نشر موقع «المونيتور» الإخباري مقالًا للكاتب جورج ميخائيل، الصحافي المستقل المتخصص في قضايا الأقليات والقضايا السياسية، تناول فيه مساعي حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح حكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، من أجل محاصرة نفوذ الجماعة خارج الحدود المصرية وبخاصة في خاصرتها الجنوبية في دولة السودان، وذلك من خلال إرسال القوافل الدعوية التابعة لمؤسسة الأوقاف المصرية لنشر الفكر الوسطي المعتدل ومقاومة التطرف، بحسب التصريحات المصرية.

مواقع صديقة

منذ سنتين
«فاينانشال تايمز»: بعد عقدٍ من سقوط حسني مبارك.. مصر دولة متضائلة

قوافل دعوية لمواجهة فكر جماعة الإخوان المسلمين

يستهل الكاتب مقاله بالكشف عن أن مصر ترسل قوافل من الأئمة والدعاة إلى عدة مناطق سودانية، أبرزها منطقة دارفور، حيث اندلعت الاحتجاجات وأعمال العنف وسط اتهامات من جانب الحكومة السودانية القائمة بأن جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء نظام الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، يقفون وراء هذه الاحتجاجات.

ولإظهار حجم الوجود والنفوذ الإخواني في السودان، أرفق الكاتب مقاله بصورة لمؤيدي الإخوان المسلمين والرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، وهم يتظاهرون بعد صلاة الجمعة أمام القصر الرئاسي في العاصمة السودانية، الخرطوم، في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت في مصر في السادس عشر من شهر أغسطس (آب) عام 2013.

ويضيف الكاتب أن مصر تعمل بمنتهى النشاط على دعم السودان في محاربة جماعة الإخوان المسلمين وأيديولوجيتها؛ إذ أرسلت وزارة الأوقاف المصرية، بالتنسيق مع نظيرتها السودانية، قافلة من الأئمة والدعاة إلى السودان في الرابع من شهر فبراير (شباط)، وتحديدًا إلى إقليم دارفور؛ حيث اندلعت احتجاجات وأعمال عنف في الآونة الأخيرة.

وفي العاشر من شهر فبراير، اندلعت احتجاجات وأعمال عنف ونهب في مناطق شمال دارفور، وغرب دارفور، وشرق دارفور، وشمال كردفان. واتهمت الحكومة السودانية الانتقالية أنصار الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بتأجيج تلك الاحتجاجات ونشر أيديولوجيتهم في المنطقة. ونتيجةً لذلك، شنَّت السلطات السودانية حملة قمع صارمة ضد شخصيات محسوبة على النظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين.

وفي الثالث والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أغلقت السلطات السودانية 131 جمعية مرتبطة بالإخوان المسلمين في جنوب دارفور، واتهمتها بتلقي أموال أجنبية لدعم الأنشطة الإرهابية، والتحريض على العنف، ونشر الفكر المتطرف في المنطقة.

Embed from Getty Images

أهداف القوافل المصرية

ويلفت الكاتب إلى أنه في إطار جهود مكافحة الفكر المتطرف ونفوذ الإخوان المسلمين في المنطقة، رحَّبت ولايات إقليم دارفور بالقافلة الدعوية المصرية لنشر الفكر الوسطي المعتدل ومحاربة التطرف. وفي هذا الصدد، كشف أشرف فهمي، الأمين العام للتدريب في وزارة الأوقاف المصرية ورئيس وفد الأئمة المصريين إلى السودان، عن أهداف القافلة خلال مؤتمر صحفي فور وصولها، قائلًا إن: «القافلة المصرية، بالتعاون مع أئمة السودان، تعمل على نشر الفكر المستنير ونبذ الفرقة والعنف والتطرف، والتركيز على قضية الحفاظ على الوطن وحماية مؤسساته الوطنية».

وفي الخامس من شهر فبراير، ألقى فهمي خطبة الجمعة في مسجد نيالا في ولاية جنوب دارفور، حول ضرورة تعزيز التسامح بين البشر ونبذ القَبَلية والتعصُّب. ونظمت القافلة الدعوية يوم السادس من فبراير دورة تدريبية للداعيات المصريات والسودانيات في شمال دارفور، تناولت الفكر المتطرف لدى المواطنين السودانيين.

وقال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، في تصريح صحفي في الرابع عشر من فبراير: «إن القافلة لقيت ترحيبًا كبيرًا من جانب السودانيين؛ نظرًا إلى دورها في دعم التعاون في نشر الفكر الوسطي المعتدل ومكافحة التطرف. فالهدف هو نشر الاعتدال، والتصدي للإرهاب، ووضع حد لما يحدث في مصر والسودان».

ونذكر هنا أن التعاون الديني بين مصر والسودان شهد تحسنًا منذ اندلاع الثورة السودانية التي أطاحت الرئيس عمر البشير.

فقد زار وزير الأوقاف السوداني، نصر الدين مفرح، مصر في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي عام 2020. كما نظَّمت وزارة الأوقاف المصرية ونظيرتها السودانية دورة تدريبية للأئمة المصريين والسودانيين في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر عام 2020، حول التعاون في مكافحة التطرف ومواجهة أيديولوجيات الجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان المسلمين في كلا البلدين.

وعلاوةً على ذلك، أشاد مجلس النواب المصري بنتائج زيارة القافلة الدعوية إلى السودان، وأصدرت اللجنة البرلمانية الخاصة بالشؤون الأفريقية بيانًا في الثالث عشر من فبراير دَعَت فيه وزارة الأوقاف المصرية إلى تنظيم المزيد من القوافل الدينية في السودان لنشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الأيديولوجيات الإرهابية والمتطرفة.

معاناة إقليم دارفور من الفكر المتطرف والحركات الجهادية

ومن ناحية أخرى، قالت أماني الطويل، مديرة برنامج أفريقيا في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، لموقع «المونيتور» الإخباري: «إن إقليم دارفور في السودان يعاني من انتشار الفكر المتطرف، والحركات الجهادية، وانتشار السلاح، خاصة في ظل اندلاع اشتباكات مسلحة بين السكان المحليين في المنطقة وأنصار نظام الرئيس المخلوع البشير، وارتفاع معدل الفقر ونفوذ الإخوان هناك».

Embed from Getty Images

وأضافت أماني: «تعمل مصر على مساعدة الحكومة السودانية في محاربة الفكر الإخواني والفكر المتطرف، وبخاصة في منطقة دارفور، من خلال إرسال قوافل دعوية وتنظيم دورات تدريبية للأئمة السودانيين حول كيفية التعامل مع أيديولوجية الإخوان».

وأشارت أماني الطويل إلى أن «محاربة التطرف في السودان تُعد هدفًا إستراتيجيًّا لمصر، لأن الاضطرابات وأعمال العنف التي يتسبَّب فيها الإخوان تؤثر في أمن مصر التي تشترك في الحدود مع السودان».

وأضافت: «يجب إرسال المزيد من القوافل الدعوية المصرية إلى السودان، بالإضافة إلى دعم الحكومة السودانية الجديدة في القضاء على الفقر في منطقة دارفور».

وقال أشرف فهمي، الأمين العام للتدريب في وزارة الأوقاف المصرية ورئيس وفد الأئمة المصريين إلى السودان، في بيان صحفي صدر في الخامس عشر من شهر فبراير: «إن القافلة الدعوية المصرية التي توجَّهت إلى السودان حققت كل أهدافها المنشودة المتعلقة بتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين على المستوى الديني».

وتابع فهمي: «تهدف القافلة أيضًا إلى نشر الفكر المستنير، ودعم المصالح المشتركة، وتعزيز العلاقات المصرية مع دول الجوار. ويظهر السودانيون مشاركة كبيرة وتفاعلًا إيجابيًّا مع الأئمة والدعاة المصريين من حيث تبادل الخبرات والمعلومات».

الاستفادة من «تجربة مصر الفريدة» في مواجهة التطرف

من جانبه، قال شريف الجبالي، رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة بالشؤون الأفريقية، لموقع «المونيتور»: «تتمتع مصر بتجربة فريدة في مواجهة الفكر الإخواني الضيق الأفق، ولهذا أراد السودان التعاون لمواجهة التطرف». وأضاف: «أن القافلة الدعوية المصرية استهدفت المناطق السودانية التي ينتشر فيها الفكر الإخواني على نطاق واسع، وشجَّع البرلمان المصري وزارة الأوقاف على إرسال مثل هذه القوافل الدعوية إلى دول أفريقية أخرى».

وأشار الجبالي إلى أن: «السودان يحاول تطهير مناطقه من آثار حكم الإخوان المسلمين من خلال نشر الفكر المستنير، واستبعاد جميع أعضاء الإخوان من مراكز صنع القرار، بالتزامن مع رَفْع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ولهذا الغرض، وجَّه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، جميع مؤسسات الدولة لدعم السودان في تحقيق أهدافه المشروعة».

واختتم الكاتب مقاله بقول الجبالي إن: «القاهرة تتعاون مع السودان على المستويين الأمني ​​والديني لوضع حد لمخططات الإخوان، لأن مصر تريد الحفاظ على استقرار السودان».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد