كتبت مارين ماكينا، وهي باحثة في معهد شوستر للصحافة الاستقصائية بجامعة برانديز، تقريرًا في مجلة «وايرد» الأمريكية حول أزمة مقاومة المضادات الحيوية التي ربما تفاقمها جائحة كوفيد-19. وتتطرق في مقالها إلى الأزمة التي تعانيها شركات تصنيع المضادات الحيوية وإفلاس بعضها وتوقف البعض الآخر عن تصنيعها.

وتستهل الباحثة التقرير بالإشارة إلى الأدلة المتزايدة على أن انتشار جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم قد يجر خلفه جائحة أخرى بطيئة الحركة. وعلى الرغم من أن كوفيد-19 هو مرض فيروسي لا يتأثر بالمضادات الحيوية، إلا أن البيانات الأولية الواردة من المستشفيات تظهر أن نسبة عالية جدًا من المرضى – أكثر من 90% في بعض المجموعات – يجري علاجهم بهذه الأدوية لشفاء العدوى الثانوية أو الوقاية منها أثناء إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي أو خلال فترة الإقامة في المستشفى.

ويرافق هذا عدد، لا يمكن قياسه ولكن ربما كان ضخمًا، من الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية من تلقاء أنفسهم، أو بتشجيع من الباحثين ممن يتبنون نظريات غير شائعة، في محاولات مضللة لحماية أنفسهم.

كوفيد-19 يزيد من استخدام المضادات الحيوية

تمضي الكاتبة إلى أن هذه الظواهر المتوازية تعني أن كوفيد-19 يمكن أن يزيد من مقاومة المضادات الحيوية، أي قدرة التكيف لدى الكائنات المسببة للأمراض على التصدي للأدوية التي تهدف إلى قتلها. والمقاومة هي بالفعل أزمة؛ فهي تتسبب في ما يقدر بنحو 700 ألف حالة وفاة حول العالم كل عام، أي ما يقرب من أربعة أضعاف عدد الوفيات من فيروس كورونا المستجد حتى الآن. ويمكن أن يؤدي تقليل قوة المضادات الحيوية إلى تقويض جزء مهم من الاستجابة الطبية لكوفيد-19.

صحة

منذ 4 سنوات
«الجارديان»: هؤلاء أصيبوا بأمراض مقاومة لـ«المضادات الحيوية».. كيف يعيشون الآن؟

توجد أيضًا مضاعفات أخرى، فإذا حدثت زيادة في المقاومة، فلن تكون هناك أدوية لإصلاح المشكلة. مصنعو المضادات الحيوية ينسحبون من السوق، وبعضهم أفلس، لأن المقاومة تجعل منتجاتهم أقل ربحية. ومع تركيز شركات الأدوية على البحث عن علاجات لفيروس كورونا، هناك خطر حقيقي بأن يتخلف البحث في مجال المضادات الحيوية الجديدة لسنوات.

تقول مديرة مشروع مقاومة المضادات الحيوية في صندوق بيو الخيري، كاثي توكينجتون: «يساهم استخدام المضادات الحيوية في أي مكان في ظهور المقاومة في كل مكان. ما نسمعه عن طريق التواتر هو أن المزيد والمزيد من المضادات الحيوية يجري استخدامها خلال هذه الجائحة. ويمكنك أن تتخيل أنه إذا كان يجري استخدامها بوتيرة أكبر في الولايات المتحدة، فإن الدول الأخرى التي تواجه التحدي المتمثل في إيجاد أفضل طريقة للتعامل مع كوفيد-19 تكثف استخدامها كذلك».

وترصد الباحثة أحد العلامات التي تشير إلى القلق المتزايد حول هذا الأمر، ففي الشهر الماضي، نشر عدد من الباحثين البارزين في مجال مقاومة المضادات الحيوية مقالات رأي في مطبوعات في العديد من البلدان، فيما قالوا إنه ليس حملة منسقة ولكن تعبيرًا طبيعيًّا عن مدى القلق الذي تثيره لديهم هذه الاتجاهات. ظهرت النداءات في المجلات والصحف والمنشورات التجارية ومواقع المنظمات غير الربحية وفي المدونات الشخصية.

نشرت جولي جربردينج المقال الذي يعتقد أنه كان الأول من بين تلك المقالات في 23 مارس (آذار)، وهي طبيبة كانت تشغل منصب مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أثناء إدارة جورج دبليو بوش وهي الآن رئيس خدمات المرضى ونائب للرئيس التنفيذي في ميرك للأدوية.

وكتبت جولي: «يمكن أن يصبح التحدي المتمثل في مقاومة المضادات الحيوية دافعًا كبيرًا تجاه مزيد من الأمراض والوفيات في نظامنا الصحي، بينما يشكل عدد الوفيات بالالتهاب الرئوي من جراء فيروس كورونا ضغطًا على وحدات العناية المركزة بما يتجاوز قدرتها».

يقول الباحثون الذين يكتبون هذه المقالات إنهم شعروا بالحاجة إلى لفت انتباه الجمهور للمشكلة الآن، في الوقت الذي تناقش فيه الحكومات الإنفاق التحفيزي الذي قد يوجه بعض الدعم المالي لصناع المضادات الحيوية. ويقولون إن تأمين خط أنابيب المضادات الحيوية مهم في الدفاع ضد فيروس كورونا مثل أهمية إيجاد سبل العلاج واللقاحات.

يقول آدم روبرتس، عالم الأحياء الدقيقة ومكتشف المضادات الحيوية في كلية ليفربول للطب الاستوائي: «في سياق كوفيد-19، يجب اعتبار المضادات الحيوية مهمة مثل الملابس الواقية أو الكمامات. نحن لا نتوقع أن يذهب عمال الرعاية الصحية لمواجهة المواقف الحرجة في المستشفيات بدون معدات الحماية الصحيحة. ولا يجب أن نتوقع من المستشفيات القيام بعملها بدون المضادات الحيوية المناسبة. إنه جزء من دفاعنا في أي وضع وبائي».

Embed from Getty Images

غالبية وفيات الإنفلونزا الإسبانية لم تكن ناجمة عن الإنفلونزا نفسها

يوضح المقال أن الالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى بكتيرية عادة ما يصاحب الأوبئة الفيروسية. ففي عام 2008، استعرض العلماء مجموعة من الأدبيات العلمية عن إنفلونزا عام 1918، كما أعادوا فحص عينات الأنسجة المخزنة من تشريح الجثث الذي أجري أثناء تفشي ذلك الوباء.

وخلصوا إلى أن «الغالبية العظمى» من 100 مليون حالة وفاة في عامي 1918–1919 لم تكن ناجمة عن الإنفلونزا، بل بسبب عدوى بكتيرية تمكنت من أنسجة الرئة التي أصيبت بصدمة من جراء فيروس الإنفلونزا. (كان من بين المؤلفين جيفري تاوبينبرجر، عالم الفيروسات الذي حقق الإنجاز العلمي الاستثنائي لاستخراج فيروس 1918 من عينات تشريح الجثث، وأنتوني فاوتشي، الطبيب الذي يدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وأصبح النجم العلمي للجائحة الحالية).

«الغالبية العظمى» من 100 مليون حالة وفاة في عامي 1918–1919 لم تكن ناجمة عن الإنفلونزا، بل بسبب عدوى بكتيرية.

بعد عام من نشر ذلك التحليل، بدأ وباء إنفلونزا «أتش 1 إن 1» في عام 2009. اعتبر هذا التفشي في البداية خفيفًا؛ إذ قدرت منظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت أن 18.449 شخصًا فقط ماتوا به. بعد ذلك، خلص الباحثون في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن هذا العدد أقل كثيرًا من الحقيقي، وأن عدد الوفيات من المرجح أن يكون 284 ألف، وقدر فريق ثانٍ من الباحثين أن ما يصل إلى 55% من هذا العدد الأكبر بكثير من الوفيات لم يكن ناجمًا عن الهجوم الأولي للإنفلونزا، ولكن بسبب الالتهاب الرئوي البكتيري الذي جاء بعد ذلك.

تقول الكاتبة: لا تزال جائحة كوفيد-19 جديدة جدًا، لذلك يصعب التأكد من نسبة المرضى الذين يصابون بالالتهاب الرئوي الناجم عن البكتيريا، ولكن في الأبحاث المنشورة حتى الآن، هناك أدلة على أن الالتهابات البكتيرية قد تلعب دورًا كبيرًا كما فعلت في الأوبئة السابقة، وبالتالي قد تؤدي إلى زيادة استخدام المضادات الحيوية.

وصفت واحدة من أوائل الدراسات التي تلخص ما يحدث للمرضى المصابين بعدوى كوفيد-19، والتي نشرها الأطباء في ووهان بالصين في 11 مارس (آذار)، تجربة 191 مريضًا في مستشفيين، ووجد الأطباء أن 15% من المرضى أصيبوا بعدوى بكتيرية ثانوية، وكذلك نصف الذين ماتوا.

أنشأ روبرتس وأصدقاؤه موقعًا إلكترونيًا يجمعون فيه أي أوراق علمية جديدة تناقش الالتهابات البكتيرية أو الفطرية الثانوية أو استخدام المضادات الحيوية في كوفيد-19. وحتى صباح الأربعاء، حددوا 22 ورقة راجعها النظراء وثلاث مسودات.

توضح إحدى العينات التي عثروا عليها إصابة 33% من مرضى كوفيد-19 في باريس بداء الرشاشيات أيضًا، وهو فطر مقاوم للأدوية على نحو متكرر يصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

وفي دراسة صغيرة منفصلة للمرضى الفرنسيين، كان واحد من كل خمسة مصابًا ببكتيريا وفطريات في رئتيه. وفي مجموعة واحدة من المرضى الصينيين، كان لدى 27% عدوى بكتيرية ثانوية. وفي مجموعة أخرى، وجد المؤلفون «نسبة كبيرة»، بحسب وصفهم.

Embed from Getty Images

مخاطر تناول مرضى كوفيد-19 المضادات الحيوية في وحدات العناية المركزة

أكثر ما يثير القلق، بحسب الكاتبة، هو أن الأبحاث تظهر نسبًا عالية جدًا من المرضى، الذين دخلوا المستشفيات مصابين بما يُعتقد أنه كوفيد-19، يتلقون مضادات حيوية، ليس لعلاج التهابات بكتيرية جرى تشخيصها لديهم، ولكن تأمينًا وحماية بمجرد دخولهم إلى وحدات العناية المركزة أو وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي.

في تلك المجموعة الصينية الأولى، تلقى 95% من المرضى مضادات حيوية. وفي أوراق أخرى جمعها روبرتس وفريقه، تعد النسب عالية بالقدر نفسه، إذ يتلقى المضادات الحيوية أثناء رعاية مرضى كوفيد-19 ما تصل نسبته 100% و98.5% و93% و89% و64% و58% و45% من مجموعات المرضى في أماكن مختلفة.

في الأوقات العادية، تعد هذه المعدلات مرتفعة بمستوى لا يمكن تصوره.

تشرح الكاتبة أنه في الأوقات العادية، تعد هذه المعدلات مرتفعة بمستوى لا يمكن تصوره. ويحاول الأطباء والمستشفيات الالتزام بمجموعة من الممارسات، المعروفة على نطاق واسع باسم «إدارة المضادات الحيوية»، والتي تهدف إلى حصر استخدام المضادات الحيوية في الحالات التي تكون فيها هذه الأدوية مطلوبة حقًا.

إن أحد المبادئ الرئيسية لإدارة المضادات الحيوية هو التأكد من تحديد العدوى التي يعاني منها المريض وتأكيدها عن طريق المختبر. بهذه الطريقة، يمكن للأطباء أن يحددوا على نحو مناسب اختيار المضاد الحيوي وجرعته لمسبب المرض الذي يصيب المريض ولأي مقاومة موجودة بالفعل.

ليس من الممارسات الروتينية إعطاء المضادات الحيوية لشخص لمجرد أنه وضع على جهاز التنفس الصناعي، ولكن في الرعاية الخاصة بكوفيد-19، فإن الإجراءات التشخيصية التي تبرر إعطاء المضادات الحيوية – مثل إدخال أنبوب في الرئتين لإجراء فحص بصري أو أخذ عينات من سوائل الرئة – تعرض العاملين في مجال الرعاية الصحية لخطر كبير. وهذا يعني أنه لا يجري إرسال عينات إلى مختبر علم الأحياء الدقيقة السريري، لتحديد ما إذا كانت البكتيريا والفطريات موجودة جنبًا إلى جنب مع الفيروس. وهو ما قد يدفع الأطباء إلى وصف الدواء من واقع التجربة أو على سبيل الحيطة.

يقول كورنيليوس ج. كلانسي طبيب الأمراض المعدية الذي يعد أبحاثًا عن أنماط استخدام المضادات الحيوية: «يقلقني أن الأمر قد يصل بنا إلى تخفيف ممارسات إدارة المضادات الحيوية، واستخدام الكثير من المضادات الحيوية واسعة النطاق بما يتجاوز ما لدينا عادة. وقد يتفاقم هذا بسبب النقص، أو مشكلات التوريد من أجزاء مختلفة من العالم».

دواء الملاريا المستخدم في علاج كوفيد-19 قد يزيد من الوفيات

لا يتوقف القلق عند استخدام المستشفيات الزائد للمضادات الحيوية، والمقاومة التي من المرجح أن يحدثها ذلك، بل يمتد إلى الاستخدام المجتعمي غير المنضبط. المضاد الحيوي أزيثروميسين هو نصف العلاج الوقائي البديل (إلى جانب هيدروكسي كلوروكوين) الذي روج له طبيب في فرنسا، وانطلق عبر وادي السليكون، ونادى باستخدامه البيت الأبيض و«فوكس نيوز» بشكل مستمر.

والأدلة ضعيفة على أن هذه المجموعة تنجح في العلاج، فخلال هذا الأسبوع فقط، أظهرت مسودة جديدة لباحثين في قسم النظام الصحي لرعاية قدامى المحاربين في كولومبيا في ساوث كارولينا وجامعة ساوث كارولينا وجامعة فيرجينيا، أن هيدروكسي كلوروكوين لا يوفر حماية من كوفيد-19، ليس هذا فحسب بل إنه يرتبط بارتفاع معدلات الوفيات. (تعتبر هذه الدراسة أولية، أي مسودة لم تخضع بعد لمراجعة النظراء أو نشرت في مجلة طبية).

ومع ذلك، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، كان هناك ارتفاع كبير في استخدام أزيثروميسين لدرجة أن تسع شركات مصنعة مختلفة أبلغت عن نقص لا يمكنها سده لعدة شهور.

أزيثروميسين ليس المضاد الحيوي الوحيد الذي يستخدم لعلاج كوفيد-19، في غير استخدامه الأساسي. وتظهر الأوراق والمسودات الجديدة أن الأطباء يجربون الأموكسيسيلين والتتراسيكلين والدوكسيسيكلين والتكوبلانين، وهو دواء الملاذ الأخير الذي يستخدم ضد بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، في محاولة لمنع عدوى فيروس كورونا. كل هذا يضاف إلى كميات هائلة من الاستخدام المفرط، وإلى زيادة مخاطر المقاومة الناشئة ويقوض قوة تلك الأدوية.

تقول الكاتبة إن هذه مشكلة، لأن المقاومة قوية بالفعل، ففي أجزاء من الولايات المتحدة، يتغلب المسبب الجرثومي الرئيسي للالتهاب الرئوي على المضاد الحيوي الذي يستخدم كخيار أول مع أكثر من نصف الحالات. إنها مشكلة بالقدر ذاته لأنه لا يتوفر سوى عدد قليل من الأدوية الجديدة لتحل محله.

صحة

منذ 4 سنوات
أدوية تعمل «سرًا» لصالح البكتيريا الخارقة للمضادات الحيوية!

في الأسبوع الماضي، نشر صندوق بيو الخيري بيانات جديدة تظهر أن تطور المضادات الحيوية هشة؛ إذ لا يزال أكثر من نصف الأدوية الجديدة قيد التصنيع في المرحلة الأولى أو الثانية من التجارب، مما يضعها على بُعد سنوات من الموافقة عليها.

وجميع الشركات التي تطور عقاقير جديدة، باستثناء واحدة، هي شركات تكنولوجيا حيوية صغيرة ليس لديها سوى القليل من المال المتاح من أجل البقاء طوال الوقت الذي تستغرقه للوصول إلى مرحلة التصنيع هذه.

تقول كاثي توكينجتون: «لا نملك المجموعة المتنوعة من المضادات الحيوية التي نحتاجها، ولا الآليات المبتكرة التي نحتاجها، وليس لدينا ما يكفي للتعامل مع مسببات الأمراض ذات الأولوية لمنظمة الصحة العالمية».

تقول الكاتبة: لا أحد يجادل بشأن حجب المضادات الحيوية عن المرضى الذين يحتاجون إليها. (على الرغم من أن خفض الاستخدام خارج المستشفى من جانب الأصحاء القلقين الذين يستخدمونها للوقاية سيكون أمرًا جيدًا). لكن المشكلة هي كيفية تعزيز تطوير الدواء كي تتوفر المضادات الحيوية الجديدة إذا ما أدى الاستخدام المتزايد بدفع المقاومة إلى آفاق جديدة. وقد ثبت أن ذلك يمثل تحديًا حتى الآن.

مقاومة المضادات الحيوية تكبد تكاليف مادية وبشرية باهظة

بالإضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات السنوية ارتفاعًا كبيرًا، تؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى تكبد تكاليف باهظة، إذ تقدر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنه في عام 2013 تطلبت البكتيريا المقاومة إنفاق 20 مليار دولار إضافية على الرعاية الصحية كل عام في الولايات المتحدة فقط.

ومع ذلك لم تؤد المشكلة إلى رد فعل من السياسة العامة مثل الذي أحدثه فيروس كورونا المستجد. في الواقع، طرح الحزبان (الجمهوري والديمقراطي) اقتراحًا واحدًا بتوفير مبلغ صغير من التمويل الإضافي لشركات تصنيع الأدوية، عن طريق زيادة معدلات السداد للرعاية الطبية لمشتريات المستشفيات من المضادات الحيوية، غير أن الاقتراح شطب من أول فاتورة تحفيز للجائحة.

وفي العام الماضي، دخلت شركتان واعدتان لإنتاج المضادات الحيوية، هما «ميلينتا ثيوباتيكس Melinta Therapeutics» و«أشوجن Achaogen»، حيز الإفلاس على الرغم من موافقة إدارة الغذاء والدواء على أدويتهما. ومنذ عام 2000، توقفت معظم شركات الأدوية المخضرمة التي كانت تصنع المضادات الحيوية سابقًا. وإذا جعلت الرعاية الخاصة بفيروس كورونا المقاومة أكثر سوءًا، بشكل يؤدي إلى خروج المزيد من المضادات الحيوية من السوق، فقد يشجع ذلك الشركات القليلة المتبقية على التوقف.

تنبأ تقرير بأن الوفيات من مقاومة المضادات الحيوية يمكن أن تصل إلى 10 ملايين سنويًا في أنحاء العالم بحلول عام 2050.

تشير الكاتبة إلى أن التعبئة الدولية الهائلة لفعل شيء حيال فيروس كورونا المستجد – من تحديد العقاقير الموجودة والعمل على علاجات جديدة، حتى التوصل إلى لقاح – قد توفر الأمل بالنسبة لأبحاث المضادات الحيوية.

علوم

منذ 3 سنوات
نعرف قصة اكتشاف المضاد الحيوي لكن ماذا نعرف عن مضادات الفيروسات؟

ويُظهر الكم الهائل من العمل الذي يجري على قدم وساق أنه يمكن توجيه المال والغاية لمواجهة الخطر، إذا ما كان هذا الخطر يبدو مخيفًا بما فيه الكفاية. ففي عام 2014، تنبأ تقرير حكومي بريطاني بأن الوفيات من مقاومة المضادات الحيوية يمكن أن تصل إلى 10 ملايين سنويًا في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050. وهذا بالتأكيد يبدو مريعًا، بحسب الكاتبة.

يقول جيري رايت، عالم الأحياء الدقيقة ومكتشف عقاقير ومدير معهد مايكل ج. ديجروت لأبحاث الأمراض المعدية في جامعة ماكماستر: «آمل أنه بمجرد خروجنا من هذا سيكون لدينا تقدير جديد لمدى ضعفنا إزاء العدوى، سواء كانت فيروسات جديدة أو عدوى بكتيرية أو فطريات مقاومة في عنبر السرطان. إننا نحتاج حقيقة إلى الاستثمار في عقاقير ولقاحات جديدة مسبقًا، وأن يستمع صانعو السياسة إلى ذلك ويتخذوا بعض الإجراءات».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد