نشر موقع صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا حول حذف موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لعشرات الآلاف من الحسابات في إنجلترا منذ الأسبوع الماضي، وذكر التقرير أن «فيسبوك» بدأ معركتة ضد الأخبار الكاذبة إلى إنجلترا قبيل الانتخابات العامة الشهر المقبل.
نشر «فيسبوك» سلسلة من الإعلانات في الصحف في بريطانيا يوم الاثنين الماضي، لتقديم المشورة إلى ملايين المستخدمين في البلاد حول كيفية كشف التضليل على الإنترنت. كما أعلن إزالة عشرات الآلاف من الحسابات المزيفة في بريطانيا، وتعديل خوارزميات الموقع في البلاد لتقليل المعلومات الخاطئة والرسائل غير المرغوب فيها التي ستظهر للمستخدمين عبر حساباتهم الشخصية.
اقرأ أيضًا: الترجمة الكاملة لـ«مانيفستو زوكربيرج».. رؤية مؤسس «فيسبوك» للتاريخ والعالم ومستقبله
ويرى التقرير أنه بالرغم من الجهود المتزايدة لعملاق التواصل الاجتماعي للحد من انتشار المعلومات الخاطئة، لا يزال صانعو السياسات والصحافيون وغيرهم في أوروبا متشككين بشأن قدرة «فيسبوك» وشركات التكنولوجيا الأخرى على مكافحة هذه الزيفات الرقمية.
وأورد التقرير دعوة بعض السياسيين في أوروبا لفرض غرامات كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، إذا ما فشلت في مواجهة المعلومات المزيفة، والخطابات التي تحض على الكراهية. ورفض العديد من الناشرين الأوروبيين المشاركة في جهود التحقق من المعلومات التي قامت بها «فيسبوك»، قائلين إن التحقيق مسؤولية الشركة وحدها، وهي من تحدد ما هو كاذب أو مضلل.
ونقل التقرير عن جرونر جهر، وهو ناشر ألماني، في فبراير (شباط) رفضه مساعدة «فيسبوك» للتحقق من المعلومات حيث قال: «يجب أن يعرف فيسبوك أنه وحده سيظل مسؤولًا عما يحدث على منصته، يجب أن يكون على استعداد فورًا لمنع انتشار الأخبار التي يظهر بوضوح أنها غير صحيحة».
بدأت شركات التكنولوجيا التحول إلى الذكاء الاصطناعي، لمكافحة انتشار الأخبار الوهمية
على الإنترنت، بما في ذلك التحقق التلقائي من صحة البيانات. وتعتزم منظمتا «فولفاكت» و«فاكتماتا»، وهما منظمتان بريطانيتان، اختبار مثل هذه البرامج قبل الانتخابات العامة البريطانية فى 8 يونيو (حزيران) المقبل.
وتأتي حملة «فيسبوك» الأخيرة في بريطانيا بعد انتقاد صريح لدور الشبكة في نشر معلومات كاذبة خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، وكذلك خلال سلسلة من الانتخابات في أوروبا هذا العام.
وذكر التقرير أن الشركة سعت إلى تقليل فرص المواقع الإخبارية المزيفة في كسب المال من الإعلانات على شبكتها، وعرضت مبادرات التحقق من المعلومات في أوروبا قبل التصويت الأخير في هولندا وفرنسا، والأخرى القادمة في بريطانيا وألمانيا.
صرحت الشركة الأسبوع الماضي، أنه سيتم توظيف 3000 مشرف آخرين – أي ما يقرب من ضعف عدد المشرفين في جميع أنحاء العالم – الذين يكشفون عن أي محتوى غير لائق أو مسيء، وخاصة في مقاطع الفيديو الحية التي تشجع الناس على البث.
ويشير التقرير إلى أن هذه الخطوة تأتي مع بدء شركات التكنولوجيا وعلماء البيانات التحول إلى الذكاء الاصطناعي، وغيره من التكنولوجيا الفائقة في محاولة لمكافحة انتشار الأخبار الوهمية على الانترنت، بما في ذلك التحقق التلقائي من صحة البيانات. وتعتزم منظمتا «فولفاكت» و«فاكتماتا»، وهما منظمتان بريطانيتان، اختبار مثل هذه البرامج قبل الانتخابات العامة البريطانية فى 8 يونيو (حزيران) المقبل.
اقرأ أيضًا: «فورين بوليسي»: كيف تساعد وسائل التواصل الاجتماعي الدكتاتورية؟
كما نقل التقرير عن سيمون ميلنر، مدير سياسة شركة «فيسبوك» فى المملكة المتحدة، ما جاء فى بيان له الأسبوع الماضي: «إن الناس يريدون رؤية معلومات دقيقة عبر فيسبوك،لهذا السبب نفعل كل ما في وسعنا لمعالجة مشكلة الأخبار الكاذبة». بالإضافة إلى ما ذكره خبراء حول أحدث الجهود التي يبذلها «فيسبوك» في بريطانيا، وأنها جزءً من استراتيجيته الرامية إلى استرضاء المنظمين وواضعي القوانين، وكثير منهم يريد أن تمتثل الشركة للوائح وسائل الإعلام التي يمكن أن تؤثر على نموها.
وشملت عمليات حذف الحسابات التي تم الإعلان عنها يوم الاثنين الماضي، رقمًا صغيرًا نسبيًا، مقارنة بعشرات الملايين من المستخدمين البريطانيين. وركزت عمليات إزالة حسابات الشركة بشكل خاص على الحسابات الآلية، من بين حسابات أخرى نشرت معلومات مضللة. كان «فيسبوك» قد استخدم استراتيجية مماثلة في فرنسا قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد يوم الأحد الماضي.
يقوم «فيسبوك» بهذه الخطوات، في حين جعل موقع التغريد «تويتر» بيانات المستخدمين – على الأغلب – متاحة للباحثين؛ لتحديد كيفية انتشار التضليل على الإنترنت، في حين لم يتح «فيسبوك» ذلك، مبررًا أن السماح بذلك من شأنه أن ينتهك الخصوصية على الإنترنت.
وذكر التقرير ما يقوله المحتجون ضد انتشار المعلومات الكاذبة، أنه بدون بيانات عن أنشطة المستخدمين عبر «فيسبوك»، فإنه لا يزال من الصعب – إن لم يكن مستحيلًا – خلق أدوات لمعالجة تزايد التقارير الوهمية على الإنترنت.
فيما نقل تقرير الصحيفة ما قالته كلير واردل، مديرة الأبحاث في «مشروع المسودة الأولى»، وهي منظمة غير ربحية تعاونت مع شركات التكنولوجيا وغرف الأخبار لتحليل تقارير وهمية عن الانتخابات في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تقول واردل: «هناك الكثير مما يمكن أن يفعله فيسبوك، إنهم يعرفون المزيد عن أنشطة المستخدمين عبر الإنترنت أكثر من أي مكان آخر. إنهم يعرفون ما يجري داخل شبكتهم».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».