شهد معهد أبحاث الطب الحيوي في تكساس تعاون مجموعة من قرود البابون للهروب من المعهد، ونجاحها في الهروب قبل أن يتم احتجازها مرة أخرى، بحسب تقرير نشره موقع «ساينس أليرت» للكاتب بيتر دوكريل. ويعتبر البابون أحد أكبر أنواع القرود، ويُعرف بقوته وبكونه حيوانًا اجتماعيًّا يعيش في مجموعات، ويعيش حياةً برية.

كيف حدث؟

حدث الهروب في 14 أبريل (نيسان) الماضي، في معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي «TBRI» بمدينة سان أنطونيو في ولاية تكساس، وقد استخدم الفارّون برميلًا أزرق كبيرًا –سعته 208 لترات- مثل سلّم لمساعدتهم على تسلّق السياج المحيط بهم.

استنتج المسئولون عن المنشأة -التي تضم نحو 1100 من البابون- أن مجموعة من القردة الذين حاولوا الهروب قد حركوا أحد البراميل ليصبح في وضع رأسي، ومن ثمّ استخدموه لتسلق الجدار، والهروب.

أشار التقرير إلى أن تلك البراميل قد أُدخلت إلى المنشأة قبل عدة أشهر، بهدف تشجيع غريزة البحث عن الغذاء عند قردة البابون، وذلك عن طريق تزويدهم بالطعام عندما يقومون بدحرجتها.

على الرغم من ذلك، كانت تلك البراميل أكثر من مجرد محفّز للحصول على الطعام بالنسبة للبابون. في حديثها لموقع «Gizmodo»، قالت المتحدثة باسم المعهد ليزا كروز: «إنهم حيوانات ذكية للغاية. نحن لا نعلم كيف وُضعت (البراميل) في وضع رأسي، لكنه قد حدث بطريقة ما، وفي المكان الصحيح بالقرب من الجدار المحيط بالمنشأة، وبالتالي قفزت مجموعة البابون فوقها ثم قفزت إلى الخارج». وأشارت كروز إلى أن قردة البابون لديهم نزعة طبيعية إلى تسلق أعلى نقطة.

خلال الحادثة، استطاع القردة الفارّون، والذين يبلغ عددهم أربعة، استخدام «سُلّمهم» الذي صنعوه من أجل تسلّق جدران المنشأة التي أُنشِئت قبل 35 عامًا، والتي تنحني إلى الداخل لتمنع أي محاولة للتسلق دون مساعدة.

بمجرد وصول القردة الفارّين إلى القمة، أعاد أحدهم التفكير على ما يبدو، وعاد إلى الداخل طواعية، بحسب ما جاء في التقرير. بالنسبة للفارين الثلاثة الآخرين، فقد أكملوا طريقهم واستطاعوا تجاوز حاجز آخر أقل صعوبة، ووصلوا إلى الطريق السريع.

«الهدف هو حمايتهم»

«لقد كان فرويًا، بنِّي اللون، وكان كبيرًا للغاية» هكذا وصفت إحدى الشهود، وتُدعى جانيل بوتون أحد الحيوانات الهاربة في حديثها لقناة «KSAT» الإخبارية. وأضافت جانيل: «يمكنك أن ترى أن موظفي المعهد كانوا يشعرون بالهلع؛ لأنهم لا يريدون أن يلحق أذى بالقرد، فقد كانوا يفعلون ما بوسعهم لإعادته»، لكن القرد لم يدرك ذلك.

بعد مطاردته نحو 20 دقيقة استطاع فريق استعادة الحيوانات بالمعهد الإمساك بالقردة الثلاثة، وأكدّ مسئولو المنشأة أنهم أحصوا جميع القردة وتأكدوا من عدم إصابتهم خلال هذا الحادث الفريد من نوعه.

أوضح مسئولو المنشأة كذلك أن الأقنعة التي ارتداها فريق استعادة الحيوانات كانت لحماية القردة من الأمراض البشرية وليس العكس؛ لأن الحيوانات الهاربة لا يتم إجراء أي بحث طبيّ عليها في الوقت الحالي.

«أمر مفجع»

أكّد الكاتب أنه من الرائع عدم إصابة أي من القردة أثناء الهروب، لكن بالنظر إلى الجانب الأخلاقي المتعلق بإجراء التجارب على الحيوانات، فلا يبدو أن الجميع سعداء بإعادة هذه القردة إلى المنشأة.

وصف الجرّاح في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، يوجين جو، إعادة القردة إلى المنشأة بأنه أمر مفجع، وأوضح أن بعض الحيوانات حساسة بشدّة لدرجة عدم تحملها ذلك. وأضاف: «لقد حصلوا على حريتهم. دعوهم يذهبون إلى ملجأ».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد