منذ القدم، تعرضت النساء للتعذيب، وقد اختُرعت في سبيل ذلك أجهزة وطرق سادية مخصصة للنساء، تهدف إلى إذلال الأنثى، وقمع حريتها، وتشويه أعضائها التناسلية. قد يشعرك مجرد التفكير في الأمر، واستحضار بعض الصور التخيلية عن آليات تنفيذه بالقشعريرة، فكيف حال من كن يخضعن لهذه الأساليب؟ وكيف حال من عاشت في رعب وخوف أن يأتيها الدور وتتعرض للمذلة والمهانة بالإضافة إلى الألم الجسدي المبرح الذي كان ينتهي عادةً بموتها؟

1- الحمار أو الحصان الإسباني.. قطع أعضاء المرأة التناسلية

جهاز خشبي أو معدني بزاوية حادة على شكل مثلث، مدعوم بقدمين أو أربعة أقدام، طرفه حاد، وجانباه مغطيان بالمسامير أحيانًا. كانت وظيفة الجهاز قطع المرأة إلى شطرين من عند أعضائها التناسلية. كانت الضحية تُجبر على الجلوس على هذه الأداة، وتقيد قدماها، وأحيانًا تُعلق فيهما بعض الأوزان، فتبدأ الحافة في شق جسد المرأة. في بعض الأحيان، ولزيادة آلام الضحية، كان الجلادون يسحبون أرجل الضحية جيئة وذهابًا، وإن لم يُشبع هذا تعطشهم للدماء، كانوا يعذبون الضحية بالنار، أو يلقون عليها الرماد الساخن.

الحمار الإسباني

الحمار الإسباني

استخدم الجهاز طوال العصور الوسطى وأثناء محاكم التفتيش الإسبانية، واستخدم جهاز مماثل على السجناء الكونفدراليين خلال الحرب الأهلية؛ إذ استخدمه الاتحاديون في سجونهم، فبينما بدأ استخدامه للمرأة، استُخدم فيما بعد لتعذيب الرجال أيضًا.

وفي موقع متحف التعذيب، جاء وصف إحدى حالات التعذيب باستخدام الحصان الإسباني كالآتي: «عندما يعلق جلادوها التروس الحجرية على ساقيها، يتحول الحصان الإسباني إلى سكين عملاق، يقطع الجسد إلى قسمين بتباطؤ شيطاني حقًّا. الزانية، دقيقة بدقيقة، تشعر بكل شيء وهي ممددة على طول أداة التشريح. الدم يتناثر على الأرض في قطرات رقيقة. فجأة، ينفجر شيء بداخلها، فتتحول إلى الجنون، وتبدأ الحماسة اللاإنسانية في القفز فوق الحصان، حتى تسرع من موتها. هناك لقطة داخلية أخرى، على الرغم من أن جميع المتفرجين الموجودين في الغرفة قد سمعوا بها بالفعل، هذا صوت كسر عظمها العجزي».

2- منجل الثدي.. وسيلة استجواب المتهمات بالزنا

أحد أكثر أساليب التعذيب وحشية في العصور الوسطى بأكملها. وعادة ما كان يستخدم وسيلةً عقابية أو استجوابًا للمجرمات المتهمات بالزنا أو الإجهاض العمد، أو السحر، أو أي جريمة يختارها المحققون.

كان منجل الثدي جهازًا مروِّعًا يتكون من شقين مدببين كبيرين، يستخدم لتشويه ثدي المرأة، وإشعارها بأكبر قدر ممكن من الألم. بدأ استخدام منجل الأثداء في ألمانيا وفرنسا عام 1590، واستمر حتى القرن التاسع عشر، وكثيرًا ما يكون العقاب في وجود أفراد أسرة المتهمين.

منجل الأثداء

منجل الأثداء

تنقبض المخالب على ثديي المرأة، ثم تسحبها للخارج لتتمزق الأنسجة، ويسفر هذا إما عن موت الضحية نتيجة فقدان دماء غزيرة أو حدوث عدوى، أو إصابتها بعاهة مستديمة. في أغلب الأحيان، كانت المخالب تُسخَّن لدرجة الاحمرار قبل أن تقتلع ثدي المرأة من جسدها.

وقد شهد عهد الملك جيمس السادس ملك إنجلترا وإسكتلندا، محاكمة حوالي 70 امرأة متهمة بالسحر في بلدة نورث بيرويك شرق إدنبرة عاصمة إسكتلندا، وكانت مناجل الأثداء إحدى أدوات العذاب التي استخدمت ضد المتهمات.

3- لجام النميمة.. إجبار النساء على الصمت

استخدمت هذه الأداة أيضًا ضد ساحرات نورث بيرويك في إسكتلندا، وكان هذا أول استخدام للجام التعذيب، وانتشر فيما بعد في إنجلترا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. عادة ما كان يستخدم ضد الساحرات لمنعهن من ترديد التعاويذ، أو ضد الثرثارات اللاتي ينشرن الأكاذيب، كما استخدمه الرجال ضد زوجاتهم اللاتي يتحدثن بالنميمة لإسكاتهن، فقد عُرفت النميمة آنذاك أنها من عمل الشيطان.

لجام النميمة

لجام النميمة

اللجام عبارة عن قناع حديد مغلق على الرأس، يتميز بوجود نتوءات معدنية تدخل إلى فم الضحية، فتجبر اللسان على عدم التحرك، لتمنعه عن التحدث. في بعض الحالات، ثُبت مسمار على اللجام، بحيث تتسبب حركة اللسان في حدوث جروح. كان من الصعب على المرأة التخلص من اللجام، فكان له قفل محكم، لا يمكن لأحد فتحه إلا صاحب المفتاح.

إلى جانب الألم الذي يسببه ارتداء اللجام، فقد كان يجلب لمرتديه المهانة والألم النفسي كذلك، فقد كان هناك بعض الأنواع التي لها أذني حمار، أو قرون ملتوية مثل الحيوانات، وأحيانًا تعلق فيه الأجراس لتلفت انتباه كل من يسمعها، فيتحقق جانب الإذلال العلني أيضًا. وبالطبع كانت من ترتديه لا تتمكن من تناول الطعام أو الشراب كذلك خلال فترة ارتدائه التي قد تقصر أو تطول لتصل إلى بضع ساعات.

4- إجاصة العذاب.. يدخلونها من المهبل أو الفم

أداة تعذيب مروعة استخدمت خلال العصور الوسطى وحتى القرن السابع عشر، وعُثر على إشارات لاستخدامها في القرن التاسع عشر، واستخدمت كذلك على نطاق واسع في جميع أنحاء محاكم التفتيش الإسبانية. الأداة مقسمة إلى أربعة أجزاء معدنية، عند اجتماعها معًا تشبه ثمرة الإجاص/ الكمثرى، وعند تدوير الرافعة اللولبية في الطرف المقابل، تفترق الأجزاء الأربعة لتصبح على شكل بتلة تتفتح، والبتلة هي الجزء الملون ذو الرائحة الجذابة التي تجذب الحشرات والفراشات في الزهرة.

إجاصة العذاب المعدلة للفم

إجاصة العذاب المعدلة للفم

صممت هذه الأداة خصيصًا للنساء لإدخالها في مهبل المتهمات بالسحر والإجهاض، وبعد ذلك استخدمت للرجال المشتبه بمثليتهم الجنسية. عُدلت الأداة لاحقًا لتتمكن من الدخول في أفواه الأشخاص المتهمين بالهرطقة، وتتمدد حتى كسر عظام فك الضحية. استخدام الأداة يكون عبر إدخال الأداة في المهبل، وفتحها تدريجيًّا، مما يؤدي إلى تمزيق الأعضاء التناسلية للمرأة، ولأن الغرض الأساسي من الأداة كان انتزاع الاعترافات، فنادرًا ما أدى إلى الموت، ولكن كثيرًا ما تسببت في الإصابة بالالتهابات، فقلما كانوا ينظفون هذه الأداة.

5- عجلة تعذيب النساء.. صنعت لقتل كاثرين لكنها فشلت

شاع استخدام عجلة كاثرين أداةً لتعذيب النساء في العصور الوسطى في فرنسا وألمانيا، وهي عبارة عن عجلة كبيرة خشبية مغطاة بالمسامير، تربط فيها الضحية. كانت العجلة مكونة من عدة مكابح نصف قطرية، وأحيانًا يُضاف إليها صليب خشبي.

عجلة كاثرين

عجلة كاثرين

كانت العجلة تدور ببطء، فتتسبب في كسر عظام الضحية، وأحيانًا يلجأ الجلادون إلى ضربها على صدرها وبطنها، مما يتسبب في موت الضحية لينتهي عذابها فورًا. ارتبط اسم العجلة بحكاية مسيحية عن القديسة كاثرين من الإسكندرية، ففي القرن الرابع الميلادي، أثناء فترة اضطهاد المسيحيين تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، تقول الرواية المسيحية إن كاثرين قد سجنت وحكم عليها بالموت بعد ربطها بالعجلة، وبمجرد أن لمست كاثرين العجلة كسرتها، بحسب ما تقول المعجزة المسيحية.

تاريخ

منذ 3 سنوات
تعذيب وإغراق في البحر وإبادة.. بعض الأهوال التي تعرَّض لها السكان الأصليون

المصادر

تحميل المزيد