نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرًا لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو، أوليفر كارول، تناول فيه تداعيات انتشار فيروس «كورونا» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضح كارول أن أي شخص يقترب من بوتين يخضع للفحص لقياس درجة حرارته، وإذا كان يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة فإنه يخضع للحجر الصحي داخل مصحة في سيبيريا. ومع أن بوتين يهتم بلياقته البدنية الواضحة على بنيته الجسدية القوية، إلا أنه وموظفيه يتعاملون بحساسية تجاه المسائل الصحية.
في بداية التقرير أكد المراسل أن «وصول وسائل الإعلام إلى فلاديمير بوتين ليس بالأمر السهل على الإطلاق؛ إذ إن التفاصيل الأمنية التي يتَّبعها تشكِّل عادةً العديد من دوائر الحماية، وهي مسألة مبدأ بالنسبة له.
وفي يوم الخميس تعرَّضت مجموعة من الصحافيين لعائق آخر: كاميرات التصوير الحراري. والآن يجب أن يخضع أي شخص يحاول الاقتراب من الرئيس لفحص من أجل قياس درجة حرارة جسمه، للتحقق من أي أعراض للإصابة بالمرض.
حزمة تدابير
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن ابتكار كاميرات التصوير الحراري كان جزءًا من «حزمة من التدابير» المُتَّبعة للسيطرة على انتشار فيروس «كورونا» الجديد.
ويتعامل بوتين وموظفوه التقليديون بحساسية تجاه الأمور الصحية، لا سيما وأن جزءًا كبيرًا من الصورة الرئاسية تعتمد على الحيوية والقوة.
ولفت التقرير إلى أنه: «عندما توارى السيد بوتين في عام 2015 عن أعين العامة لمدة 10 أيام، أوضح السيد بيسكوف أن الرئيس أصيب بمرض الإنفلونزا. لكن الأخبار التي جرى تداولها عبر شبكة الإنترنت الروسية ذهبت إلى حدوث أزمة شديدة أو انهيار خطير. وتعلم الجميع الدرس».
وأضاف: «الآن لا يجازف السيد بوتين مطلقًا عندما يتعلق الأمر بالميكروبات. وأظهرت الأفلام الوثائقية التي يعرضها التليفزيون الروسي الرسمي أن الرئيس الروسي يرفض الاجتماع بالوزراء المصابين بالسعال. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) وبَّخ مجلس الوزراء بأكمله بعدما اكتشف أن ثلاثة فقط منهم أخذوا مصلًا ضد الأنفلونزا».
وقال: «ثلاثة أشخاص أو أربعة إذا أضفتني إليهم. إن الإصابة بالأنفلونزا إيذاء للنفس. وكان من الممكن أن تمنعوه، لكنكم لم تفعلوا ذلك».
وأوضح المراسل أن «الرئيس طالب الحكومة الروسية بتبني منهجٍ يقضي بعدم التسامح مطلقًا عند التعامل مع فيروس «كورونا». على الرغم من أن خطر الفيروس على روسيا غير جوهري؛ إذ يبلغ طول حدودها البرية مع الصين ميلين و615 ميلًا (4 آلاف و184 كم). لكن موسكو حتى الآن لم تبلغ إلا عن إصابة حالتين مؤكدتين بالفيروس، والحالتان تخصان مواطنين صينيين. ويبدو أن المسؤولين يعتزمون التعامل مع الأمر – لدرجة بلغت حد الذعر – بهذه الطريقة».
ظروف غير إنسانية
وأشار المراسل إلى أنه «في يوم الأربعاء بدأت روسيا في إجلاء مواطنيها من مدينة ووهان، وأرسلت اثنين من العسكريين على متن طائرة من طراز إليوشين Ilyushin 76 إلى المدينة المنكوبة. وفوجئ معظم الروسيين البالغ عددهم 144 شخصًا بنقلهم من الصين إلى مدينة تيومين النفطية في سيبيريا. وقيل لهم إنه سيتم إرسالهم للحجر الصحي بالقرب من العاصمة موسكو. واشتكى البعض من ظروف غير إنسانية على متن الطائرة، إذا كانوا يتجمدون على متنها بلا بطانيات أو مرحاض جاهز للاستخدام.
وقالت فيكتوريا ماكوفتسوفا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «أقلعت بنا الطائرة لمدة 13 ساعة، وكان المرحاض غير جاهز للاستخدام. وكان عبارة عن دلو عادي، بلا إمكانية للاغتسال بماء متدفق، وكان الدلو ممتلئًا طوال الوقت. ولم يكن المشهد مناسبًا لضعاف القلوب».
وأردف المراسل: «جاءت مجموعة من ضباط الشرطة والجيش يرتدون ملابس حماية بلاستيكية واقية وأقنعة غاز لمقابلة هذه الحمولة الخاصة في مطار تيومين. وبعد رشهم بالمطهر، نُقِل الركاب عبر محطة تيومين الخاصة بكبار الشخصيات. ومن ثم نُقِلوا إلى جهة على مستوى أقل من الفخامة تقع على بعد 20 ميلًا (32 كم) وهي: مصحة متخصصة في الأمراض المعدية من ضمنها السل.
واختتم المراسل تقريره قائلًا: «والآن يتعين على النزلاء الجدد قضاء 14 يومًا داخل غرفهم، تحيط بهم أسوار عالية، بالإضافة إلى مجموعة من الحراس المسلحين الملثمين لحمايتهم من أية أفكار ضارة».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».