أعلن زعيم حركة حماس في غزة اندلاع الانتفاضة الحالية في القدس والضفة الغربية، في الوقت الذي قُتل فيه ستة فلسطينيين بالرصاص على السياج الحدودي، مما يزيد من المخاطر بعد أسبوع من العنف المتصاعد.
تناقضت تصريحات إسماعيل هنية مع التصريحات الأخيرة من قبل قيادة فتح، بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كان هناك استخدام واسع النطاق على نحو متزايد لهاشتاج #intifada على صفحات وسائل الإعلام الاجتماعي الفلسطينية.
في خطبة صلاة الجمعة في مسجد في مدينة غزة، قال هنية: “نحن ندعو إلى دعم وتوسيع رقعة الانتفاضة. فذلك هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى التحرير. سوف تؤدي غزة دورها في انتفاضة القدس وعلى استعداد تام للمواجهة “.
وقال مسؤولو مستشفى في غزة إن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص عبر الحدود إلى غزة، مما أسفر عن مقتل ستة وإصابة 23 آخرين ضمن مجموعة فلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة والمشاركة في المسيرة.
جاءت الدعوة إلى التظاهر لدعم الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس، وتبعت سلسلة من الهجمات من قبل الفلسطينيين ضد الإسرائيليين والانتقام من قبل اليهود ضد العرب.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن نحو 200 فلسطيني احتشدوا قرب السياج الحدودي في شمال قطاع غزة، ورموا الحجارة وأشعلوا الإطارات وقذفوا بها تجاه القوات المرابطة على الجانب الآخر.
وفي مدينة ديمونة جنوب إسرائيل، طعن يهودي فلسطينيين اثنين واثنين من الإسرائيليين العرب وقال في وقت لاحق للشرطة: “كل العرب إرهابيون”.
وطعن فلسطيني شرطيًا إسرائيليًا بالقرب من مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية قرب الخليل، وقد قتل برصاص الشرطي الذي أصيب بجروح طفيفة. كما أصيب شاب إسرائيلي يبلغ من العمر 16 عامًا بجروح طفيفة في حادث طعن في القدس واعتقل مشتبه به فلسطيني يبلغ من العمر 18 عامًا.
وقتلت امرأة بعد محاولة طعن في مدينة العفولة بشمال اسرائيل. وأظهر شريط فيديو للحادث في محطة للحافلات المرأة محاطة بالشرطة وحراس الأمن، وقد ظهرت وهي ترفع يديها قبل إطلاق النار عليها عدة مرات.
وقد تميزت أعمال العنف بهجمات عشوائية بالسكاكين والمفكات. وقد أقامت إسرائيل حواجز للكشف عن المعادن على أبواب مدينة القدس القديمة ونشرت قوات أمنية إضافية.
وقد بدا ما يسمى خط التماس بين الغرب اليهودي والشرق الفلسطيني الواقع على مقربة من القدس إلى البلدة القديمة هادئًا بشكل مخيف يوم الجمعة، الذي كان مسرحًا لعدد من الهجمات ومحاولات الهجوم خلال العام الماضي.
وقد مكن تصاعد التوتر المتشددين من الجانبين. فقد ظهر أنصار ناشاميا لافي، الحاخام الذي طعن حتى الموت في الأسبوع الماضي، في شارع الواد في البلدة القديمة، وبالقرب من ركن من أركان طريق الآلام في الحي الإسلامي. كما كانت هناك زيارات لسياسيين بارزين بما في ذلك إسحق هرتسوغ، زعيم حزب العمل الإسرائيلي، ويائير لبيد، صحفي سابق وزعيم حزب هناك مستقبل.
تم إنشاء مخيم آخر للاحتجاج على طريقة تعامل بنيامين نتنياهو مع الأزمة من قبل أنصار حركة الاستيطان خارج منزل رئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس. وقد زار المخيم أعضاء من الجناح اليميني في حكومة نتنياهو بما في ذلك وزير التعليم، نفتالي بينيت.
ومن بين أولئك الذين زاروا المخيم مساء الخميس كان إيتان شولمان، 34 عامًا، وأسرته، الذين سافروا من مستوطنة إيلي، في وسط الضفة الغربية. وقال شولمان: “نشعر بشدة أن الحكومة لا تتصرف بقوة كافية. لقد صوتنا للحكومة اليمينية لكننا لا نحصل على السياسات اليمينية”.
وأضاف: “علينا أن نبني مستوطنات ردًّا على كل هجوم. اعتاد اليهود بشدة على أن يكونوا رحيمين مع أعدائنا. علينا أن نعرف كيف نحارب بحزم”.
أخبر بينيت أنصاره أن الفلسطينيين “يحاولون قتل اليهود منذ 120 سنة” ولكن سيواصل اليهود بناء المستوطنات والعيش هناك.
قبل ذلك بأيام قليلة، قال مسئول بارز في حركة فتح “لا أحب إطلاق المسميات والشعارات البراقة مثل الانتفاضة. ولكن كل ما يسعني قوله هو إن ما يجري الآن هو غضب شعبي. ومن أجل السيطرة على الوضع يتعين على الإسرائيليين السيطرة على المستوطنين. فلا يمكننا السيطرة على الناس من جهتنا ما لم يسيطروا على الناس من جهتهم”.
والحقيقة هي أنه لا يبدو أن أيًا من الجانبين يسيطر بشكل كامل على هجمات الطعن من قبل الفلسطينيين ومحاولات الإعدام خارج نطاق القانون من قبل الإسرائيليين – بما في ذلك الحادث الذي وقع في بلدة نتانيا الساحلية مساء الخميس عندما هاجم غوغاء ثلاثة فلسطينيين.
تأكيدًا لهذه المخاوف، قال وزير الأمن العام الإسرائيلي، جلعاد اردان في موقع هجوم على طالب يبلغ من العمر 15 عامًا في مدرسة دينية يهودية في القدس إن “الارهابيون اليهود يشاركون أيضًا في الهجمات. ولن نسمح لأحد أن يأخذ القانون بيده”.
ينبع الغضب الفلسطيني إلى حد كبير من الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى في مدينة القدس القديمة على خلفية مخاوف من أن إسرائيل تحاول تغيير الوضع القائم في هذا المكان المقدس لدى المسلمين والمعروف باسم الحرم القدسي الشريف ويعرف لدى اليهود باسم جبل الهيكل. وقد نفى نتنياهو الرغبة في تغيير الشروط التي يحق بموجبها لليهود زيارة الموقع.
دعا كل من نتنياهو وعباس الى الهدوء، وتواصل الشرطة الفلسطينية التنسيق مع قوات الأمن الإسرائيلية في محاولة لاستعادة النظام، ولكن لا يبدو أن التوتر سيخفت في أي وقت قريب.
جرى التخطيط للاحتجاجات الفلسطينية في القدس ومدن الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة، وقد نشرت إسرائيل الآلاف من جنود الشرطة والجيش. واقتصر الوصول إلى باحات الأقصى فقط على الرجال فوق سن 45 والنساء.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».