يفرض فيروس كورونا مجموعة من القواعد الصارمة على النشاط الكروي، مع استئناف الدوري الألماني والكوري الجنوبي، وعودة العديد من الدوريات الكبرى للتدريبات الجماعية.

نشر موقع المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرًا استعرض فيه المحاولات المبذولة في مختلف أنحاء العالم لاستئناف نشاط كرة القدم، والقواعد الجديدة التي فرضها فيروس كورونا لعودة الدوريات بطريقة آمنة قدر الإمكان خلال فترة التفشي.

وأوضح الموقع، في تقرير كتبته الصحافية كيت وايتينج، أن اللعب بكرات معقمة، وإجراء اختبارات إلزامية للكشف عن كوفيد-19، واقتصار الاحتفال بالأهداف على التلامس بالمرفق، والمقاعد الخالية، كلها باتت جزءًا من كرة القدم العالمية خلال الفترة الحالية، وهو ما رأيناه مع استئناف مباريات الدوري الألماني (البوندسليجا).

صحة

منذ سنتين
مترجم: تقييم شامل لكل محاولات ابتكار لقاح كورونا حتى الآن

وأضاف التقرير أن جائحة كورونا أجبرت الألعاب الرياضية في جميع أنحاء العالم على إيقاف نشاطها، كما تسببت في تأجيل الألعاب الأولمبية الصيفية، التي كان من المفترض أن تعقد في طوكيو، مما أدى إلى خسارة المليارات من العائدات السياحية والتلفزيونية. وتشير التقديرات إلى أن الفيروس كبَّد صناعة الرياضة في الولايات المتحدة وحدها خسارة تقدر بـ 2.2 مليار دولار من عائدات التلفزيون الوطني، منذ بداية شهر مايو (أيار) الجاري.

وعلى غرار الصناعات الأخرى – من السياحة، وحتى الترفيه – بات من الضروري إيجاد توازن بين استئناف عمل الاقتصادات وتعزيزها، وضمان القيام بذلك بأكثر الطرق أمانًا.

كرة القدم كما لم نعهدها من قبل

أوضح التقرير أن البوندسليجا كان أول دوري من دوريات الدرجة الأولى الأوروبية يستأنف اللعب، منذ أن تسببت جائحة كوفيد-19 في عمليات إغلاق طالت كافة الدول، بعدما عُلِّقَت المباريات منذ 13 مارس (آذار) الماضي.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ظل اللاعبون والجهاز الفني في الحجر الصحي لمدة أسبوع قبل انطلاق المباراة الأولى في 16 مايو، كما أجريت لهم اختبارات منتظمة للكشف عن فيروس كورونا. واستقل اللاعبون عدة حافلات خاصة بفرقهم، لضمان إمكانية جلوسهم بعيدًا عن بعضهم البعض بما يكفي أثناء التوجه إلى الملعب. وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن اللعب في حد ذاته كان طبيعيًّا، فإنه كانت هناك 30 كرة متاحة خلال المباراة جرى تعقيمها بعناية، بالإضافة إلى تقليل العناق خلال الاحتفال بالأهداف، واستبدلوا به المصافحة بقبضة اليد أو حتى بالحذاء.

وخلال المباراة، توجب على كل من هم خارج أرض الملعب ارتداء قناع للوجه، باستثناء المديرين الفنيين، الذين جرى إعفاؤهم من هذا الأمر؛ ليتسنى لهم توجيه تعليماتهم للاعبين. وكانت المدرجات خالية من المشجعين وهادئة للغاية، لدرجة تمكن مشاهدي المباراة في التلفزيون من سماع أصوات الحديث بين اللاعبين، واصطدام الكرة بالشباك.

وإجمالًا، لم يُسمح سوى لـ213 شخصًا فقط بالحضور إلى الملعب، بما في ذلك وسائل الإعلام والمسعفون، مع قياس درجة حرارتهم جميعًا. كما جلس البدلاء على مقاعد متباعدة بعضها عن بعض بمسافة مترين؛ مراعاةً لتدابير التباعد الاجتماعي، وارتدوا الأقنعة حتى بدأوا عمليات الإحماء، وتسلم اللاعبون المُستبدلون قناعًا لدى خروجهم من أرض الملعب.

Embed from Getty Images

هدف عالمي

أوضح التقرير أن ألمانيا لم تكن الدولة الوحيدة التي انطلق فيها النشاط الكروي مجددًا، فقد استأنف الدوري الكوري الجنوبي (كيه ليج) مبارياته يوم 8 مايو، مع اتخاذ تدابير طوارئ صارمة جديدة. وعلى سبيل المثال، إذا أصيب أحد اللاعبين أو أعضاء الجهاز الفني بكوفيد-19 خلال الموسم، فلن يلعب الفريق لمدة أسبوعين.

كما اتفق الاتحاد الإسباني لكرة القدم ودوري الدرجة الأولى (الليجا) على استئناف المباريات في يونيو (حزيران) لإنهاء الموسم. وستقام المباريات كل يوم من أيام الأسبوع، ولكن لا يمكن لأي فريق لعب مباراتين في غضون 72 ساعة، وستنطلق بعض المباريات في وقت متأخر حتى الساعة 11 مساءً خلال أشهر الصيف الحارة.

وذكر التقرير أنه لم يحدد بعد موعد لبدء دوري الدرجة الأولى الإيطالي (سيريا أيه)، لكن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أذن للفرق باستئناف التدريبات مرة أخرى ابتداء من 18 مايو، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأعمال التجارية الأخرى، التي بات بإمكانها فتح أبوابها من جديد، وستقتصر التدريبات على مجموعات مكونة من 10 لاعبين.

وفي المملكة المتحدة، قد يستأنف الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج) مبارياته في 12 يونيو، وتُجرى حاليًا نقاشات حول «مشروع عودة الدوري» مع اتحاد كرة القدم والحكومة. وقال وزير الثقافة البريطاني، أوليفر دودن، لهيئة الإذاعة البريطانية: «اتفقنا جميعًا على أننا لن نمضي قدمًا إلا إذا كان ذلك آمنًا، وأن تأتي صحة اللاعبين والمدربين والجهاز الفني وسلامتهم في المقام الأول».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد