نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني مقالًا للناقد والمخرج السينمائي المصري جوزيف فهيم، ألقى فيه الضوء على المشهد السينمائي في الشرق الأوسط عام 2018، ووضع قائمةً بأفضل أفلام 2018 في المنطقة وفقًا لرؤيته. وإليك ترجمةً كاملة للمقال:
تحسَّن أداء أفلام السينما في الشرق الأوسط العام الحالي 2018، بعد تمثيلٍ ضعيف في المهرجانات وأداءٍ متواضع في شباك التذاكر في العام السابق. ويمكن اعتبار العام الحالي علامةً بارزةً في صناعة السينما الضعيفة المتقلبة في المنطقة.
إذ أحرزت لبنان أول ترشيحٍ لجوائز الأوسكار في فئة الأفلام الناطقة باللغة الأجنبية عن الفيلم المثير للجدل «القضية 23» للمخرج زياد دويري، وأحرزت ايضًا أول جائزةٍ لها في مهرجان كان منذ 27 عامًا عن فيلم «كفر ناحوم» للمخرجة نادين لبكي، الذي فاز بالمركز الثالث في جوائز لجنة التحكيم، وترشَّح أيضًا لجائزة الجولدن جلوب، ليصبح بذلك ثاني فيلمٍ لبناني يُرشَّح لتلك الجائزة.
أمَّا إيران، فاستمرت في هيمنتها على المهرجانات بفوز فيلم «Three Faces» للمخرج جعفر بناهي بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان. وأحرزت فلسطين أيضًا جائزةً كبرى في مهرجان روتردام عن فيلم «التقارير عن ساره وسليم» للمخرج مؤيد عليان، الذي فاز بجائزة الجمهور في المهرجان.
وكانت مصر أيضًا من بين الدول التي حقَّقت جوائز سينمائية دولية هذا العام، لتخرج بذلك من ركودها الإبداعي الحالي. إذ ترشَّح فيلم «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي لجائرة السعفة الذهبية في مهرجان «كان». وتنافس أيضًا فيلم «الحلم البعيد» للمخرج المصري مروان عمارة والمخرجة الألمانية يوهانا دومكي في لندن، وعُرض للمرة الأول في مهرجان أفلام كارلوفي فاري. هذا بالإضافة إلى اختيار فيلم «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبد الله للمنافسة في مهرجان تورنتو.
وأبرز المشاركات هذا العام كانت من السينما السورية. إذ أحرزت سوريا أول ترشيحٍ لها لجوائز الأوسكار عن فيلم «آخر الرجال في حلب» للمخرجين فراس فياض وستين جوهانيسن. وأصبحت المخرجة سؤدد كعدان أول مخرجة سورية تفوز بجائزةٍ في مهرجان البندقية عن فيلمها الروائي «يوم أضعتُ ظلي».
وفاز سعيد البطل وغيث أيوب بالجائزة الكبرى في أسبوع النقاد في مهرجان البندقية عن فيلمهما الوثائقي «لسَّه عم تسجل»، وحصل أيضًا طلال ديركي لثاني مرة على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان ساندانس الدولي للأفلام الوثائقية عن فيلمه «عن الآباء والأبناء».
ما زالت معظم أفلام الشرق الأوسط تركز على الموضوعات الرئيسة المعتادة، مثل اللاجئين والفقر وقهر النساء والحرب والطائفية، وما زالت تلك الموضوعات تجذب أنظار هيئات التمويل وبرامج المهرجانات.
لكنَّ اختيار فيلم «يوم الدين» للمشاركة في مهرجان كان، ونجاح فيلم «Butterflies» الكوميدي التركي للمخرج تولجا كاراشيليك وفوزه بجائزةٍ في مهرجان ساندانس، واختيار فيلم الرعب التونسي «دشرة» للمخرج عبد الحميد بوشناق للمشاركة في مهرجان البندقية، كل ذلك يوضح الرغبة العالمية المتزايدة في مشاهدة قصصٍ غير معتادة في أفلام المنطقة.
ما ميَّز أفضل أفلام 2018 كان فطنتها في التعليق على الأحداث السياسية؛ إذ فعلت ذلك من خلال قصصٍ عالمية عن التفكُّك الأسري، والضعف الذكوري، والخيانة الجنسية، ومخاوف سن المراهقة. كل فيلمٍ كان معجزةً بحد ذاته، يضرب أسس بيئة القمع المتزايد في المنطقة، ويُثبت أنَّ سينما الشرق الأوسط ما زال لديها المزيد.
وإليك قائمةً بأفضل أفلام عام 2018:
10- ولدي
صعد المخرج التونسي محمد بن عطية إلى الشهرة من خلال فيلمه التقليدي «نحبك هادي»، الذي فاز بجائزتين في مهرجان برلين السينمائي وبَّشر بمستقبلٍ واعد للمخرج.
يسير ابن عطية في فيلمه الجديد «ولدي» على نفس خطا فيلمه الأول؛ إذ يتناول قصة زوجين في منتصف العمر يعانيان بعد اختفاء طفلهما المراهق فجأةً وانضمامه إلى تنظيم «داعش»، لكنَّ معالجة القصة تعتمد على زاويةٍ جديدة هذه المرة.
بإخفاء التفاصيل الكاملة لاتجاه الابن إلى التطرف، وحرمان الأبوين من نهايةٍ لائقة تسمح لهما بتنفيس عواطفهما، صنع ابن عطية دراما عائلية مثيرة للمشاعر عن الفقد والحزن والصفح عن النفس. صحيحٌ أنَّه كان موضوعيًا، ولم يكن التعبير عن المشاعر بقوة فيلمه الأول، لكنَّه عملٌ فني قوي يأسر المشاهد.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
9- طِرسْ.. رحلة الصعود إلى المرئي
هيمنت الحرب الأهلية على السينما في لبنان لأكثر من ثلاثة عقود. وبينما كانت الأجيال الجديدة على وشك تجاوز تلك المسألة، ظهر المخرج غسان حلواني من العدم لإنتاج هذا الوثائقي عن الضحايا الذين اختفوا في الحرب.
يستخدم حلواني صورةً لرجلٍ مجهول يختطفه رجلان آخران في وضح النهار خلال حرب المخيمات عام 1986، وينطلق منها في تحقيقٍ عن فقدان الذاكرة الجمعي الذي أصاب لبنان، والكلفة الأخلاقية الباهظة التي تكبدتها بسبب السلام الذي فُرض بعد الحرب.
يدمج المخرج الرسوم المتحركة والمشاهد الوثائقية مع تسجيلاتٍ لشهاداتٍ ونصوص مكتوبة على الشاشة، ويكشط حوائط بيروت المغطاة باللافتات الإعلانية ليكشف ملصقات البحث عن المفقودين. وبينما تعاني أجيال ما بعد الحرب لفهم تاريخ لبنان الملطخ، يشير حلواني بفيلمه إلى أنَّ إحياء ذكرى من اختفوا إبان الحرب ولم يعد لهم ذكر ليس فقط مسألةً تتعلق بالاعتراف بهم سياسيًا، لكنَّه واجبٌ أخلاقي أيضًا.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
8- الحلم البعيد
بعد أن استكشف المخرج المصري مروان عمارة دور الصورة في الصحافة قبل وبعد الثورة المصرية عام 2011 في فيلمه «قص» عام 2013، شارك هذه المرة مع المخرجة الألمانية يوهانا دومكي لإنتاج فيلمها الطويل الأول «الحلم البعيد». وهو فيلم وثائقي يبدو إلى حدٍ ما وكأنَّه دراسةً تتبع مجموعةً من سبعة أشخاص يعملون في منتجعٍ بمدينة شرم الشيخ المصرية.
يعاني السبعة من استنزاف أموالهم بسبب الأزمة الاقتصادية وتراجع السياحة في مصر بعد الثورة. ويعرض المخرجان الشهادات الصريحة لأشخاص الفيلم من خلال إيماءاتٍ سريالية، أبرزها القرد الضخم الذي يتحرك في المنتجع ليسأل العمال الشباب عن أحلامهم وأمانيهم، وفي الوقت نفسه يعرض تراجع شرم الشيخ كوجهةٍ سياحية بعد أن كانت مزدهرةً في الماضي.
مصر التي يصورها المخرجان تسكنها أرواح عالقة في برزخٍ ليس له حدود؛ ما يعد تعبيرًا لم يحظَ بالتقدير الكافي عن الوعود التي لم تتحقق للثورة المصرية التي أجهضها النظام.
الفيلم مبتكر، ويعبر عن الواقع بقوة، ويعد أيضًا واحدًا من أفضل أفلام الشرق الأوسط مؤخرًا من ناحية التصوير.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
7- يوم أضعتُ ظلي
أمٌ شابة تنطلق في رحلةٍ كابوسية في المناطق النائية بسوريا بينما تبحث بشجاعة عن أسطوانة غاز لمنزلها في بداية الحرب السورية عام 2011. وبينما يمر الوقت، تبدأ في ملاحظة بشرٍ ليست لديهم ظلال، رجالٌ ونساء شوههم الموت والفقد والعنف.
الفيلم هو الأول للمخرجة سؤدد كعدان، وفازت عنه بجائزة أسد المستقبل في مهرجان البندقية. تضفي سؤدد على معالجتها الواقعية الجامدة للحرب لمسةً من الخيال، استوحتها من التقاليد الشعبية في سوريا والواقعية السحرية للمخرج الإسباني الشهير فيكتور إيريك.
تُهمِّش سؤدد في الفيلم عناصر السياسة والدين، وتوضح كيف تحولت المهام اليومية في حياة السوريين إلى مساعٍ ومهمات شديدة الصعوبة كالتي انطلق لتأديتها البطل الأسطوري هرقل.
سوريا التي صورتها كعدان هي مكانٌ تعيش فيه أشباح وشياطين تسعى للانتقام، أرضٌ قفر يسكنها الموت المحتوم والدمار.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
6- هجوم
أكد هذا الفيلم السمعة التي يحظى بها المخرج الإيراني شهرام مكري كواحدٍ من أفضل مواهب إيران غير التقليدية في الوقت الحالي. فالفيلم لا يمكن تصنيفه في فئةٍ معينة، وصُوِّرَ في لقطةٍ واحدة طويلة بإيقاع أحداثٍ سريع. تجري الجريمة الغامضة في الفيلم في موقع استادٍ يبدو وكأنَّه قد تعرض لكارثةٍ عظيمة، ونشهد كيف يستخدم أعضاء الفريق الرياضي بالفيلم تحقيقات الشرطة لارتكاب المزيد من جرائم القتل. وفي جزءٍ من الفيلم تندفع أخت ضحية جريمة القتل، التي ربما تكون مصاصة دماء، إلى موقع الجريمة لتقلب الأحداث.
الفيلم يحمل قدرًا ضخمًا من البراعة والفن، ويصور أسطورةً فوضوية من عالم مصاصي الدماء تستمد عناصرها من سينما المخرج الروسي ألكسندر سوكوروف ومسرح التعزية الشيعي، لكن تكمن وراء هذا الفيلم المثير إشاراتٌ خفية لهيكل السلطة في إيران الذي يواجه الانهيار حاليًا، وتهدُّم الأبوية الإيرانية، والقوة النسائية الشابة المتقلبة العازمة على زعزعة أسس المجتمع الإيراني.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
5- فوضى
في هذا الفيلم، توجه المخرجة السورية ساره فتاحي عدستها إلى 3 نساء من الطبقة الوسطى يحاولن التعامل مع تبعات الحرب السورية، وهن أم وممثلة، والثالثة ساره نفسها، وتصورهن وهن يعانين للتخلص من ذكرياتهن الصادمة أثناء استقرارهن في بيتهن الجديد بفيينا.
حلَّ الشعور الداخلي بالحصار محل احتجازهن في بيوتهن في سوريا، وعزَّز نفيهن من عزلتهن وعذابهن الداخلي. وبخلاف الوثائقيات الأخرى عن سوريا، لا يحتوي فيلم «فوضى» على أي حركة أو قصصٍ عن المهاجرين الذين نجحوا في حيواتهم بالخارج، أو الفقراء الآخرين المشردين على الحدود الأوروبية.
يأتي صمت النساء الثلاثة وطقوسهن اليومية محملًا بمشاعر لا تخطئها العين لكنَّهن لا يجدن لها متنفسًا. وبهذا قد يكون فيلم «فوضى» بصراحته الشديدة أكثر الأفلام الوثائقية صدقًا عن الحرب السورية.
4- The Announcement
ينطلق أربعة رجال في رحلةٍ ليلًا طوال المساء للسيطرة على محطةٍ إذاعية في إسطنبول وإعلان ما سيتحول إلى محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1963 التي طواها الزمن.
هذا هو ما يدور حوله الفيلم الثالث للمخرج محمد فاضل كوسكون، وهو قصة سياسية قاتمة ساخرة تتحدث عن الأبوية المتفسخة، والعجز المؤسسي، وانحراف المعايير الأخلاقية، كل هذا في قالبٍ من التعبيرات الجامدة التي تغلب عليها الجدية. ويعد الفيلم أفضل الأفلام الكوميدية في الشرق الأوسط هذا العام.
اعتمد كوسكون على لقطات طويلة مصممة بدقة تتخللها أحيانًا لقطات عنيفة مفاجئة، وبهذا قدَّم نقده الحاد بثقة في قصةٍ خيالية، عكس بها السياسات الحالية في تركيا بكل حماقاتها وفسادها وعنفها.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
3- يارا
بعد أن أنتج واحدًا من أفضل أفلام عام 2015 عن العراق من خلال فيلمه الوثائقي الطويل «وطن … العراق سنة صفر»، خرج المخرج العراقي الفرنسي عباس فاضل عن النمط المعتاد لأفلامه وأنتج فيلم «يارا»، الذي يتناول قصة رومانسية لبنانية رقيقة بين المراهقة يارا وشابٍ على وشك أن يهاجر خارج البلاد.
تدور أحداث الفيلم في وادي قاديشا في جبال لبنان الشمالية، وينتمي لنوعيةٍ من الأفلام نادرًا ما نراها في الشرق الأوسط. فهو فيلم بسيط خالٍ من إي إشاراتٍ سياسية أو اجتماعية. لا شيء يحدث تقريبًا في عالم يارا الهادئ؛ إذ يصور فاضل فقط بصبرٍ وحب المهام اليومية المعتادة لحياتها الريفية، والمحادثات القصيرة بين الشابين والمغازلات العفيفة.
بتصوير قصة رومانسية عربية في هذه الأوقات المضطربة في العالم العربي، صنع فاضل سينما تتسامى فوق الأحداث وتؤمن بالخير الكامن في البشر وجمال أرواحهم وقوتها. وبهذا فإنَّ فيلم «يارا» هو بهجة للحواس وشفاء للروح.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
2– التقارير عن ساره وسليم
أثار صعود المخرج الفلسطيني مؤيد عليان عام 2015 بفيلمه الكوميدي المشوق «الحب والسرقة ومشاكل أخرى» قلق مجتمع الأفلام العربي. إذ بدا عليان مخرجًا يتطلع للأمام ويكشف الديناميات المتزايدة في التعقيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأثار عليان الغضب أكثر وأكثر بفيلمه الجديد «التقارير عن ساره وسليم» الذي يظهر فيه ممثلان إسرائيليان؛ ما أدى لهجومٍ شديد عليه من حركة مقاطعة إسرائيل.
فيلم عليان الجديد مبني على قصةٍ حقيقية، ويتناول علاقةً خارج إطار الزواج بين سائق فلسطيني يُدعى سليم وامرأة إسرائيلية متزوجة من مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، ويصور تحوُّل تلك العلاقة بعد انكشافها إلى مواجهةٍ سياسية بين دولتين عدوتين.
الفيلم يقدم نظرةً جريئة صادقة حد الألم لمجتمعٍ متحيز، تصبح فيه خيانة زوجية بسيطة مأزقًا سياسيًا. وبعدسةٍ موضوعية مبهرة، يكشف عليان النظام القضائي الإسرائيلي العنصري الظالم، الذي هو جزء من دولة تمييز عنصري يُعامل فيها الفلسطينيون كمواطني درجة ثانية.
لكنَّ عليان يرفض الخضوع في فيلمه للعادة القهرية التي تقضي بتصوير أبناء وطنه في صورة القديسين، ويرسم صورةً خالية من المجاملات لمجتمعٍ ما زال يركز على عبادة الأبطال. ففي عالم عليان ليست هناك شخصيات متعاطفة، أو أبرياء يقاتلون من أجل قضيةٍ سامية. فالرجال والنساء في هذا المجتمع يبدون من خلال عدسة عليان شهوانيين وضعفاء وخاويين، ينتهكون القواعد الأخلاقية والاجتماعية، وتصورهم تلك العدسة دون أحكام. فيصبحون حقيقيين وأكثر بشرية.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
1- The Wild Pear Tree
لن تكون مبالغةً إن قلنا إنَّ قليلين كانوا ينتظرون آخر أفلام المخرج التركي نوري جيلان. فالجلوس لمشاهدة فيلم دراما عائلية مدته 190 دقيقة يعد أمرًا شاقًا على أقل تقدير.
لكنَّ جيلان تمكَّن من صنع تحفةٍ فنية تعد من أفضل أعماله، بل حتى أفضل من فيلمه «Winter Sleep» الذي أحرز به جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان. يتناول فيلمه الجديد قصةً مؤلمة وحميمية تشبه أعمال أنطون تشيخوف، عن كاتب شاب طموح يعود إلى قريته الريفية بعد التخرج ويواجه عائلته المفككة. يستخدم الفيلم قليلًا من مشاهد جيلان المدهشة المعتادة، ويستبدل بها حواراتٍ طويلة مليئة بالتأملات الفلسفية تكشف الكثير عن نفسية الشخصيات.
يمكن القول إنَّ الفيلم هو أفضل أعمال جيلان من الناحية الإنسانية والعاطفية. فهو قصة صادقة تلقي الضوء على خيبات الأمل المحتومة في الحياة، وعذاب التقدم في السن، والخلافات بين الأجيال التي لا يمكن حلها.
والفيلم أيضًا مليء بالسخرية والفكاهة، ويمكن اعتباره أكثر أفلام جيلان حتى الآن تعبيرًا عن الوضع السياسي؛ إذ يشير ضمنيًا إلى الدور المتزايد للدين في الحياة اليومية للأتراك، والحنين لوصول أي منقذٍ في ظل فشل مؤسسات الدولة.
لا تستطيع سوى قلة من المخرجين تناول كل تلك الموضوعات بسلاسة ودون جهدٍ كبير مثلما فعل جيلان. فهو أفضل مؤرخي الحياة المعاصرة في تركيا، وبعمله الأخير هذا قدَّم فيلمًا يخاطب جميع الفئات في بلده.
للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط «IMDb» من هنا.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».