع الأشياء من أجل العمل»؛ إذ كان عزفه صاخبًا، على الرغم من شخصيته الصامتة الهادئة، ولم يشارك نيك في الغناء مع الفريق سوى في أغنية «One of These Days (واحد من تلك الأيام)»، وقال جملة واحدة فقط بصوت مخيف.
وشارك نيك في كتابة ما يزيد عن عشرين أغنية للفريق من بينهم: «Alan’s Psychedelic Breakfast (إفطار آلان المُخدر)»، و«Speak to Me (تحدث معي)» ومن الجدير بالذكر أن نيك – عازف الطبول المحترف – هو في الأساس حاصل على شهادة جامعية في الهندسة المعمارية.
9- بينك فلويد «بين النجوم» من قبل نولان بعشرات السنين
يُعرف عن المخرج البريطاني كريستوفر نولان أن أعماله السينمائية تتضمن بعض النظريات الفيزيائية واهتمامه بالفضاء والزمن، وقد أبهر الجماهير بالفيلم الذي غزا الفضاء، وغزا العالم: «Interstellar (بين النجوم)» في عام 2014، ولكن ما قد لا يعرفه البعض أن نولان ليس أول من طرق تلك المنطقة وعزف على هذا الوتر.
أغاني الفريق البريطاني بينك فلويد، يصنفها البعض بكونها أغاني psychedelic، أو والتي يفضل سماعها وقت تعاطي المخدرات، والأغنية الأولى التي أنتجها الفريق عام 1966، وأضفت هذا الطابع الخيالي على موسيقاهم، كانت أغنية «Interstellar Overdrive (أبعاد ما بين النجوم)» ، ومن بعدها بدأ الفريق في إنتاج العديد من الأغاني والألبومات التي تحمل نفس الطابع الخيالي الذي يتأمل للفضاء من أجل فهم الحياة وفهم النفس البشرية، مثل ألبوم «Astronomy Domine (علم الفلك)».
.
اقرأ أيضًا: من ضمنهم ريك أند مورتي.. هل صممت هذه الأعمال خصيصًا لمتعاطي المخدرات؟
10- أغلفة الفريق المميزة.. وإشعال النار في رجال الأعمال
تميزت أغلفة بينك فلويد بالطابع الفني التشكيلي، فلم تكن كباقي الأغلفة الغنائية التي تهتم بتصدير صورة المطرب أو الفريق في أبهى صورهم الوسيمة، بل كان كل غلاف يحمل رسالة رمزية لما تحتويه أغاني الألبوم، ولذلك استحقت أعمال بينك فلويد أن تُعرض في أحد المتاحف الفنية.

غلاف البوم wish you were here . مصدر الصورة موقع هايبر جاليري
غلاف ألبوم «نود لو كنت هنا (Wish You were Here)»، والذي يُظهر رجل أعمال يرتدي حُلة رسمية ويصافح رجل أعمال آخر تشتغل النار في حُلته، من أشهر أغلفة الفريق، وما لا يعرفه البعض أن هذه الصورة ليست مصنوعة بالخدع أو أحد برامج تعديل الصور، وتلك النار التي تمسك في ظهر الرجل وشعره هي نار بالفعل، والرجل يرتدي شعرًا مستعار، وسترة مضادة للحريق.