نشر موقع «ديجيتال تريندز» المهتم بعالم التكنولوجيا المتطورة والتقنيات الحديثة، مقالًا لإليزابيث تيرك، كاتبة تغطي تكنولوجيا الهاتف المحمول، رصدت فيه خمسة تطبيقات ساعدتها على التعايش مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. 

في بداية مقالها، تقول الكاتبة: أمضيتُ معظم حياتي تقريبًا أعتقد أنني لا أُحسِن القيام بأي شيء. لكن اكتشفتُ أنني، في حقيقة الأمر، مصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو المرض الذي شُخِّصَت به حالتي لاحقًا. ولم أتعلم مطلقًا آليات المواجهة اللازمة لتنظيم حياتي وعملي، شأني في ذلك شأن الآخرين، الذين قد يتعلمون هذه الآليات خلال سنوات بلوغهم. ومنذ اكتشاف مرضي، تعلمتُ أنه بمقدوري تنظيم أفكاري وأفعالي بمساعدة بعض التطبيقات. وتساعدني هذه التطبيقات في تذكر مهامي اليومية التي أنساها، إلى جانب أنها تقدم لي المساعدة التي أحتاجها للعمل دون تردد.

وبدلًا من البحث عن «أكثر 10 تطبيقات مفيدة لمرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه» على محرك البحث «جوجل» الذي لا يبحث فعليًّا عن الكيفية التي يمكن لتلك التطبيقات أن تساعدني من خلالها مساعدة حقيقية، نظرتُ إلى عديد من الأشخاص الآخرين الذين يعانون من المشكلات نفسها التي عانيتُ منها، وطرحنا جميعًا السؤال نفسه: كيف يمكن أن نعيش هكذا؟

ما الذي أحتاج إليه؟

توضح الكاتبة قائلةً: «قبل أن أدرك أنني مصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حاولتُ أتحكم في نقص قدراتي على التنظيم والدوافع الدائمة للتسويف والنسيان من خلال كتابة ملاحظات لنفسي كي تذكِّرني. وانتهى الأمر نهاية مؤسِفة، إذ كان لدي عدد هائل من الأوراق المفقودة في محيط المنزل أو في جيوبي أو في الخلاء؛ مثلما ينتهي الحال ببعض الجوارب المنتقاة بعناية في الغسالة».

صحة

منذ سنتين
من أعراضه النسيان وانعدام الثقة بالنفس.. ماذا تعرف عن اضطراب فرط الحركة؟

وأضافت: «وجربتُ تطبيق «تدوين الملاحظات» الموجود على هاتفي لسنوات، وكان أفضل من التدوين على الأوراق، لكنني ظللتُ أواجه مشكلة كيف يمكنني تدوين كثير من الملاحظات، ولم يكن لأي منها شكل تنظيمي. فكان يحدث خلط بين المواعيد المحددة والأفكار والأعمال الروتينية والتذكيرات. ولهذا السبب، أصبح فرز تلك الملاحظات عملًا خاصًّا. وهذا بدوره، سيجعلني أُسوِّف وأؤجل معالجة تلك الفوضى. وإلى يومنا هذا، لم أنظر إليها». 

ووصفت الكاتبة الإحباط الناتج من استمرار حياتها بهذا الشكل، موضحة: «إن حياتي بهذه الطريقة جعلتني أشعر بالإحباط باستمرار. وكنتُ بحاجة إلى مجموعة أدوات موحَّدة تساعدني في متابعة مهامي وتذكرني باستمرار بالمواعيد المحددة المطلوبة مني، وتدوين الملاحظات وترتيبها. وكنت أحتاج إلى بعض التطبيقات التي تُقسم أفكاري إلى عمل ومهام وتذكيرات، وغيرها من المعلومات الدقيقة البسيطة (مثل تذكر أهمية التغذية)».

1- تطبيق «روتينري» للمهام اليومية

تلفت الكاتبة إلى أنه على الرغم من العثور على عدد قليل من التطبيقات الفاشلة، فقد انخدعت ببعض التطبيقات التي قال عنها أشخاص مصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إنها ساعدتهم. وبعد تجربة هذه التطبيقات، شعرت فعلًا بالأمل. وكان تطبيق «روتينري/ Routinery» هو الأفضل في المهام المتعلقة بالتنظيم.

Embed from Getty Images

ويفعل هذا التطبيق بالضبط ما تقول الكاتبة إنها تكره فعله ولكنها تحتاجه بشدة، ولطالما كانت المهام والأعباء اليومية هي مصدر متاعبها، مما جعلها أحيانًا تضيع ساعات في التحديق في الساعة وتتملص من العمل. وهذا ما يزيد من أهمية إتمام المهام التي يحتاج مرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه التركيز عليها فعليًّا.

تقول الكاتبة: «وبعد تسجيل بعض المدخلات من جهتي، احتوى تطبيق (روتينري) على أنشطتي اليومية العادية وصولًا إلى الوقت المحدد بالضبط. وتضمن أيضًا تذكُّر شرب الماء والحصول على قسط من الراحة عندما أفرط في التركيز على إحدى هواياتي (هل قضيت أبدًا 14 ساعة في الرسم حتى الساعة 8 صباحًا دون استراحة)؟ وفي أحيانٍ كثيرة، أشعر بالارتباك بسبب الجدول الزمني المخطط له، لكنني تعلمت أنه يمكنني إلقاء نظرة على القائمة على مدار اليوم لتذكير نفسي بما فعلته وبما لم أفعله بعد».

2- «هابيت ناو» لاكتساب عادات

وفي سياق مماثل، يقوم تطبيق «هابيت ناو/ HabitNow» بترتيب مماثل لحياة المستخدم ولكن مع اكتساب أكثر للعادات، التي لم يكن لديه منها أي شيء. تضيف الكاتبة: «مع (هابيت ناو)، يمكنني بسهولة إلقاء نظرة على العادات التي أردتُ تعزيزها والتحقق منها كما فعلت. وفي كل يوم، يجدد التطبيق تنشيط ذاكرتي وتذكيري بفعلها مرةً أخرى».

وتقول الكاتبة: «وفي السابق عندما كنتُ أعتمد على الملاحظات فحسب، حتى عندما تمكَّنتُ من تذكر محاولة الحفاظ على العادات، لم يكن لدي أي شيء أو أي شخص يحاسبني. ويُذكرني تطبيق «هابيت ناو» بالمواعيد النهائية المحددة لتلك المهام ويستمر في الإلحاح علي حتى أتحقق منها. وهو بذلك يعفيني من كثير من التوتر الذهني والقلق عن طريق تذكر كل شيء لي».

3- «مانداي دوت كوم» لمهمة تنظيم الأعمال

تنوِّه الكاتبة إلى أنه من أجل تنظيم المهام والأعمال، يُعد تطبيق «مانداي دوت كوم/Monday.com» مثاليًّا في ذلك. وتوضح: «ينظِّم التطبيق جميع المواعيد النهائية الحالية ويعرضها لي، ويشمل ذلك مهام العمل المنتهية التي قد أحتاج إلى التحقق منها مرةً أخرى. أما الجزء الذي عالجَ شيئًا مهمًّا حقًّا بسبب اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة في الدماغ، فكان السماح للتطبيق بتضمين ملاحظات معينة في كل مهمة عمل لديَّ».

وكان من السهل جدًّا التنقل بين كل هذا وإعداده. وتصف الكاتبة ذلك موضحة: «وقد استمتعتُ بالفعل بملئها لأنها كانت عملية سلِسة. ولا يمكنني التأكيد بالقدر الكافي على كيفية تنظيم «مانداي دوت كوم» لجميع أعمالي بصورة جيدة جدًّا. وأواظب على فتح التطبيق كل بضع ساعات فحسب لأرى ما سيحدث لي وما يجب أن أعمل عليه». 

4- «فورست» يُزيد من التركيز على المهمة

تؤكد الكاتبة أن أحد التطبيقات التي تقدرها كثيرًا لم يقدم لها كثيرًا بشأن تنظيم حياتها، لكنه، بدلًا من ذلك، ساعدها في السيطرة على نفسها، وهو تطبيق «فورست/ Forest». فأي عمل تفعله يصورِّه لك التطبيق على أنه نبات صغير يحتاج إلى الرعاية، ولا يسمح لك «فورست» بتأجيل هذا العمل أو الخروج قائلًا لك إن الفَسِيلة ستموت إذا غادرت قبل الموعد المحدد لجهاز التوقيت.

وتقول الكاتبة إنني لا أعرف شيئًا عما تفعله التطبيقات الأخرى، لكن هذا التطبيق لديه تأثير كافٍ لإقناعي بالتوقف مؤقتًا وإنهاء عملي الحالي. ويمنحك التطبيق مكافأة على رعاية تلك الشجرة التي نمَت في حديقتك وعنايتك بها. كما يمكنك أيضًا رؤية جميع الأشجار التي ترعرعت، ومدى قدرتك على التركيز على نفسك. ونظرًا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مثلي يحتاجون إلى مزيدٍ من العروض البصرية لممارساتهم، فقد وجدتُ هذا التطبيق ملهمًا. وقد ذكَّرني التطبيق بأنني أبليت بلاءً حسنًا لنفسي مرارًا وتكرارًا بوسائل عديدة.

Embed from Getty Images

5- «لايفسوم» يساعدني في الاعتناء بجسمي

تتابع الكاتبة قائلة: «لا يُعد تنظيم الغذاء والتغذية أمرًا يُفكر فيه كثير من الناس، خاصةً عندما يكون هذا الشخص مصابًا باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وكان تطبيق (لايفسوم/Lifesum)، أحد أفضل تطبيقات اللياقة البدنية لعام 2022، وأحد التطبيقات التي أوصى بها آخرون لأسباب عديدة. وقد قدَّمت عديدٌ من تطبيقات النظام الغذائي أو التغذية الملامح نفسها مع اختلافات طفيفة، لكن التطبيق الوحيد الذي أحببته كان المزيج المتماسك الذي قدمه لايفسوم».

صحة

منذ سنة واحدة
كيف يؤثر اضطراب «تشتت الانتباه» على رغبتك في الاكتناز؟

وفي هذا التطبيق، تقول الكاتبة: «يمكنني تجميع وصفات طعام وخطة الوجبات وإنشاء قائمة البقالة التي يمكنني التأكد منها أثناء التسوق. لكن الأمر الذي أحببته أكثر هو اليوميات الغذائية ومقياس التقدم المحرز. ويتتبَّع التطبيق السعرات الحرارية مثل أي نظام غذائي آخر، ولكنه يحسب كمية الكربوهيدرات والبروتين والدهون التي يجب أن أتناولها اللازمة لجسمي، ويعرف مقدار كل طعام كنت أتناوله إضافة إلى تلك الاحتياجات. لقد كان هذا التطبيق هو كل ما أحتاجه فيما يتعلق بنظامي الغذائي».

وتتابع الكاتبة: «وبسبب إصابتي باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فأنا، مثل كثيرين آخرين، أعاني من حقيقة أنني أفرط في التركيز على الطعام المريح من أجل الملمس أو الذوق. وهذا الأمر يحدث أحيانًا على حساب التغافل عن التغذية لأسابيع حتى يخبرني جسمي بالدليل أنني ارتكبتُ أخطاءً عديدة. وفي مرحلة ما، تسببتُ لنفسي، في الواقع، بفقر دم بسبب اختياراتي الغذائية، لذا فإن وجود تطبيق مثل هذا يساعدك في تتبُّع ما إذا كنت سأفعل ذلك يُعد مثل إنقاذ حقيقي لحياة الإنسان».

ما ساعدني وما لم ينفعني

تشير الكاتبة إلى أن أكبر مساعدة لتنظيم حياتها كانت تنظيم كل جزء من احتياجاتها من خلال اختيار التطبيقات المناسبة. إذ لا يمكن لتطبيق واحد فعل كل شيء، وإذا كان بمقدور تطبيق ما فعل ذلك، فسيكون معقدًا للغاية لدرجة أنها ستتخلى عنه تمامًا. وبدلًا من ذلك – وفق الكاتبة- جعلت «لايفسوم» يساعدها في اختياراتها الغذائية والحفاظ على احتياجات جسمها. أما تطبيق «مانداي دوت كوم» فكان مثاليًّا في المحافظة على التحقق من إتمام عملها وأن تجعله نُصْب عينيها دائمًا. وبدأت الكاتبة في اكتساب عادات جديدة تغير حياتها مع «هابيت ناو»، مشيرة أنها لا تنوي التوقف عن تلك العادات في وقت قريب.

Embed from Getty Images

بينما أدَّى تطبيق «روتينري» دورًا محوريًّا في تحديد جدولها اليومي حتى تتمكن من القيام به وفق الضرورة، لكن، وفق الكاتبة، يبقى شيء وحيد ما زالت تعاني منه مع «روتينري» وهو أنه صارم جدًّا في التخطيط لكل شيء صغير تفعله. ومع جدولها اليومي، لا يمكنها أبدًا متابعة الخطط حتى الوقت المحدد.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول: «وبعد كل ما قيل، يوجد أشياء سحرية استثنائية تكمن في القدرة على العناية بنفسي دون الاعتماد على الآخرين. وفي نهاية المطاف، أشعر أنني لدي قدرة أكبر على التعامل مع العالم من حولي والتعايش معه. ويظل هذا الاستقرار والخضوع للمساءلة المكتشفان حديثًا مثل تذكير مستمر بما يتعين عليَّ فعله حتى لا أضطر إلى معاقبة نفسي لأتذكر أشياء لا يستطيع عقلي مسايرتها».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد