تحدثت تقارير صحفية عن محادثات جرت أخيرًا بين تركيا وإسرائيل بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين، ولكن من غير المرجح أن يطرأ أي تحسن في العلاقات طالما ظل حزب العدالة والتنمية الإسلامي ورجب طيب أردوغان في السلطة.
في مقابلة مع صحيفة صباح التركية، قالت القائمة بالأعمال الإسرائيلية، أميرة أورون، “مع السلوكيات الإيجابية الحالية، أعتقد أننا سنتمكن من تطبيع العلاقات. يجب على البلدين إغلاق قضية السفينة مرمرة بالشكل الملائم الذي يلبي رغبات الطرفين. وحينها فقط يمكننا الانتقال إلى عملية تطبيع العلاقات”.
وأضافت “سيستغرق الأمر بعض الوقت لإعادة التواصل، وبعد ذلك، سنتمكن من استكشاف المجالات التي يمكننا دعم العلاقات فيها، مثل قطاع الطاقة وتبادل المعلومات والتعاون فيما يخص المنطقة وغيرها من المجالات”.
وعند سؤالها عن قرار إسرائيلي محتمل بإنشاء خط للغاز يمر عبر تركيا، ردت أورون قائلة: “يتعين على كلا البلدين أولاً حل مشكلاتهم السياسية وتطبيع العلاقات. حينها فقط يمكن تحويل فكرة خط الغاز إلى واقع”.
وأثناء مناقشة جهود المصالحة، أخبر مدير عام وزارة الخارجية دور غولد المراسلين الشهر الماضي “أعتقد أن ثمة مجهودًا مبذولاً من كلا الجانبين لمعرفة ما إذا كان يمكننا المضي قدمًا وتحسين العلاقات بين البلدين”.
وقد عقد غولد اجتماعًا غير معلن في روما في يونيو مع نظيره التركي، وذلك لاستكشاف سبل لتحسين العلاقات، حسبما ذكره مسؤول إسرائيلي.
إلا أن الدبلوماسيين الإسرائيليين سيمرون بأوقات صعبة للحصول على ما هو أكثر من مجرد لفتات صغيرة، واستكمال العلاقات الاقتصادية والسياحية مع الأتراك.
لكن تشجيع الحكومة التركية النشط للقوى الإسلامية في المنطقة – بما في ذلك حماس- من المرجح أن يثبت الحاجز الأيديولوجي الذي لا يمكن التغلب عليه أمام تحسين العلاقات مع إسرائيل. فضلاً عن استمرار البلاد لتكون بمثابة مركزًا لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين طردوا من مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد التقى أردوغان في تركيا، وكان أيضًا من المقرر أن يعقد لقاءً مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو مساء اليوم نفسه.
في يناير الماضي، قارن داوود أوغلو بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبين الإرهابيين الإسلاميين الذين قتلوا 17 شخصًا في باريس في يناير، قائلاً إن كلًّا منهما ارتكبا جرائم ضد الإنسانية. وفي أكتوبر الماضي، أشار وزير الدفاع موشيه يعلون إلى ما قال إنه قاعدة لعمليات حماس في تركيا، متهمًا أنقرة برعاية الإرهاب بما يتعارض مع عضويتها في منظمة حلف شمال الأطلسي.
وقد توجهنا إلى الخبراء لمعرفة وجهات نظرهم المختلفة حول أي تقارب محتمل.
البروفيسور آفرايم آنبار، مدير مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان، قال لجيروزاليم بوست إنه يشك في إمكانية حدوث أي تطبيع في العلاقات مع تركيا.
وكان الأستاذ محمد سيف الدين إيرول، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية والأمن (USGAM)، ومقره أنقرة، أكثر تفاؤلاً، حيث قال للصحيفة إن العقبات يمكن التغلب عليها ومن الممكن تدشين علاقة جديدة مبنية ضمن إطار الاتفاق النووي مع إيران، والحرب السورية، والإرهاب في المنطقة.
وقال إن بوسع تركيا وإسرائيل المساعدة في تحقيق الاستقرار الإقليمي وسط الفوضى.
“ولهذا، فإن إعادة بناء الثقة واتخاذ خطوات إيجابية أمر هام جدًّا” حسبما يؤكد إيرول، مضيفًا أن تلك الخطوات يمكن أن تتركز حول القضايا التي تهم الجماهير التركية والإقليمية، مثل القضية الفلسطينية. وأضاف إيرول أنه متفائل بأن “مستقبلًا جديدًا” يمكن أن يتشكل.
جورج بابادوبولوس، وهو باحث في معهد هدسون في واشنطن، قال للصحيفة إنه لم يسمع عن سابقة لبناء “أنابيب السلام” لتحسين العلاقات، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها إسرائيل لتصدير احتياطيات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط الأنابيب، الذي ربما يمر عبر تركيا.
وقال إن صفقات الطاقة عادة ما تكون نتيجة لعلاقات حسن الجوار، وليست سببًا، مضيفًا أن بناء خط أنابيب بدون ضمان علاقات مستقرة في البداية هو “خطر لا يمكن لأوروبا ولا لإسرائيل تحمله”.
قال بابادوبولوس: “إذا كانت الأقلية العلمانية في تركيا والمعارضة ذات التوجه الغربي قادرة على استعادة السيطرة على البلاد من قبضة الإسلاميين الحديدية، قد يكون الجواب نعم”.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».