نشر موقع «أكتيف بيت» تقريرًا لكلاريسا فانر، المحررة الإدارية للموقع، تحدثت فيه عن المعلومات الخاطئة المتداولة حول التقدم في العمر أو الشيخوخة والقدرات التي يفقدها الناس عندما يصلون إلى هذه المرحلة.

تستهل الكاتبة تقريرها بالقول إن التقدم في العمر عملية طبيعية لا يمكن الإفلات منها. وهناك مَنْ يتقبلها بينما يخشاها آخرون، ولكن هذا الخوف نابع من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الأمر. فإذا كنت تعتقد أن الاكتئاب والخرف وزيادة الوزن كلها أشياء لا مفر منها عند التقدم في العمر، تنصحك الكاتبة أن تفكر مرةً أخرى. إذ إن العديد من الأمور التي يخشاها الناس حول التقدم في العمر ليست صحيحة في الواقع. بل إنها ترى أنه بالعقلية الصحيحة حول هذا الأمر يمكن أن تكون الشيخوخة شيئًا جميلًا!

إن دحض الخرافات الشائعة حول الشيخوخة أمر في غاية الأهمية لأنه يغير الطريقة التي ننظر بها إلى التقدم في العمر ويمكن أن يغير أيضًا الطريقة التي يتعامل بها الآخرون مع كبار السن. وفيما يلي الرد على 10 خرافات شائعة حول الشيخوخة.

الخرافة الأولى: الأشخاص الأكبر سنًا يحتاجون إلى نوم أقل

تقول الكاتبة إنه بغض النظر عن السن، يحتاج الجميع إلى أن ينال قسطًا من الراحة. وبالطبع يحتاج الأطفال إلى ساعات نوم أكثر من البالغين، ولكن كثيرًا من الناس يظنون أن الراشدين، وخاصة كبار السن، يحتاجون إلى ساعات نوم أقل من البالغين الأصغر سنًا. وهذه خرافة عارية عن الصحة.

Embed from Getty Images 

كل البالغين الأصغر والأكبر سنًا يحتاجون من سبع إلى تسع ساعات نوم كل ليلة، إلا أنه مع التقدم في العمر ربما تكون هناك صعوبة في النوم، أو الاستمرار في النوم دون استيقاظ كل هذه المدة. ويمكن أن يكون هذا بسبب التأثيرات الجانبية لأنواع معينة من الأدوية أو حالة صحية معينة، لكن قلة النوم ليست جزءًا طبيعيًّا من مرحلة الشيخوخة، فإذا كنت تعاني من مشكلة في النوم، فاستشر طبيبك حول هذا الأمر.

الخرافة الثانية: الاكتئاب ليس جزءًا طبيعيًّا من مرحلة الشيخوخة

قد يكون الاكتئاب شائعًا عند البالغين الكبار إلا أنه بالتأكيد ليس جزءًا طبيعيًّا من عملية التقدم في العمر. ومن المهم أن نفهم أن الاكتئاب ليس فقط أن نشعر بالحزن، بل هو حالة طبية يمكن علاجها. ومع ذلك ربما يكون كبار السن أكثر عرضة للاكتئاب. وربما يكون ذلك بسبب أن 80% من كبار السن يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل، والاكتئاب أكثر شيوعًا في صفوف من يعانون من أمراض ما.

ومن الجدير بالذكر أن الأمراض لدى بعض كبار السن ربما تُشخَّص خطأً، أو ربما لا يُعالَجون لحدوث خلط بين أعراض الاكتئاب التي يعانون منها وبين ردود أفعالهم تجاه التغيرات التي تطرأ على حياتهم. لذلك فإذا كنت قلقًا بشأن أحد أفراد أسرتك أو مَنْ تحب، فمن الأفضل أن تشجعه على طلب المساعدة من الطبيب كي يُشخَّص تشخيصًا صحيحًا ويُوصف له العلاج المناسب.

الخرافة الثالثة: فات الأوان على كبار السن كي يتوقفوا عن التدخين

في محطتها الثالثة ترى الكاتبة أنه لا يمكن أن يكون هناك أمر أبعد عن الحقيقة من هذه الخرافة. إن الأوان لا يفوت أبدًا على مَنْ أراد أن يُقلع عن التدخين. بل إن الإقلاع عن التدخين يحمل معه فوائد شتى في أي وقت كان. وفيما يخص المبتدئين، فإنه في الساعات الأولى من التوقف عن التدخين يبدأ مستوى أول أكسيد الكربون بالانخفاض في الدم، ثم في غضون أسابيع قليلة ستتحسن الدورة الدموية وسترتفع كفاءة الرئتين. ولن يكون بإمكانك إضافة سنوات إلى حياتك بإقلاعك عن التدخين فحسب، بل ستتنفس بسهولة أكثر، وستشعر بطاقة أكبر.

Embed from Getty Images

إضافةً إلى ذلك، عندما تُدخن يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وعندما تُقلع عن التدخين ينخفض هذا المعدل بمرور الوقت. وإضافة إلى هذه الفوائد سيقلل إقلاعك عن التدخين من خطر إصابتك بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الرئة، والسرطان. ناهيك عن أن التوقف عن التدخين سيقلل من خطر تعرض أسرتك لخطر التدخين السلبي.

الخرافة الرابعة: لا يمكن الفرار من الخرف عند التقدم في العمر

تؤكد الكاتبة أن خطر الإصابة بالخرف يزداد مع تقدم العمر، إلا أنه ليس جزءًا طبيعيًّا من الشيخوخة. ويعاني حوالي 40% من الناس الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا من شكل ما من أشكال ضعف الذاكرة. إلا أن ضعف الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر يختلف كثيرًا عن أمراض مثل ألزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، ومن المهم جدًّا فَهْم هذا الاختلاف.

وضعف الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر يتضمن أشياء مثل نسيان اسم أحد المعارف، أو بعض الأحداث العائلية. وفي حين أن أعراض الخرف تتضمن أعراضًا مثل عدم القدرة على تذكر نقاشات حديثة، ونسيان الأشياء والأحداث مرارًا وتكرارًا وعدم التعرف على الأصدقاء وأفراد الأسرة.

وإذا كنت تعتقد أنك تعاني من ضعف الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر، فإليك بعض الطرق الرائعة للتحكم في الأمر: 

  • احتفظ بتقويم مفصَّل أو مخطِّط.
  • حافظ على اتباع روتين معين.
  • ضع أشياء مثل المفاتيح والهاتف في المكان نفسه كل مرة. 
  • كرر المعلومات.
  • حافظ على نشاط عقلك.
  • خذ قسطًا جيدًا من الراحة في الليل.

الخرافة الخامسة: التمرينات الرياضية غير آمنة لكبار السن

هذه الخرافة شائعة جدًّا، إذ يعتقد الناس أن التمرينات الرياضية غير آمنة لكبار السن لأنهم ربما يسقطون ويؤذون أنفسهم. وفي الحقيقة، واحد من كل أربعة أشخاص من الذين تتراوح أعمارهم من 65 إلى 74 عامًا يمارس التمارين الرياضية بانتظام. وتشير الكاتبة إلى أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة؛ إذ أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين بانتظام يقلل بالفعل من فرص السقوط، وآية ذلك أن التمارين تساعد الشخص على تعزيز قوته واتزانه. وتمرين تاي تشي المنخفض التأثير لن يساعد الشخص على البقاء نشطًا فحسب، بل يحسِّن من توازن الجسم أيضًا. 

Embed from Getty Images

كما أن التمارين الرياضية تساعد في منع خسارة بنية العظم وتحسِّن تنسيق الجسم وتجعله أقوى. وبالإضافة إلى المكاسب الجسدية، تفيد التمارين صحة الشخص العقلية، وربما تلاحظ تحسُّنًا في ذاكرتك ومزاجك بعد ممارسة التمارين.

الخرافة السادسة: على كبار السن التوقف عن القيادة لأنهم سائقون سيئون

هذه الخرافة ليست صحيحة بالتأكيد، فليس كل كبار السن سائقين سيئين. وبالتأكيد يواجه بعض الناس صعوبات مع تقدمهم في العمر، إذ تصبح المفاصل صلبة واستجاباتهم ليست كما كانت في السابق، ولكن هذا لا يحدث لكل الناس، على الأقل ليس على الفور. وهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتأكد من أنك مناسب للقيادة بينما تتقدم في العمر، ومنها فحص نظرك وسمعك سنويًّا، والتحدث مع طبيبك حول تأثير الأدوية أو الأمراض (إن كنت تعاني من أي منها) على القيادة. وتأكد أيضًا من حصولك على قسط كافٍ من الراحة لضمان يقظتك وقت القيادة.

بالإضافة إلى هذه النصائح، يمكن لبقائك نشيطًا عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أن يساعد في الحفاظ على قوتك ومرونتك، الأمر الذي سيسهم في النهاية في أن تقود بأمان. وأخيرًا، سيكون من الجيد أيضًا قيادة سيارة أوتوماتيكية مزودة بمكابح آلية وعجلة قيادة أوتوماتيكية ومرايا أكبر.

الخرافة السابعة: لا يمكنك الفرار من زيادة الوزن

تلفت الكاتبة إلى حقيقة أن عمليات الأيض تتباطأ بالفعل مع التقدم في العمر، وهذا يعني أن الجسم يحرق سعرات حرارية أقل وبمعدل أبطأ مما اعتدت عليه، ولكن زيادة الوزن ليست حتمية. الأمر المهم هو أن الأمر كله يتعلق بتعديل عاداتك.

ومن الطرق الرائعة للحفاظ على وزن صحي مع تقدمك في العمر هو تعديل كمية السعرات الحرارية التي تتناولها. وتحتاج المرأة البالغة من العمر 65 عامًا والنشطة باعتدال إلى حوالي 1800 سعر حراري، بينما يحتاج الرجل في العمر ومستوى النشاط نفسهما إلى حوالي 2400 سعر حراري. 

ومع النظام الصحي الجيد يجب المحافظة على النشاط البدني أيضًا. ويجب أن تهدف إلى ممارسة التمارين المتوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا بالإضافة إلى نشاطين لتقوية العضلات كل أسبوع. ومن الأفكار الجيدة لذلك الذهاب في نزهة مشيًا أو الاهتمام بالمزروعات. ومن الأمور المهمة أيضًا مراقبة مستويات التوتر لديك؛ إذ إن التوتر ضار بصحتك العقلية ويؤدي إلى زيادة الوزن أيضًا. ويمكنك تجنب التوتر عن طريق الانخراط في نشاطات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل.

الخرافة الثامنة: كبار السن لا يمكنهم تعلم أشياء جديدة

تشير الكاتبة إلى أنه من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن كبار السن لا يمكنهم تعلم مهارات جديدة، وهذا غير صحيح على الإطلاق. ومن المؤكد أن كبار السن لديهم القدرة على تعلم أشياء جديدة وتحسين مهاراتهم الحالية أيضًا. وقد تكون هناك تحديات مثل ضعف الذاكرة المرتبط بالتقدم بالعمر، إلا أن هذا يجب ألا يمنعك من تعلم مهارات جديدة.

وتعلم مهارات جديدة يؤدي إلى إبقاء عقلك نشطًا وربما يؤدي إلى تحسين قدراتك العقلية. وكشفت دراسة أن كبار السن الذين تعلموا التصوير أو خياطة اللُّحف كانت لديهم ذاكرة أفضل. لذلك انطلق، واستغل سنواتك الذهبية، وتعلم شيئًا جديدًا، واستمتع.

الخرافة التاسعة: هشاشة العظام تصيب المسنات فقط

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن هشاشة العظام تصيب النساء فقط. والسبب الذي يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام هو انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث؛ مما يسرِّع من فقدان كثافة العظام. ومع أنه أكثر شيوعًا لدى السيدات، إلا أن هشاشة العظام قد تصيب الرجال أيضًا. وقد لا تُشخص بعض الحالات جيدًا أحيانًا.

Embed from Getty Images 

يقول د.إيريك أوريل، الباحث الذي يدرس هشاشة العظام في جامعة أوريجون للصحة والعلوم: «ثلث كسور الفخذ تحدث عند الرجال، ومع ذلك كثيرًا ما يجري التقليل من أهمية مشكلة هشاشة العظام لدى الرجال أو ربما تجاهلها». كما أن الأمور التي تزيد من خطر تعرض النساء لهشاشة العظام هي نفسها لدى الرجال، وهي التاريخ العائلي وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتدخين، وعدم استهلاك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د. 

الخرافة العاشرة: الأشخاص الأكبر سنًا لا يحتاجون إلى علاقات وثيقة

وتختم الكاتبة مع الخرافة الشائعة الأخيرة وهي أن كبار السن لا يحتاجون إلى علاقات وثيقة، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فجميعنا كائنات اجتماعية، سواءً كنت تعد نفسك انطوائيًّا أو اجتماعيًّا منفتحًا. والعلاقات الاجتماعية تساعد كبار السن (وجميع الأفراد في الحقيقة) في التعبير عن مشاعرهم وتجعل الدماغ أكثر فطنة وذكاء. وعدم التمتع بعلاقات اجتماعية يؤدي إلى العزلة وإلى الاكتئاب في بعض الحالات.

والتعرف على أشخاص جدد ليس بالأمر السهل بغض النظر عن العمر، إلا أنه أمر مهم جدًّا. ويمكنك أن تقابل أشخاصًا جددًا إذا التحقت بدروس للطبخ مثلًا، أو صف لتمارين تاي تشي، أو دعوة أحد الجيران لتناول العشاء، أو إعادة التواصل مع الأصدقاء القدامى من خلال تعلم كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كنت متقاعدًا يمكنك أن تبحث عن دوام جزئي أو تتطوع في مجتمعك المحيط حتى تتمكن من مقابلة أشخاص جدد.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد