نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تحقيقًا حول علاقة مخرجة سابقة في تلفزيون الواقع بدوائر الأعمال في الخليج، وبصفة خاصة في المملكة العربية السعودية؛ حيث دأبت على تقديم نفسها بأنها وسيط للشركات الاستثمارية للوصول إلى تمويل من واحد من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، مستفيدة من علاقة وثيقة تربطها بمديره.

ويسلط التحقيق الضوء على سوء إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يدار وفقًا لأهواء بعض كبار المسؤولين السعوديين، ولا يتبع القواعد المعمول بها في الصناديق المماثلة، في الوقت الذي يعد فيه ركيزة التنويع الاقتصادي في المملكة.

وجدت الشركات التي تبحث عن أموال من صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية، والتي تبلغ قيمته 300 مليار دولار وهو أحد أكبر جهات الاستثمار نفوذًا في العالم، أنها قد تجد ضالتها المنشودة في توظيف منتجة تلفزيون واقع سابقة من ساراسوتا بولاية فلوريدا.

أصبحت كارلا ديبيلو، البالغة من العمر 35 عامًا، شخصية بارزة في المشهد الاستثماري في السعودية؛ بفضل ارتباطها بصندوق الاستثمارات العامة في المملكة. إنها تساعد الصندوق في التفاوض على صفقة بقيمة 445 مليون دولار لشراء حصة أغلبية في فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، وفقًا لما يقوله أشخاص مطلعون على تعاملاتها.

وأبلغت كارلا معارفها بأنها تخوض محادثات حول صفقة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار مع مجموعة شركات «ريلاينس إندستريز» الهندية المحدودة، وفقًا لما ذكره أشخاص مطلعون على المناقشات.

العالم والاقتصاد

منذ 3 سنوات
شبح «0%» يطارد نمو اقتصاد السعودية.. هل بات الانكماش أمرًا واقعًا؟

تتمتع كارلا أيضًا بعلاقة وثيقة مع رئيس الصندوق السعودي ياسر الرميان البالغ من العمر 49 عامًا. ويقول مسؤولون سعوديون في صندوق الاستثمارات العامة إن علاقتهما أثارت مخاوف بين بعض المسؤولين في الصندوق، الذين أصبحوا محبطين بسبب اهتمامه بكارلا، في وقت تعاني فيه الاستثمارات الرئيسية للصندوق.

ويشير تحقيق «وول ستريت جورنال» إلى مساعدتها للشركات بمقابل مادي: «ويقول الأشخاص المطلعون على تعاملاتها إنها تساعد الشركات الأجنبية في الوصول إلى كبار المسؤولين السعوديين، أحيانًا من خلال اجتماعات عمل رسمية وأحيانًا في أماكن غير رسمية».

ويذكر هؤلاء الأشخاص أن كارلا تحصل على مكافأة عن دورها في مثل هذه الصفقات، بشكل عام من الشركة التي تسعى إلى الحصول على استثمارات من صندوق الاستثمارات العامة أو من آخرين يشاركون في صفقة محتملة، غالبًا من خلال شركتها، «سي دي بي» الاستشارية التي تتخذ من ساراسوتا مقرًّا لها.

وفي العام الماضي في مدينة نيويورك، ساعدت كارلا أحد المديرين التنفيذيين لشركة «جول لابز Juul Labs» في عقد لقاء نادر وجهًا لوجه مع الرميان، وفقًا لما يذكره أحد الأشخاص. ويقول الشخص إن الصندوق لم يستثمر في شركة «جول»، لكن الاجتماع مثل انقلابًا بالنسبة للمسؤول التنفيذي فيها.

مخاطر الخروج على القانون

أصبح رجال الأعمال الدوليون حذرين من الوسطاء الذين يحصلون على مقابل لاستخدام العلاقات الشخصية لتسهيل الصفقات. ويرى المسؤولون التنفيذيون أن هناك مخاطرة أن تنتهك مثل هذه المدفوعات قوانين مكافحة الرشوة الأمريكية.

ويوضح التحقيق المخاطر التي تنطوي عليها أعمال كارلا؛ إذ طلبت إحدى الشركات التي تأمل في التعامل مع صندوق الاستثمارات العامة، المشورة القانونية بشأن ما إذا كانت المبالغ التي ستدفع لكارلا مقابل تقديم الشركة للصندوق تنتهك قانون مكافحة الرشوة الأمريكي، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على هذه التفاعلات. يقول هذا الشخص: إن المسؤولين التنفيذيين في الشركة كانوا قلقين بشأن ظهورهم بمظهر من يدفع لشخص ليس لديه خبرة مالية واضحة لإعداد الاجتماعات. خاصة وأن الاستثمار المشار إليه لم يحدث.

يدار صندوق الاستثمارات العامة بشكل مختلف عن العديد من مديري الأموال الدوليين الآخرين، الذين يتخذون قرارات الاستثمار الكبرى في العادة عن طريق اللجان، وتقييم الصفقات بالاستعانة بمديري المخاطر والمحامين الداخليين للتأكد من أنها تحقق أفضل مصلحة للصندوق وتمتثل للقوانين.

القرارات لا تتخذ وفقًا لمشورة اللجان

وعلى الرغم من أن لدى صندوق الاستثمارات العامة لجان استثمار ومديري مخاطر، فإن بعض القرارات الرئيسية حول مكان الاستثمار، ومع من يجرى التفاوض، هي قرارات يتخذها الرميان أو رئيسه، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، دون الاعتماد على مشورة اللجان، وفقًا لما يقوله مسؤولون سابقون وحاليون في الصندوق.

وقال متحدث باسم الصندوق إن الصندوق: «وضع إطار حوكمة عالمي حول جميع استثماراته استنادًا إلى أفضل الممارسات العالمية».

ويلفت التحقيق إلى أن صندوق الاستثمارات العامة هو حجر الزاوية في محاولة الأمير محمد بن سلمان لإصلاح اقتصاد بلاده الذي يعتمد على النفط. وفي مسعاه لإنشاء صندوق حديث تديره مبادئ الحوكمة الدولية، فإنه يحاول استخدام أموال النفط للاستثمار في صناعات جديدة لتنويع دخل البلاد، وتوفير وظائف جديدة لسكانها من الشباب العاطلين.

يقول أشخاص يعرفون كارلا والرميان، وهو متزوج، أو رأوهما معا، إنهما يظهران علاقة وثيقة.

أخبر الأمير محمد الأشخاص المقربين من الديوان الملكي بأنه يريد أن تتبع المملكة معايير العمل التجاري العالمية، كما يقول هؤلاء الناس، بالقضاء على المحسوبية، والتأكد من أن الناس يحصلون على مقابل مالي عندما يقدمون قيمة للمملكة، وليس بسبب علاقاتهم.

يقول أشخاص يعرفون كارلا والرميان، وهو متزوج، أو رأوهما معا، إنهما يظهران علاقة وثيقة. إنهما يشتركان في شغفهما بالجولف، وفقًا لما يقوله البعض، وشوهدا يتناولان الغداء سويًّا. لقد قضيا وقتًا بمفردهما معًا على متن قارب في فعالية لليخوت في شهر أكتوبر (تشرين أول) الماضي، كما يقول أشخاص مطلعون.

دعوة خاصة للعشاء على يخت ولي العهد

في فعالية اليخوت، التقت كارلا بكبار رجال الأعمال على متن يخت ضخم استأجره الرميان، وبقوا على متنه لعدة أيام كجزء من حدث للتنزه بالقوارب في البحر الأحمر استضافه الأمير محمد، كما يقول الأشخاص المطلعون على الحدث.

View this post on Instagram

New year, New Thobe 😉

A post shared by Carla DiBello (@carladibello) on

إلى جانب صديقتها، سيدة الأعمال البريطانية أماندا ستافيلي، استقبلت كارلا رئيس بنك «سوفت بانك» ماسايوشي سون، ورئيس مجموعة شركات «ريلاينس» موكيش أمباني على اليخت، كما يقول هؤلاء الأشخاص، وشاركت في اجتماعات عمل رفيعة المستوى.

في الليلة الأخيرة للحدث، أخذ الرميان كارلا وستافيلي كضيوف على يخت الأمير محمد لعشاء خاص، بحسب المطلعين.

ويمضي التحقيق: «بعد ذلك بفترة وجيزة، بدأت كارلا في إبلاغ الناس عن دورها المتزايد كمستشار في صندوق الاستثمارات العامة، مستشهدة بوقتها الذي قضته مع أمباني وسون على اليخت دليلًا على نفوذها، كما يقول شخص ناقش الأمر معها. لكن أمباني وسون رفضا التعليق».

محامي كارلا ديبيلو: قريبة من عائلة الرميان

وقال محامي كارلا، أندرو بريتلر: «ليست حقيقة على الإطلاق» الإشارة إلى أنه استنادًا إلى علاقاتها «يمكن للسيدة ديبيلو أن توفر للشركات الأجنبية وصولًا غير مسبوق إلى السيد الرميان».

وأضاف أن السيدة ديبيلو «هي مستشارة لمختلف الشركات التي تقدمها إلى صندوق الاستثمارات العامة، من بين كيانات أخرى في الشرق الأوسط والسعودية».

وتابع أن شركتها «متخصصة في إجراء اتصالات بين الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وشاركت في أكثر من 250 مليون دولار من هذه الصفقات». وذكر أن كارلا قريبة من عائلة الرميان، لكنها ليست موظفة في صندوق الاستثمارات العامة، ولم تتقاضَ أية أموال منه من قبل.

المتحدث باسم الصندوق: رواية الصحيفة تشويه للحقائق

وقال المتحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة إن رواية «وول ستريت جورنال» عن دور كارلا مع صندوق الاستثمارات الخاصة «تشويه للحقائق»، لكنه لم يوضح بالتفصيل الحقائق التي يزعم أن الصحيفة شوهتها.

وأكد أن كارلا ليست مستشارة لصندوق الاستثمارات العامة، ولا يدفع لها الصندوق أي شيء، وأن صفقات الصندوق تفحصها لجنة استثمار.

وتابع: «تحت قيادة ياسر الرميان، جمع صندوق الاستثمارات العامة فريقًا من كبار التنفيذيين الموهوبين، يتألف من قادة ماليين وقادة أعمال مخضرمين ويتمتعون باحترام كبير، من السعودية ومن العالم». أما الرميان فرفض الإجابة عن أسئلة لهذا التحقيق.

المحور الاقتصادي

الوضع الذي يتجسد فيه صندوق الاستثمارات العامة اليوم يعود إلى عام 2015، عندما انتقى الأمير محمد صندوقًا حكوميًّا كان يستثمر في الداخل، وجعله محور خطته لتنويع الاقتصاد السعودي. أراد الأمير بذلك أن يكسر ما عده اعتمادًا مفرطًا من بلده على أيدي مستأجرة من الخارج، واستخدام صندوق الاستثمارات العامة في تطوير صناعات جديدة، كما يقول الأشخاص الذين ناقشوا تفاصيل عمل الصندوق معه.

على رأس الصندوق، وضع الأمير محمد الرميان، وهو مسؤول مصرفي سابق معروف أيضًا بمشاركته في مجتمع الرياض للجولف، وحب السيجار الكوبي.

على رأس الصندوق، وضع الأمير محمد الرميان، وهو مسؤول مصرفي سابق معروف أيضًا بمشاركته في مجتمع الرياض للجولف، وحب السيجار الكوبي. وفي صندوق الاستثمارات العامة، يكون الدافع وراء بعض الاستثمارات مجرد مشاعر من ولي العهد والرميان، كما يقول أشخاص مطلعون على الصندوق.

لكن المتحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة يقول: «في تمسك صارم بمواثيقنا، يجري اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بمكان استثمار أصول صندوق الاستثمارات العامة من قبل لجان الاستثمار لدينا».

استثمار بدون انضباط ولا ضوابط

استثمر الصندوق مليارات الدولارات في الأسواق العالمية بقليل من الانضباط والضوابط المؤسسية المعتادة لدى صناديق الاستثمار ذات الأحجام المماثلة، كما يقول الأشخاص المطلعون على الصندوق.

وكانت إحدى نتائج هذا، أن شكك المستثمرون في استثماره 45 مليار دولار في صندوق «فيجن فاند Vision Fund» التابع لـ«سوفت بنك» بعد أن تعثرت شركات المحافظ مثل «WeWork» التابعة لشركة «We Co».

وفي بعض الأحيان، طلب مكتب الرميان من فرق الاستثمار في صندوق الاستثمارات العامة مقابلة أشخاص، ولم تكن هذه الفرق تفهم طبيعة مشاركتهم في المحادثات، كما قال بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في الصندوق.

لم تكن لديها خبرة تذكر في العمل المصرفي أو عقد الصفقات الرسمية، ولا يبدو أنها حصلت على شهادة جامعية.

كان هذا هو الحال مع كارلا في أوائل عام 2019، عندما لم يستطع المديرون تحديد سبب اجتماعهم بها عند مجيئها إلى مكاتب الصندوق لعرض اتفاق «نيوكاسل يونايتد»، كما يقول الأشخاص المشاركون في المحادثات.

كارلا، التي قضت سنوات في مجال الترفيه، لم تكن لديها خبرة تذكر في العمل المصرفي أو عقد الصفقات الرسمية، ولا يبدو أنها حصلت على شهادة جامعية.

على صفحتها على «لينكد إن»، التعليم الوحيد الذي تدرجه هو شهادة في أسواق رأس المال الخاصة، وهي دورة جامعية مدتها ثلاثة أيام. تقول صفحتها إنها باعت تأمينًا لعملاء ذوي أرصدة مالية ضخمة في شركة لمبيعات التأمين والتخطيط العقاري.

خلال المحادثات بشأن صفقة نادي نيوكاسل، كانت كارلا واثقة وجذابة، كما يقول شخص قابلها آنذاك. وفي السعودية، حيث تبرم الصفقات عادة من قبل رجال أقوياء لديهم حاشية، تطلب الأمر شجاعة منها لكي تأتي إلى صندوق الاستثمارات العامة من تلقاء نفسها، كما يقول الشخص.

أثبتت كارلا أنها بارعة في عمل اتصالات في عالم الأعمال الخليجي. وفي منطقة من النادر أن ترى فيها امرأة في موقع السلطة، بنت اسمًا ووضعًا عامًا لنفسها، إذ سعت للتعرف إلى سيدة أعمال غربية ناجحة أخرى تعمل في المنطقة هي ستافيلي.

لكنها قدمت تفسيرات فاترة لشروط الصفقة، ولم تستطع الإجابة عن أسئلة المتابعة حول العوائد والتأثير، كما يقول هذا الشخص.

الاستثمار في أوبر

الرميان والأمير محمد صديقان لمؤسس شركة أوبر، ترافيس كالانيك. في عام 2016، بعد مناقشة حصة بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة أوبر، رفع صندوق الاستثمارات العامة استثماراته إلى 3.5 مليار دولار حتى يتمكن الرميان من الحصول على مقعد في مجلس إدارة شركة أوبر، وفقًا لما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» في عام 2017.

تقدر قيمة حصة صندوق الاستثمارات العامة في أوبر الآن حوالي 3 مليارات دولار. ورفض متحدث باسم «أوبر» التعليق.

استثمار في المطابخ بقرار مسبق

في وقت لاحق، عاد كالانيك إلى صندوق الاستثمارات العامة يقترح عليه الاستثمار في «كلاود كيتشنز CloudKitchens»، وهي شركة تبني مطابخ تجارية لطهي الوجبات التي يجري توصيلها إلى المنازل.

قال رئيس المخاطر في صندوق الاستثمارات العامة للرميان إن صفقة المطابخ محفوفة بالمخاطر، فشكر الرميان بوتا وطلب منه التوقف عن الحديث.

ويقول الأشخاص الذين شاركوا في الصفقة: إن كبار المسؤولين التنفيذيين في صندوق الاستثمارات العامة أوضحوا أنه عندما جاء السيد كالانيك إلى المكتب، كان فريق الاستثمار سيطرح عليه أسئلة، وربما يتفاوض بشأن التقييم، لكنهم سيتمون الصفقة لأن هذا هو ما يريده الأمير محمد والرميان.

وقال مارتن بوثا، رئيس المخاطر في صندوق الاستثمارات العامة، للرميان في اجتماع إن صفقة المطابخ محفوفة بالمخاطر، كما يقول أحد الأشخاص المشاركين. شكر الرميان بوتا، كما يقول الشخص، وطلب منه التوقف عن الحديث. واستثمر صندوق الاستثمارات العامة 400 مليون دولار في مطابخ السيد كالانيك، وقيّمها بمبلغ 5 مليارات دولار.

ورفض كالانيك التعليق في حين لم يستجب بوتا لطلبات التعليق.

وفي عام 2016، وافق صندوق الاستثمارات العامة على أن يصبح أكبر مستثمر في صندوق «فيجن فاند» التابع لسوفت بانك. وساعدت استثمارات «فيجن فاند» في رفع تقييمات شركات مثل تطبيق «Wag» للتجول بالكلاب، الذي شهد انخفاضًا في قيمته منذ ذلك الحين. وانضم الرميان إلى مجلس إدارة «سوفت بنك».

صندوق الاستثمارات لا يعرف مقتنياته

بعد مرور عام على استثمارات «أوبر» و«سوفت بنك»، ما يزال صندوق الاستثمارات العامة لا يعرف قيمة مقتنياته بسبب سنوات من المحاسبة السيئة، حسبما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» في عام 2017. وتراوحت تقديرات المسؤولين الحكوميين في ذلك الوقت من 180 مليار دولار إلى 300 مليار دولار.

ويقول العديد من المديرين السابقين: إن صندوق الاستثمارات العامة عيَّن مديرين ماليين ذوي خبرة من الخارج لأدوار رفيعة المستوى، لكن العديد منهم تركوا وظائفهم بعد أن أدركوا أنهم لا يملكون الصلاحيات لاتخاذ القرارات، وأن صندوق الاستثمارات العامة لم يكن يعمل وفق المعايير التي توقعوها.

كثير من الناس يشعرون بالسخط إزاء اللقب المفضل للرميان، «صاحب الفخامة». على الرغم من أنه ليس من المستغرب بالنسبة لعلية القوم في الخليج أن يخلعوا على أنفسهم مثل هذا اللقب، فقد كان من غير المعتاد بالنسبة للمصرفيين الذين جاءوا من الخارج، والذين اعتادوا على مناداة رؤسائهم بأسمائهم الأولى.

علاقات كارلا

تمتد العلاقات بين كارلا والسعودية لأكثر من عقدين من الزمن إلى أحد الجيران في مجمع ساراسوتا السكني حيث نشأت، وفقًا للسجلات العامة وتصريحاتها للصحافة المحلية.

في الجوار كان هناك منزل يملكه عصام غزاوي، مدير أموال لأفراد أسرة الملك سلمان عاهل السعودية ووالد ولي العهد محمد. وفي سن المراهقة، أصبحت كارلا قريبة من العنود ابنة غزاوي، التي كانت في أوائل العشرينات من عمرها، وفقًا لما يذكره شخص قضى بعض الوقت مع كارلا والعنود في ذلك الوقت.

غادرت العنود فلوريدا متوجهة إلى السعودية قبيل هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وعلم المحققون الأمريكيون فيما بعد أن اثنين من المهاجمين أمضوا وقتًا في منزل العائلة أثناء تلقيهم دروس الطيران، وفقًا لوثائق مكتب التحقيقات الاتحادي، التي كشف عنها بموجب طلبات الحصول على المعلومات والتقاضي ضد الحكومة، التي قدمها موقع أخبار غير ربحي يحمل اسم «فلوريدا بولدوج Florida Bulldog».

لم ترد العنود، التي لديها الآن شركة لتصميم العبايات في دبي، وكذلك والدها، على طلبات للتعليق، بحسب التحقيق.

انتقلت كارلا إلى لوس أنجلوس حيث عملت مع منتج ترفيه. وعندما كانت في الحادية والعشرين من عمرها، حصلت على وظيفة كمساعد لعملاق الكازينوهات ستيف وين، وكتبت في عمودها  في صحيفة «هاربر بازار أرابيا Harper’s Bazaar Arabia» في عام 2016، إنه «نموذج حديث يحتذى».

وأضافت: «ما زلت أشير إلى السنوات التي قضيتها في العمل مع ستيف وين بوصفها تعليمًا مجانيًّا في هارفارد. إذ كان أفضل تعليم في مجال الأعمال يمكنني أن أحصل عليه». ولم يرد محامي السيد وين على طلبات التعليق.

في لوس أنجلوس، عملت مع منتج أفلام، وساعدت لاحقًا في إنتاج مسلسل «مواكبة آل كارداشيان Keeping Up with the Kardashians». وتحدثت كارلا علنًا عن صداقتها مع كيم كارداشيان، وعملها في البرنامج، وفي «هاربر بازار أرابيا» كتبت أن كارداشيان من «أفضل أصدقائها». لكن شخصًا مقربًا من كارداشيان يقول إنها وكارلا ليستا على اتصال منتظم.

بعد العمل في مهرجان دبي السينمائي في عام 2005، بدأت كارلا في قضاء بعض الوقت في الخليج، كما كتبت في «هاربر بازار إرابيا». وذكر موضوع صحفي كتب عنها في العام الماضي في مطبوعة خليجية أنها تتردد على السعودية منذ عام 2014.

بدأت شركتها الخاصة، «سي دي بي»، في عام 2013 وهو العام الذي غادرت فيه مسلسل كارداشيان، وفقًا لصفحتها على موقع «لينكد إن». ومنذ ذلك الحين، زادت حضورها العام في الشرق الأوسط، وراحت تكتب عمودها في مجلة «هاربر بازار» المحلية، وتنشر صورًا على إنستجرام لها مع القادة المحليين.

صفقات بالمليارات

وقالت في مقابلة بالفيديو العام الماضي: «أنا نوعًا ما أمثل الأشخاص الغربيين الذين يتجهون إلى الشرق». وفي مقابلات محلية أخرى، قالت إنها «ساعدت مجموعة استثمارات خاصة من الولايات المتحدة في زيادة رأس المال» في المنطقة، وأنها تعمل على «صفقات تبلغ قيمتها مبالغ من تسعة أرقام».

في عام 2016، ظهرت هي وكريس جينر، والدة كيم كارداشيان، في دبي للإعلان عن افتتاح فرع محلي لكلية «Legacy Business School»، وهي كلية تهدف إلى الربح، مقرها في برج ترامب في نيويورك.

لم تتمكن «وول ستريت جورنال» من تحديد ما إذا كان مكتب الكلية في دبي افتُتح على الإطلاق، ولم تستجب الكلية لطلبات التعليق خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويقول شخص مقرب من جينر: إن ظهورها كان مدفوع الأجر وأن جينر غير مرتبطة بالكلية.

كارلا ديبيلو تنتج فيلمًا وثائقيًّا عن السعودية

خلال العام الماضي، زادت كارلا من وجودها العام في المملكة. وساعدت في إنتاج فيلم وثائقي عن استضافة السعودية لسباق «فورميولا إي» للسيارات الكهربائية، وأتت بشركة إنتاج من هوليود. وقد نشرت صورة على موقع إنستجرام مع الأمير محمد.

في أوائل العام الماضي، عندما أتت إلى مكاتب صندوق الاستثمارات العامة للترويج لصفقة نيوكاسل يونايتد، يقول اثنان من المشاركين في المحادثات إنهما ليس لديهما أي فكرة عن كيفية وصولها إلى المسؤولين. وقالا إن أحد الرؤساء أخبرهما بأن مكتب الرميان يريد منهما أن يقابلاها. ويقول محللون ماليون إن بعض المحللين الماليين السعوديين كانوا في حيرة، ويتساءلون ماذا كانت تفعل هناك، وفقًا لما ذكره أحدهم.

أخبرتهم السيدة كارلا أن مالك نيوكاسل يونايتد يريد البيع، وأنها هي والسيدة ستافيلي تريدان إبرام الصفقة للمملكة بحيث تدفع الثمن، وأن المرأتين ستلعبان دورًا في إدارة العمل مقابل أتعاب والحصول على جزء من الأسهم، كما يقول الشخص. ورفض متحدث باسم نيوكاسل يونايتد التعليق.

في الشهر الماضي، ذكرت «وول ستريت جورنال» أن الصفقة كانت على وشك الانتهاء وأن ستافيلي تخطط لشراء 10% من الفريق إذا تمت الصفقة. بينما لم تتمكن الصحيفة من تحديد كيفية مكافأة كارلا.

العالم والاقتصاد

منذ 4 سنوات
«بلومبرج»: ليس خبيرًا في النفط.. فلماذا اختار ابن سلمان هذا الرجل لإدارة أرامكو؟

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد