نجح الكاتب البريطاني تشارلي بروكر في تخويف الجماهير من التكنولوجيا، عن طريق الأفكار التي عرضها في مسلسل الخيال العلمي «بلاك ميرور» Black Mirror، الذي لاقى جماهيرية واسعة، وأبرز الجانب المظلم من علاقة الناس بالتكنولوجيا، حيث حملت حلقات المسلسل الذي بدأ عرضه منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2011، أفكارًا مرعبة عن السوء الذي يمكن أن تُلحقه وسائل الاتصال الحديثة بالمستخدمين.
للمزيد عن المسلسل يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.
ويستعرض التقرير الذي نشره موقع «بيزنس إنسايدر» التوقعات المرعبة للمسلسل والتي قد تصبح حقيقة في المستقبل، وينقل التقرير عن ديلان هندريكس مدير برنامج «توقعات السنوات العشر» Ten-Year Forecast في «معهد للمستقبل» – مؤسسة متخصصة في تقديم توقعات عن العالم خلال السنوات المقبلة – توقعاته حول أقرب حلقات المسلسل لأن تكون واقعًا في حياتنا:
1- The National Anthem

لا تتناول كل حلقة من المسلسل اختراعًا تكنولوجيًا جديدًا من خيال المؤلفين، حيث تعالج بعض الحلقات تكنولوجيا موجودة بالفعل، وتطبق عليها استخدامات مزعجة ومخيفة.
وفي هذه الحلقة «الترنيمة الوطنية» – الحلقة الافتتاحية للمسلسل – يهدد الإرهابيون بقتل رهينة لديهم، بشرط أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني بنشاط جنسي مع خنزير، في حدث ينقله التلفزيون المحلي.
ويقول هندركس عن ذلك: «لا يمكنني أن أفكر في شيء لم يكن واقعيًا، فعلى الأقل هو ممكن جدًا من الناحية التكنولوجية».
2- Fifteen Million Merits

«15 مليون ميزة» هي الحلقة الثانية من المسلسل والتي تصور مستقبلًا بعيدًا للبشر، حيث يجبرون فيه على العمل على دراجات ثابتة لتوليد الطاقة للمباني التي يعيشون فيها، بالإضافة إلى جني عملات أو «ميزات» للطعام والترفيه.
ويقول هندريكس: إن الحلقة تعيد التفكير في المجتمع ليكون معتمدًا على النموذج الشائع حاليًا لألعاب الموبايل التي يجب أن يدفع المستخدم لقاء استخدامه لها، أو لبعض المميزات فيها؛ ما يرضي الجمهور ويخلق لديه الرغبة في الدفع مرة أخرى للحصول على المزيد. ويضيف هندريكس أن هذه الحلقة من المسلسل، وجد زملاؤه أن مشاهدتها مُرضية بشكل كبير، لأنها أخذت ظاهرة حقيقية ووصلت بها إلى أقصى حد متطرف فيها.
ويقول هندريكس: «المجتمع في هذه الحلقة أبعد من الذي نعيش فيه، فهو المجتمع الذي تتحول فيه هواتفنا إلى بنية للبيئة التي نعيش فيها».
3- The Entire History of You

في هذه الحلقة «تاريخك الكامل»، يتصور المسلسل ما الذي سيحدث إذا كان بإمكان الناس تسجيل كل لحظة من حياتهم اليومية، واسترجاعها ومشاهدتها في أي وقت، عن طريق جهاز يسمى «بذرة».
ويؤكد هندريكس أنه لا توجد بعد تكنولوجيا تسمح بتسجيل كل الذكريات بشكل مباشر، لكن يبدو أننا مقبلون على مثل هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب، بأجهزة مثل «Spectacles» التي أنتجتها شركة «Snap Inc»، وهي نظارات شمسية مزودة بكاميرا يمكنها تسجيل مقطع مصور لمدة 10 ثوانٍ.
ويضيف هندريكس أن الطفرة التي تقدمها الحلقة، هي أن مثل هذه التكنولوجيا ستصبح أرخص، وأفضل، وأوسع انتشارًا.
4- Be Right Back

في هذه الحلقة التي تحمل عنوان «سأعود بعد قليل»، تفقد امرأة زوجها، ثم تعلم بوجود خدمة يمكنها أن تعيد لها زوجها إلى الحياة، باستخدام صور وفيديوهات ومنشورات الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستحضار شخصيته بالكامل.
وفي البداية يقتصر الأمر على المحادثة الإلكترونية بينها وبين زوجها – الخدمة الآلية – ولكن في النهاية يتحول الأمر لحصولها على جسد حقيقي متحرك لزوجها يعيش معها في البيت ويساعدها في تربية ابنتهما.
ويقول هندريكس: إن المرحلة الأولى من هذه التكنولوجيا موجودة بالفعل، من خلال «شات بوت» يتحكم فيه الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خدمات الكشف عن الشخصية، مثل «Crystal»، والتي تجمع معلومات من الإنترنت عن الناس، يمكن للمستخدمين أن يبعثوا رسائل إلكترونية من خلالها لتلك الشخصيات – الاصطناعية – ما يجعل البشر أقرب لتحقيق أحداث هذه الحلقة من المسلسل، وجعل الذكاء الاصطناعي يرقى إلى ذكاء البشر.
5- The Waldo Moment
تدور أحداث هذه الحلقة حول كوميديان غير مشهور يقوم بأداء صوتي مضحك لشخصية دب كرتوني يحمل اسم «والدو»، ثم تشتهر شخصية «والدو» بعد التحامها بعالم السياسة، ويطلب القائمون على البرنامج بترشح «والدو» للانتخابات الرئاسية.
يقول هندريكس: إن هذه حالة أخرى مشابهة لما جاء في حلقة سابقة من المسلسل بعنوان «الترنيمة الوطنية»، حيث يفضل المجتمع المحتوى السياسي الترفيهي، على المحتوى السياسي الجاد؛ ما يجعل هذه التفضيلات تفوق توقعات التكنولوجيا. ومع ذلك فإن تقنية تزويد الشخصيات الكرتونية بخريطة سلوكيات بشرية هي تقنية موجودة ومنتشرة بالفعل.
والمثال الأحدث على ذلك ما تخطط له شركة «فيسبوك» بأن تجعل المستخدمين قادرين على استخدام نظام الواقع الافتراضي «oculus Rift» لصنع النسخة الكرتونية من شخصياتهم.
6- White Christmas

«الكريسماس الأبيض» هي الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني للمسلسل، والتي استخدمت أكثر من شكل تكنولوجي متقدم لتحكي قصتين: إحداهما عن رجل يساعد الرجال في مقابلاتهم العاطفية، باستخدام كاميرا داخل العين تقوم بالبث المباشر أثناء اللقاء، وأخرى عن رجل تقوم زوجته بحجب الكاميرا التي في عينيه، ليصبح كل ما يراه ويسمعه منها خيالًا رماديًا ضبابيًا.
وتستعرض الحلقة أيضًا تقنية أخرى تسمى «Cookie» تستخدم في تنزيل الوعي أو الضمير ليكون بمثابة مساعد شخصي للمستخدم.
ويقول هندريكس: إن التقنيتين المستخدمتين في القصتين معقولتان، لكن التقنية الأخيرة هي خيالية بالكامل. هناك تطبيقات مستخدمة بالفعل مثل «Periscope» تتيح البث الحي، في حين أن هناك تقدمًا في أبحاث بؤبؤ عين اصطناعي يساعد الفئران المصابة بالعمى.
7- NoseDive
كانت هذه الحلقة الأولى من الموسم الثالث الأحدث من المسلسل، وتقدم تصورًا لنظام يعتمد على التقييم الاجتماعي، يشبه تلك التقييمات التي يقوم بها المستخدمون عبر تطبيقات، مثل «Uber» و«Postmates»، ويعتمد النظام على عدسات لاصقة دائمة تتيح لهم الاطلاع على تقييم يظهر بجانب رأس كل شخص يقابلونه، ويظهر المسلسل كيف تساعد التقييمات في التقدم والتطور في حياتهم.
ويعتبر «Microsoft Hololens» هي التقنية الموجودة بالفعل والأقرب لما يظهر في الحلقة، لكن النظارات الواقية المستخدمة في نظام «مايكروسوفت» تجعله نظامًا محرجًا بخلاف النظرة العابرة التي اقترحها المسلسل.
ويشير هندريكس إلى النظام المعمول به في الصين، وهو عبارة عن نظام نقاط رصيد اجتماعية، يخسرها المواطنون بالنسبة إلى أدائهم في سداد الديون، والحصول على تذاكر المواصلات، وكسر بعض أشكال «الثقة الاجتماعية»، حيث يعيش المواطنون الذين يخترقون الثقة الاجتماعية باستمرار، حياة أصعب من غيرهم في الحصول على بعض الخدمات.
8- Shut Up and Dance
موضوع هذه الحلقة «اصمت وارقص» من الموسم الثالث للمسلسل هو الأمن الإلكتروني، حيث يخترق قراصنة إلكترونيون كاميرات أجهزة الكمبيوتر الخاصة بشاب مراهق، ويبتزونه للقيام بسلسلة من المواجهات عالية الخطر.
وبالفعل، فإن القراصنة يستطيعون اختراق كاميرات أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالأشخاص، ويمكنهم تسريب معلومات حساسة شخصية حول العالم، ولكن المسلسل ينسج رواية حول ما يمكن أن يحدث إذا ما قرر القراصنة الإلكترونيون العبث بضحاياهم.
9- Men Against Fire
هذه حلقة أخرى تعتمد على تكنولوجيا واقعية إلى حد ما، حيث تصور أحداث حلقة «رجال ضد النار» تكنولوجيا عسكرية يمكنها تغيير ما يراه ويشمه ويسمعه الجنود، لتجعل من فظائع الحرب شيئًا يمكن تحمله.
ويقول هندركس: إن هذه الحلقة هي الأقرب للواقع بالنسبة له بوصفه باحثًا متنبئًا بالمستقبل، حيث إن معظم التكنولوجيا الموجودة حديثًا كانت مطورة للاستخدامات العسكرية بالأساس. وفي الحياة المدنية أيضًا، حيث تجري جامعة «ستانفورد» بحثًا أكثر تطورًا حول «Face-Swapping» أو تبادل الوجوه، وهي التقنية التي يستخدمها تطبيق «Snapchat» بالفعل.
10- Hated in the Nation

هذه الحلقة هي الأخيرة في الجزء الثالث من المسلسل، والتي تكشف عن عواقب اختراق ضخم في طائرات بدون طيار بحجم النحل، ويمكن التحكم في أسراب النحل المخترقة؛ لتجعلها تختار أشخاصًا لقتلهم عن طريق وسم عبر موقع التواصل «تويتر» بعنوان «الموت لـ» (Death to).
ويقول هندريكس: إن هذه الحلقة واقعية بشكل مذهل، حيث يوجد تقدم كبير في تصغير حجم الروبوتات لتقترب من حجم الحشرات بفضل «Prox Dynamics»، وهي شركة نرويجية تصنع طائرات بدون طيار بحجم الطنان.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».