كنا على موعد صباح اليوم، 21 يونيو (حزيران) 2016، مع خبر أحدث ما يشبه (الهزة)، في الأوساط الرسمية والشعبية المصرية، حيث قضت محكمة القضاء الإداري في مصر، المختصة بالفصل في النزاعات، التي يتم فيها اختصام الدولة، ببطلان اتفاق ترسيم الحدود البحرية، بين مصر والسعودية، وهو اتفاق سيادي، حصل على موافقة الرئيس المصري ذي الخلفية العسكرية، عبد الفتاح السيسي، قضى بتبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، حيث نص الحكم على استمرار السيادة المصرية على الجزيرتين الإستراتيجيتين.
وجاء أيضًا في نص الحكم، الصادر عن دائرة الحقوق والحريات، بمجلس الدولة المصري، برئاسة المستشار يحيى الدكروري، أنه يحظر تغيير وضع الجزيرتين، بأي شكل أو إجراء لصالح أي دولة أخرى.
وأمام حكم مجلس الدولة، في الدعوى التي أقامها المحامي اليساري، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، خالد علي، والتي حملت رقم 43866 لسنة 70 قضائيًّا، واختصم فيها خالد علي، كلًّا من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، سيقف النظام المصري، بإقراره الاتفاقية بدون الرجوع لمجلس النواب، في موقف يبدو عسيرًا، ربما لم يمر بمثله منذ أحداث الثالث من يوليو (تموز)، لعام 2013.
فمن جهة كان رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي، قد صرح عقب المظاهرات المنددة بتنازل إدارته عن الجزيرتين للمملكة، أن منبع قراره هو الحرص التام على إعطاء الحقوق لأصحابها، وأنه قد تأكد، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الجزيرتين سعوديتان، وأن أجهزة الدولة قد أثبتت له ذلك بالأدلة، حيث قال الرئيس وقتها للمصريين: «كل البيانات وكل الوثائق ما تدينيش غير إن أنا أقول الحق ده بتاعهم»، وأضاف الرئيس أنه لم يتخذ قرار التنازل، إلا بعد الاستفسار التام والكامل، ومشاورة كل أجهزة الدولة ولجانها المتخصصة.
وبدأ الرئيس حينها في توجيه اللوم لرافضي الاتفاقية قائلًا: «يعني مفيش في وزارة الخارجية ولا راجل واحد وطني؟ كلهم ناس مش كويسين عايزين يبيعوا بلدهم؟ مفيش في المخابرات العامة وطني وكلهم مستعدين يبيعوا بلدهم؟ طيب مفيش في الجيش حد وطني، وكلهم مستعدين يبيعوا بلدهم؟ ده انتوا حاجة صعبة أوي، لما تشككوا في ناسكم بالطريقة دي، فاضل إيه تاني في بلدنا؟».
https://www.youtube.com/watch?v=9aOxcgVMBmM
ومن جهة أخرى، سيجد النظام نفسه في مواجهة خيار يبدو صعبًا وشاقًا، إذا قرر الطعن على الحكم، حيث سيظهر بهيئة من يطعن على حكم قضائي، يؤكد على التمسك بالتراب الوطني، وهو ما قد يجلب اعتراض الكثيرين، ممن عارضوا الاتفاقية عند توقيعها في البدء.

صورة لسجناء مظاهرات الجزيرتين (مصدر الصورة: البداية)
وقد قدم (ساسة بوست) تغطيةً شاملةً، لحادثة جزيرتي تيران وصنافير من بدايتها، تناولنا فيها أغلب زوايا الموضوع، وتاريخ الجزر، والعلاقات المصرية السعودية، وعلاقة كامب ديفيد بالجزر، وتبعات التنازل العامة ومعانيه السياسية والاقتصادية، وإليكم ملف ساسة بوست الكامل حول تيران وصنافير.
https://www.sasapost.com/game-of-tiran-and-sanafir-how-saudi-arabia-planned-to-join-the-camp-david/