من غزة، مرورًا باليمن، وسوريا، وليبيا، وليس انتهاء بجيبوتي؛ تبذل مصر جهودًا متأنية لبناء علاقاتها الإستراتيجية في المنطقة؛ حسبما خلص مقال أعده سيث جاي فرانتزمان، محلل شؤون الشرق الأوسط، ونشره موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.
يستهل فرانتزمان مقاله بالحديث عن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي، وهي أول زيارة لرئيس مصري إلى منطقة القرن الأفريقي منذ سنوات، تزامنًا مع تصاعد التوتر مع إثيوبيا على خلفية أزمة سد النهضة، وبموازاة إرسال مصر طائرات من المساعدات الإنسانية لمواجهة كورونا.
زيارة تاريخية إلى جيبوتي
نقلت منصة العين الإخبارية الإماراتية عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية قوله: إن زيارة السيسي لجيبوتي «تاريخية» وهي الأولى من نوعها. يعلق الكاتب الإسرائيلي على ذلك قائلًا: ترتبط الزيارة بمخاوف إقليمية أكبر لدى مصر بشأن سد النهضة في إثيوبيا؛ ولا غروَ أن تشهد الزيارة عقد قمة مصرية – جيبوتية لبحث الملفات المختلفة المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة على الأصعدة الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
توثيق العلاقات العسكرية مع السودان
بدأت إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء سد النهضة هذا الشهر؛ ما تسبب في توترات مع مصر، التي تبذل جهودًا لتوثيق علاقاتها العسكرية مع السودان، والإمارات، واليونان، ودول أخرى.
نشاط مصري في ليبيا وتوسط بين حماس وإسرائيل
ينشط السيسي أيضًا في ليبيا، حيث يدعم حكومة الشرق في بنغازي ضد القوات المدعومة من تركيا في طرابلس. والأهم من ذلك ساعدت مصر في التوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وهي لاعب مهم يحاول كبح جماح الصراع، على حد وصف الكاتب الإسرائيلي.
يتابع المقال: بينما شجعت إيران وتركيا جهود حماس الحربية، كانت مصر براجماتية ومارست دورها التقليدي المفيد. كما اكتسبت مصر مصداقية أكبر لدى واشنطن من خلال هذا الدور.
قاعدة إستراتيجية للجيوش الغربية
يلفت المقال إلى أن جيبوتي محطة مهمة للسفن، وقاعدة إستراتيجية للجيوش الغربية وغيرها. وهي بلد مهم لأمن القرن الأفريقي. وهذا مهم لأنه يمكن أن يؤثر على إثيوبيا، وإريتريا، والصومال، واليمن.
يشير الكاتب إلى أن مصر لعبت منذ فترة طويلة دورًا أقوى بكثير في اليمن خلال حقبة الستينات. وينقل عن منصة العين الإخبارية قولها: «يسعى البلدان إلى تحقيق مصالحهما المشتركة التي تجسد الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بين مصر وجيبوتي».
قوس استقرار في طور التكوين
كل هذه التطورات مهمة؛ لأن هناك قوس استقرار في طور التكوين، يشمل: منتدى غاز شرق المتوسط، وبالتالي فهو يشمل مصر، وإسرائيل، وقبرص، واليونان، والسلطة الفلسطينية. كما يضم شريكي السلام الخليجيين مع إسرائيل: البحرين والإمارات. ويشمل أيضًا: السعودية وعمان.
أرادت مصر أيضًا التواصل مع النظام السوري. وبعد إجراء انتخابات رئاسية رسمية، فاز فيها بشار الأسد، يرجح الكاتب أن يمهد الطريق لتعزيز العلاقات بين البلدين. يختم الكاتب مقاله بالقول: تضطلع إيران بدور معاكس، هو: تسليح المليشيات وتمويلها ونشر الفوضى والإفلاس. وبالتالي فإن انطلاقة مصر صوب جيبوتي لها دلالة رمزية ومهمة.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».