بينما نعيش حياتنا اليومية، نقوم بشكل مستمر بالتفكير في المواقف التي تقابلنا وتفسيرها، كأن هناك صوتًا داخليًّا في رأسنا يحدد كيف نرى كل موقف نمر به، يطلق علماء النفس على هذا الصوت الداخلي “حديث النفس” وهو يتضمن الأفكار التي ندركها شعوريًّا وأيضًا الافتراضات التي نصل لها لا شعوريًّا.

في معظم الأحيان يكون صوتنا الداخلي عقلانيًّا، مثال: “يجب أن أستعد جيدًا لهذا الامتحان” أو “أنا متشوق لهذه المباراة”، ولكن أحيانًا يكون صوتنا الداخلي سلبيًّا وغير واقعي ومُحبطًا، مثل “سوف أفشل في هذا الامتحان بالتأكيد” أو “لم ألعب جيدًا في المباراة أنا ميؤوس مني”.

إذا كنت تعاني من الاكتئاب فمن المحتمل جدًا أنك ترى الأشياء بشكل سلبي، لذلك يجب أن تراقب ما تخبر نفسك به وتتحدى الجوانب السلبية لتفكيرك عن طريق تحدي الجوانب غير العقلانية في التفكير واستبدالها بأفكار أكثر منطقية. مع الممارسة سوف تتعلم أن تلاحظ الصوت الداخلي السلبي عندما يتحدث، وسوف تختار أن تفكر في الموقف بطريقة واقعية ومفيدة أكثر، وهذا سوف يجعلك تشعر بشعور جيد وتتجاوب مع المواقف التي تحدث بشكل أفضل.

تحدي التفكير السلبي يأخذ وقتًا وتمرينًا ولكنه يستحق المجهود، على الأرجح أنك بعد ذلك سوف تتفاجأ بأن تفكيرك كان غير دقيق ومبالغًا فيه ومتمركزًا حول سلبيات الموقف.

 استخدم شعورك كمؤشر لتعيد التفكير كلما وجدت نفسك مكتئبًا، أو غضبان، أو قلقًا، أو منزعجًا.

هناك طريقة جيدة لاختبار مدى دقة إدراكك للموقف وهي أن تسأل نفسك بعض الأسئلة، هذه الأسئلة سوف تساعدك في اختبار الصوت الداخلي لتعرف هل رؤيتك للموقف منطقية أم لا، وستجعلك أيضًا تكتشف طرق أخرى للتفكير في الموقف.

هناك أربعة أنواع من الأسئلة التي يجب أن تسألها لنفسك:

1- اختبار الواقع

  • ما هو الدليل الذي يدعم أو يعارض تفكيري؟
  • هل أفكاري مبنية على حقائق أم على تفسيراتي الخاصة؟
  • هل أتسرع في الاستنتاجات السلبية؟
  • كيف أستطيع أن أعرف إذا كانت أفكاري حقيقية أم لا؟

2- ابحث عن تفسيرات بديلة

  • هل هناك طرق أخرى يمكنني أن أرى بها هذا الموقف؟
  • ما الذي يمكن أن يعنيه ذلك أيضًا؟
  • كيف كنت سأرى هذا الموقف إذا كنت أفكر بطريقة إيجابية؟

3- وضع الأمور في نصابها

  • هل هذا الموقف سيئ بالدرجة التي أراها؟
  • ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ ما هي احتمالية حدوثه؟
  • ما هو أفضل شيء يمكن أن يحدث؟
  • ما هو أكثر شيء محتمل حدوثه؟
  • هل هناك أي شيء جيد في هذا الموقف؟
  • هل سيكون هذا مهمًّا بعد 5 سنين؟

4- التفكير الموجه نحو الهدف

  • هل التفكير بهذه الطريقة يساعدني على أن أشعر أفضل أو أحقق أهدافي؟
  • ما الذي يمكن أن أفعله لأحل مشكلتي؟
  • هل هناك شيء يمكن أن أفعله لأتعلم من هذا الموقف؟ حتى أتصرف أفضل في المرة القادمة؟

إدراكك أن طريقة تفكيرك الحالية مدمرة للذات ومُحبطة يمكن أن يحفزك لترى الأمور من منظور مختلف، كلما وجدت نفسك تفكر بشكل سلبي، قم بتحدي نفسك بهذه الأسئلة حتى تنتصر على الصوت الداخلي السلبي.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد