عدد المتابعين الذي تحتاج إليه سيختلف باختلاف المنصّة التي تستخدمها، لكن طرق ربح المال من الإنترنت هي نفسها بشكلٍ عام.
ماذا ستكون ردة فعلك إذا أخبرك أحدهم أن هنالك فيديو على يوتيوب قدّرت أرباحه بقرابة 50 مليون دولار؟ المسألة وما فيها أن هنالك شخصين مؤثرين على يوتيوب قررا افتعال مباراة ملاكمة هواة ما بينهما تحت عنوان «KSI VS. Logan Paul»، حصلت هذه المباراة على أكثر من مليون مشاهد على منصة يوتيوب من مستخدمي نظام الدفع مقابل المشاهدة، فضلًا عن جمهور مكوّن من 21 ألف شخص حضر المباراة بشكلٍ مباشر في «مانشستر أرينا»، ما يجعلها رابع أكثر مباراة ملاكمة مشاهدةً على الإطلاق!
بالطبع لم يأتِ هذا النجاح من العدم، فالمؤثرّان الشابّان كلاهما لديهما حصيلة من صناعة الفيديوهات ونشرها على منصة يوتيوب لمدة تتجاوز العقد، وقد كوّنا جمهورهما الخاص والوفيّ و«احترفا لعبة ربح المال من الإنترنت» إذا صحّ التعبير، ومع أن هذا هو المثال الذي أحبّ الكاتب وعالم البيانات «تيمور أبدال» أن يبدأ به مقاله على منصة «Medium» لتبيان الأرباح المالية والشهرة التي يمكن أن يحققها أيّ شخص من الإنترنت- لكن الكاتب ينوّه أن ذلك مثالًا متطرّفًا عن ربح المال من الإنترنت، في الواقع يستطيع أيّ شخص تحقيق الأرباح المعقولة من الإنترنت وأن يصبح مؤثرًا ضمن نطاقه الخاص؛ يحاول الكاتب ضمن مقاله أن يرسمَ خريطة واضحة لما هو متوقع من الربح لكلّ متابعٍ أو منشورٍ مموّل أو مشترك.
الرحلة

المنصّات المؤثرة في عالم المحتوى المرئي والكتابة والبثّ المباشر، الصورة من الكاتب
يشير الكاتب في البداية إلى تصنيفات ربح المال من الإنترنت، والتي من المتوقع جنيها في رحلتك نحو الشهرة والتأثير، وهي مرتّبة كالتالي:
1- ربح أيّ مال من الأساس: دولار في الشهر.
2- جمع مبلغ مهمّ من المال: 500 دولار في الشهر.
3- كسب الرزق: ألفي دولار في الشهر.
4- جني الكثير من المال: 20 ألف دولار في الشهر.
وينوّه الكاتب إلى أن عدد المتابعين الذي تحتاج إليه سيختلف باختلاف المنصّة التي تستخدمها، لكن طرق ربح المال من الإنترنت هي نفسها بشكلٍ عام:
- نشر الإعلانات بجانب محتواك الخاص الأساسي.
- صفقات الرعاية من العلامات التجارية المختلفة.
- التبرعات المباشرة والاشتراكات.
- تسويق سلعك الخاصة وبيعها.
ووفقًا للكاتب فإن عدد المتابعين الذي تحتاجه لتحقيق كل ترتيبٍ من الترتيبات أعلاه ضمن كل منصة، هو على الشكل التالي:
ويشرح الكاتب كيفية ربح المال من الإنترنت الأرباح وخطوات الرحلة ضمن كل منصّة من المنصّات الرئيسية لكلّ صنف.
يوتيوب
يعتبر «برنامج شركاء YouTube» المكان الرسمي لتحقيق الأرباح الفعليّة من منصة يوتيوب. إذ يتيح لمنشئي المحتوى عرض الإعلانات في مقاطع الفيديو التي نشروها في قنواتهم، ومن ثم ربح المال. تحتاج إلى ألف مشترك بدايةً ليضعك البرنامج بعين الاعتبار.
حين تصبح شريكًا ضمن هذا البرنامج وتختار عرض الإعلانات في مقاطعك، يمكنك ربح دولار واحد تقريبًا لكل ألف مشاهدة. ومع وجود ألف مشتركٍ في قناتك، يمكنك ربح مبالغٍ تكفي لاحتساء فنجان قهوة أسبوعيًّا، في حال النشر بانتظام.
يوضح الكاتب أنه من أجل تحقيق 500 دولار شهريًّا من عائدات الإعلانات وحدها، يجب أن تحصل على ما يقارب 500 ألف مشاهدة على إجمالي الفيديوهات شهريًّا. بصياغةٍ أخرى، عندما تنشر مقطعي فيديو أسبوعيًّا، ستحتاج إلى 60 ألف مشاهدة لكلّ واحدٍ منهما. هنالك نقطة مهمة: عدد المشتركين لا يعني مشاهدات تلقائية، بل على العكس عليك أن تتوقع تلقي مشاهدات للفيديوهات الجديدة من حوالي 20% فقط من قاعدة المشتركين لديك. بالنتيجة، يجب أن يكون لديك 300 ألف مشترك للوصول إلى الهدف السابق ذكره. هذه أرقامٌ كبيرةٌ بالفعل، وتستغرق عادةً عامين لتحقيقها على أقلّ تقدير.
عندما تصبح شريكًا في برنامج شركاء يوتيوب، وتختار عرض الإعلانات في قناتك يمكنك كسب دولار واحد تقريبًا لكل ألف مشاهدة.
لحسن الحظ، حين يتجاوز عدد مشتركيك ألفيّ مشترك تتفتّح أبواب عالم «التسويق المؤثّر» أمام وجهك. وقد ترغب شركاتٌ مختلفة في التعامل معك، بناءً على مكانتك وتخصصك وعلامتك الشخصية التي تصنعها بالطبع.
إذا كان غالبية مشتركيك من الطلاب مثلًا، ربما تصلك عروض صفقات لترويج عناصر معيّنة متعلقّة بهذه الشريحة، مثل حقائب الظهر أو التطبيقات المساعدة على الإنتاجية. لهذه النوعيّة من الصفقات فوائد متعددة، قد يبدأ أولها بالعروض المجانية المقدّمة لك لتجربة التطبيقات والمنتجات التي تقدمها الشركة، وصولًا إلى عرض مبلغٍ جيّد من المال عليك من الشركة.
عند الوصول إلى 50 ألف مشترك، يمكنك توقّع عروض بمبالغ ما بين 500 دولار إلى ألف دولار لتجربة منتجات معينة، والتحدث عنها في قناتك على يوتيوب. قد تتواصل وكالات التسويق المؤثرة معك مباشرةً إذا كنت محظوظًا، وإذا لم يحصل هذا تلقائيًّا يمكنك الاشتراك في أيّ من منصات تسويق المؤثرين المتزايدة باستمرار -وهي منصات تسويق تربط المؤثرين عبر الإنترنت بالعلامات التجارية المختلفة.
يمكنك توقّع عروض بمبالغ ما بين 500 دولار إلى ألف دولار لتجربة منتجات معينة والتحدث عنها في قناتك على يوتيوب عند وصولك إلى 50 ألف مشترك.
مع بعض الجهد وتحصيل متابعين بعدد 30 ألف شخص، سيوصلك تسويق المؤثرين لمبلغ 500 دولار شهريًّا بسهولة. حينها يصبح الوصول إلى ألفي دولار شهريًّا متمثلًا في مسألة تنامي جمهور المتابعين لديك. إذا ما استطعت زيادة متابعيك حتى 100 ألف متابع، يمكنك ببساطة أن تطلب ألفي دولار لإنتاج فيديو دعائي واحد خلال الشهر.
بالطبع إذا أردت أن تصل إلى مبلغ 20 ألف دولار شهريًّا، فتلك لعبةُ مختلفة تمامًا. حين يكون لديك 100 ألف مشترك يمكن أن تكسب ألف دولار شهريًّا من خلال أرباح الإعلانات، وربما 5 آلاف دولار شهريًّا من خلال مقطعيّ فيديو أو ثلاثة من الفيديوهات الدعائية. قد يبدو لك هذا الأمر واعدًا ومثيرًا للإعجاب، لكن الكاتب يؤكد أنه من غير الممكن أن تتوسّع أكثر من ذلك بهذه الطريقة. سيلاحظ متابعوك بكل تأكيد الفيديوهات الدعائية الثلاث التي تنشرها شهريًّا، وهو ما سيؤدي لتشويه علاقتك بهم ويهدد ديمومتك عندهم.
إذا ما استطعت زيادة متابعيك حتى 100 ألف متابع، يمكنك ببساطة أن تطلب ألفي دولار لإنتاج فيديو دعائي واحد.
إذا وصلت إلى 500 ألف مشترك، يمكنك كسب ألفي دولار شهريًّا من خلال الإعلانات وصفقات الترويج للعلامات التجارية. أما إذا أردت الوصول إلى هذه الهدف بشكلٍ أسرع، عليك أن تبدع. يشير الكاتب لطرق مختلفةٍ مثل إنشاء منتج أو خدمة يمكن بيعها للمتابعين.
إذا كان مجال تخصصك في الفيديوهات قائمًا على مهارةٍ معيّنة، يمكنك ببساطة إنشاء دورةٍ تدريبية مدفوعة يمكن لمتابعيك الالتحاق بها عبر الإنترنت. أما إذا لم يكن هذا الأمر متاحًا، يمكن حينها إنشاء سلعٍ تحمل علامتك التجارية، مثل القمصان والأكواب والقبعات وأشياء أخرى من هذا القبيل.
يذكر الكاتب أمثلةً متعددة، فمثلاً مدرّب اللياقة «جيف كافالير» يعرض برامج تدريبية مدفوعة مصمّمة خصيصًا لاحتياجات متابعيه، أما «زويلّلا» مدوّنة الأزياء فلديها خط إنتاجها الخاص من مستحضرات التجميل. يمتلك كلّ من الأخوين «جيك بول» و«لوغان بول» علامتيهما التجاريتين الخاصة، كما هو حال الكثير من الشخصيات الشهيرة الأخرى في عالم يوتيوب.
عليك ألا تعتمد على الربح من الفيديوهات الدعائية وإعلانات يوتيوب فقط، بل اتجّه للأفكار الإبداعية، واستثمر شريحة متابعيك بكل الطرق الممكنة.
على أيّ حال، ومهما كان تخصصك، ينصحك الكاتب بطريقة أسهل وأسرع لزيادة دخلك تتمثل بنقل قاعدة معجبيك الحالية إلى منصّةٍ جديدة تتسم بالربحيّة الأكبر.
إنستجرام
لا توجد قنوات رسمية ضمن هذا البرنامج لتحقيق الدخل، لذلك فإن أيّ ما تريد التحصيل عليه سيكون من خارجه. تأمين صفقاتٍ وعروضٍ من العلامات التجارية هي الطريقة الرئيسية لاستثمار تأثيرك وشهرتك في إنستجرام، ويصبح هذا ممكن التحقيق بمجرد وصولك إلى 5 آلاف متابع. ربما لا يكون العائد كبيرًا عند هذا الرقم، فقد يأتي على شكلِ نماذج عيّناتٍ مجانية، أو 50 دولارًا من مروّج ما – إذا كنت محظوظًا-لكنها بداية الطريق.
يعد إنستجرام المنصة الرائدة للتسويق المؤثر من حيث الكمّ، لكن أسعار السوق فيه أقل قليلاً مما هي عليه في يوتيوب، لكنه أمرٌ مبرر تمامًا؛ فالتمرير بين الصور في إنستجرام يتطلب تفاعلاً أقل بكثير مما تتطلبه المتابعة عبر يوتيوب. إذا كان لديك 100 ألف متابع على إنستجرام يمكنك كسب ألف دولار مقابل منشورٍ دعائي واحد.
يشير الكاتب إلى ميزة يعطيك إياها إنستجرام تتمثل بإمكانية نشرِ محتوى دعائي أكثر مما يمكنك على يوتيوب. تتيح ميزة «القصص» مثلًا إنشاء مشاركاتٍ تختفي بعد 24 ساعة من نشرها، ولذلك يمكنك نشر محتويات ترويجية أكثر دون أن يبقى سجلّ دائم لها. استخدام ميزة القصص مع المنشورات الترويجية العادية، يمكّنك من نشر ضعف المحتوى الترويجي الذي يمكن استيعابه في يوتيوب.
إذا كان لديك 100 ألف متابع على إنستجرام يمكنك كسب ألف دولار مقابل منشورٍ دعائي واحد.
عند الوصول إلى 50 ألف متابع، قد تتمكن من اكتسابِ صفقاتٍ بقدرِ 500 دولار للمنشور الواحد إذا حالفك الحظّ، لكن الوصول إلى 100 ألف متابع يجعل هذا الأمر أكثر احتمالاً. يمكن الوصول لربح ألفي دولار شهريًّا عبر الوصول إلى 100 ألف متابع وبنشر عددٍ قليل من المحتوى الدعائي في كلّ شهر.
أما للوصول إلى مبلغ 20 ألف دولار شهريًّا، عليك أن تلجأ مجددًا لابتكار المنتجات والخدمات وبيعها لمتابعيك. إذا كنت مستعدًا للانتظار حتى يصبح لديك أكثر من مليون متابع، ستكون المنشورات الترويجية حينها مدرةً للربح أكثر.
منصة تويتش
توجهت هذه المنصة إلى جعل الربح النقدي ضمن مجال تركيزها الرئيسي، ليس هذا أمرًا مفاجئًا حين تضع بعين الاعتبار موعد ابتكار المنصة في عام 2011، أي تحديدًا في بداية فترة ازدهار «التسويق عبر المؤثرين». بُنيت غالب المنصات الأخرى على مبدأ التفاعل ما بين المتابعين والمبدعين، لكن تويتش يميز نفسه بفكرة السماح للمتابعين بالتفاعل بعضهم مع بعض عبر مربع الدردشة الحيّة. يخلق هذا الأمر شعورًا بالمجتمع المتابِع وهو ما تستغلّه المنصة استغلالاً جيدًا.
تعتمد فكرة المنصّة على البث مباشر لألعاب الفيديو والمنافسات بين اللاعبين حول العالم، بالتالي يمكنك مشاهدة كيفية تخطي المراحل الصعبة ومتابعة شغفك بألعاب الفيديو، وكذلك جني المال ومشاركة ألعابك مع الجمهور.
هنالك عدة طرق لربح المال هنا، تبدأ من الالتحاق ببرنامج شركاء تويتش. لا يلزمك أكثر من 50 متابعًا للانتساب للبرنامج، ما يمنحك إمكانية الوصول إلى ثلاث ميزات موفّرة للتحويل النقدي والربح الخاص بتويتش:
1- الاشتراكات المباشرة: يمكن أن يمنحك المتابعون رسم اشتراكٍ شهري بقيمة 4.99 دولار أو 9.99 دولار أو 24.99 دولار مقابل الترقيات المميزة.
2- عوائد ونقاط: يمكن أن يساعدك المتابعون عن طريق منحك بعضًا من عملة الـ«Bit» وهي العملة الداخلية في المنصّة، بهدفِ «تشجيعك» أثناء البثّ.
3- مبيعات الألعاب: عندما يشتري متابعون نسخةً من اللعبة التي تبثّها عبر صفحتك، تتلقى أنت 5% من الأرباح.
تعد هذه الخطوات جميعها ضمن سياق الولاء والتأييد للاعبين الكبار. لكن الاشتراك في وقتٍ مبكر في قناةٍ صاعدة وواعدة يخوّل صاحبها للحصول على شارة الشرف، وهي وسام إيموجي يوضع إلى جانب الاسم، ويعرف منه الآخرون مدى ولائك للاعبين.
على نطاقٍ صغير، تعد الاشتراكات المباشرة مصدر الدخل الأرجح والأفضل. إذا كان بثّك ممتعًا بشكلٍ معقول، يمكنك توقّع اشتراك 1% تقريبًا من متابعيك، وإن حصلت على 10 آلاف متابع ستجني حوالي 500 دولار شهريًّا. تستمّر هذه الأرقام بالتزايد طالما تؤدي جيدًا، وتصبح نسبة الحصول على مشتركين أكبر وأكثر احتمالاً مع تطاير سمعتك في الأرجاء. لكن الكاتب يذكرك مجددًا، أنه ببعض الإبداع يمكنك العثور على طرقٍ أخرى لاستثمار جمهورك هذا.
يجني «نينجا» مثلًا – وهو من ضمن أكثر اللاعبين شهرة على منصة تويتش- أكثر من 5 ملايين دولار سنويًّا من المنصة، 3 ملايين دولار منها تأتي من الاشتراكات المباشرة.
إذا استطعت بطريقةٍ ما الانضمام إلى النخبة العليا من اللاعبين أو أصحاب البث، تسنح لك فرصة أن تكون شريكًا لتويتش ما يخوّلك من عرض الإعلانات ضمن بثّك. مع ذلك، وبفضلِ خدمات منع الإعلانات عند المتابعين وتقليلها الكبير لمرات ظهور الإعلان، يقرر العديد من أصحاب البثّ بأن الأمر لا يستحق العناء.
التدوين
يجد الكاتب صعوبةً في تحديد اسمٍ معين هنا، إذ لا توجد منصّة واحدة تهيمن على عالم التدوين. تتوزع المدوّنات عبر مواقع الويب الشخصية، وكذلك المنصات الرئيسية مثل «Medium» و«Wordpress». لا يوجد أيضًا طريقة نموذجية للاستثمار في المدونات.
الطريقة الوحيدة الحقيقية لكسب المال – على نطاقٍ صغير- هي الاشتراكات المباشرة. تعد منصة «باتريون» الطريقة الأشهر في هذا المجال، على الرغم من أن هنالك خدمات متنوعة أخرى بدأت بالظهور إلى الساحة. هنالك أيضًا حركة متنامية تدعمها مجموعات مميزة مثل «Substack»، والتي تمكّن الكتاب من فرض رسومٍ للوصول إلى إنتاجهم في أبكرِ وقتٍ ممكن.
بأيّ سرعة يمكنك ربح المال من الإنترنت عن طريق التدوين؟
تتباين الأمثلة التي يذكرها الكاتب، اعتمد مدوّن التقنية الموقّر «بن طومسون» استراتيجية تسعير منذ البداية؛ مقالة مجانية واحدة كل أسبوع، وموقع بمحتوى يومي حصري للمشتركين الدافعين. على النقيض من ذلك تمامًا، يبرز اسم «بيل بيشوب»، وهو صوت رائد في الصين فقد كتب بشكلٍ مجاني لمدة ست سنوات قبل أن يتقاضى أجرًا كاملاً. يجني كلا المدوّنين الآن رزقًا مريحًا مدعومًا دعمًا مباشرًا من قرائهما.
يشير الكاتب إلى المسارات البديلة حديثة الظهور والتي يمكن عبرها ربح المال من الإنترنت من خلال التدوين: لدى منصة «Medium» الآن عضويات مدفوعة تمنح مشتركها حقّ الوصول إلى قصصٍ معينة، ويأخذ الكاتب نسبةً من رسوم العضوية تلك. يختلف العائد هنا اختلافًا كبيرًا – النصف الأعلى من الكتّاب في برنامج الشركاء يكسبون المال، ويجني الـ10% الأعلى منهم أكثر من 100 دولار شهريًّا. يمكن أن تصل أكثر قصة مدرّة للأرباح في شهرٍ ما إلى ألفي دولار- 5 آلاف دولار.
تعد هذه الطريقة مقبولة نسبيًّا للمدوّنين الهواة، إذ يتيح نظام التوصيات نشر كتاباتهم على نطاقٍ أوسع وإيصالها للجمهور من اليوم الأول، ومع قليلٍ من التفاني يمكن الوصول إلى ربح مبلغٍ ماليّ شهري ما بين 500- ألفي دولار شهريًّا. ما يزال تحقيق الربح الكثير صعبًا في هذه المنصة، إذ يحقق الكاتب الأبرز قرابة 10 آلاف دولار في الشهر، لكن نظام الدفع نفسه في المنصّة ما يزال في باكورته (سمح الموقع بالتحويل النقدي وتحقيق الدخل لمدوّنيه العام الماضي فقط).
لا يوجد طريقة واضحة ومعتمدة للوصول إلى دخل 20 ألف دولار شهري من التدوين، لكن الكاتب يلمّح إلى بعض الطرق، إذ يحصل بعض المدونين على صفقاتِ كتبٍ جيدة، ويمكن أن ترعى بعض الشركات مدوّنتك فيما لو حققت شعبيةً كبيرةً بالفعل لجمهورٍ متخصصٍ ما، وكذلك الحال نفسه بالنسبة للترويج والإعلانات. على سبيل المثال: يزور مدونة «Daring Fireball» قرابة 2.5 مليون زائر شهريًّا، وترعاها جهة ما كل أسبوع، ما يعود لصاحبِها بدخلٍ يقرب من 35 ألف دولار في الشهر.
الحصول على صفقةٍ جيدة لكتاب بالنسبة للمدون يماثل ابتداء علامةٍ تجارية لمؤثّري إنستجرام.
لا ينصح الكاتب بإعلانات جوجل وما شابهها من إعلاناتٍ مصغرة، تظهر على مدوّنتك وتشوّه جماليّة المنظر العام للصفحة دون أن تعود عليك بالنسبة الكبرى من الربح. يلجأ معظم المدونين الجادّين إلى إنشاء برامج إعلاناتهم الخاصة، والترويج للمنتجات الملائمة لشريحة جمهورهم المعيّنة.
يحلّ نموذج الاشتراك في المدوّنة الكثير من الإشكاليات أعلاه، ويسمح بإنشاء علاقةٍ مباشرة بين منشئ المحتوى وجمهوره، لا تتدخل فيها العلامات التجارية والإعلانات المنبثقة. لا يعد الدفع مقابل المحتوى المقدّم عبر الإنترنت معيارًا سائرًا في المجتمع حتى الآن، لكن هنالك حركة متنامية لتبنّي هذا المنهج في عالم التدوين.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
علامات
ألعاب الفيديو, إنترنت, إنستجرام, تدوين, ترجمات, تكنولوجيا, تويتش, سوشيال ميديا, علوم وتكنولوجيا, مدونات, منوعات, يوتيوب