في مدوّنته بموقع «وول ستريت جورنال»، يشرح «إريك تريجر» نظريات المؤامرة المصرية التي تجمع «هيلاري كلينتون» بالإخوان المسلمين، في مخططٍ لإسقاط مصر تصدى له الجيش المصري.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الولايات المتّحدة الآن، من أجل الجمعية العمومية للأمم المتّحدة. من المقرّر أن يلتقي السيسي على هامش العمومية بالمرشّح الرئاسي الأمريكي «دونالد ترامب». ليس هذا مفاجئًا، فترامب يحمل إعجابًا خاصًا برجال الدولة الأقوياء.

لكن ما فاجأ البعض في مصر هو أن الرئيس سيلتقي «هيلاري كلينتون»، السيّدة الأولى وزيرة الخارجية الأمريكية سابقًا، والمرشّحة حاليًا في انتخابات الرئاسة القادة في نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي يؤمن قطاع من المصريين أنّها جزءٌ أصيل من المؤامرة العالمية التي تتصدرها الولايات المتّحدة ضد مصر. في مدوّنته بموقع «وول ستريت جورنال»، يشرح «إريك تريجر» نظريات المؤامرة المصرية التي تجمع «هيلاري كلينتون» بالإخوان المسلمين، في مخططٍ لإسقاط مصر تصدى له الجيش المصري.

«هيلاري» وراء فوز محمد مرسي بالرئاسة

يونيو (حزيران) من العام 2012. قبل 4 أيام من إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، قال «هيلاري كلينتون»، وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، إنه «من الضروري أن يفي الجيش بوعده للشعب المصري بتسليم السلطة إلى الفائز الشرعي». ومع أنها قالت في نفس المقابلة إن الوزارة لا تعرف اسم الفائز بعد، فإن هذا تم تفسيره في مصر على أنّه دعمٌ لجماعة الإخوان المسلمين ومرشحها «محمد مرسي» في مواجهة الجيش المصري.

ثمّ عمّقت «هيلاري» من إيمان المصريين بهذه النظرية دون قصدٍ في زيارتها إلى القاهرة بعد أسبوعين من تولي مرسي للرئاسة، إذ قالت في تصريحٍ صحفي إن «الولايات المتّحدة تدعم الانتقال الكامل إلى الحكم المدني، بكل ما يستلزمه ذلك». وهو ما ردّ عليه – وفقًا لمعتنقي النظرية – وزير الدفاع المصري آنذاك، المشير «محمد حسين طنطاوي»، بعد ساعاتٍ من زيارتها إلى القاهرة، إذ قال إن القوات المسلّحة لن تسمح لأي أحدٍ، خاصة هؤلاء المدفوعين من الخارج، بتشتيتها عن دورها دفاعًا عن مصر، ولن يسمح لأي «جماعة معيّنة»، بالسيطرة على البلاد.

انطباعٌ مشوّه

يستغرب «تريجر» إصرار بعض وسائل الإعلام المصرية على الترويج لمثل هذه النظريات، وزعمها أن المساعدة الأولى لهيلاري كلينتون «هما عابدين» عضوة سرية بجماعة الاخوان. كما روّجت العام الماضي إلى أن زوجة الرئيس محمد مرسي ستنشر «اتصالات سرية» بين زوجها وهيلاري كلينتون تكشف عن «علاقتهما الخاصة».

هذه النظريات، يقول «تريجر»، تعطي انطباعًا مشوهًا عن نظرة هيلاري إلى الوضع السياسي في مصر بعد مظاهرات 25 يناير في مصر، والتي تشكّكت فيها هيلاري كلينتون علنًا واختلفت مع قرارات الرئيس باراك أوباما بشأن احتضانها. في مذكّراتها، تستعيد هيلاري انطاباعاتها الأولى السلبية حيال الرئيس محمد مرسي، بينما تتحدّث بشكلٍ مختلف عن المشير طنطاوي. تقول هيلاري إن ما استخلصته من تجربتها مع إدارة أوباما بشان الربيع العربي هو أن محاولات واشنطن السير على الحبل عن طريق دعم القيم الديمقراطية وتأمين مصالحها الاستراتيجية بلا دعم مرشحين أو طوائف بعينها لم يسهم إلا في تعميق انعدام الثقة.

كلّ هذا لا يعرفه العديد من المصريين، الذين ما زالوا يعتقدون أن هيلاري «اعترفت» في مذكراتها بأنّها ساعدت في خلق الدولة الإسلامية، إلى جانب اعترافات أخرى لا أساس لها من الصحة يتداولها المصريون في محافل مختلفة. بل إن البعض رحّب بخبر اللقاء بين هيلاري والسيسي باعتباره خسارة للإخوان المسلمين، وأشار إلى أن الإخوان يسعون جاهدين لمنع هذا اللقاء.

«ترامب» أقرب إلى النخبة المصرية

يصبّ هذا العداء لهيلاري عند النخبة المصرية في مصلحة ترامب، الذين يغضّون الطرف عن تعليفاته ضد المسلمين باعتبارها جعجعة انتخابية فارغة، مركزين أكثر على تعهّدات ترامب بتدمير داعش، والتعاون مع القادة الأوتوقراطيين. «محمد كمال»، البرلماني السابق وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحلّ، كتب مؤخرًا في «المصري اليوم» قائلًا إن من يتابع تصريحات ترامب سيجد أن كثيرًا منها يتسّق ومواقف الدولة المصرية خلال الفترة الحالية.

هذا ويتوقّع «محمد عرابي»، وزير الخارجية السابق ورئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب إن العلاقات الثنائية ستتحسن بغض النظر عن اسم الفائز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأن الفكر الأمريكي سيستمر في فرض حالة الفوضى على الشرق الأوسط. الملاحظة الأخيرة، يقول «تريجر»، تذكّرنا بأن نظريات المؤامرة لا تهزّها الأخبار والتطوّرات، وأن نظرية دعم هيلاري للإخوان المسلمين لن تنفك عنها لفترة طويلة، حتى بعد لقائها بالسيسي.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد