علقت صحيفة «الإندبندنت» على تحقيق القرصنة الذي بثته قناة الجزيرة، والتي تتهم بها السعودية والإمارات العربية المتحدة، وجاء في تقرير أعده مركز بحث علمي في الأمن الإلكتروني تابع لجامعة تورنتو «سيتزن لاب» أن برمجية خبيثة أصابت هواتف 36 من صحافيين ومنتجين ومديرين في قناة الجزيرة القطرية.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمه «عربي21»، وينقله لكم «ساسة بوست»، إلى أن ما جاء في تقرير المؤسسة البحثية، أن أصل الفيروس الخبيث يعود للشركة الإسرائيلية «إن إس أو جروب» والبرمجية اسمها «بيغاسوس» التي استخدمت في السابق لملاحقة المعارضين في الإمارات والسعودية.
والجديد في دراسة «سيتزن لاب» هو أن «آي ماسيجز» التي طورتها شركة «آبل» وتستخدم منذ 2011 يمكن أن تصيب الهواتف المحمولة بدون أن يستطيع المستخدمون الرد أو ما يعرف بـ«النقرات الصفرية عالية التأثر». ومن خلال الإخطارات وحدها يمكن للبرمجية الخبيثة الطلب من الهواتف تحميل المحتوى إلى خادم أو سيرفر مرتبط بمجموعة «إن إس أو».
ولفتت إلى أن ذلك ما يحول «آيفون» إلى أداة رقابة قوية بدون جر المستخدمين للنقر على ما يرونه نصوصًا خطيرة. وحدثت عملية القرصنة على قناة الجزيرة القطرية التي يقول «سيتزن لاب» إنها الأكثر كثافة واستهدفت منظمة في يوليو (تموز) وقبل أسابيع من إعلان إدارة دونالد ترامب عن اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل.
وكانت الاتفاقيات عبارة عن الكشف عما كان يجري في السر بين هذه البلدان. وقال المحللون إن عمليات التطبيع ستؤدي بشكل محتمل لتعاون قوي في مجال الرقابة الرقمية بين دول الخليج وإسرائيل.
وقالت شركة «آبل» إنها كانت تعرف بتقرير «سيتزن لاب» مضيفة أن النسخة الأخيرة من هاتفها المحمول «iOS 14» «لديه حمايات جديدة ضد هذه الأنواع من الهجمات»، وحاولت التأكيد لمستخدمي هواتفها أن نظام «آي أو إس» لا يستهدف مالك «آيفون»، ولكنه يقوم ببيع خادمها الإلكتروني إلى الحكومات الأجنبية كي تستهدف مجموعة محددة، ولم تكن شركة «آبل» قادرة على التثبت من تحليل «سيتزن لاب» الذي يتابع برامج تجسس «إن إس أو جروب» منذ أربعة أعوام.
وقدم المعهد تقييمًا بدرجة «متوسطة من الثقة» أن الهجمات مرتبطة بالإمارات والسعودية، وذلك بناء على استهدافهما المعارضين لهما في الداخل والخارج.
وقالت الشركة الإسرائيلية إنها توفر التكنولوجيا للحكومات من أجل مساعدة «قوات حفظ النظام على مواجهة الجريمة المنظمة والإرهاب». ولكنها قالت:«عندما نتلقى دليلًا موثوقًا فيه عن سوء الاستخدام، نتخذ الخطوات الضرورية بناء على إجراءات التحقيق في إساءة استخدام منتجنا من أجل مراجعة الاتهامات».
ولم تكشف «إن إس أو» عن زبائنها، لكن تقرير الأحد يقول إن برنامج التجسس استخدم لملاحقة الصحافيين، والمحامين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والمعارضين. وجرى ربط برنامج التجسس بعملية القتل الشنيعة للصحافي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018.
وجرى ربط البرنامج بأهداف أخرى مثل صديق مقرب لخاشقجي وعدد من رموز المجتمع المدني في المكسيك، الذين قدموا دعوى قضائية في إسرائيل ضد الشركة. وصمم برنامج بيغاسوس لتجنب الاكتشاف والتعمية على نشاطه.
ويخترق البرنامج الخبيث الهواتف لسحب البيانات الشخصية والمواقع، والسيطرة على ميكروفونات وكاميرات الهاتف، مما يسمح للجهات المقرصنة بالتجسس على الصحافيين وهم يقابلون وجهًا لوجه مصادرهم. وقال الباحث البارز في «سيتزن لاب» بيل مارزاك: «إنه أمر مخيف جدًّا ولكنه يظل الكأس المقدسة الوحيدة لاختراق الهاتف». و«ربما كنت تستخدم هاتفك بشكل عادي ولا تعرف أن هناك من ينظر إلى كل شيء تفعله».
وربط باحثو «ستيزن لاب» هجمات في السنوات الأخيرة جرى استخدام بيغاسوس فيها بالسعودية والإمارات. وقالت رانيا دريدي من تلفزيون العربي إنها لم تلاحظ أبدًا شيئًا غريبًا، مع أنها لم تكن غريبة عن التعليقات المهاجمة لها بسبب تغطيتها لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السعودية والإمارات في اليمن وليبيا.
وبحسب الصحيفة «صدمت عندما اكتشفت أن هاتفها كان مخترقًا من برنامج تجسس في عدة مرات ومنذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2019». وقالت:«هذا شعور مخيف بأنك لست آمنًا ومعرفة أن حياتي الخاصة لم تكن خاصة طوال الوقت». وقال مارزاك إن «النقرات الصفرية عالية التأثر» تستخدم بشكل متزايد للقرصنة على الهواتف بدون ترك أثر.
وفي العام الماضي رفعت شركة «واتساب» التي تملكها شركة «فيسبوك» دعوى قضائية مسبوقة ضد «إن إس أو جروب» متهمة الشركة الإسرائيلية باختراق هواتف أكثر من 1400 مستخدم لتطبيقها عبر المكالمات التي لم يرد عليها. وفي بداية الشهر قدمت مقدمة البرامج في الجزيرة، غادة عويس، دعوى في الولايات المتحدة اتهمت فيها شركة «إن إس أو جروب» بالقرصنة على هاتفها عبر «واتساب» بسبب التقارير التي قدمتها عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال مازراك إن عمليات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل تعني استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بشكل واسع «ومن طرف عدد واسع من الحكومات والأجهزة في الخليج».
ويرى يانيف بالماس، رئيس البحث في الأمن الإلكتروني بـ«تشيك بوينت» الإسرائيلية أن الهجوم على قناة الجزيرة هو «طرف كرة الجليد» و«يجب ألا تكون عمليات القرصنة معلنة»، و«نفترض أنها تحدث كل الوقت وفي كل مكان».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».