وصف عالم الأعصاب والمؤلف جوزيف لادوكس القلق بأنه «الثمن الذي ندفعه من أجل القدرة على تخيل المستقبل.. هو خيال لمستقبل لم يحدث بعد، ولكنك قلق إزاءه، وتشعر بالخوف منه، وما إلى ذلك».

تقول جيني أفينز، كاتبة المقال على موقع كوارتز: إنه «إذا كان القلق يزيد بالخيال النشط، فمن المنطقي أن يتواجد بكثرة في زمرة الشخصيات الإبداعية. وكما يمكن للفنانين أن يستخدموا خيالهم في تصور قصيدتهم أو أغنيتهم الرائعة القادمة، يمكنهم أيضًا بسهولة تصور مجموعة واسعة من النتائج غير المرغوب فيها: الرفض، أو الفشل، أو الفقر… إلخ. والأسوأ من ذلك هو أن الجهود الإبداعية غالبًا ما تكون جهود انفرادية، تاركة الناس القلقين وحدهم مع همومهم».

هذا هو نوع المحن التي يسعى مشروع المستقل المبدع لحلها؛ لأنه إذا كنت مبدعًا ومستقلًا، فهناك احتمال قوي أنك على الأقل قلق بعض الشيء – بحسب الكاتبة. وفي ذكراهم الثانية، قام المشروع بالتنقيب عبر أكثر من 500 مقابلة مع فنانين، وصانعي أفلام، وموسيقيين، ومصورين، ومؤلفين، وغيرهم لنشر مجلة مجانية بعنوان «التعامل مع القلق الإبداعي». بإمكانك تحميل المجلة من هنا.

يقول رئيس تحرير المجلة كول راشيل: إن الكثير من المحادثات التي أجروها مع الناس هي حول ما يفعلونه، وكيف يفعلون ذلك. «ما هي الخطوات التي يتبعونها في أعمالهم؟ ما هي الأشياء التي يجدونها مفيدة؟ ما هي الموارد التي يحتاجونها؟ ما التحديات التي أعاقتك في طريقك؟ والجزء المتعلق بالتحديات التي أعاقتك في طريقك دائمًا مفيد حقًا؛ لأن الجميع لديه نسخة مختلفة من ذلك».

تذكر جيني أن المجلة تنظم هذه العقبات حسب الموضوع – كملاحظات حول التعبير عن القلق في العمل، ومواجهة الرفض، وبدء شيء جديد على سبيل المثال – ويتضمن أيضًا مساهمات أطول في موضوعات مثل الصحة العقلية، وتحديد المساعدة التي تحتاجها، وقهر التسويف الذي يمكن أن يكون نتيجة الخوف من الفشل.

يقول مايك روجنيتا، الملحن والمبرمج وصاحب بودكاست: إن القلق بشأن مشاركة عملك مع العالم يمكن أن يكون له في الواقع آثار إيجابية فـ«إذا كنت تخشى ألا يعجب الأشخاص بما قدمته، فغالبًا ما يكون ذلك علامة جيدة: فهذا يعني أنك تهتم. غالبًا ما يكون خلق الأعمال الإبداعية حول المخاطر والألفة والضعف، وإذا كنت واثقًا من مساعيك الإبداعية، فمن المحتمل أنك لا تخاطر بأي شيء. بالنسبة لي على الأقل غالبًا ما يكون هذا علامة على عمل ممل».

وبالطبع فإن المجلة معبأة أيضًا بالكثير من التوصيات والنصائح العملية. فيقول الفنان والمعلم نيل غولدبرج إنه يجد الراحة في متاجر الأسماك الاستوائية حيث «الإضاءة الخيالية والهواء المعبأ برائحة السمك والبائعين، وبالطبع الأسماك نفسها». فيما توصي الفنانة أدي فاجنكنشت بقراءة «المدينة الوحيدة (The Lonely City)». وتقول: «القصة تتعلق بمرأة تعيش في مدينة نيويورك في الثلاثينات من عمرها والمسافات بين الناس – وكيف يمكن لهذه الثغرات أن تجمعنا معًا، وكيف أن الوحدة هي جزء لا يتجزأ من فعل الشخص نفسه».

لكن قيمة المجلة تأتي من أنها تثبت أنه على الرغم من شعورهم بالوحدة، إلا أن المبدعين القلقين أبعد ما يكونون عن «الوحدة»، وأن القلق الإبداعي هو محنة شائعة للغاية – حتى بين أكثر الفنانين إنجازًا. ولهذا السبب يقول راشيل، من المهم أن يكون لدى صانعي المحتوى بعض التعاطف مع أنفسهم، ويتذكرون أن الكثير من الخطوات تشكل العملية الإبداعية – وليس فقط عملية الإنتاج.

ويقول أيضًا: إن «الإنشاء نفسه هو جزء من عملية الصناعة أو الخلق بالتأكيد، ولكن كذلك القيام بالأبحاث والقراءة والتفكير وتدوين الملاحظات، كل ذلك جزء من العملية أيضًا. وهو أمر صعب، وأعتقد أنه إذا لم تكن راغبًا في أن تكون لطيفًا نوعًا ما مع نفسك، فسيكون من المستحيل إنهاء أي شيء. لا أعرف كيف يفعل الناس ذلك».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد