نشر موقع «Taste of Cinema» تقريرًا يرصد عددًا من الأفلام التي تنبأت بأحوال الولايات المتحدة والعالم بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، ومن اللافت أن التقرير ورد فيه أفلام صدرت في عشرينات القرن الماضي، ولكن كيف تنبأت تلك الأفلام بأحوال أمريكا بعد أكثر من 90 عامًا؟

يقول التقرير في مقدمته: «الآن وفي عام 2017 وقد حلف رئيس الولايات المتحدة الجديد اليمين، وسواء أيد الشعب ترامب أم لم يؤيده فإن هناك هيستيريا ضخمة دارت حول توليه الرئاسة لم تحدث من قبل».

ودعا التقرير عشاق السينما إلى محاولة نسيان الأربع سنوات القادمة، والتركيز على مشاهدة عدد من الأفلام التي يرشحها الموقع: «بعض اختيارات هذه القائمة غرضها السخرية من الخلافات القائمة حاليًا، حيث أن المقالات الأخرى جدية إلى حد ما، وغرضها إثارة الاستفزاز».

ويؤكد معدو التقرير على أنه لا يهدف للتحيز في جانب ما، سواء الديموقراطيين أو الجمهوريين، ولكنها ملاحظة لظروف الحضارة، كما حذروا القراء من أخذ القائمة بما تشير إليه حرفيًا، حيث إن هذه الأفلام لم تشر بوضوح إلى فوز الرئيس دونالد ترامب، ولكنها تناقش عالمًا مليئًا بالصراعات، ومعاناة الطبقات والانفصال، والمقصود من هذه القائمة أن تؤخذ كمزحة، وهي مناسبة جيدة للاحتفاء بأفلام رائعة.

1. The Joyless Street – 1925

أخرج هذا الفيلم الصامت الذي يعبر عن الفقر المدقع، جورج ويلهيلم بابست، ومن بطولة كل من جريتا جاربو وأستا نيلسن في واحد من أدوارهما المبكرة. وكانت قصص الأفلام في هذه المرحلة تشير إلى نقطة واحدة بشكل أو آخر، وهي استغلال وظلم الطبقات الفقيرة، كما صورت كيف أن الفقراء كانوا يضطرون إلى تقديم أشياء أخرى بخلاف المال، للحصول على الطعام، حيث كانت هناك النخبة الغنية، ومواطنون أدنى منهم، كانوا يقاتلون من أجل احتياجاتهم الأساسية.

أما المدنيون الذين يحملون مسؤولية تعدي الحدود اعتراضًا على الأوضاع، تكتشف السلطات أنها يجب أن تتحكم فيهم، ويخرج من ذلك السيناريو نتائج مفزعة، حيث يتصرف الناس على كلا الجانبين بغضب أكثر مما يجب، ويصبح اليسار يقاتل اليمين، وينتهي الأعلى صوتًا من الجانبين بتحقيق نتائج ملحوظة، لا تجعل فريقه على حق في جميع الأحوال. فالظروف فرقت المجتمع وأبعدته عن بعضه، وكانت الأنانية هي السبب في الوصول إلى نقطة الانهيار.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

2. Metropolis – 1927

هو فيلم صامت آخر في هذه القائمة، لكنه أسطوري ملحمي للمخرج فريتز لانج، ويجدر بالذكر أنه أثر على صناعة الخيال العلمي في الكتابة والسينما للأبد، مع ذلك فإنه من المفارقة أن العناصر الرئيسة في الفيلم لم تكن دخلت كجزء من الحياة اليومية آنذاك. حيث تضمنت المدينة المزعومة مساكن نارية لحلقة الجحيم الأزرق، وكتل عنقودية للطبقة المتوسطة، ومرتفعات شاهقة للأغنياء.

أما عن رسالة الفيلم فهي أن هذه الأجزاء الثلاثة والمقصود بها العقل للإشراف على الإنتاج، والأيدي للإنتاج، والقلب لإبقاء الإنسانية حية خلال عملية الإنتاج، فيجب عليها أن تعمل معًا. ومع التحول الذي يركز على أفراد المجتمع التي ستعمل معًا، وهذا هو الدرس الذي ما زال يجب أن يُدرّس.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

3. Network – 1976

كان يعتبر الفيلم الذي كتبه بادي شيافسكي هجاءً كوميديًا عن الإعلام الأمريكي، وعندما صدر الفيلم الذي أخرجه سيدني لوميت تم اعتباره فكاهيًا، لكنها صورة بعيدة الاحتمال، لكنها للأسف أصبحت نبوءة.

وكان ضمن ما أبرزه الفيلم، هو خداع الإعلام، حيث كانت – ومازالت – مصادر أخبار الفريقين الديمقراطيين والجمهوريين، منحازة وغير موثوقةخلال فترة الانتخابات، ما أثنى الكثيرين عن اختياراتهم، ومن الصعب الآن معرفة إلى أين تتجه، حيث يستمر الجانبان في تجميل الحقائق بشكل أو آخر.

كما أبرز الانجذاب إلى كل ما يصنع جدلًا، فبينما ظهر هاوارد بيل الذي جسد دوره الممثل بيتر فينش، على أنه واحد من الشعب – وهي الصورة التي ظهر بها بيرني ساندرز مرشح الرئاسة الأمريكية السابق – في الوقت ذاته، كان ترامب متوجًا باعتباره رجلًا بلا قيود، وأنه من سيحمل كثيرًا من القضايا المعقدة ويتقدم بها للأمام، وبغض النظر عما إذا كان ذلك صحيحًا أم لا، فإنه ساعد في فوزه بالرئاسة.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

4. My Dinner with Andre – 1981

يقول التقرير إن القائمة التي يقدمها ذات اختيارات خفيفة، حيث لن يتم تناقله على أنه هجوم على الموقف السياسي الحالي، بل إنه يقوم بملاحظة الوضع ليس أكثر. وهذا بالضبط هو ما يدور حوله هذا الفيلم «عشائي مع أندريه»، فهو نظرة ذكية إلى الأشياء الثانوية، التي تفرقنا عن بعضنا تفريقًا عظيمًا، وقدم الممثلان والاس شون وأندريه جريجوري من خلال دورهما اللافت للنظر مثالًا لكيف ينتصر فيلم فقط بالاعتماد على سحر أبطاله.

وينتهي النقاش لتصبح مناظرة فلسفية، حول كيف يجب أن يعيش الفرد، حيث لا يستطيع شون فهم الترف الذي يجربه جريجوري يومًا بعد آخر، ويقترح شون أن تلك ليست الطريقة الصحيحة لتقدير بقائك حيًا، وقدم الفيلم هذا الانفصال بين الطبقات ومستويات المعيشة، بطريقة ذات ذوق رفيع.

حتى بالنسبة لهؤلاء الذين لا يأخذوا موقفًا جذريًا من الأحداث الأخيرة في أمريكا، ستكون هناك بعض الأوقات التي سيكون فيها اتفاق على الاختلاف كما يصور الفيلم. وقد يكون ذلك غير خبيث، حيث يمكن أن يظل هناك نقاش على نحو لم يكن موجودًا في فترات رؤساء سابقين.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

5. Blade Runner – 1982

تدور أحداث الفيلم في مدينة تشبه «متروبوليس» ببناياتها الشاهقة وشوارعها المزدحمة، ولكنها مختلفة بتأثرها الكبير بالثقافة اليابانية، فهناك إعلانات ترويجية في كل مكان، والنخبة تعيش في بنايات شديدة الغرابة يمكن أن يرى منها ما لا يمكن للعين المجردة أن تصل إليه.

هذا هو العالم حيث الرأسمالية لا تفوز فقط، ولكنها تتحكم في حركة أدق الكائنات من هنا إلى هناك. وهو العالم الذي تتجرد فيه الروبوتات التي صنعها المجتمع يومًا ما من التحكم البشري، وذلك من خلال قدرتهم على الشعور على نحو غير متوقع، ويصبح من اللازم التخلص منهم وتدميرهم لكونهم أصبحوا أحرارًا.

ويقول التقرير، في إسقاطه على الواقع: إن أمريكا ليست قريبة بعد من ذلك الواقع البربري، وعلى الرغم من أن هناك قوانين صدرت مؤخرًا تم التصدي لها، حتى أنها مهددة بالإلغاء، لكن هناك أشخاص يعتبرون «مختلفين» يشعرون الآن بالخطر أكثر من أي وقت مضى، فالعنصرية في الشوارع تبدو الأعلى على الإطلاق، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يبذلون أقصى ما لديهم لرد الأذى والدفاع عن أنفسهم.

وبعضهم متطرف أكثر من غيره، فهذه هي المعركة التي لا تبدو أنها ستنتهي قريبًا، فالأشخاص الذين شعروا مرة أنهم أحرار بعد التحول الجديد لنظرة أمريكا لهم، يبدون ردة فعلهم تجاه كل تحول مفاجئ للاتجاه المعاكس تمامًا، وأصبحوا مستهدفين لإبداء ذلك.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

6. Brazil – 1985

يدور هذا الفيلم الذي أخرجه تيري جيليام، ويعتبر إجلالًا لفيلم «1984»، حول عالم يحكمه الصفقات والأعمال، حيث تعتبر الصناعات الخاصة غير مشروعة، كما يحق للحكومة أن تقرر أي المؤسسات يمكنها أن تتأسس، والمساعدات الخارجية أيضًا ممنوعة وتهمة تستحق الغرامة، وتعمل المدينة تحت مسمى واحد هو «الخدمات المركزية»، وأي تنظيم عمالي يتم سحقه، كما أن كل شيء في الحياة له مقابل مالي، لأن كل شيء يمكن أن يكون عملية تجارية.

ثم إن هناك تلك النظرية المخيفة بأن أفكارك أيضًا قد توقع بك في المشاكل. ويسقط التقرير أحداث الفيلم على الواقع الأمريكي فيقول: «خصوصًا مه (الحقائق البديلة) ومنع صحف يسارية من حضور مؤتمر لترامب مؤخرً، فإن أحداث الفيلم تمثل البلاد بشكل كبير». ويختلف هذا الفيلم عن «1984» في أنه أولى اهتمامًا خاصًا إلى أن التجارة هي التي تحكم العالم، بدلًا عن ديكتاتورية صارمة.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

7. Gattaca – 1997

تدور أحداث الفيلم الخيالي حول عالم يفرض فيه الدمج بين أقوى جينات للآباء مع جينات أطفالهم، فهو عالم يفتقر للتجارب، ولا حاجة فيه للمغامرة.

ويشير التقرير إلى أن جزءً من تحقيق وعد ترامب بـ«جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، يتضمن إعادة تأسيس كل شيء في أمريكا ليكون أمريكيًا، بما في ذلك الوظائف التي سيتولاها السكان المحليون، وهوية الدولة تعطى فقط لمن يولد على أرضها، كما أن هناك بالفعل قوانين أصدرها ترامب لحظر أفراد من ثقافات ودين معين من الدخول إلى أمريكا من الأساس.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDbمن هنا.

8. Idiocracy – 2006

على غرار فيلم «Network» فإن هذا الفيلم بدا أكثر فكاهة حينما صدر للمرة الأولى، وتدور أحداثه التي أخرجها مايك جادج، حول جوي وريتا اللذين يستيقظان بعد أن تجمدا لسنوات في الزمن، ليجدا أن أمريكا تغيرت لكن على نحو غير مفاجئ.

وسادت الرأسمالية، وتحولت أمريكا إلى إنقاض، حيث لم تعد لها ما يميزها من بنية تحتية ومباني ومواقع، وبدلًا عن ذلك أصبحت تربطها التجارة والصفقات والإعلانات، وانتشر فيها الكذب المبني على الطمع.

أصبحت أفكار الناس في الحياة اليومية يعبرون عنها بحذر، لأن أي شيء عكس المزاج العام، يعتبر غير قانوني، لا يمكنك أن تفكر، فقط تستقبل الأوامر، فالسياسيون دائمًا يستخدمون شعارات ربما تجدي نفعًا أو لا تفعل، وهو ما لم يجد في حالة ترامب.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

9. There Will Be Blood – 2007

يظهر بطل الفيلم دانيل بلاينفيو بشخصية المفاوض المحنك الذي يحصل على ما يريد، فهو يعثر على الأغنياء ويفقد غيرهم، ويخطط لأن يستعيدهم. فهو يعد من حوله بالعظمة ويشير إلى أنه يجلب التجارة والثروة لمناطقهم. وهو سريع الانفعال في كلماته وتشبيهاته ومقته لكل الناس التي تعارضه مهما كانوا. ويقول التقرير: «هذا يشبه إلى حد مخيف أحد حسابات موقع التواصل تويتر وكلنا نعرفه».

وبعد أن عقدت عليه الآمال، فالسلطة التي وعدت الازدهار والأمان –مثل الوعد بإزالة داعش في 30 يوم- هي نفسها التي تنحي هذه الوعود جانبًا من دون ذكرها من الأساس. ويقول التقرير «يمكنك تخيل ترامب وهو يستنزف قوى الآخرين لأنه أصبح محل تحكم».

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

10. Dogtooth – 2010

وأخيرًا مع فيلم يوناني من إخراج يورجوس لانثيموس، بحكايته عن القهر الاجتماعي وتناقص الحريات، وتدور القصة ذات الوجهين حول سلسلة من الأطفال في سن المراهقة يتم حبسهم في منزل واحد من قبل ذويهم، طيلة حياتهم.

فهم لا يعلمون أي شيء عن العالم الخارجي، وكل فكرتهم عن الحياة تحورت لتناسب محبسهم، حتى حدث خطأ في الترتيبات تسببت في أن يبادر أحدهم بالسؤال حول سبب وجودهم من الأساس، وأصبحوا الآن يعلمون بما لم يمنح لهم.

ويقول التقرير: «إن طرد الغرباء والحد من قدرات هؤلاء الذين يتمنون العيش في أمريكا، هو رجوع إلى الوراء، فالدولة لا يمكن غمرها فقط بسلسلة صغيرة من الأفكار والأيدولوجيات، وحظر كل وجهات النظر والثقافات الجديدة».

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد