لم يخيب عام 2021 الآمال أبدًا في مجال استكشاف مملكة الديناصورات. ومع كمية المعلومات الجديدة التي نكتشفها دوريًا عن سكان كوكبنا المنقرضين منذ أمدٍ بعيد، تُحضّر محررة موقع «Live Science» لورا جيجيل قائمةً بأعجبِ 10 اكتشافات علمية جرى اكتشافها هذا العام عن الديناصورات.
1- أول فتحة مؤخرة لديناصور!
وجد الباحثون مختلف أنواع البقايا من الديناصورات – بما في ذلك العظام، والأسنان، وطبعات الجلد، والريش – لكنهم لم يصادفوا أبدًا فتحة مؤخرة ديناصور من قبل، حتى هذا العام. تُعرف هذه الفتحة باسم «الفوهة المذرقية»، وتستخدمها الديناصورات للتبرز، والتبول، والتكاثر، ووضع البيض. ووفقًا لما يورده التقرير عن الدراسة التي نُشرت في يناير (كانون الثاني) من عام 2021 في دورية «Current Biology»، لا تشبه هذه الفتحة أي فتحة أخرى في السجلات. ينقل التقرير تصريح الباحث الرئيس في الدراسة جاكوب فينثر – وهو عالم الأحياء القديمة بجامعة بريستول في المملكة المتحدة: «إنها مذرق من نوعها الخاص، تشكّلت بطريقة مثالية وفريدة من نوعها».
2- مليارات من التيرانوصورات
قدّر العلماء عدد التيرانوصورات التي وُجدت خلال آخر 2.5 مليون سنة من العصر الطباشيري (قبل 145 مليون إلى 66 مليون سنة) بـ2.5 مليار تيرانوصور (T. rex)، وذلك قبل أن يصطدم الكويكب الذي قتل الديناصورات بالأرض.
ووفقًا للدراسة المنشورة في أبريل (نيسان) في دورية «ساينس» الأمريكية، درس الباحثون مختلف أنواع العوامل المؤثرة بهدفِ تحديد هذا العدد، بما في ذلك الكثافة السكانية لمملكة الديناصورات بالمجمل، وحجم المواليد، ووقت التوليد، وعدد الأجيال الإجمالي، يُعتبر هذا الرقم هائلًا، لا سيما عند الأخذ بعين الاعتبار أن عدد أفراد التيرانوصورات المتحجرة المعروفة علميًا يقلّ عن 100 تيرانوصور.
3- سوبرصوروس هو أطول ديناصور معروف.
يتميز ديناصور سوبرصوروس (سوبرصور) بطولِه الاستثنائي؛ إذ تجاوز طوله الـ39 مترًا، وربما وصل طوله إلى 42 مترًا، وذلك وفقًا لبياناتِ بحثٍ غير منشور قُدّم هذا العام في المؤتمر السنوي لجمعية الحفريات الفقارية. عُرف سوبرصوروس بطولِه الهائل منذ اكتشافه في عام 1972، وقد وصلت التقديرات السابقة لهذا الديناصور إلى 34 مترًا، ولكن العظام المُنقّب عنها، والمُحللة مؤخرًا كشفت عن مدى ضخامة هذا الديناصور المنتمي لآكلي النباتات.
4- الارتحال في قطعان
بيّنت مقبرة ديناصورات اكتُشفت في الأرجنتين أن الديناصورات طويلة العنق – من صغارها الذين ما زالوا بحجم الفئران إلى كبارها العمالقة – كانوا يسافرون سوية ضمن قُطعانٍ جماعيّة، وذلك قبل 40 مليون سنة؛ مما كان يُعتقد سابقًا. وقد عثر الباحثون على أكثر من 100 بيضة متحجرة وعظام لـ80 من أفراد موصوروس باتاغونيكوس ويعود تاريخها إلى 192 مليون سنة، أي إلى العصر الجوراسي (201.3 مليون إلى 145 مليون سنة مضت).
ومما يلفت الانتباه ما أشارت إليه الأدلة عن قضاء الديناصورات الصغيرة الوقت معًا (والموت معًا حتى)؛ ما يشير إلى وجود بنية داخلية في القطيع. يُعتبر هذا أقدم دليل على السلوك الاجتماعي المعقد للديناصورات، وفقًا للدراسة المنشورة في أكتوبر (تشرين الأول) في دورية ساينتفيك رپبورتز العلمية.
5- اكتشاف بيضة الأجنة الكاملة
احتفى العلماء بخبرِ اكتشاف أول ديناصور قضى وهو يجلس على عشٍ من البيض، وهذا النوع من الديناصورات الذي يشبه النعام هو النوع الوحيد المعروف من الديناصورات غير الطائرة التي عُثر عليها جالسةً فوق بيضٍ ما يزال بها أجنة متحجرة.
من المحتمل أن هذا الديناصور – من نوع أوفيرابتور – كان يحضن البيض خلال العصر الطباشيري فيما يُعرف الآن بالصين، وذلك وفقًا لما ينقله التقرير عن دراسةٍ نُشرت في مايو (أيار) في دورية «Science Bulletin» العلمية. من بين الـ24 بيضة، بقي سبع أجنة متحجرة محفوظة وهو رقم ليس بقليلٍ أبدًا بالنسبة لعمر البيض الذي يعود حتى 70 مليون سنة مضت.
6- بعض الديناصورات كانت هائلة السرعة
تميزت بعض الديناصورات بسرعتها الكبيرة، وإن كانت التيرانوصورات مستثناة من ذلك. انطلقت الديناصورات آكلة اللخوم بسرعة تقارب 45 كم في الساعة، وفقًا لتحليل مسارين متحجرين لديناصورات عاشت في شمال إسبانيا.
وجدت دراسة نُشرت في دورية ساينتفيك رپبورتز في ديسمبر (كانون الأول) أن تلك المسارات تعود إلى لديناصورين آكلين للحوم كانا يركضان في فترة أوائل العصر الطباشيري، ويبين الاكتشاف أن هذه الوحوش لها نفس سرعة العداء الجامايكي يوسين بولت، ويُعتبر أسرع إنسانٍ على وجه الأرض، والذي وصل لسرعة 44.3 كم/ساعة في سباق جرى عام 2009.
وبيد أن التيرانوصور – وهو أشهر الديناصورات آكلة اللحوم على الإطلاق – كان بطيئًا بالمقارنة بنظراءه، وكان متوسط سرعة المشي المفضلة لديه تقل عن 5 كم/ساعة بقليل، وذلك وفقًا لدراسة منفصلة نُشرت في أبريل في دورية Royal Society Open Science العلمية وتقارب هذه السرعة متوسط سرعة مشي الشخص العادي. قد يكون هذا الرقم مُحرجًا عند مقارنته ببقية الديناصورات آكلة اللحوم، لكن التيرانوصور يعوّضها بأسنانه المسننة الكبيرة بحجم الموز، وتُعتبر عضته واحدةً من أقوى العضات المسجلة.
7- الديناصور ذو أسنان القرش
قد ترى صور التيرانوصور الضخم وتعتقد تلقائيًا أنه ولا بد المفترس الرئيس في نظامه البيئي، لكن في الحقيقة وُجِد ديناصور أكبر منه، وله هيبته الخاصة! سُمي هذا الوحش حديثًا باسم «أولوغبيكسوروس أوزبكستانينسيس»، وكان يُطلق عليه سابقًا اسم الديناصور صاحب أسنان القرش (أو كاركارودونتوسوريس)، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت في سبتمبر (أيلول) في دورية Royal Society Open Science العلمية. كانت ديناصورات كاركارودونتوسوريس أبناء عمومة للتيرانوصورات ومنافسيها أيضًا.
عاشت هذه الديناصورات في ما يعرف الآن بأوزبكستان منذ حوالي 90 مليون سنة، وبلغ طول الواحد منها 8 أمتار مع وزن يقارب ألف كيلوجرام. بعبارة أخرى كان طوله ضعف تيرانوصور تيمورلينجيا – الذي كان يُعتبر المفترس المهيمن في النظام البيئي – وأثقل بخمس مرات منه.
8- قتال التيرانوصورات
كانت التيرانوصورات المهيبة تعضّ وجوه بعضها البعض، ولكن ليس بنية القتل غالبًا. يشرح التقرير أن هذه الديناصورات المفترسة تعرضت لتلك العضات أثناء منافستها على المكافآت غالبًا، مثل الأراضي، أو الشركاء، أو المكانة، وذلك وفقًا لما ينقله التقرير عن الدراسة المنشورة في سبتمبر في دورية «Paleobiology» العلمية.
جرى التوصل لهذا المعلومة المهمة في مجال سلوك الديناصورات من خلال دراسة 202 جمجمة وفك لتيرانوصورات حُفر عليها ندوب كثيرة – بما مجموعه 324 ندبة بالمجمل – لم توجد هذه الندوب إلا في حوالي نصف الديناصورات الأكبر عمرًا فقط، ولذلك ربما غلبت المشاركة في القتال للأفراد البالغين من جنسٍ واحد.
9- الديناصورات طويلة العنق
كيف يمكن معرفة إذا كانت الديناصورات تهاجر أم لا؟ تنظر إحدى الطرق التي يوردها التقرير في الحصوات المعدية، وهي الحصوات التي استخدمتها الديناصورات لطحن الطعام؛ إذ كانت الديناصورات تبتلع الحصوات في منطقةٍ ما وتُخلّفها وراءها في منطقة أخرى.
يورد التقرير مثالًا يأخذه من دراسةٍ نُشرت في فبراير (شباط) في دورية تيرا نوڤا العلمية، ذُكر فيه أن الديناصورات ذات العنق الطويل المعروفة باسم الصوروپودات ابتلعت خلال العصر الجوراسي حصواتٍ معديّة مكونة من الكوارتزيت الوردي في ما يعرف الآن بولاية ويسكونسن، لتموت لاحقًا في ما يُعرف الآن بولاية وايومنغ، تاركةً الحصى تلك في مكانٍ جديد. قال الباحثون إن المسافة التي بلغت مئات الأميال، تُعتبر واحدةً من أطول المسافات التي اُستدل عليها في مجال هجرة الديناصورات غير الطائرة حتى الآن.
10- أنكيلوصور ذو ذيلٍ فريد
اكتشف العلماء هذا العام سلالةً جديدة تمامًا من الديناصورات المدرعة (ankylosaurs) في نصف الكرة الجنوبي، لديها ذيل مدرّع قاتل لا مثيل له في ما نعرفه من مملكة الديناصورات. يقول التقرير إن هذا الديناصور المكتشف حديثًا كان يجوب تشيلي منذ أكثر من 70 مليون سنة، وخُمّن أنه مات في نهر – ربما بالرمال المتحركة – وقد يفسر ذلك سبب بقاء نصفه السفلي محفوظًا حفظًا جيدًا، من الجدير بالذكر أن ذيل هذا الأنكيلوصور مشابه بالشكل لسيف الأزتك (الماكواهوتل).
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
علامات
أبحاث الحيوانات, أبحاث ودراسات, أحافير, اكتشافات, الديناصورات, انقراض الديناصورات, تاريخ, ترجمات, علوم