نشر موقع مدونة «لوب لوج» الأمريكي تقريرًا مطوًلا للكاتب جيم لوب، مدير موقع المدونة والمدير السابق لمكتب وكالة أنباء «إنتر برس سيرفيس» في واشنطن العاصمة، يستعرض فيه ما جاء في أحدث تقرير لأندرو تيندال، الذي يرصد فيه تغطيات البرامج الإخبارية المحلية في الولايات المتحدة لأبرز القضايا العالمية.

وأشار جيم لوب إلى أنَّ الحرب الجارية في اليمن، التي وصفتها منظمة الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المستقلة منذ أوائل العام الماضي بأنَّها «أسوأ كارثة إنسانية» في العالم، حظيت بإجمالي تغطية إعلامية استغرقت 20 دقيقة في البرامج المسائية، التي تتضمن فقرة إخبارية، المُذاعة على شبكات البث التلفزيوني الأمريكية الثلاث «إيه بي سي» و«إن بي سي» و«سي بي إس» في عام 2018.

إعلام

منذ 4 سنوات
مترجم: هذه الأرقام تثبت أن الإعلام الغربي «يشيطن» المسلمين عن عمد

في المقابل، خصَّصت الشبكات التلفزيونية الرئيسية الثلاث مساحة إخبارية إجمالي مدتها 71 دقيقة لحفل الزفاف الملكي البريطاني، و100 دقيقة لمتابعة عملية إنقاذ 12 من الفتية المُستكشفين العالقين في أحد كهوف تايلاند من الفيضان، وذلك وفقًا لأحدث إحصاء رسمي لتقرير تيندال السنوي.

ومن جهة أخرى، يقول جيم في تقريره إن الشبكات الأمريكية الثلاث أفردت تغطية إخبارية مدتها الإجمالية 116 دقيقة لجريمة القتل الوحشية للصحافي جمال خاشقجي، الذي كان يعمل لدى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي؛ مما يجعلها إحدى القصص الإخبارية القليلة للغاية المتعلّقة بشأن أجنبي التي تدخل ضمن قائمة أكثر 20 حدثًا حظي بتغطية إخبارية على الشبكات الثلاث في عام 2018.

ويشير جيم إلى أنه على الرغم من أنَّ إنقاذ شباب الكهف التايلاندي كان قصة مثيرة ومؤثرة من نوعية القصص التي تفرض نفسها جيدًا على نشرات الأخبار التلفزيونية، كان عدد الأرواح المُعرّضة لخطر الموت ضئيلًا للغاية مقارنةً بأعداد أولئك الذين لاقوا حتفهم في اليمن (الذين تتراوح أعدادهم بين 50 و80 ألفًا من المقاتلين والمدنيين)، ناهيك عن وفاة أكثر من 100 ألف آخرين من المدنيين، من ضمنهم ما لا يقل عن 80 ألف طفل دون سن خمسة أعوام؛ نتيجة المرض، أو سوء التغذية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد أعلن هذا الأسبوع أنَّ حوالي 360 ألف طفل يمني يعانون حاليًا من حالة سوء تغذية حادة خطيرة، في حين يعجز حوالي 20 مليون يمني عن تأمين قوت يومهم، أو قوت عائلاتهم، بالإضافة إلى ما يقرب من 10 ملايين شخص أصبحوا على مسافة خطوة واحدة من المجاعة. وجدير بالذكر أنَّ هذا الرقم الأخير يمثّل تقريبًا نصف عدد سكان أفقر دولة في العالم العربي.

تغطية أجنبية متدنية

ويرى الكاتب أنَّ نقص التغطية الإعلامية للكارثة اليمنية يُعد بوجهٍ عام أحد أعراض الاتجاهات السلبية في ما يتعلّق بالتغطية الإخبارية للقضايا الأجنبية على الشبكات التلفزيونية الرئيسية الثلاث، التي تُمثّل مجتمعة أكبر مصدر للأخبار الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية. ​​إذ يتابع أكثر من 22 مليون أسرة أمريكية في المتوسط البرامج الإخبارية المسائية، أو حوالي أربعة أضعاف عدد الأسر الذين يشاهدون في مساءٍ معين إحدى القنوات الفضائية الرئيسية الثلاث: «فوكس نيوز»، و«إم إس إن بي سي»، و«وسي إن إن».

وبحسب الكاتب فقد وجد تقرير تيندال لهذا العام أنَّ التغطية الإعلامية للقضايا الدولية في الإعلام الأمريكي انخفضت إلى أدنى نقطة منذ أن بدأ ناشر التقرير، أندرو تيندال، في عام 1988 تتبّع وتوثيق -على نحوٍ منهجي- تغطيات برامج الأخبار المسائية على الشبكات التلفزيونية الأمريكية الثلاث على مدار خمسة أيام أسبوعيًّا.

وكشف التقرير أنَّ الأحداث الأجنبية لم تُشكّل إجمالًا سوى 7.5% من جميع القصص الإخبارية التي تنتجها تلك البرامج في عام 2018 (إذ بلغ إجمالي الوقت المخصص للقضايا الأجنبية 1092 دقيقة من أصل 14354 دقيقة). وتحتوي كل نشرة أخبار مدتها نصف ساعة على تقريبًا 22 دقيقة في المتوسط من المحتوى الإخباري.

وأشار تيندال في تقريره الأخير إلى أنَّ «المكاتب الأجنبية للشبكات التلفزيونية الأمريكية لم تُستخدم قط إلا على نطاقٍ ضيق». وقال تيندال لموقع «لوب لوج» في رسالة عبر البريد الإلكتروني إنَّ «عام 2018 تميَّز بتخلٍّ عام عن الدور التقليدي لبرامج الأخبار المسائية، التي اعتادت على تقديم ملخص إخباري يوميًّا للتطورات المحلية والدولية الرئيسية».

وأضاف: «جدير بالذكر أنَّ أكثر 30 قصة إخبارية متعلقة بقضايا أجنبية حظيت بتغطّية البرامج الإخبارية للشبكات التلفزيونية الثلاث لم تتضمن أي ذكر لاثنين من الانتخابات الرئيسية التي جرت في النصف الغربي للكرة الأرضية -في البرازيل والمكسيك- ولا أي من الأزمات الكبرى في أوروبا، أعني البريكست».

علاوة على ذلك، قال تيندال في رسالة البريد الإلكتروني: إن أزمة تغير المناخ وهي الأزمة الدولية المُلحّة التي تواجه الكرة الأرضية ككل، حظيت بتغطية قليلة نسبيًّا على الرغم من أنَّ أعراضها مثل حرائق الغابات والأعاصير كانت تُعرض بوضوح، وتُناقش على الشاشات. ومع ذلك، يشير تيندال إلى أن الحديث عن هذه الأعراض لم يتجاوز نطاق حدوثها المحلي، بدلًا من إبراز مظاهر تغيُّر المناخ على نطاق عالمي.

وقال: «أنا متشائم للغاية بشأن قدرة برامج الأخبار المسائية على تعديل مسارها بنفسها، والرجوع إلى مهمتها التقليدية العالمية».

ويوضح تقرير «لوب لوج» أن التغطيات الإخبارية صُمّمت دائمًا لمناشدة أكبر عدد من المشاهدين، وذلك بسبب وصولها الفريد من نوعه ونفوذ رعاتها الرئيسيين، مضيفًا أنه من نواحٍ مهمة، يكشف جدول أعمال البرامج الإخبارية التلفزيونية، الذي يكون سطحيًّا كالمعتاد، ويعتمد على الإثارة، وغارقًا في الشأن المحلي على نحوٍ متزايد، الطريقة التي يرى الأمريكيون بها الأحداث والاتجاهات في الخارج ويفهمونها.

قضايا جذبت الاهتمام وقضايا مرَّت مرور الكرام

وفقًا لإحصاء تيندال، كان ترشيح القاضي بريت كافانو وتعيينه قاضيًا في المحكمة العليا الأمريكية هو القصة الإخبارية الوحيدة، التي حظيت بأكبر تغطية إعلامية في عام 2018، على شبكات التلفزيون الأمريكية، بلغت مدتها الإجمالية 426 دقيقة، تليها التحقيقات الجارية في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية عام 2016 (332 دقيقة).

وينقل موقع «لوب لوج» عن تقرير تيندال أن ثلاثة قصص إخبارية من الأربعة الأكثر متابعة إعلاميًّا تضمنت الظواهر المناخية القاسية وعواقبها، مثل حرائق كاليفورنيا (بإجمالي مساحة بلغت 242 دقيقة)، وطقس الشتاء القارس (234 دقيقة)، وإعصار فلورنس في ولاية كارولينا الشمالية (203 دقائق). وجاء إعصار «مايكل» في ولاية فلوريدا في المرتبة الحادية عشرة، من حيث إجمالي المساحة التي أُفردت له البالغة 134 دقيقة.

لكن هذه التقارير، التي بلغت مدتها مجتمعة أكثر من 800 دقيقة، ركَّزت تركيزًا شبه حصري، كما في السنوات الماضية، على التوقّع والأثر المباشر لتلك الأحداث، بدلًا من التركيز على العلاقة المحتملة بينها، وبين تغير المناخ.

وبالإضافة إلى التحقيقات الروسية، يشير تقرير تيندال إلى أن القمة الكورية الشمالية- الأمريكية كانت أهم قصة ذات صلة بالسياسة الخارجية، إذ استغرق إجمالي تغطيتها 212 دقيقة؛ مما يجعلها تحتل المرتبة الخامسة في قائمة أكثر 20 قصة إخبارية حظيت بتغطية في ذلك العام.

وجاءت أزمة احتجاز الحكومة الأمريكية للأطفال المهاجرين وفصلهم عن ذويهم في المرتبة السابعة، بإجمالي 189 دقيقة، مناصفةً مع تغطية حادثة إطلاق النار العشوائي في مدرسة باركلاند الثانوية بولاية فلوريدا، والتي تلاها تغطية تدابير السلامة المدرسية، ومنع العنف في الولايات المتحدة بوجهٍ عام (184 دقيقة)، بحسب تقرير «لوب لوج».

ويتابع تقرير الموقع الأمريكي موضحًا أن محاكمة محامي الرئيس دونالد ترامب، مايكل كوهين، جاءت في المرتبة العاشرة (164 دقيقة) في تقرير تيندال، بينما جاء خفوت الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بالمرتبة الثانية عشرة (133 دقيقة)، أعقبه تغطية موسم الأنفلونزا (130 دقيقة)، واتهامات بالتحيّز الحزبي من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي، وحادثة اغتيال خاشقجي (116 دقيقة لكلٍّ منهما)، ثم تغطية حوادث قتل الشرطة للمدنيين، والميزانية الفيدرالية والعجز (112 دقيقة لكل منهما)، تليها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج (111 دقيقة)، واستغرقت تغطية الجدل حول السياسات العامة لفيسبوك إجمالي 107 دقائق، تلاها تغطية موسم أعياد الكريسماس (105 دقائق). وبذلك تُختتم القائمة.

وأما عن القصص الإخبارية المتعلقة بقضايا خارجية، ينقل تقرير «لوب لوج» عن تقرير تيندال، أن مساحة تغطية كل ما يتعلق بروسيا مجتمعة بلغت 501 دقيقة، أو ما يزيد قليلًا على نسبة 3% من مجموع البرامج الإخبارية المسائية، وشملت تلك التغطية الأخبار المتعلقة بالتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات (332 دقيقة) والعلاقات الروسية- الأمريكية، من بينها قمة هلسنكي (92 دقيقة)، والعلاقات الروسية- البريطانية، وتسمم الجاسوس الروسي السابق (54 دقيقة)، والوقائع الأمريكية- الروسية ذات الصلة بالتجسّس (23 دقيقة).

واستغرقت التغطية الإخبارية المُتعلّقة بالهجرة مدة التغطية نفسها الخاصة بروسيا تقريبًا (493 دقيقة). واستغرقت تغطية احتجاز الأطفال المهاجرين 189 دقيقة، والقيود المفروضة على الحدود و«الجدار» الحدودي المُقترح بين الولايات المتحدة والمكسيك 96 دقيقة، وإصلاح قانون الهجرة 75 دقيقة، وقوافل المهاجرين من أمريكا الوسطى 50 دقيقة، والحالمين الذين يسعون إلى الانضمام إلى برنامج «داكا» الخاص بمنح وضع قانوني دائم للمهاجرين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال مع ذويهم بدون أوراق 36 دقيقة، وحملات القمع والترحيل للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق 27 دقيقة، وطالبي اللجوء 20 دقيقة.

ووفق تقرير تيندال، فقد تصدرت الأخبار المتعلّقة بالكوريتين تغطيات السياسة الخارجية في الشبكات التلفزيونية الأمريكية الثلاث: بالإضافة إلى إجمالي 212 دقيقة خُصّصت لتغطية القمة بين ترامب وكيم، أُفردت مساحة مدتها 48 دقيقة للدبلوماسية والعلاقات بين الكوريتين، و42 دقيقة أخرى لبرامج الأسلحة والصواريخ النووية لكوريا الشمالية، ما يجعل المدة الإجمالية لتغطية أخبار الكوريتين تتجاوز 300 دقيقة (أو حوالي 2% من إجمالي البث البرامجي)، دون احتساب 111 دقيقة في تغطية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج.

ويقول التقرير إن الاهتمام بتغطية الحرب السورية، وقرار ترامب (الذي جرى تعديله الآن) بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، جاء مباشرةً بعد متابعة أخبار الكوريتين، إذ أُفردت لها مساحة إجمالية بلغت 133 دقيقة، يليها اغتيال خاشقجي (116 دقيقة)، ثم إنقاذ فتية كهف تايلاند (100 دقيقة)، ثم الزفاف الملكي (71 دقيقة)، يليه القتال المستمر في أفغانستان (54 دقيقة)، تلته المناوشات التجارية بين الولايات المتحدة والصين (52 دقيقة)، وأخيرًا الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم (37 دقيقة).

وحاز كل من أخبار الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، والعلاقات بين حلف الناتو والولايات المتحدة (لا سيما رحلة ترامب إلى بروكسل)، والاتفاق النووي الإيراني، ويشمل ذلك قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق، إجمالي تغطية مدتها 29 دقيقة على الشبكات الثلاث، بحسب تقرير تيندال، الذي توصل كذلك إلى أن الإعلام الأمريكي سلط الضوء على الزلزال في إندونيسيا (26 دقيقة)، وثوران البركان في غواتيمالا (23 دقيقة)، أكثر من حرب اليمن (20 دقيقة)، والتي زادت المساحة المُخصّصة لها دقيقة واحدة عن تغطية زيارة ترامب السريعة إلى لندن، وحادث تحطم الطائرة الإندونيسية التابعة لشركة «ليون أير» (19 دقيقة لكل منهما).

إعلام

منذ 4 سنوات
«صناعة الرأي العام العالمي».. هكذا تُصاغ العناوين المتحيزة ضد الفلسطينيين

وبناءً على نتائج تقرير تيندال، يقول الكاتب إنه يبدو أنَّ آمال مختلف الجماعات المعنية بالإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان وإحلال السلام بأن تسليط الإعلام الضوء على جريمة قتل خاشقجي، سوف يجذب انتباه الرأي العام بصور أكبر إلى الخسائر المفجعة التي يعاني منها السكان المدنيون خلال الحملة العكسرية المستمرة منذ أربعة أعوام بقيادة السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، قد «خابت وباءت بالخسران».

وتظهر نتائج تقرير تيندال أن العشرين دقيقة، التي خُصّصت لمتابعة أخبار اليمن، في عام 2018، انقسمت إلى 13 دقيقة قبل حادثة مقتل خاشقجي، و7 دقائق فقط بعدها. وغالبًا ما حازت أخبار اليمن متابعة إعلامية أكبر نسبيًّا (لكنّها لا تزال مثيرة للشفقة) قبل اغتيال خاشقجي في سبتمبر (أيلول)، بسبب التحذيرات المخيفة الصادرة عن الأمم المتحدة في وقت سابق في ربيع 2018. (بثّت شبكة تلفزيون «سي بي إس» 11 دقيقة من مساحة العشرين دقيقة التي أفردت لتغطية أخبار اليمن، في حين تقاسمت شبكتي «إن بي سي» و«إيه بي سي» الدقائق الباقية).

غير أن الكاتب أشار إلى وجود تناقض بين اهتمامات التغطية الإعلامية، وتلك الخاصة بالكونجرس، قائلًا إن عدم اهتمام وسائل الإعلام بمتابعة أخبار اليمن بعد حادثة خاشقجي لم يُترجم إلى عدم اكتراث من الكونجرس. إذ عبّر الكونجرس عن غضبه (مدفوعًا في جزء كبير من حملة قادتها صحيفة «واشنطن بوست» إلى جانب عدد من المطبوعات الأخرى) من خلال اتخاذ سلسلة من القرارات، التي اكتسبت زخمًا هذا العام للحد من الدعم الأمريكي للحملة التي تقودها السعودية في اليمن.

نظرة أمريكا للعالم

يقول تقرير «لوب لوج»: إنه إذا كانت برامج الأخبار المسائية على الشبكات التلفزيونية الأمريكية تصبح بمثابة مقياس جيد للكيفية التي يتصوّر بها الأمريكيون العالم خارج حدود الولايات المتحدة، فهي ليست صورة رائعة. وينقل التقرير عن تيندال نفسه قوله: إن أمريكا الجنوبية وبلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، البالغ إجمالي عدد سكانهما مجتمعين حوالي ملياري نسمة، فشلت في تسجيل اسمهم على أوراق تقارير الأخبار الأمريكية. كذلك، لم يظهر حديث عن صعود الحركات الاستبدادية في أوروبا، كما حدث مع جنوب آسيا وجنوب شرقها (بخلاف قصة إنقاذ فتية كهف تايلاند).

ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من التزام الولايات المتحدة بمليارات الدولارات لتحقيق الاستقرار، وتأمين منطقة الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين، لم يظهر أي حديث بارز عن ذلك على شبكات التلفزيون الأمريكية إلى جانب الحملة الدولية، التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، ضد داعش في سوريا. كذلك لم يدخل العراق، الذي أرسلت واشنطن إليه أكثر من مليون جندي منذ غزو عام 2003، حتى ضمن قائمة أكثر 30 قصة متعلقة بقضايا خارجية حازت تغطية إعلامية أمريكية في عام 2018.

وينقل تقرير «لوب لوج» عن تقرير تيندال أنَّ إسرائيل وإيران ربما سيشعران ببعض الرضا من المتابعة الضئيلة نسبيًّا لأخبارهما في العام الماضي.

ويرى كاتب التقرير أنه من غير المرجح أنَّ تحظى تهديدات ترامب وجون بولتون ومايك بومبيو بشن حرب ضد طهران على دعم شعبي كبير -ناهيك عن الحماس العام لخوض صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط- في ظل غياب تغطية إخبارية مكثفة للغاية -وسلبية- ضد طهران من نوعية التغطية نفسها التي حصل عليها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، منذ مقتل خاشقجي.

وأضاف الكاتب أن إسرائيل قد تشعر أيضًا بالسعادة مع الضبابية النسبية حيال متابعة أخبارها، وأشار نقلًا عن تقرير تيندال إلى أنه على الرغم من إصابة مئات المتظاهرين الفلسطينيين بالرصاص الإسرائيلي على طول حدود قطاع غزة في العام الماضي، فقد انحسرت مساحة التغطية الإعلامية المُخصّصة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من إجمالي 42 دقيقة في عام 2017، إلى 29 دقيقة فقط في عام 2018، أي تراجعت بنسبة 50% تقريبًا.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد