عندما تطرح الوقت الذي تقضيه في العمل والمواصلات والأكل والنوم والأعمال المنزلية، من المحتمل أن لا يتبقى لك أكثر من ساعة أو ساعتين من وقت الفراغ كل ليلة. ولذا تقدم مدرّبة الوقت والكاتبة «إليزابيث غريس سوندرز» إرشادات محددة على موقع «فاست كومباني» لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأوقات.
الروتين الأسبوعيّ
لقد كان يومَ عملٍ طويل، طويل جدًا. تصل إلى البيت بعد نهاية العمل، تتناول وجبة العشاء، تنظّف، ترتمي على الأريكة، يبدأ النعاس يداعب جفنيك وأنت تتابع التلفاز أو تتسلّى بهاتفك. تكرر هذا الروتين في اليوم التالي، والذي يليه أيضًا. وقبل أن تدرك أصلًا تحلّ عطلة نهاية الأسبوع، حينها يتكون لديك شعورٌ بأن كل ما فعلته خلال الأسبوع هو العمل.
في الواقع، كان لديك ما يقارب الساعة أو الساعتين في كل ليلة لتفعل ما تريده. ولكن لأنك لم تستثمر هذا الوقت بوعي في أنشطةٍ مجدية أو مُرضية، بدت الأيام كما لو أنها طٌحِنت. إذًا كيف يمكنك التخلص من هذا الروتين والبدء في استثمار وقتك في الأنشطة التي تُنعِشك وترضي نفسك؟
لدى الكاتبة استراتيجيات خمس تستقيها من خبرتها في التدريب على إدارة الوقت، تؤكد أنها ستساعد القارئ على التمتع بوقتِ فراغٍ أكبر، والوصول لسعادةٍ أكبر، والرضا بالكيفية التي يستثمر فيها هذا الوقت.
1- خطط لوقتك المسائي مسبقًا
اعتماد خيارٍ إيجابي لما يجب القيام به عند المساء أمرٌ صعب حينما تشعر بالاستنزاف أصلًا. يكمن الخيار الأفضل في التفكير في وقت فراغك مسبقًا. ربما يتضمن الأمر تحديد موعد عشاء في الخارج، أو ذهاب للنادي الرياضي، أو فرصة لمراجعة حسابات التقاعد وما شابه.
إذا كانت خططك تتضمن التنسيق مع الآخرين، توصيك الكاتبة بتحديد المواعيد وجدولتها قبل بضعة أيام على الأقل، يمكنك التواصل معهم مثلًا منذ يوم الأربعاء أو الخميس للاعتماد على خطط عطلة نهاية الأسبوع. ربما يتطلب الأمر أن تدرج رسالة تذكيرية تتكرر في تقويمك كل يوم أربعاء تطالبك بالتفكير والتخطيط لعطلة نهاية الأسبوع.
أما بالنسبة للأنشطة الفردية، مثل القراءة، أو إنجاز شيء ما في منزلك، بمجرد إجراء بعض التفكير الواعي تجاهها حتى ولو في الصباح سيحسن من فرصة قضائك أمسية جيدة. مثلًا وأنت في طريقك إلى العمل قد تقرر أنك ستتمشى الليلة في نزهة، أو تنجز بعض الأوراق أو الفواتير غير المسددة.
تشتتنا التكنولوجيا وتجعلنا نشعر بأنا لم نحصل على أيّ وقت فراغ خلال الأسبوع
2- كن مستعدًا
بما أن وقت الفراغ محدود للغاية، من الضروري أن تكون مستعدًا مسبقًا للاستفادة الكاملة منه. قد يعني ذلك تجهيز حقيبة فيها ما تحتاج للنادي الرياضي حتى يمكنك الذهاب إليه بشكل مباشر من العمل، أو كتابة قائمة المهام التي يجب إنجازها بحيث تشرع بالعمل عليهم واحدة تلو الأخرى فور توفر وقت الفراغ لديك، أو وضع خطة لما عليك العمل عليه في مشروعٍ منزلي في وقت لاحق من المساء. تجهيز نفسك للأمسية منذ وقت سابق يقلل فرص تقاعسك عن إنجاز ما تريد ويحفزك أيضًا على عدم التأخر في العمل عن وقت نهاية الدوام. عندما يكون لديك مستوى أعلى من الوعي، تعي بأن الوقت الإضافي في المكتب يعني وقتًا أقل مما تريد القيام به، لذلك يكون لديك دافع قوي للمغادرة على الوقت.
ضع خطةً لما تريد فعله في الأمسية، وجهز نفسك مسبقًا فالتحضير يساعد في التنظيم والإنجاز
3- افعل ما يرضيك
لن تنفعك كل الأنشطة بنفس القدر. ليست مشاهدة التلفاز أو التقليب في هاتفك أمرًا سيئًا أو خاطئًا، لكن أنشطةً من هذا القبيل لن تنتج المواد الكيمائية الدماغية المحسّنة للحالة المزاجية، فيما يمكن أن تُفرز من قبل غالب استراتيجيات تخفيف التوتر الفعّالة. من أفضل الأنشطة التي يمكنك اعتمادها ممارسة الرياضة، أو الانخراط في طقسٍ ديني، أو القراءة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو العائلة، أو الحصول على مسّاج، أو المشي، أو التأمل، أو اليوغا، أو الهوايات.
لكل شخصٍ تفضيلاته الخاصة، لذا اكتب قائمة بالأنشطة المحددة التي تلاحظ أنها تجلب لك السعادة. على سبيل المثال، إذا كنتَ شخصًا اجتماعيًا قد تتضمن قائمتك الخروج ولقاء الآخرين ما أمكن. فيما لو كنت صاحب طبعٍ انطوائيّ ربما تحتاج إلى أنشطة فردية أكثر. حاول إدراج بعض هذه الأنشطة أسبوعيًا. ربما تشمل قائمتك لعب كرة القدم، والمشي، والقراءة، وقضاء الوقت مع الأشخاص المهمّين في حياتك. يسهّل توضيح ما تريد القيام به من إعطاء تلك الأنشطة الأولوية من وقتك.
لكلِ شخصٍ تفضيلاته لوقت الفراغ، فقط ابحث عما يشعرك بالسعادة عادةً
4- ضاعِف الفائدة
هنالك طريقة بسيطة لمضاعفة الفائدة والعائد من وقتك الثمين؛ يكمن السر في تنظيم الأنشطة وتكثيفها. على سبيل المثال، اذهب للتمشية مع صديق، أو مارس الهوايات المبدعة بمشاركة الأشخاص المهمين، إما عبر ممارسة النشاط نفسه، أو في المكان نفسه.
تشير المدربة مثلًا أنها اكتشفت شيئًا عن نفسها يتمثل في كونها تفضل التمشية بصحبة الآخرين أكثر من اللقاء بهم على العشاء أو المشروبات، ولذلك حاليًا حينما يدعوها أحد أصدقائها لملاقاته تحاول أن يكون اللقاء عبارة عن نشاطٍ مشتركٍ في الخارج؛ وبالتالي تكسب وقتًا اجتماعيًا وفي الوقت نفسه تفعل شيئًا ينعشها على مستوى عميق.
استثمر وقت فراغك بشكلٍ مضاعف عبر ممارسة هواياتك مع رفاقك
5- زد إحساسك بالوقت
هناك حيلة بسيطة تمنحك الإحساس بأن لديك وقت فراغ كبير، وذلك عبر القيام بأكثر من نشاطٍ واحد في الأمسية. على سبيل المثال بدلًا عن التمرن فقط يمكنك تخصيص 10 إلى 15 دقيقة للقراءة، وعوضًا أن تذهب للخارج لتناول العشاء وحسب، يمكن أيضًا ترتيب البريد أو الأوراق المهمة عندك. لا توصي المدربة بتعبئة وقت الفراغ بشكل مزدحم، لكن ببساطة يمكنك القيام بأنشطة متعددة في الأمسية الواحدة، فهذا يجعلك تشعر بأنك تكتسب خبرة أكبر خلال الفترة الزمنية نفسها.
أضف وقتًا من القراءة لروتينك المسائي، أو جدوِلَ أنشطة متعددة لتشعر بعائدٍ أكبر من الوقت
هل يمكنك مشاهدة التلفاز في المساء؟ بكل تأكيد. لا تقول المدرّبة أن على القارئ حرمان نفسه من جميع الأجهزة الإلكترونية، لكن أن تضع في اعتبارك منهجًا أكثر قصديّة لكيفية قضاء وقت فراغك. يمكن أن تُحدِث بعض التعديلات الصغيرة على ما اعتدت فعله من قبل أثرًا كبيرًا، ستشعر بأنك تملك وقت فراغٍ أكبر، وتتحسن مستوياتك الإجمالية من الطاقة، وكذلك رضاك عن الحياة بشكلٍ عام.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
علامات
:ترجمات, إدارة الوقت, استراتيجيات, التلفاز, التلفزيون, الموبايل, الهاتف, تضييع الوقت, نصائح, وقت الفراغ