سلَّطت آنا جورا، كاتبة تهتم بالمجال الصحي، الضوء على القيمة الغذائية وفوائد حليب جوز الهند وكيف تمكَّن هذا المشروب النباتي من تحدي بدائل الحليب الأخرى بسبب فوائده الصحية الجمَّة، وذلك في مقالها المنشور في موقع «لايف ساينس».
استهلت الكاتبة تقريرها بالقول إن حليب جوز الهند يمكن أن يضيف تحولًا رائعًا للقهوة ومشروبات البروتين والحلويات نظرًا لمذاقه المميز وقوامه الليّن، وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بشعبية مثل بدائل الحليب الأخرى النباتية في الولايات المتحدة، فإنه يحتفظ بقاعدة جماهيرية وفية. ولكن إلى أي مدى يُعد هذا المشروب مغذيًا؟ وهل له فوائد صحية حقيقية؟
وتوضح الكاتبة أن جوز الهند يشتهر بأنه يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون المشبعة. وظلت هذه المواد المغذية، لعقود من الزمان، يرتبط اسمها بوباء البدانة ومجموعة أخرى من الأمراض المزمنة. ومع ذلك شهدت السنوات الأخيرة زيادة هائلة في الدراسات التي تطعن في صحة تلك الاستنتاجات، بل تتعارض معها. وتتساءل الكاتبة إذا كنت قد شعرت بالارتباك والحيرة، فلا داعي للقلق، سيناقش في هذا التقرير القيمة الغذائية لحليب جوز الهند، وفوائده الصحية المحتملة؛ لمساعدتك في تحديد ما إذا البديل النباتي يناسبك أم لا.
فوائد حليب جوز الهند
العنصر الغذائي | الكمية لكل وجبة (كوب واحد) | نسبة القيمة اليومية |
دهون | 5 جم | |
كربوهيدرات | 2 جم | |
بروتين | 0 جم | |
ألياف غذائية | 1.9 جم | 7% |
سكر | 0 جم | |
كالسيوم | 360 ملجم | 28% |
فوسفور | 0 ملجم | 0% |
فيتامين د | 3.6 ميكروجرام | 18% |
بوتاسيوم | 0 ملجم | 0% |
ريبوفلافين (فيتامين ب 2) | 0 ملجم | 0% |
كوبالامين (فيتامين ب 12) | 12.6 ميكروجرام | 90% |
أنواع حليب جوز الهند
تشير الكاتبة إلى أن هناك نوعين من حليب جوز الهند، عبوة من الصفيح وعبوة من الكرتون. وعلى الرغم من أنهما مصنوعتان من المكوِّن نفسه، فإنهما يختلفان من حيث الاتساق، والقيمة الغذائية، والقدرة على التخزين، واستخدامات الطهي. وحليب جوز الهند المعلب في عبوات من الصفيح عبارة عن سائل أبيض كثيف يُستخرج من «أنسجة» جوز الهند. ونظرًا لأنه يُعلَّب ويُغلَّق داخل حاوية معقَّمة، تمتد صلاحيته على الرفوف حتى ينتهي تاريخ الصلاحية الذي يكون أطول من حليب جوز الهند الموجود في عبوات الكرتون.
وتضيف الكاتبة أن حليب جوز الهند المعلب في عبوات صفيح لا يحتاج إلى تبريد، ويحتوي على نسبة دهون أعلى بكثير من أنواع الحليب الأخرى، وعلى هذا الأساس، يمكن استخدامه أساسًا بوصفه عنصرًا للطهي. ويعد حليب جوز الهند المعلب في عبوات صفيح عنصرًا أساسيًّا منتشرًا في العديد من مطابخ جنوب آسيا ويستخدم كثيرًا في صنع الكاري.
أما حليب جوز الهند المعلب في عبوات كرتونية فهو سائل أبيض مائي يُستخرج من «أنسجة» جوز الهند وغني بالفيتامينات والمعادن والسكريات المضافة. ويُستخدم أساسًا بوصفه بديلًا للحليب المضاف إلى القهوة، والعصائر، ومشروبات البروتين، والحبوب الغذائية. وعلى عكس حليب جوز الهند المعلب في عبوات صفيح، يحتوي حليب جوز الهند المعلب في عبوات كرتونية على دهون أقل بكثير وماء أكثر، وفي معظم الحالات، يحتاج إلى تبريده قبل الفتح وبعده.
ما هي مدة صلاحية حليب جوز الهند؟
تنوه الكاتبة إلى أن حليب جوز الهند المعلب في عبوات كرتونية، على غرار حليب الألبان تمامًا، يُمكن تقسيمه إلى فئتين: حليب ذو درجة حرارة مرتفعة جدًّا/ممتد الصلاحية على الرف وحليب طازج/مبرد. وتتعرض مشروبات ذات درجة حرارة مرتفعة جدًّا إلى معالجة حرارية مكثفة لزيادة عمرها الافتراضي، بينما لا تتعرض المشروبات المبردة لتلك المعالجة. ونتيجةً لذلك فإن كل عبوة من تلك يكون لها تواريخ استخدام، وإرشادات تخزين مختلفة.
وعادةً ما يتراوح عمر حليب جوز الهند الممتد الصلاحية من ستة إلى 12 شهرًا. بينما تكون تواريخ استخدام الحليب المبرد غالبًا أقصر بكثير، عادةً بعد أسبوعين من تاريخ إنتاجها، وتبقى طازجة لمدة أسبوع تقريبًا بعد فتحها.
ما الفوائد الصحية لحليب جوز الهند؟
تلفت الكاتبة إلى أن المكون الرئيس في حليب جوز الهند هي الدهون المشبعة إذا لم نحسب الماء. ولعقود عديدة كان ينظر إلى الدهون المشبعة على أنها أكبر العناصر التي تسهم في الإصابة بالبدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية والحالات الانتكاسية. ومع ذلك بدأت دراسات عديدة (يمكن الاطلاع عليها من هنا) تعترض على تلك الاستنتاجات، مشيرةً إلى أن العلاقة بين حالات القلب، والأوعية الدموية، واستهلاك الدهون المشبعة تظل ضعيفة.
كما أن هناك دلائل متزايدة تشير إلى أن الأحماض الدهنية الموجودة في زيت جوز الهند، مثل حمض اللوريك والأحماض الدهنية المتوسطة السلسلة تحديدًا، قد تكون مفيدة لصحتنا بالفعل. ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة «جورنال أوف ساينس أوف فود أند أجريكالتشر»، أثبتت أن حمض اللوريك يتميز بخصائص كبيرة مضادة للبكتيريا والفيروسات، بينما الأحماض الدهنية المتوسطة السلسلة، التي تشبه الدهون الموجودة في الثدي البشري، قد يلعب الحليب دورًا مهمًا في تنظيم نسبة الدهون في الدم، وتحسين الوظائف المعرفية، ومكافحة الجذور الحرة والحد من الالتهابات، فضلًا عن تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأنواع عديدة من مرض السرطان.
وتقول الكاتبة إنه عند مقارنة حليب جوز الهند بالدهون الحيوانية، قد يؤدي الاستهلاك المنتظم لزيت جوز الهند إلى تقليل مستويات كوليسترول البروتين الدهني المنخفض الكثافة «الضار» وزيادة مستويات الكوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة «النافع»، وفقًا لما أظهرته من نتائج التحليل التجميعي المنشور في مجلة «نيوترشن ريفيو». ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن التحليل التجميعي الآخر المنشور في مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي يستنتج مزيدًا من الآثار الضارة لزيت جوز الهند على صحة القلب.
وعلاوةً على ذلك، وبحسب دراسة نشرتها مجلة «إنترناشيونال جورنال أوف فود ساينس»، يحتوي حليب جوز الهند على مركبات عديدة قد توفر الحماية ضد أضرار الدهون والبروتينات وشرائط الحمض النووي. وعادةً ما يكون هذا المشروب أيضًا غني بالكالسيوم، وفيتامين بي 12، وفيتامين د، والتي يمكن أن تساعد النباتيين في زيادة تناول هذه العناصر الغذائية دون اللجوء إلى مكملات إضافية. كما يخلو حليب جوز الهند غير المُحلَّى إلى حد كبير من الكربوهيدرات والسكريات؛ مما يجعله خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات.
حليب جوز الهند مقابل حليب اللوز
تستشهد الكاتبة بما توصلت إليه منصة «ستاتيستا» من أن حليب اللوز هو البديل الأكثر شعبية للحليب النباتي في الولايات المتحدة. وعادةً ما يكون حليب اللوز غير المحلَّى أقل بكثير من حيث السعرات الحرارية، فضلًا عن أن مكوناته من الدهون والبروتينات أقل بكثير من حليب جوز الهند.
وتضيف الكاتبة: عندما يتعلق الأمر بقيم العناصر الغذائية، فمن الممكن القول إنهما متماثلان إلى حد ما، على الرغم من أن هذا يختلف اختلافًا واضحًا بين العلامات التجارية. وعلى هذا الأساس، قد يكون حليب اللوز خيارًا مناسبًا أكثر للأشخاص الذين يستهدفون بصورة أساسية إنقاص الوزن، بينما يناسب حليب جوز الهند الأشخاص الذين يتناولون مشروبًا مضمونًا أكثر.
وتختم الكاتبة مقالها بالتنويه إلى أن كلًا من حليب اللوز وحليب جوز الهند يؤديان أداءً جيدًا في مجموعة متنوعة من الوجبات والمشروبات. ومع ذلك عادةً ما يكون حليب جوز الهند له مذاق أقوى، ونكهة أكثر طغيانًا والتي قد تتغلب على المكونات الأخرى، لذلك قد تحتاج إلى استخدامه بصورة معتدلة في الطهي. ومن منظور بيئي، يعد تأثير زراعة جوز الهند واللوز متشابهًا إلى حد ما من حيث استخدام المياه والأراضي، وذلك بحسب دراسة نشرتها مجلة «جلوبال فود سيكيورتي». ولهذا السبب فإن الأمر يرتبط حقًا بأهدافك المتعلقة بالصحة وتفضيلاتك الشخصية.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».