في مسيرة الحياة، نواجه تغيرات غير محدودة تقريبًا، بعضها صغير، مثل تجربة شامبو جديد، وبعضها كبير، مثل الحصول على وظيفة جديدة أو الانتقال لمنزل آخر. بعض التغييرات ممتعة، وبعضها مؤلم، مثل الانفصال عن شريك، أو فقدان أحد الأقارب. هكذا استهلت الصحافية ليندسي دودجسون حوارها المنشور بموقع «بيزنس إنسايدر» مع كريستوفر هارفي، كبير مديري منهجية التغيير في المشاريع العالمية ومؤسس خدمة التدريب المهني هارفي سينكلير، وقال هارفي لـ«بيزنس إنسايدر»: «إن الناس غير مجهزين بشكل جيد للتعامل مع التغيير».
نحن جميعًا نعلم لحظة حدوث التغيير في كثير من الأحيان، ولكننا لا نفرقه عن أي شيء آخر يحدث في حياتنا، ويصبح الأمر كخفق شيئًا طعمه سيء مع الماء حتى لا يكون طعمه سيئًا.
وأضاف هارفي، أن البشر في الأساس فاشلين في التعامل مع التغيير، حتى لو بدا التغيير إيجابيًا، فإن رد فعلك اللاشعوري يتلاعب بعقلك، فعندما تحصل على ترقية، أو تفوز في اليانصيب، تعتقد أن هذا هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لك، أليس كذلك. وعلى الفور تشعر بالبهجة والإيجابية، ولكن … لقد امتد الآن نطاق تفكيرك إلى أبعد من خبرتك السابقة- وبالتالي تصبح أكثر تقلبًا، وعلى الأرجح تواجه تقلبات مزاجية هائلة.
ويعلق هارفي، لا يميل الناس للتفكير في تأثيرات التغيير، لأنهم يبالغون في توقع قدراتهم بالتعامل معها، فهذا الجيل، يقبل أن يكون بعض الاكتئاب أمرًا طبيعيًا، أننا جميعاً لدينا بعض الحزن والتعاسة والاستياء. لقد فقدنا بوصلتنا نحو ما يجب أن يكون، والكثير من الناس يستقرون على هذا الوضع بشكل عام.
إذا قبلنا تغييرات كبيرة دون التعامل معها بجد، يمكن أن تنهار الأمور. وينطبق هذا على العلاقات، والوظائف، وأي شيء آخر، ولكن عند النقطة التي تدرك فيها أنك بالفعل سيء للغاية في التعامل مع التغيير، ربما تكون قد فشلت بشكل يصعب معالجته».
التغيير يتسبب في إجهادنا، ولا يمكنك محاربته، لكن يمكنك العمل معه. لذلك وضع هارفي 5 إجراءات لمساعدتك للتعامل مع التغييرات في حياتك.
1- حدد ما تستطيع السيطرة عليه وما لا يمكنك السيطرة عليه
يحدث التغيير على الصعيدين الجزئي والكلي، وبعض الأمور لن تكون قادرًا على السيطرة عليها، مثل: الانهيار الاقتصادي، على سبيل المثال. ويقول هارفي: «في الواقع شعورك سيتحسن بمجرد معرفة ما إذا كان هناك شيء يمكنك التحكم فيه أم لا لأنك فكرت فعلاً في الأمر. فكر في الأمور التي يمكن تحمل مسؤوليتها؟ ومن ثم فكر في كيفية فعل شيء حيالها».
2- خصص وقتًا لنفسك
وتابع هارفي: «أعلم أن الكثير من التغيير سيكون له تأثير سلبي، لذا عليك تخصيص وقت لما أسميه «حب الذات»، خذ الوقت الكافي لتقدير نفسك».
إذا كنت قد انتقلت إلى دولة جديدة أو مدينة جديدة، فقد تمر عليك فترات تشعر فيها بالإحباط. ولكن بدلاً من دفنه ودفعه إلى الأسفل، اقض بعض الوقت في القيام بأشياء تستمتع بها.
«أعلم أن شيئًا مزعجًا سيضربني في غضون يومين، لكنني سأحرص على أن أقوم بترتيب الذهاب لمشاهدة فيلم ليلة الغد، وسوف أذهب إلى هذه المناسبة للقاء بعض الأشخاص الجدد». بهذه الطريقة، لا تغرق في المشاعر السيئة، ولكنك تمنح نفسك الوقت الكافي للتكيف من خلال القيام بأشياء إيجابية.
3- اصنع أسلوبك في التفكير
ويرى هارفي أن كتابة نمط تفكيرك وشعورك من البداية إلى النهاية مفيدة، بدءًا من وقت حدوث التغيير، إلى النتيجة النهائية. وإذا كنت تعاني من تشوه معرفي استبدله بفكرة إيجابية، أي إذا كنت تتخيل السيناريو الأسوأ باستمرار، وتظن أنك ستُفصل لأنك تأخرت عن العمل، استبدله بـ«ليس خطئي». وبمرور الوقت، سيصبح الأمر جزءًا لا يتجزأ من طريقة تفكيرك. عليك أن تفكر في سبب تفاعلك بالطريقة التي تريد تغييرها، وكيف قد يكون رد فعلك غير عقلاني 9 من كل 10 مرات.
4- عش اللحظة
لا يمكنك التحكم في ما حدث بالماضي، وفي معظم الأوقات لا تتحكم في ما سيحدث في المستقبل. لكن ما يمكنك التحكم به هو شعورك وردود أفعالك الآن. يجب أن تفكر في تأثير تصرفاتك على شعورك في المستقبل. عش في الحاضر، ولكن ركز أيضًا على السعادة على المدى الطويل، وإلا فإنك لن تكون سعيدًا في المستقبل عندما تدرك أنه عليك القيام بالأمور التي كنت تُأجلها.
5- حدد ما هو مهم بالنسبة لك
في النهاية، يجب أن تحدد ما هو أكثر أهمية بالنسبة لك. واستطرد هارفي، الناس لا يقضون وقتًا كافيًا للتعرف على أنفسهم وما هو مهم بالنسبة لهم، وسيتعاملون مع التغيير بشكل أفضل إذا فعلوا ذلك.
«إذا كنت تعرف أن وجودك في بيئة بها الكثير من الأشخاص الجدد أمر صعب بالنسبة لك، فهناك طرق لمعالجة ذلك. طبيعي سيكون هناك تغييرات تزعجك، ولكن وبمجرد تحديدها، وكسرها، أعتقد أنك ستكون في وضع أفضل بكثير».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».