وأوضح أنور أن الأقليات الإثنية والدينية، والمعارضة السياسية، والنساء، ومجتمع المثليين، جميعهم، يكافحون من أجل المساواة في الحقوق، وعدم التعرض للعنف. ويبذل الناشطون في إفريقيا – وكثير منهم من النساء – جهودًا كبيرة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في القارة. ويستخدم البعض مفاهيم تقليدية للأنوثة والأمومة من أجل النهوض بأهدافها السياسية.
المقصود بالأمومة السياسية هو شكل من أشكال المشاركة السياسية للمرأة – يضيف أنور – حيث يتم تعبئة النساء في المجال السياسي العام وتعبئة المجموعات الأخرى من خلال الارتباط بأدوارهن كأمهات.
يسلط البحث الضوء على كيفية استخدام الناشطات هذا المفهوم لزيادة المشاركة السياسية لمختلف القطاعات في المجتمع. وأحد هذه القطاعات هو النساء اللاتي لم تكن لهن أنشطة سياسية في السابق، ولم يولين اهتمامًا بالسياسة، أو الانخراط في عمل جماعي، ثم استلهمن هوياتهن كأمهات لدخول المجال العام.
يعتقد أنور أن من يدرسون الحركات الاجتماعية لم يلتفتوا إلى «الأمومة السياسية» كقوة تعبئة من أجل إرساء الديمقراطية. ويرجع ذلك إلى أن السياسة عادة ما ينظر إليها على أنها مجال ذكوري. ويمكن أن يعزى ذلك إلى التفكير في أوروبا أثناء حقبة التنوير الذي ربط بقاء المرأة في المنزل بالتحضر. وقد انتشر هذا المفهوم إلى بقية أرجاء العالم عبر الاستعمار الأوروبي، وما زال يضع قيودًا على مشاركة النساء في الحياة السياسية.
اقرأ أيضًا: «الحاجة أم الاختراع».. مصريات يبدعن حلولًا لمواجهة الغلاء
الأمومة السياسية
الحالة المصرية
كان للأمهات تاريخ سياسي طويل في مصر يعود إلى ثورة 1919، عندما دشنت النساء المصريات العلاقة الاستراتيجية بين الأمومة والقومية. واستخدمن دورهن «كأمهات الأمة» لإضفاء الشرعية على نشاطهن السياسي.
وقد أعيد توظيف هذا المفهوم مرة أخرى خلال الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني) من عام 2011 – يؤكد أنور – وهي جزء من أحداث الربيع العربي. وما تزال الرمزية لسيدة مصرية عجوز، وهي تقبّل ضابطًا مصريًا على خده؛ لدفع الشرطة للكف عن أعمالهم الوحشية ضد المتظاهرين، واحدة من أقوى رموز الثورة.
الدروس المستفادة
واصلت الأمهات المصريات نضالهن من أجل المطالبة بالعدالة والمساءلة. وعندما أثبتت حكومة الإخوان المسلمين أنها غير عادلة مثل نظام مبارك، نزلت النساء إلى الشوارع مرة أخرى للمطالبة بالعدالة.
وعبر تعزيز وضعهن كأمهات مكافحات، فإن المرأة قادرة على الاستمرار في الضغط على الأنظمة الاستبدادية وشبه الاستبدادية. فالنظم التي تدعي شرعيتها عبر ترسيخ فكرة أن الأسرة هي أساس للمجتمع، يصعب عليها قمع هذه الاحتجاجات عندما تلعب المرأة دورًا مركزيًا.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».