في تقريرها لصحيفة «الجارديان» البريطانية، تناولت الكاتبة سوزان مور 10 أمور تعلمناها من انتخابات الرئاسة الفرنسية الجارية حاليًا لاختيار الرئيس الجديد، والذي سيعد الحادي عشر للجمهورية الفرنسية الخامسة.

وكانت الجولة الأولى للانتخابات قد عُقِدت بالأمس 23 أبريل (نيسان) 2017، وانتهت بالانتقال إلى جولة ثانية بين المرشح المستقل إيمانويل ماكرون (39 عامًا) الحاصل على أعلى نسبة أصوات في نتائج الدورة الأولى بـ23.86%، فيما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان (48 عامًا) في المرتبة الثانية بحصولها على 21.43% من الأصوات. في هذا التقرير، نستعرض معكم النقاط العشر التي تناولتها مور في تقريرها، وهي كالتالي:

اقرأ أيضًا: «بوليتيكو»: في حال فوز لوبان.. ما هي خطتها للـ 100 يوم الأولى؟

1. بغض النظر عن من حصل على نسبة أعلى من الأصوات في الجولة الأولى، إذ يبدو أن مارين لوبان تشق طريقها نحو مقعد الرئاسة. بحسب صحف بريطانية متعددة، تبدو لوبان الأقرب للفوز، أو المرشح المفضل حتى الآن، وأنها بكل تأكيد ستتفوق على ماكرون، إلا أن الكاتبة ترى أن المثير للقلق هنا هو الدعم القوي الذي تقدمه الصحافة البريطانية ذات الاتجاه اليميني للوبان التي وصفتها بالفاشية، إذ ترى أن ذلك الأمر يدق ناقوس الخطر في بريطانيا، كما تضيف مور أن الصحافة اليمينية تتساهل في توصيف لوبان أنها ذات اتجاه محافظ سياسيًّا واقتصاديًّا، في حين أنها رافضة للمهاجرين بقوة، وتتحدث بشكل دائم عن صراع الحضارات.

كانت لوبان قد رفضت مؤخرًا تحميل فرنسا مسئولية إبادة يهود باريس، والبالغ عددهم 13 ألف شخص أرسلوا إلى المعسكرات النازية، وهو ما يعد بالنسبة للكاتبة تذكيرًا لموقف والدها الذي يتجاهل الهولوكوست بوصفه تفصيلًا تاريخيًّا.

2. يمكن أن نصف صعود الاتجاه اليميني في أنحاء أوروبا بالمتقطع، إذ لم يفز عدد من مرشحي اليمين في بعض الدول مثل خيرت فيلدرز في هولندا، كما لم يفز مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر في النمسا أيضًا. ماكرون وصل للمرحلة النهائية بتشكيل حزب جديد، وبينما يبدو أن حزبه عديم الخبرة السياسية، فسيكون من الصعب عليه إدارة الأمور، بل يصل البعض للقول إن فرنسا ستكون بلا حكومة، إلا أن انتصاره كان سببًا في سعادة المؤيدين للسياسات الأوروبية المنفتحة.

3. استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات كانت دقيقة بنسبة كبيرة، فهل سنعود مرة أخرى للتصالح مع استطلاعات الرأي، وننسى ونغفر الكثير من الاستطلاعات التي اختلفت عن النتائج الحقيقية؟

4. ميز ماكرون بشكل واضح بين تعريف الوطنية والقومية، من الممكن أن تحب بلادك دون أن تكون عنصريًّا ضد المهاجرين. هذا الفكر يقودنا أن نصف ماكرون بكونه ليبراليًّا بلا خجل، وبالتالي يمكن أن نراه في مواجهة انحراف القارة الأوروبية نحو اليمين.

اقرأ أيضًا: «واشنطن بوست»: الانتخابات الفرنسية قد تُحدد مستقبل الغرب الديمقراطي

5. في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، ترى مور أن حالة رفض النخب تتضح لنا بطرق متعددة. فقد جاء رفض الناخبين الواضح للأحزاب التقليدية الحاكمة، كما يستمر تراجع اليسار.

6. يبدو أن الفرنسيين لم يضعوا في اعتبارهم الأحداث الإرهابية الأخيرة لدى تصويتهم، فقد كانت لوبان المرشح الوحيد الذي حاول استخدام هذا الأمر لحشد المزيد من الدعم، وهو ما يدل على وعي الناخبين الفرنسيين. تقول الكاتبة إن هذا الأمر لا يحدث في بريطانيا، أي أن الناخبين يتأثرون بالأحداث الجارية دون النظر لما وراء الأحداث.

7. جان لوك ميلونشون ألقى خطابًا جيدًا بُث في 7 أماكن مختلفة عبر تقنية الهولوغرام، إلا أن رفضه لدعم ماكرون كان صادمًا، إذ إن رؤية يساري بهذه القوة مترددًا أمام وصف لوبان بالفاشية يظل أمرًا مريرًا.

8. البريطانيون يشعرون بشيء من الغيرة من النظام الانتخابي الفرنسي، إذ سيتمكن الفرنسيون من إنهاء الأمر بالكامل في أسبوعين، في حين تعد العملية الانتخابية في بريطانيا عملية طويلة وممتدة.

9. فكرة أن أصوات الشباب في مكان ما انتهت وتعميمها على فرنسا، فما حدث في بريطانيا والتباين الواضح في أعمار المصوتين على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والانقسام الواضح الذي أظهر ميل الشريحة الأكبر سنًّا للانفصال عن الاتحاد الأوروبي لم يكن موجودًا في فرنسا، إذ حصدت لوبان أصوات عدد كبير من الشباب، والذين سيستمرون في التصويت لسنوات مقبلة. لذلك، في حين أن عزاء الفرنسيين في وصول ماكرون للمرحلة النهائية، أثبتت الجبهة الوطنية نفسها كخيار معتبر للناخبين في فرنسا.

10. تختتم مور المقال قائلة بأن شخصًا مثل ماكرون يعرف تمامًا ما يريد، فهو شخص مثقف ويرتبط بزوجة درَسته الأدب الفرنسي حين كان في السادسة عشر، واختارت الانفصال عن زوجها والذي أنجبت منه ثلاثة أطفال، ما يعطينا لمحة عن أن ماكرون شخص يجيد تحديد أهدافه، كما تتمنى مور فوزه بهذه الانتخابات.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد